تعرف على معنى الكونسبت أو الفكرة التصميميّة للمشاريع المعمارية

[faharasbio]

يواجه الكثير من المهندسين المعماريين في مراحل دراستهم صعوبة في اختيار الكونسبت (الفكرة التصميميّة) الخاص بمشروعهم؛ وذلك لعدم معرفتهم وإلمامهم الكافي عن الكونسبت، من أين يبدأ بالتفكير؟ وأي نوع من الكونسبت يتوجب عليّه اختياره والذي يناسب مشروعه؟

في هذا المقال سيتم توضيح كل ما يتعلق بالكونسبت بدايةً من التعريف إلى كيفية تطبيق الفكرة التصميمية في المشروع.

ما هي الفكرة التصميميّة؟

هناك العديد من التعريفات للفكرة التصميميّة (الكونسبت):-

  • هي الخطة العامة التي يمكن إيجاد حلول للمشكلة المعماريّة عن طريقها من خلال الاحتياجات الوظيفيّة.
  • الكونسبت هو عبارة عن أفكار أوليّة، والتي من خلالها يبدأ تطوير وإيجاد التشكيل العام للمنتج المعماري.
  • الفكرة التصميميّة هي الفكرة العامة في صورتها الأوليّة.
  • هي القواعد الأوليّة لتطوير وتهيئة الهدف العام للمشروع.
  • هو بداية التفكير والذي يحتاج إلى تفصيل وتطوير لاحقًا.
  • الكونسبت هو الطرق والوسائل الأوليّة للتعامل مع العملية التصميميّة.
  • هي رؤية تحليليّة للمشكلة المعماريّة.
  • الصورة الذهنيّة التي جاءت من تحليل المشروع والهدف منه.

قد تكون الفكرة التصميميّة بسيطة أو معقدة، معتمدة على المعماري والعميل في نفس الوقت أو قد تكون حلاً لمشكلة ما.
نستطيع القول أيضًا أنّ الفكرة التصميميّة عبارة عن حكاية تستطيع عن طريقها جعل الجمهور يعيشون المكان.

ما هي أنواع الفكرة التصميميّة (الكونسبت)؟

قد يكون تصنيف الأفكار صعبًا حيث أن طريقة التفكير والتعبير عنه تختلف بشكل واضح من شخص لآخر، ولكن يبقى هناك رابط بين كل مجموعة من الأفكار يجعل لها توجُّهًا متشابهًا له إطاره العام وخصائص معينة تدفعنا للقول بأن هذه الفكرة تتبعه أو لا.

أيضًا التصنيف لا يكون للفكرة ذاتها ولكن يمكن القول بأن التصنيف يكون تبعًا لمنبع الفكرة أو كيفيّة تطبيقها.

أنواع الفكرة التصميميّة (الكونسبت):-

الفكرة التخطيطيّة

هي الفكرة التي تنعكس على التخطيط العام للمشروع ككل بحيث تظهر في المباني والتنسيق الحدائقي والعلاقات الرابطة للكتل، وتكون هذه الفكرة في المشاريع متعددة المباني أو المشاريع التي تحتاج مناطق مفتوحة ذات فراغات محددة.

 وتعتبر الفكرة التخطيطيّة فكرة عامة بحيث تتضمن نوع أو أكثر من الأفكار الأخرى.

الفكرة الهندسيّة

هي فن التلاعب بالأشكال الهندسيّة والفراغيّة البسيطة وطريقة دمجها وتركيبها لتعطي تكوين الكتلة ولها قواعدها وأسسها فيما يخص النسب ونقاط الالتقاء، وهي من أسهل الكونسبت، مختصة في الغالب بالمباني البسيطة كالسكنيّة والمدارس وأحيانًا المعارض.

الفكرة النحتيّة

هي عمليّة تحوير للأشكال الهندسيّة، تتعامل مع المبنى كقطعة فنيّة واحدة ومتكاملة، وتستخدم أسس وقواعد النحت من الناحية البصريّة والتشكيل والثبات والإحساس، ويستخدم هذا الكونسبت غالبًا في الأماكن العامة ذات البنية الوظيفيّة متعددة الفراغات كالمولات والمعارض وأيضًا في المباني السكنيّة.

الفكرة الوظيفيّة   

يغلب على المبنى الوظيفة الداخليّة  كالمستشفيات والأندية الرياضيّة، إذ ينصرف الإهتمام للحل الوظيفي، وقد تضفي الوظيفيّة الداخليّة في المباني شكلًا مميزًا كما في المعارض حيث تمثل الحركة الداخليّة هنا عنصرًا رئيسيًا قد يظهر بوضوح في تشكيل المبنى الخارجي.

الفكرة البيئيّة

هي التوجه الأكبر حاليًا، وتكون مستمدة من بيئة الموقع أو مناخه، وتستخدم في كافة المباني من أصغرها إلى أكثر المباني ضخامة، لها أنواع متعددة وتطبق بأكثر من حالة، ولا تقتصر فقط على مجرد سقف أخضر بل هي دراسة شاملة للمبنى.

الفكرة الثقافيّة والاجتماعيّة

تستمد فكرة تصميم معماري من ثقافة البيئة المحيطة.

الفكرة العضويّة

يستوحي المعماري شكل المبنى من الكائنات الحيّة بدءًا من أصغرها وحتى الكائنات الحيّة الكبيرة، وغالبًا ما يكون من الكائنات الحيّة المتوفرة في البيئة المحيطة، أو أن تكون هذه الكائنات رمز من رموز المنطقة، هذا النوع يصلح في المباني العامة والكبيرة نظرًا لتكلفة البناء الكبيرة.

الفكرة التجريديّة

يقوم المصمم باقتباس عنصر معين ويكون ذو طابع إيحائي أو رمزي، ولكن لا يكتفي بعكسه في التصميم، وإنما يدخله في طور التجريد ليحصل على تشكيل جديد، وتزداد قوة هذه الفكرة إذا تم إدخال الجانب الفلسفي في عملية التجريد.

الفكرة الإنشائيّة

تكون الفكرة في الأنظمة الإنشائيّة كالجمالونات والإطارات، وتستخدم هذه الفكرة لحل مشكلة إنشائيّة لكن بطريقة متفردة، ويمكن القول بأن الفكرة الإنشائيّة هي فرع من فروع الفكرة التجريديّة.

الفكرة التقنيّة، التكنولوجيّة

تتعامل مع لب المشكلة التصميميّة بشكل مباشر عن طريق حلها بشكل تقني وتطبيقي، وتستخدم بذلك وسائل تكنولوجية وابتكارات معينة، أي تكون نابعة من عنصر تكنولوجي أو تقنية ما.

الفكرة الفلسفيّة

نأخذ عنصر ما ونقوم بفلسفته وصياغته بكونسبت مرتبط بالمشروع، وتزداد قوة هذا النوع من الأفكار بتعدد ارتباطات الفكرة وجزئياتها مع المشروع وجزئياته، وهنا يجب الإبتعاد عن السطحية في ترجمة الفكرة والبحث عن الأبعاد الإيحائية لمضموناتها.

من الممكن الجمع بين أكثر من نوع في كونسبت واحد لمشروع واحد، ومن المهم تحديد نوع الكونسبت عند البدء بتصميم المشروع، هذا يجعل المشروع واضح وقوي.

خصائص الفكرة التصميميّة (الكونسبت)

  • التعبير وعدم المبالغة: التعبير عن فكر المعماري، المجتمع، والتكوين.
  • الوضوح والبساطة في العلاقات، والمكونات، والتشكيل، والمقصد والهدف.
  • الواقعيّة والرمزيّة: البعد عن الصراحة المباشرة، ويمكن ترجمة الرمزيّة للوظيفة.
  • التجريد والعمق: بدون تفاصيل، وتعطي الدلالة والمعنى والرؤية.
  • التوافق والتأثير: التوافق مع المحيط، والأنظمة، والاشتراكات، التأثير على المستخدمين، الروّاد والمشاهدين.

الأساسيات التي يجب أن تتوافر في الكونسبت:-

  1. أن تكون نابعة من المشكلة المعماريّة أو أن تكون على علاقة قوية بها.
  2. أن تكون أوليّة وعامة، وبداية لظهور شخصيّة المنتج المعماري.
  3. أن تكون قابلة للتطوير لاحقًا.

متغيرات تتبع الفكرة التصميميّة (أشياء نأخذها بعين الاعتبار عند اختيارنا للكونسبت):-

  1. خصوصيّة المشروع (متحف، مشفى، مدرسة..).
  2. الموقع (جغرافيّة الموقع، رمزيّة الموقع..).
  3. طبيعة المستخدمين (مهنة المستخدم، موقعه في المجتمع).
  4. الوظيفة: معرفة وظيفة المبنى ومحاولة الخروج عن المألوف في التصميم.

علاقة المعماري بالفكرة التصميميّة (الكونسبت)

إنّ الفكرة المعماريّة والتصميم العام للمنتج المعماري تتأثر بالمعماري القائم بالتصميم، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على اتجاه الفكرة التصميميّة (الكونسبت) وطريقة تطبيقها، وترتبط هذه العوامل بالمصمم المعماري في المقام الأول، وتتمثل العوامل في ثلاث نقاط رئيسيّة وهي:-

  1. الفلسفة التصميميّة والمداخل التعبيريّة والاتجاهات التصميميّة للمهندس معماري.
  2. رؤية المعماري للمشكلة التصميميّة ( وفقًا لكل مشروع ) وتحديد جوانبها وطرق حلها.
  3. فلسفة المصمم المعماري العامة وخلفياته الثقافيّة وانتماءاته.

للفكرة التصميميّة بعدين يجب على المعماري تحقيقهما لكي يضمن نجاح كامل لتصميمه وهما:-

  • التعبير الداخلي: متعلق بإحساس المستخدمين داخل المشروع بوجود الفكرة.
  • التعبير الخارجي: متعلق بالانطباع الذي يتشكل للناس خارج المشروع.

كيفية تطبيق الفكرة التصميمية؟

عن طريق اختيار الألوان والمواد والتوزيع والأشكال والجو العام، حيث أن الفكرة التصميميّة لا تنتهي عند نهاية التصميم الأوّلي فقط بل يجب أن تمتد إلى ما بعد ذلك إلى مرحلة التنفيذ.
ولتطبيق الفكرة يجب أن تكون جميع عناصر التصميم (الإضاءة، والألوان، والخامات، والمواد، والأشكال) في تناسق مع بعضها البعض بما يناسب و يخدم الفكرة.

بعض الأفكار تظهر واضحة من خلال الشكل الخارجي للمكان و بعضها تظهر من خلال استخدام الخامات و بعضها من خلال الجو العام للمكان.

أيضًا هناك اتجاهين للتطبيق:

  • تطبيق وظيفي عملي يعتمد على وظيفة المكان و حل المشاكل.
  • تطبيق شكلي يعتمد على الشكل الجمالي و الشكل النهائي للتصميم، و إذا كان التطبيق هكذا فإنه يكون ناقصًا لذا من الأفضل الجمع بينهما.

أقراء أيضًا المنشآت المعمارية في العصر الحديث.

[ppc_referral_link]