الميكروبيوم صيحة جديدة في مجال العناية بالبشرة

الميكروبيوم
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

مقدمة عن صيحة الميكروبيوم

يتطور العلم في جميع مناحي الحياة وهو لا يفتأ يحاول الإجابة على الأسئلة التي تحير العلماء، وكذلك يعمل على تحسين نوعية حياة البشر.

لطالما كان الجمال ملهمًا للعديد من الباحثين و العلماء منذ عصر الإنسان القديم وبحثه عن ينبوع الشباب والجمال، حتى عصرنا الحالي وفي كل عام تظهر أبحاث جديدة لصيحات في عالم العناية بالبشرة.

وباعتباري صيدلانية و خبيرة بالمستحضرات الجلدية وجب علي التنويه في بداية المقال أن جزءًا كبيرًا من مشوار العناية بالبشرة يبدأ داخل الجسم بدءًا من الاهتمام بالتغذية السليمة و الإبتعاد عن التوتر والإرهاق وكذلك التدخين مع دور العناية الخارجية بالبشرة للحفاظ على رونقها و نضارتها و حمايتها من التجاعيد و الشيخوخة والأمراض.

سنتحدث في مقالنا عن دور الميكروبيوم في جمال وصحة البشرة.

تعريف الميكروبيوم:

هو نظام بيئي معقد يضم عشرات التريليونات من الكائنات الحية المجهرية التي تعيش بشكل طبيعي في جسم الإنسان ضمن الجهاز الهضمي أو على سطح الجلد، وتؤثر بشكل غير مباشر على صحة الجسم عن طريق التأثير على التمثيل الغذائي وهضم الطعام، جهاز المناعة، وصحة الجلد.

لكل إنسان طيف خاص من الميكروبيوم يتشكل عند الولادة و يميزه عن غيره و يعتبر فريدًا كبصمة الإصبع.

يعتقد العلماء أن هذه الأعداد الهائلة من البكتريا والفيروسات والفطريات تتعايش بشكل طبيعي في الجسم لذلك تكون غير ضارة للأفراد الأصحاء.

آلية عمل الميكروبيوم في الجلد البشري:

يعمل الميكروبيوم كطبقة واقية ذكية تعد واجهة الجسم للعالم الخارجي، وتعمل على اتخاذ قرارات السماح بدخول العناصر الرطبة والمغذية للجسم و إبقاء المهيجات والملوثات ومسببات الأمراض بعيدًا.

إن توازن سلالات الميكروبات المكونة لميكروبيوم الجلد مهم جدًا في توازن حاجز الوقاية وأي خلل في هذا التوازن سيؤدي إلى مشاكل في صحة الجلد كالحساسية والأكزيما والوردية والصدفية وحب الشباب وقد يعمل على تسريع ظهور علامات الشيخوخة.

والميكروبيوم يقوم بأدوار عدة أهمها:

  • يسهل عملية الهضم ويسمح بامتصاص المكونات الغذائية.
  • ينتج بعض الفيتامينات مثل فيتامينات B و K.
  • يلعب دورًا مهمًا كمضاد للأكسدة.
  • يساعد على إنتاج حمض الهيالورونيك والببتيدات والفيتامينات.
  • يساعد على ترطيب البشرة ومرونتها.
  • يرطب ويقوي فروة الرأس. 

فوائد الميكروبيوم في العناية بالبشرة:

يمتلك الجلد نظامًا بيئيًا فريدًا من البكتريا والفطريات والفيروسات لذلك يعد الحفاظ على التوازن ضروريًا لإبقاء البشرة رطبة ونضرة وخالية من الأمراض.

كان الروتين اليومي لعلاج البشرة قديمًا مصمم بهدف تطهير البشرة من الجراثيم والفيروسات دون الأخذ بالاعتبار أهمية وجود البكتريا الجيدة ودورها الدفاعي ضد الالتهابات والشوائب.

إن العناية بميكروبيوم البشرة يتيح لنا التخلص من المنتجات التي تؤذي بشرتنا ويقلل وقت وتكلفة روتين العناية اليومي، كذلك يتيح لبشرتنا شفاء وترميم نفسها.

يعتقد الباحثون في مجال الطب الجلدي أن الميكروبيوم لا يمكنه فقط ترطيب البشرة وتوحيد لونها، لكنه أيضًا يخفف من الأكزيما وحب الشباب والاحمرار وفرط الحساسية، لذلك تهدف العناية بالبشرة بالمنتجات الحاوية على الميكروبيوم إلى استعادة التوازن الدقيق الذي يشجع نمو البكتريا المفيدة التي تحافظ على صحة البشرة ومن الممكن تلخيص فوائد هذه الصيحة الثورية بمايلي:

  • حماية البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية وضررها المتمثل في شيخوخة وسرطانات الجلد.
  • حمايتها من التأثيرات البيئية والتلوث والعوامل المسببة للحساسية.
  • زيادة قدرة الجلد على امتصاص العناصر الغذائية.
  • الحفاظ على رطوبة الجلد ومرونته ومحاربة التجاعيد.
  • توحيد لون البشرة وإعطائها مظهرًا صحيًا وحيويًا.

العوامل التي تضر بميكروبيوم الجلد:

أدت أنماط العيش الحديثة كأنماط التغذية القليلة الألياف والفيتامينات والمعتمدة على الطعام غير الصحي والإفراط في النظافة و نوعية المنتجات التي نستخدمها إلى تجريد بشرتنا من زيوتها الطبيعية والبكتريا المفيدة التي تحمي حاجزنا الجلدي وتؤدي إلى العديد من المشاكل الجلدية.

كما أن جائحة كورونا والجو المفرط التعقيم الذي لازمها للوقاية من العدوى الفروسية، كذلك ارتداء أقنعة الوجه أدى إلى الإضرار بتوازن ميكروبيوم الجلد.

المنتجات الرديفة للميكروبيوم الجلدي الطبيعي:

بعد أن فهمنا أهمية الميكروبيوم للبشرة والعوامل التي تؤدي إلى الإخلال بتوازنه نحتاج أن نبحث عن المكونات الأساسية التي نحتاج إضافتها إلى المستحضرات الجلدية لإصلاح توازن الميكروبيوم لدى بشرتنا.

يحتاج ميكروبيوم الجلد ليكون صحيًا إلى الجزيئات الحيوية الأساسية مثل فيتامين E والأحماض الدهنية والعناصر المغذية حيث يمثل استخدام هذه المكونات الخطوة الأولى نحو إعادة الجلد إلى حالته الصحية، وتتمثل الخطوة الثانية بتقليل استخدام المنتجات التي تسبب اضطراب البشرة أو اضطراب الميكروبيوم فيها.

لاينصح بدمج المستحضرات الحاوية على ميكروبيوم مع منتجات أخرى لأن المكونات الأنشطة مثل الأحماض والريتينول والكحول يمكن أن تؤثر سلبًا على ميكروبيوم الجلد، كما أنه لا توجد دراسات كافية لدراسة تفاعل هذه المواد.

إن أهمية علم الميكروبيوم وفوائده العديد دفع العديد من العلامات التجارية البارزة لإنتاج مستحضرات تجميل متنوعة من الغسولات والكريمات والشامبوهات الحاوية على هذه المادة تحت شعار تعزيز إشراقة البشرة، ومتوقع المزيد من الأبحاث المطورة لاستخدام هذه الصيحة الجديدة بما يخدم صحة الجلد.

‫0 تعليق