دليلك إلى الفنون التشكيلية وأنواعها

الفنون التشكيلية
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

دليلك إلى الفنون التشكيلية وأنواعها

يُعدّ الفن ركيزة أساسية تشتهر بها الكثير منَ الدول حولَ العالم، فالفنان يُعبّر عن أحاسيسه ومشاعره المكبوتة بالفن الذي يُقدّمه لعامة الناس، فكل إنسان يمتلك هذه الموهبة عليهِ أن يستغلّها أفضل استغلال لصالحه، لأنَ لها أهمية كبيرة في عالمنا، فهل تعلم أنَ بعض الأطباء يعتمدون مؤخراً على الفنون التشكيلية في تفريغ هموم الإنسان الذي يُعاني من مشكلةٍ نفسية يصعب حلّها بالأدوية أو بالعلاجات التقليدية؟ فكل نوعٍ منَ الفنون يُسهم في زيادة الراحة النفسية ويشعر الفرد من خلاله بالسلام والطمأنينة والانتماء وخاصةً الفنون التي تعتمد على الألوان لما لها من تأثيرٍ كبير لصحة العينين والنفس البشرية.

ومنَ الجدير بالذكر، لا يُمكننا أن نتجاهل أهمية الفنون بالنسبة للأطفال الصغار، فيُمكن من خلالها اكتشاف موهبة الطفل وتنميتها وتطوير قدراته العقلية من خلالها واكتشاف شخصيته وزيادة قدرته على الاختلاط بالآخرين، ولذلك ما هوَ الفن التشكيلي؟ وما هيَ أبرز أنواعه؟

أنواع الفنون التشكيلية

صديقي القارئ،، إذا كنتَ منَ الأفراد العاشقين للفن ومهتمين بالمعارض الفنية،، نُقدّم لكَ في هذا المقال دليل شامل عن الفن التشكيلي وأنواعه المختلفة للتعرّف عليها:

ما المقصود بالفن التشكيلي؟

يُقصد بهذا الفن الرائع عبارة عن فنونٍ مرئية تُسهم في جذب الإنسان إليها والتأمل بتفاصيلها سواءً كانت تفاصيل سعيدة أو حزينة، فكل فنان يُسهم في تجسيد الواقع بفنه ويُضيف إليه بعض اللمسات الساحرة عليه والتي تُعبّر عن ما بداخله من أفكار ومشاعر وأحاسيس بهدف إيصالها للجميع، فهل شاهدتَ من قبل لوحةً فنية وتأملتَ بمعانيها ولاحظتَ أنها تُشبه الواقع ولكنها أُتقنت بشكلٍ إبداعي؟ هذا الفن يُدعى بالتشكيلي أو البصري سواءً في العمارة أو النحت أو الرسم، ويختلف بعض الشيء عن الفنون المسموعة التي تتمثل في الشعر والموسيقى.

ونوّد الإشارة، أنَ الفن التشكيلي مماثل للواقع الحقيقي ولكنهُ بتكاوينٍ جديدة بحيث يعمل الفنان على إعادة صياغة المشهد في خياله بطريقةٍ مماثلة ليُدهش الناظرين إليها.

اقرأ أيضًا: فن الأوريجامي {فن طي الورق}

ما هيَ أنواع الفن التشكيلي؟

تتعدّد أنواع الفنون التشكيلية وتختلف عن بعضها،، ولذلك علينا ذكرها للتعرّف عليها:

فن النحت:

يُعتبر واحداً من أروع الفنون التشكيلية وأقدمها والتي تتطوّر معَ تطوّر الزمن، فيعمل النحات على تشكيل العديد منَ المجسمات سواءً بالشمع أو الجبص أو الصخر أو الخشب عن طريق تفريغها وتجميعها والبدء بنحتها في أشكالٍ معينة، ويهدف هذا الفن إلى تفريغ طاقة الإنسان والتعبير عن موهبته والحصول على المال منها كونها تُعتبر منَ الأعمال المهمة وعليها إقبال كبير.

وتوجد عدّة أنواعٍ مختلفة منَ النحت مثل {النحت الغائر} الذي يتمثل في اللوح الحجري حيثُ كانَ الفراعنة مشهورين باستخدامه من أجل نحت تماثيل الآلهة في عصرهم على سبيل المثال منحوتة رأس الملك الذي يُسمى أخناتون.

 ويوجد نوع آخر هوَ {النحت البارز} يتمثل في لوحٍ منَ الخشب فتُزال التفاصيل عن المجسم الذي يُريد الفنان تشكيله ويبرز الشكل النهائي منه ولهُ عدّة أنواع مثل النحت المتوسط والمرتفع والمنخفض ومن أبرز استخداماته النقوش التي كانت على المباني القديمة وصناعة بعض الديكورات والميداليات والمشاريع الفنية.

 ويوجد {النحت البارز المجسم} بمعنى زيادة التفاصيل والنقوش على المجسم بحيث يبرز أكثر منَ الخلفية.

فن الرسم:

أيضاً من أشهر أنواع الفنون التشكيلية البصرية التي يُبدع بها الإنسان ويُعبّر عن أفكاره من خلالها، فكل فنان يختلف عن غيره بطريقته في التعبير من خلال لوحاته الفنية التي تتضمّن الألوان والخطوط والأحجام والتناغم والأسلوب والشكل والتكوين والاتجاه والملمس والفراغ والحركة والوقت، فكل لوحة تختلف عن الأخرى فأحياناً تكون الألوان بها باردة أو كثيفة أو دافئة أو درجاتها فاتحة أو داكنة واختلاف نوع القماش ومقدار الوقت الذي يلفت نظر الأفراد إليها من خلال تفاصيلها.

ويُعتبر هذا الفن قديم جداً ويعود إلى تجسيد الأحداث والرسومات على جدران المعابد وتطوّرَ فيما بعد إلى الرسم على الأسطح والأقمشة وتوجد عدّة أنواعٍ منه مثل {الرسم بالباستيل، الرسم بالألوان المائية، الرسم بالفحم، الرسم بالأكريليك، الرسم الزيتي، الرسم بأقلام الرصاص أو الحبر}.

الفن الجداري:

إنهُ الفن الجميل المتعلّق بالجداريات والموجود في كل مكانٍ تقريباً سواءً في الشوارع أو المقاهي أو الأماكن العامة، فكانَ الفرد لا يُمكنهُ رؤية الفن الجميل إلّا بالذهاب إلى المعارض الفنية ولكن مؤخراً يُمكن لأي إنسانٍ عابر في الطريق أن يتمعّن بجمال الفن وتفاصيله على الجداريات، ويوجد عدّة فنانين اشتهروا بإبداعهم في هذا الفن مثل {زاو ووكي، أندرياس جورسكي، بيتر دويج}، ولهذا الفن العديد منَ الأنواع والتي تتمثل في {الفريسكو، التمبرا، الفسيفساء، التصوير باللون الزيتي}.

وهذا الفن أيضاً منَ الفنون القديمة التي كانَ يعتمد عليها القدماء في رسم تفاصيلهم وأحداثهم الحياتية وأخبار الملوك في عصرهم عن طريق الرسم على الكهوف والمعابد، وتطوّرَ فيما بعد إلى الرسم على الأسقف وجدران المدارس والمكاتب وغيرها.

الطباعة الفنية:

إنها من أنواع الفن المرئي التي تتعدّد أشكالها ما بينَ {الطباعة المسامية والغائرة والحجرية والبارزة} حيثُ يُسهم الفنان في تحضير نسخٍ كثيرة لعملٍ واحدٍ عن طريق الاعتماد على آلة الضغط أو الحفر على الليثوجراف الحجري.

الخط العربي:

يا لجمال وروعة الحروف العربية التي تتميز بالمرونة والأشكال المختلفة وإمكانية مدّ الحروف والتحكم بها من حيث قصرها أو طولها واتزان بعض حروفها مثل الياء والسين وتدوير بعضها الآخر مثل حرفي الضاد والصاد وإمكانية رسم كل حرف بشكلٍ هندسي وأنيق بحيث تتشابك معَ بعضها كأنها شبيهة بالزخارف، ولذلك فإنَ تعلّم الخط العربي بأنواعه يُعتبر فناً تشكيلياً أنيقاً ومهماً في حياة الفرد.

فن الكولاج:

هذا الفن مميز جداً ويختلف عن غيره، فقد برَزَ في القرن العشرين ويعتمد على بعض القصاصات الصغيرة منَ الأوراق الملونة أو أوراق الصحف والمجلات والأزرار والخيوط ويتم تثبيتها على خلفية إما صُنعت منَ الأقمشة أو منَ الأوراق الملونة ويُستخدم الصمغ كعامل أساسي في لصق هذه التفاصيل، وتتعدّد أنواع الكولاج ما بينَ {الرمال، الرقمي، الورقي، الموسيقي، القماش، الفوتوغرافي}.

صحيح أنَ الفنون التشكيلية تُشكّل عملاً رائعاً وفريداً من نوعه، ولكنها مهمة بحيث تكمن فوائدها في تنمية مَلَكَة الخيال عندَ الإنسان منذُ صغره والمشاركة معَ فريقٍ منَ العمل وخلق تكاوينٍ إبداعية سواءً كانت فردية أو جماعية، وقضاء وقت ممتع وخاصةً للأفراد الذينَ يُعانون منَ الوحدة أو منَ الضغوطات النفسية التي تُؤثر سلباً على حياتهم، فمجالات هذا الفن متعددة ولا يُمكن التخلي عنها.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق