طريقة الصلاة الصحيحة
الصلاة عماد الدين، وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة وطريق المسلم إلى الجنة ووسيلة لنيل محبة الله تعالى ورضاه، ويعتبر ترك الصلاة من الكبائر التي لا تغتفر عند الله تعالى، ولذلك حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على أداء الصلاة، وعدم تركها رغم جميع الظروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة صلاته، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله).
طريقة الصلاة الصحيحة بالصور
إن الصلاة الصحيحة يجب أن تتم بخطوات محددة حتى يتقبلها الله منا ونستفيد من فضلها الكبير في حياتنا، لذلك سنقوم بذكر طريقة الصلاة الصحيحة بالصور كما يلي:
أولًا: يجب أن نتوضأ وضوءً صحيحًا، ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية:
- النية للوضوء.
- غسل اليدين ثلاث مرات.
- المضمضة ثلاث مرات.
- الاستنشاق ثلاث مرات.
- غسل الوجه ثلاث مرات.
- غسل اليدين حتى المرفق ثلاث مرات.
- مسح الشعر والأذنين وما خلفها ومنطقة الرقبة.
- غسل القدمين حتى الكاحلين مع فرك ما بين الأصابع ثلاث مرات.
ثانيًا: البدء بالصلاة ويكون ذلك بأن نتجه نحو القبلة، وننوي للصلاة بحسب الوقت المراد صلاته، ومن ثم نقول تكبيرة الإحرام (الله أكبر)، ويتم ذلك برفع أيدينا بجوار الأذنين، ويكون باطن الكفين نحو القبلة، وأصابع اليدين مضمومة إلى بعضها البعض كما في الصورة:
ثالثًا: نضع كف اليد اليمنى فوق الكف اليسرى، ومن ثم نقول دعاء الاستفتاح: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، ومن ثم نتعوذ من الشيطان الرجيم، ونقول بسم الله الرحمن الرحيم، وبعدها نقرأ الفاتحة بتدبر معانيها جيدًا، وسورة صغيرة من القرآن الكريم، ويستحب تغيير السور في كل ركعة لتجنب السهو في الصلاة، ونكرر نفس الشيء في الركعة الثانية، أما في الركعتين الثالثة والرابعة فنكتفي بقراءة الفاتحة فقط، ويجب الوقوف كما في الصورة التالية:
رابعًا: بعد الانتهاء من ذلك نكبر وننحني للركوع لله تعالى، ويكون بوضع اليدين على الركبتين والوقوف بشكل منحي بحيث تتعامد القدمين مع جذع الجسم، ونقول: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات، ثم نقوم من الركوع بقول: (سمع الله لمن حمده)، ويقول: ربنا ولك الحمد والشكر، ويكون الركوع الصحيح كما في الصورة التالية:
خامسًا: نقوم بالسجود لله سبحانه وتعالى مرتين في كل ركعة، ونقرأ في كل مرة (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات، ثم نقوم من السجود بالجلوس بشكل مستوً، ونقول (رب اغفر لي)، ويكون السجود الصحيح بملامسة الجبين، وباطن الكفين والركبتين وإبهام كل قدم للأرض، وذلك كما في الصورة التالية:
سادسًا: بعد الانتهاء من الركعتين الأولى والثانية نجلس للتشهد، ونبدأ بقراءة التحيات لله والصلوات والطيبات، وبعدها إلقاء التحية على النبي الكريم، ومن ثم رفع سبابة اليد، وقول: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله)، ونقوم لأداء الركعتين الثالثة والرابعة في حال كانت الصلاة أربع ركعات، وبعدها نعيد ما قمنا به بالتشهد.
أما إذا كانت الصلاة من ركعتين فقط فنكمل بعد التشهد بالصلوات الابراهيمية، وذلك بقول: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد)، ويكون الجلوس الصحيح للتشهد كما في الصورة التالية:
سابعًا: بعد التشهد وقول الصلوات الابراهيمية، نقوم بالدعاء لله تعالى بما فيه خير الدنيا والآخرة، ونقوم بالاستغفار لنا ولوالدينا، ومن ثم التسليم من جهة اليمين بدايةً ومن ثم اليسار، وذلك بقول: (السلام عليكم ورحمة الله) في كل جهة.
يستحب بعد الصلاة الجلوس لبعض الوقت للتسبيح وحمد الله وشكره على نعمه الكثيرة، وأن ندعو أن يتقبل الله صلاتنا ودعاءنا.
قد يهمك: صلاة الحاجة .. أحكامها .. كيف نصليها
شروط الصلاة
إن الصلاة الصحيحة تتطلب وجود بعض الشروط الواجبة لأدائها، فهي تبطل في حال عدم وجود أحد هذه الشروط، والتي تتمثل فيما يلي:
- أن يتوضأ المصلي قبل الشروع إلى الصلاة، كما يجب أن يكون طاهرًا من الحدثين الأكبر والأصغر، وأن يصلي في مكان طاهر، ويقف مستقبلًا القبلة في صلاته.
- يجب على الشخص أن يلتزم بلباس يغطي عورته قبل أن يبدأ بالصلاة، فعورة الرجل من السرة وحتى الركبة، أما عورة المرأة فهي كامل جسدها ما عدا الوجه والكفين.
- أن يكون الشخص بالغًا راشدًا، فالصلاة ليست فرضًا على الأطفال الذين لم يبلغوا، ولكن يجب تعليمهم الصلاة في سن مبكرة، أما الحساب على الصلاة فلا يكون إلا بعد البلوغ.
- يجب أن يكون الشخص بكامل قواه العقلية ومدركًا لأهمية الصلاة وكيفية أدائها بالشكل الصحيح، أما الشخص المجنون فلا يحاسب على ترك الصلاة.
- الالتزام بالصلاة في وقتها، ويستحب الصلاة بعد الأذان مباشرةً، أما تأخير الصلاة عن موعدها فهو أمر نهى عنه النبي الكريم، ويأثم الإنسان على ذلك.
مبطلات الصلاة
هناك بعض الأمور التي نهانا عنها النبي الكريم في الصلاة لأنها تبطلها وتجعلها غير صحيحة، ومن هذه المبطلات:
- الكلام أثناء الصلاة، حتى وإن كان قليلًا فهو يبطل الصلاة.
- كل ما ينقض الوضوء يبطل الصلاة.
- الضحك، وحتى إن كان بصوتٍ منخفض يبطل الصلاة.
- الحركة أثناء الصلاة، وإن كانت قليلة.
- عدم الالتزام بالإمام أثناء الصلاة، فالبدء قبله غير جائز ويبطل الصلاة.
- تناول الطعام أو وجود أي بقايا طعام في الفم أثناء الصلاة.
ما هي الأماكن التي لا يجوز فيها الصلاة
هناك بعض الأماكن التي نهى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلى فيها، وهذه الأماكن هي:
- الأماكن التي فيها نجاسة، كالقمامة أو الدم أو مكان قضاء الحاجة.
- المقابر من الأماكن التي نهى رسولنا الكريم بالصلاة فيها، إلا في حال صلاة الجنازة فهي جائزة في المقابر.
- الطرق التي يمر بها الناس، ولكن في حال امتلاء المساجد بالمصلين فيجوز ذلك، كالصلاة في المناسبات الدينية مثل صلاة العيد وصلاة الجمعة.
ما هي الأوقات التي لا يصح فيها الصلاة
هناك بعض الأوقات التي لا يجوز فيها صلاة السنن أو النوافل، ما عدا صلاة الجنازة، وهذه الأوقات هي:
- الوقت ما بين صلاة الفجر وحتى شروق الشمس، فلا يصلى فيها إلا سنة الفجر.
- بعد طلوع الشمس وارتفاعها في السماء قيد رمح.
- عند وقوف الشمس في كبد السماء قبيل الظهر بقليل، وحتى اتجاه الشمس نحو الغرب، وهو وقت قصير يقدر بربع ساعة فقط.
- الوقت ما بين صلاة العصر وحتى غروب الشمس.
وهكذا نجد أن الصلاة هي راحة المؤمن، والوقت الذي يقضيه العبد بين يدي ربه ليتعبده ويناجيه ويحمده على نعمه الكثيرة، ويدعوه لقضاء حوائجه في الدنيا والآخرة، لذلك لا بد من تعلم طريقة الصلاة الصحيحة ليتقبلها الله منا، وتكون عونًا لنا لدخول الجنة.