تسمم الأسنان بالفلورايد: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

[faharasbio]

تسمم الأسنان بالفلورايد: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

تعتبر صحة الفم والأسنان أمر لا يمكن الاستهانة به حيث أنه يوجد الكثير من الإجراءات التي لا يجب إهمالها لنمنع تواجد الجراثيم في الحفرة الفموية، وبالتالي حماية أسناننا من التسوس وأيضًا الحفاظ على اللثة من الالتهابات.

يجب على الأقل أن نقوم بتنظيف أسناننا مرتين في اليوم، والوضع المثالي هو ثلاث مرات، ولكن على الجانب الآخر إذا كنت تقوم بتفريش أسنانك بكثرة وبأوقات متقاربة وبطريقة خاطئة، فهذا يمكن أن يؤدي إلى تخرب في النسج السنية بسبب إلحاق الضرر بالمينا الخاص بالأسنان.

يجب أن يتم تنظيف الأسنان بطريقة لطيفة وبحركات ناعمة بسرعة مقبولة وبفرشاة غير قاسية لكي لا تتضرر النسج اللثوية المحيطة بالسن.

لا تقتصر إجراءات العناية بالصحة الفموية على طريقة تفريش الأسنان بل هناك الكثير من التفاصيل التي نعجز عن جمعها في سطور قليلة مثل الاهتمام بنوعية معجون الأسنان وتطبيق الفلور موضعيًا.

تصاب الأسنان بالعديد من التصبغات التي قد تزعج المريض وتؤثر على جمالية الأسنان، وقد تكون ناتجة عن إهمال الصحة الفموية أو الخضوع لمعالجات خاطئة.

هناك نوع من تصبغات الأسنان الذي يكون ناتجًا في بعض الأحيان عن تسمم عام في الجسم وهو التصبغ بالفلور.

هذه الحالة قد تحدث بدون إجراء تطبيق موضعي للفلور، بل من الممكن أن يصاب بها المريض بآلية طبيعية، حيث أن الفلور يوجد في كثير من الأطعمة والمنتجات.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن تسمم الأسنان بالفلور، آليته، أعراضه وأيضًا طرق علاجه.

ما هو الفلورايد؟

إن الفلورايد هو أحد أنواع المعادن التي توجد بشكل طبيعي في أصناف الطعام المختلفة وأيضًا في مياه الشرب، ويضاف بشكل أساسي في بعض المنتجات الصناعية كمعجون الأسنان وبعض أنواع غسولات الفم والمكملات الغذائية.

يمتلك الفلورايد أهميته من محاربته لتسوس الأسنان حيث أنه يشكل طبقة حماية تمنع الأحماض الناتجة عن السكريات والبكتيريا من أذية طبقة المينا.

على الرغم من فائدته المهمة والأساسية إلا أن الإفراط في استهلاكه فوق الحد الطبيعي يمتلك تأثيرات سلبية على الأسنان وعلى بقية الجسم.

تختلف استجابة الجسم للفلور حيث أنه من الممكن أن يصاب أحد المرضى بالتسمم نتيجة تناوله العنصر مرة واحدة بكمية كبيرة، بينما على الجانب الآخر قد نجد أن أعراض التسمم ظهرت على مريض آخر بعد تناوله لمصادر غنية بالفلور لفترات طويلة جدًا.

ما هو التسمم بالفلور؟

إن تسمم الأسنان بالفلورايد حالة شائعة تمتلك بعض الأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص بعد تناوله الفلورايد بكميات تفوق الحد الطبيعي سواء كان ذلك بشكل مقصود أو عرضي.

تحدث هذه الحالة لدى الأطفال غالبًا بشكل عرضي ولكن عند الكبار من الممكن أن تكون مقصودة.

الجرعة التي تسبب حالة التسمم تقدر ب 5 إلى 10 ملغ/كغ من الفلورايد، أما الجرعة القاتلة التي تسبب الموت 5 إلى 10 غ عند البالغين و 500 ملغ عند الأطفال.

هناك مصادر كثيرة من الممكن أن تسبب التسمم بالفلورايد مثل معجون الأسنان وأيضًا أنواع غسول الفم التي تحتوي عليه بنسبة عالية.

كما يمكن أن يحدث التسمم عن طريق المياه المفلورة المعبئة التي لم يتم فحص مستوى الفلورايد فيها.

الاستخدام الغير ملائم للمكملات الغذائية التي تحتوي على الفلورايد يعد من الأسباب الشائعة أيضًا.

أعراض التسمم بالفلورايد

غالبًا تظهر الأعراض الخاصة بالتسمم بالفلور بعد عدة دقائق من التعرض له بالكميات التي تسبب هذه الحالة، ولكن في بعض الحالات قد تتأخر الأعراض في الظهور حتى عدة أيام.

تظهر الأعراض على عدة مستويات وهي كالآتي:

على مستوى الجهاز الهضمي:

  • الغثيان والإقياء.
  • آلام قوية في البطن.
  • زيادة الإفراز اللعابي.
  • عسرة في البلع.

على مستوى الجهاز العصبي:

  • ضعف عام في العضلات.
  • نوبات الصرع المتكررة.
  • تشنج عام في الجسم.
  • نوبات صرع.
  • ارتعاش في الأطراف.
  • آلام عصبية.

على مستوى جهاز التنفس:

  • تهيج في الحلق.
  • تهيج في العيون ودماع.
  • تهيج واحتقان في الأنف.

على مستوى الأسنان:

  • ظهور بقع أو شرائط بيضاء على مينا السن وقد تتظاهر على شكل بقع بلون بني أو أصفر.
  • نلاحظ عدم انتظام بسطح السن مع ظهور بعض الحفر عليه.

إذًا تختلف الأعراض وتتنوع من أعراض بسيطة إلى أعراض شديدة، وقد تحدث وفاة للمريض في الحالات الشديدة التي استهلك فيها المريض كميات كبيرة جدًا من الفلور.

تختلف المضاعفات حسب سرعة تلقي المريض للعلاج حيث أنها تعتبر من الحالات التي لا يجب إهمالها.

علاج التسمم بالفلورايد

في حالات التسمم الشديدة التي تظهر فيها الأعراض على كل الجسم، يجب وبشكل فوري أن يتم تصحيح الخلل الموجود في مستوى بعض العناصر ويتم ذلك كما يلي:

  • نعطي المريض الكالسيوم بشكل وريدي في المستشفى ولكن قد تظهر عليهم مشاكل في نظم القلب.
  • بالنسبة للتسمم الذي يظهر على الجلد نطبق جل يحتوي على الكالسيوم موضعيًا في غرفة الطوارئ داخل المستشفى.
  • يتم إجراء غسيل للمعدة في الحالات الشديدة وغسيل للكلى في الحالات المستعصية.
  • الرعاية النفسية ضرورية لمن كانت حالة التسمم لديهم بقصد.

بالنسبة للبقع والخطوط التي تظهر على مينا الأسنان نتيجة التسمم بالفلورايد مع الأسف لا يمكن إزالتها، ولكن في حال كان المريض منزعج بشدة من شكلها يمكن اللجوء لإخفائها.

يستطيع طبيب الأسنان أن يجري تبييض احترافي للأسنان يساهم في تغيير لون الأسنان أو تركيب قشور تجميلية للأسنان أو تتويجها.

هناك معجونة مصنوعة من الكالسيوم يتم تطبيقها في محاولة لتغيير لون السن وإخفاء آثار التسمم الفلوريدي.

في النهاية نؤكد على ضرورة اتخاذ سبل الوقاية من التسمم بالفلور عن طريق الالتزام بجرعات المكملات الغذائية التي وصفها الطبيب، وأيضًا توجيه الأطفال لعدم ابتلاع معجون الأسنان بعد انتهائهم من تفريش أسنانهم، وحفظ كل المنتجات التي قد تحتوي على الفلور بمكان آمن بعيد عن متناول أيديهم.

هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.

[ppc_referral_link]