بحث عن التنمية المستدامة وأهدافها

بحث عن التنمية المستدامة وأهدافها
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

بحث عن التنمية المستدامة وأهدافها

لاحظ الباحثون خلال فترة السبعينات الخطر الكبير المرافق لعملية الاستهلاك المتسارع للموارد الطبيعية مع تزايد عدد السكان، لذلك كان لابد من وضع الخطط ودراسة الموضوع لتفادي هذه المشكلة الخطيرة، سميت هذه الخطط بمفهوم التنمية المستدامة.

فالتنمية المستدامة هي تفعيل كافة قطاعات الدولة سواء الخاصة أو العامة أو حتى الأفراد لتحسين الوضع المعيشي للمجتمع من خلال الاستفادة من التجارب السابقة ودراسة المعطيات الحالية وتطويرها لضمان مستقبل أفضل من خلال الاستفادة من الموارد البشرية والمادية والسعي الدائم إلى تطويرها بالعلم والمعارف والرقي بهذه الموارد لضمان استمراريتها وتقديمها لأفضل النتائج حاليًا ومستقبلًا.

ويمكن تعريف التنمية المستدامة بأنها عملية المحافظة على البيئة والتوازن بين مكوناتها، ويعتبر البعد الزمني العامل الأساسي فيها كونها تنمية طويلة الأمد وتعتمد على دراسة الموارد المتاحة ووضع الخطط للاستفادة منها لأطول فترة مستقبلية مع التنبؤ بالمتغيرات في معدلات النمو السكاني مع ضرورة ارتفاع معدلات النمو في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها مع انخفاض معدلات استهلاك الموارد الطبيعية.

و لضمان نجاح عملية التنمية المستدامة يجب تحقيقها في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية وغيرها، والتي تهدف إلى الاستدامة في تطوير الموارد الطبيعية واستغلالها بشكل مدروس لضمان عدم نفاذها لتلبي حاجات الأجيال الحالية وضمان كفايتها للأجيال القادمة.

خصائص التنمية المستدامة

  • توفير بيئة صحية للإنسان: تسعى التنمية المستدامة للقضاء على الفقر وتحسين الوضع المعيشي للفرد من خلال الاستهلاك المتوازن للموارد الطبيعية وبالتالي تأمين احتياجات الفرد من الغذاء والصحة والتعليم وغيرها، مع ضمان حصة الأجيال القادمة من هذه الاحتياجات.
  • الحفاظ على المحيط الحيوي من خلال وضع الخطط لضمان عدم استنزاف الموارد الطبيعية مثل الهواء والماء واستهلاكها بطريقة تضمن المحافظة على قدرتها على العطاء في المستقبل وبالتالي المحافظة على رأس المال الطبيعي وتحقيق التنمية المستدامة للموارد البيئية.
  • تحقيق التوازن بين الموارد المختلفة والحاجة إلى الاستثمار والربط بينهما.

أبعاد التنمية المستدامة

البعد البيئي

فمن أهم أهداف التنمية المستدامة ترشيد استخدام موارد البيئة نظرًا لعدم وجود بدائل لهذه الموارد والحد من التلوث وتحديد ما يمكن اسخدامه من هذه الموارد.

البعد الاقتصادي

تعمل التنمية المستدامة على تطوير القطاعات التي تضمن تطور الإنتاج الزراعي والصناعي وغيرها، وذلك من أجل ضمان حصول الفرد على حصته من الحاجات الأساسية دون المساس بحاجة غيره من الأجيال القادمة.

البعد الاجتماعي

تهدف التنمية المستدامة إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم وتحقيق المساواة والتوازن بين متطلبات الأجيال الحالية والقادمة.

البعد التقني

ساعدت التكنولوجيا الحديثة على تطوير الخطط المستخدمة في عملية التنمية المستدامة وتطبيقها بشكل أسرع، وطورت القطاع الاقتصادي من خلال توفير فرص عمل جديدة.

وطورت القطاع الزراعي عن طريق الاتصالات وشبكة الإنترنت التي عرفت المزارعين على الطرق الحديثة للزراعة مما أدى إلى تحسين الإنتاج الزراعي وتطوير سبل المعيشة في الريف.

التحديات التي تواجه التنمية المستدامة

على الرغم من أهمية عملية التنمية المستدامة إلا أنها تواجه تحديات كثيرة منها:

  • الصعوبات التي تواجه عملية التنمية المتواصلة.
  • صعوبة الحد من التلوث البيئي بسبب زيادة انتشار المصانع وزيادة عدد السكان.
  • صعوبة ضبط الاستهلاك الفردي والجماعي للموارد وحماية هذه الموارد.
  • وجود الفساد في بعض الدول.

مجالات التنمية المستدامة

تسعى التنمية المستدامة إلى تحقيق ثلاثة مجالات رئيسية اعتبرت أساسية ومهمة لمصلحة العالم لجعله مكانًا مثاليًا للعيش، وذلك من خلال تحسين ظروف المعيشة دون استنزاف الموارد الطبيعية وهذه المجالات هي:

  • النمو الاقتصادي.
  • التنمية الاجتماعية.
  • حفظ الموارد الطبيعية والبيئة.

أهداف التنمية المستدامة

تهدف التنمية المستدامة إلى تطوير جميع الموارد التي من شأنها تحسين الظروف المعيشية للناس وحماية كوكب الأرض والعيش بسلام، وتعد هذه الأهداف متكاملة وتسعى لتغيير جوانب الحياة المتغيرة جميعها نحو الأفضل، ويتطلب تحقيق هذه الأهداف المشاركة بين الحكومات والقطاعات الخاصة والأفراد للتأكد من الحفاظ على الموارد، وهذه الأهداف هي:

القضاء على الفقر

يسعى الكثير من الناس لتلبية الاحتياجات الإنسانية والأساسية وبعضهم يفتقرون إلى الغذاء الكافي والمياه الصالحة للشرب، ولا نزال نرى في بعض المجتمعات أن النساء أكثر عرضة للفقر من الرجال بسبب عدم المساواة في أجور العمل وعدم الحصول على التعليم والحرمان من حق التملك،كما أن تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الفقر في العالم.

كل هذه العوامل جعلت من التنمية المستدامة التي تسعى للتطور الاقتصادي ضرورة ملحة لحل هذه المشكلة.

القضاء على الجوع

من خلال عملية التنمية المستدامة استطاعت العديد من البلدان النامية التي كانت تعاني من المجاعة من تلبية احتياجات الغذاء للفئة الأكثر فقرًا وجوعًا.

ولكن نتيجة التدهور البيئي والجفاف وتقلبات المناخ أصبح الجوع وسوء التغذية عائقا أمام عملية التنمية، وهناك بعض البلدان تعاني انعدام الأمن الغذائي مع تزايد عدد السكان وضعف الإنتاج الزراعي، لذلك تعمل التنمية المستدامة على القضاء على الجوع من خلال الممارسات الزراعية المستدامة واستخدام التكنولوجيا في تحسين الزراعة.

الصحة الجيدة

تهدف التنمية المستدامة من خلال خططها في تطوير الرعاية الصحية والاهتمام بالتوعية الصحية وتوفير سبل الحصول على الأدوية واللقاحات إلى الحد من عدد وفيات الأطفال وتحسين صحة الأمهات ومكافحة الإيدز وغيرها من الأمراض والأوبئة التي تهدد البشرية.

التعليم الجيد

يعد الحصول على التعليم الجيد من أهم الوسائل لتحقيق التنمية لأنه يزيد من عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس ويقضي على الفوارق في إتاحة التعليم بسبب الجنس أو الثروة.

المساواة بين الجنسين

والتي تحصل عند ضمان حصول المرأة على حقها في الممتلكات وحصولها على الخدمات المتنوعة كالصحة والتعليم واستلام المناصب المهمة في الدولة مثل الرجل.

المياه النظيفة

والتي نحصل عليها بزيادة الاستثمارات في البنية التحتية وتوفير مرافق الصرف الصحي وحماية الأنهار والمجمعات المائية الموجودة في الغابات والجبال وتحلية المياه المالحة.

الطاقة النظيفة

وتتم عن طريق الاستثمار في مصادر الطاقة النظيقة مثل الطاقة الشمسية والرياح والحرارة واستخدام المعايير ذات الكلفة الأقل للتكنولوجيا وبالتالي تقليل استهلاك الكهرباء العالمي.

 نمو الاقتصاد

إن تأمين فرص العمل المناسبة لفئات المجتمع ستؤدي إلى زيادة الإنتاجية والابتكار في العمل، الأمر الذي سيؤدي إلى تطوير العمل ونموه.

الصناعة

يعد تطوير القطاع الصناعي من أهم أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير فرص عمل جديدة وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة.

تحقيق المساواة في الدخل

وذلك من خلال تشديد الرقابة على الأسواق وتشجيع الاستثمار الأجنبي في المناطق الفقيرة وتسهيل الهجرة الآمنة.

توفير مدن مستدامة

من خلال تقديم التسهيلات في مجال السكن وتخفيض أسعاره وترميم الأحياء الفقيرة.

الإنتاج والاستهلاك

يجب جعل الاقتصاد ليصبح أكثر كفاءة في استخدام الموارد، من خلال الإدارة الفعالة لهذه الموارد وحث القطاع الصناعي والتجاري على تقليل النفايات وإعادة تدويرها والاتجاه نحو أنماط استهلاك أكثر ديمومة.

المناخ

زيادة عدد السكان وارتفاع درجات الحرارة والجفاف سيهدد الإنتاج الزراعي وسيؤدي إلى ندرة المياه، لذلك يجب أن تتضافر جهود العالم لاتخاذ مجموعة من التدابير التكنولوجية للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية.

الحياة تحت الماء

تهدف التنمية المستدامة إلى إدارة النظم البحرية وترشيد استخدام الموارد المتعلقة بالمحيطات لضمان ديمومتها، وحماية هذه المحيطات من التلوث من خلال القانون الدولي.

الحياة على البر

تعتبر المحافظة على الغابات والجبال من أهم أهداف التنمية المستدامة نظرا لأهمية الزراعة، وكونها مصدرًا هامًا للهواء النقي ولدورها الكبير في تغيير المناخ.

السلام

إن انعدام الأمن وانتشار العنف ولا سيما المسلح من أهم المظاهر التي تؤثر على النمو الاقتصادي للبلدان لذلك لابد من حل هذه المشكلة من خلال تعزيز سيادة القانون وحقوق الإنسان وبذل الجهود لمنع تدفق الأسلحة غير المشروعة.

عقد الشراكات

إن تطوير التجارة الدولية يساعد الدول النامية على زيادة صادراتها ويتم ذلك من خلال تعزيز التعاون بين البلدان ودعم الخطط الوطنية لتحقيق هذه الأهداف.

ومن العوامل الضرورية لنجاح عملية التنمية المستدامة أيضًا هي المساواة بين الجنسين والتساوي بين طبقات المجتمع وتوفير الأموال والخدمات المتنوعة للطبقات الفقيرة ومكافحة الفساد الذي من شأنه الإخلال بالأمن الاجتماعي وعدم إيجاد فرص عمل للفقراء.

اقرأ أيضًا: بحث عن الاحتباس الحراري

‫0 تعليق