{الصداقة كنز لا يفنى} فالصداقة شيء جميل جداً إذا كانَ اختيار الصديق صحيحاً، وفي حياتنا اليومية نُقابل الكثير منَ الأشخاص الذينَ نعتقد أنهم أصدقاء حقيقيين لنا سواء صحبة المدرسة أو الجامعة أو حتى العمل، ولكن الصديق الحقيقي يختلف عن الزميل بشكلٍ كبير، فالزميل تراه بشكلٍ يومي وتتحدثون نفس الأحاديث، ولكن الصداقة لها عدّة معايير حقيقية، واختيار صديق العمر ليسَ بالأمر السهل، وكما يقول المثل {الصديق وقت الضيق} أي أنَ هُناكَ صفات ومعايير عليكَ أن تجدها في الشخص المُقابل لكَ لتعتبرهُ صديقاً حقيقياً وليسَ مُجرد صديق عابر أو زميل فقط.
عزيزي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال أهم المعايير والصفات الحقيقية التي تُساعدك على اختيار صديق العمر:
1. مُساندتك في الشدائد:
أحياناً نتعرّض لضغوطات الحياة المُختلفة التي تفرض علينا أن نكون يائسين وحزينين، أو تُواجهنا بعض المشاكل العائلية التي تُسبب لنا الاكتئاب في كثيرٍ منَ الأحيان، وهُنا يأتي دور الصديق الحقيقي، إذا أردتَ اختيار صديق حقيقي لكَ ما عليك إلّا مُراقبة ردود أفعاله في مصائبك، هل سيتخلى عنك؟ هل سيسخر من حزنك؟ هل سيبتعد عنك كونكَ يائس ومُكتئب على غير العادة، إذا قام بهذه الردود تجاهك ما عليكَ إلّا الابتعاد والتخلي عنهُ، فهذا ليسَ صديقاً وفيّاً وحقيقياً لكَ، أما إذا شاهدته يقف بجانبك ويُساندك حتى ولو عبر المُكالمات الهاتفية إذا كانت المسافات بينكما بعيدة، وتشعر أنهُ قلق جداً عليك ويُحاول أن يُخرجك منَ الشدائد والحزن الذي يعتريك ويقوم بتقديم الحلول والرأي الصائب، اعلم بداخلك أنهُ صديق حقيقي ولا يُمكن التخلي عنهُ، فالصداقة الحقيقية هيَ الوقوف بجانبك في أوقات الشدائد قبلَ أوقات الفرح والسعادة.
2. الاهتمام بكَ:
عندَ اختيار صديق العمر حاول أن تكتشف مدى اهتمامه بكَ وبآرائك وأفعالك، فالصديق الحقيقي يُنبهك ويُحذّرك من وجود أخطاء في أفعالك أو وجود عقبات ومساوئ يراها بنفسه عندَ مُبادرتك على القيام بفعل ما، فهوَ لا يقوم بمديحك فحسب أو مُجاملتك، بل أيضاً يُقدّم لكَ النصائح المُختلفة إذا رأى أنكَ ذاهب إلى طريقٍ خاطئ في حياتك، لذلك راقب اهتمامه بكَ وخوفه عليك، إذا شعرتَ أنهُ يُحبك من داخله ويتمنى لكَ الخير، اعلم أيضاً أنهُ صديق حقيقي ولا يُمكن التفريط بهِ.
3. الاحتفاء بكَ:
إذا تخرجتَ منَ الثانوية أو منَ الجامعة أو حتى مُديرك في العمل قامَ بترقيتك وتسليمك منصب أعلى، ما عليك إلّا مُلاحظة ردود أفعال الشخص الذي تعتبرهُ صديق، إذا شعرتَ أنهُ مُبتهج وسعيد جداً ويحتفل بكَ، تأكد أنهُ صديق حقيقي، أما إذا شعرتَ أنهُ تغيرت تصرفاته تجاهك أو تبيّنَ على وجهه علامات الغيرة والحسد ابتعد عنهُ على الفور، فالصديق الحقيقي يتمنى لكَ الخير ويُشاركك بالفخر والسعادة والإنجاز الذي حققته في مسيرتك المهنية.
4. الاحترام المُتبادل:
أحياناً نجد أنَ صديقنا الحقيقي يختلف عنّا من حيث الاهتمامات أو مجالات العمل أو البيئة أو المجتمع، ولذلك الصديق الحقيقي لا يكن لكَ إلّا الاحترام فقط، أي أنهُ لا يتجاوز حدوده معكَ ويتدخل في عاداتك وتقاليدك ومُعتقداتك وأفكارك، بل يحترم مساحتك الشخصية ويُناقشك بالأمور التي يهتم بها معك، فالاحترام أساس الصداقة والقدرة على تفهم الأمور الشخصية وتقبل الغير بعيوبه قبلَ محاسنه من أهم صفات الصديق الحقيقي.
5. الشعور بالراحة:
من أجمل الأوقات التي يقضيها الشخص في حياته هيَ معَ صديقه المُفضّل، فالصديق الحقيقي يأخذك إلى مكانٍ هادئ كالطبيعة أو البحر أو تخصيص مكان مُفضّل لكما ومن ثمَ الحديث معَ بعضكم البعض والضحك معاً على المواقف التي مررتم بها وكيفَ تجاوزتموها، فصديق العمر ستشعر معهُ بالراحة الحقيقية وأنكَ صفحة بيضاء أمامه وتشعر أيضاً بالسعادة العارمة والضحك ونسيان الهموم ومشاكل الحياة فعندَ اختيارك للصديق انتبه لهذه النقطة جيداً، فإذا كنتَ غير مُرتاحاً لهُ أو أنَ المشاكل بينكما كثيرة فهذا ليسَ صديق حقيقي.
6. الاهتمامات المُشتركة:
إذا وجدتَ الكثير منَ الاهتمامات المُشتركة بينكَ وبينَ صديقك وخاصةً الاهتمامات المُفيدة التي تجعلكم أقوياء في تطوير مهاراتكم الذاتية {كالأنشطة الثقافية أو الكورسات التدريبية، أو الأنشطة الاجتماعية} ورأيتَ أنهُ يحمل جميع الصفات التي ذكرناها في الأعلى، وتُساعدان بعضكما البعض على التطوير والإنجاز وقضاء الوقت بأمور مُمتعة ومُفيدة فاعلم أنهُ صديق حقيقي ويُمكن أن تُصبح بينكما شراكة عمل ناجحة ومُثمرة.
7. الاعتماد عليه:
في الكثير منَ الأحيان نتعرّض لضغوطات الحياة المُختلفة التي تجعلنا نحتاج لمُساعدة أي شخصٍ لنا للتخلص من هذه الضغوطات أو منَ المُمكن أن نقع في مشكلة كبيرة، ومن هُنا يأتي دور الصديق الحقيقي فهوَ سيُساعدك على التخلص من هذه المُشكلة بأي طريقة كانت، فستشعر للحظة أنهُ كتفك اليمين أو ذراعك اليُمنى، فإذا شعرتَ أنهُ يُساعدك في أزمتك المادية أو الاجتماعية أو النفسية أو العملية، فاعلم أنهُ صديق حقيقي، أما إذا حاولتَ التقرّب منهُ وطلب المساعدة وقامَ بالرفض أو التهرّب منك وعدم الرد عليك لمدة طويلة أو تجاهلَ اتصالاتك عمداً، فهوَ ليسَ صديق العمر.
8. يُرشدك إلى طريق الخير:
الصديق الحقيقي لن يدفعك إلى الهاوية، فأحياناً تجد أنَ من نعتبرهُ صديقاً حقيقياً لنا يأخذنا إلى الهاوية دونَ أن نشعر، ويجعلنا نرتكب المعاصي والأشياء الغير أخلاقية أو التمسك بُملهيات الحياة وتضييع الوقت في أمور لا فائدة منها، وإذا كنتَ تمتلك شخص تعتبرهُ صديقك وتشعر أنهُ يدفعكَ إلى مكانٍ خاطئ حاول الابتعاد عنهُ بأقصى سرعة، فالصديق الحقيقي سيُرشدك إلى طريق الخير والطاعات، وسيُنبهك إن أخطأت أو ارتكبت المعاصي، فإذا شعرتَ أنهُ قدوتك في طريق الخير فيُمكنكَ اعتباره أنهُ صديق العمر، فهؤلاء الأصدقاء أصبحوا نادرون في هذا الزمن.
9. الإنصات إليك:
من منّا لا يُحب التكلم عن مشاكله وأمور حياته المُختلفة؟ ومن منّا لا يحتاج إلى الفضفضة وسماع أحد لنا؟ وهُنا يأتي دور الصديق الحقيقي فهوَ سيعمل جاهداً للإنصات لكَ، فستعتبرهُ مُعالجاً روحيّاً لكَ من شدّة انتباهه وتركيزه وتقديم الحلول لكَ ومُناقشتك في حياتك، أحياناً نعتقد أننا بحاجة إلى طبيبٍ نفسي لتفريغ ما بداخلنا ولكننا في الأصح نحتاج إلى صديق حقيقي يُنصت لنا ويُشعرنا أننا بأمان معهُ.
10. يحفظ غيبتك:
تجد أنَ صديق العمر يُحاول الدفاع عنكَ في ظهرك وليسَ الدفاع أمامك فقط، فتسمع عنهُ أنهُ يقوم بالمدح بكَ أمامَ الآخرين ولا يتكلم عن أي شيء في أمورك الشخصية أو الأحاديث التي تدور بينكما، ويُحاول أن يكون كالسيف في ظهرك أثناءَ غيابك عنهُ، وهذه الصفة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الصديق الحقيقي، فلا يوجد أجمل من شخص يحفظ غيبتك ويُدافع عنك ولا يسمح للآخرين بالنيل منك أو التكلم عنك في أمور سيئة.
صديقي الرائع،، تأكّد أنكَ لن تجد الصداقة الحقيقية بسهولة، وستُجرب العديد منَ الأشخاص في رحلة حياتك، ولكن أثناءَ اختيارك للصديق الحقيقي عليكَ التأكّد من جميع معايير الصداقة الحقيقية التي ذكرناها في الأعلى حتى لا تتسرّع وتختار الشخص الخطأ.
{نتمنى أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}.