طريقة صلاة الوتر بالتفصيل، وقتها، شروطها والأدعية

طريقة صلاة الوتر بالتفصيل، وقتها، شروطها والأدعية
Share this post with friends!

طريقة صلاة الوتر بالتفصيل، وقتها، شروطها والأدعية

صلاة الوتر هي من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي الكريم وذلك لما لها من فضل كبير على المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْر النَّعَم))، قلنا: وما هي يا رسول الله؟ قال: ((الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر)).

ما هي صلاة الوتر

صلاة الوتر هي الصلاة التي يؤديها المصلي بعد صلاة العشاء، وينتهي وقتها مع طلوع الفجر، أي يتم بها ختم صلاة العشاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعَلوا آخِر صَلاتِكم باللَّيل وِتراً)، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله زَادكم صلاةً وهي الوِتر، فصلّوها بَين صلاةِ العشاء إلى صَلاة الفَجر).

سميت بصلاة الوتر لأن عدد ركعاتها وترية، فهي إما ركعة واحدة، أو ثلاث ركعات، أو أكثر من ذلك، والثلاث أدنى الكمال، وهي من السنن المؤكدة والواجبة والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا).

تختلف طريقة صلاة الوتر بحسب عدد الركعات التي يؤديها المصلي، فإذا صلى المسلم الوتر بركعة واحدة فإنه يسجد ويتشهد ويسلم، أما في حال صلاها بثلاث ركعات أو أكثر، فإنه يوجد أكثر من طريقة لتأدية هذه الصلاة، وسنقوم بذكر هذه الطرق بالتفصيل.

ما هو وقت صلاة الوتر

يمتد وقت صلاة الوتر ما بين صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر سواء أدى المصلي صلاة العشاء في وقتها أو قام بجمعها مع صلاة المغرب، ويستحب تأخيرها للثلث الأخير من الليل لمن يستطيع، فقد جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (كانَ رَسولُ اللهِ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ له الفَجْرُ، وَجَاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ.)

كيفية صلاة الوتر في المذاهب الأربعة

تختلف المذاهب الإسلامية في كيفية صلاة الوتر ولكنها سنة مؤكدة عند الجميع، وإليكم كيفية صلاة الوتر في المذاهب الأربعة:

  • فالمذهب الحنفي يرى أن صلاة الوتر يجب أن تكون ثلاث ركعات لا يتم التسليم بينها بحيث يقرأ في جميع الركعات سورة الفاتحة وسورة صغيرة من القرآن الكريم، وفي الركعة الثالثة يقرأ دعاء القنوت قبل الركوع، ثم ينهي الصلاة بالسجود والتشهد والتسليم.
  • أما المذهب المالكي فيرى أن صلاة الوتر يجب أن تكون بثلاث ركعات غير متصلة بحيث يتم التسليم بعد أول ركعتين، وبعدها يقوم المصلي ليصلي الركعة الثالثة.
  • في حين يرى المذهب الشافعي أن صلاة الوتر تكون بثلاث ركعات متصلة وبتشهد واحد أو يصلي ركعتين ويسلم بعدها، ثم يقوم للركعة الثالثة.
  • المذهب الحنبلي يرى أن صلاة الوتر تكون صحيحة بركعة واحدة أو بثلاث ركعات بحيث يصلي ركعتين ثم يسلم، ويقوم بعدها المصلي للركعة الثالثة أو أن يصلي بثلاث ركعات بتشهدين وسلام واحد.

شروط صلاة الوتر

إن صلاة الوتر كغيرها من الصلوات يتطلب أداؤها مجموعة من الشروط، وهي:

  • أن يكون المصلي طاهرًا من الحدثين الأكبر والأصغر.
  • يجب أن تكون ثيابه طاهرة تمامًا.
  • أن يصلي في مكان طاهر ليس فيه نجاسة.
  • يجب أن يرتدي ثيابًا تغطي عورته.
  • أن يتجه نحو القبلة في صلاته.
  • أداء صلاة الوتر في وقتها الصحيح.

صيغ أدعية صلاة الوتر

دعاء الوتر هو من الأدعية المستجابة عند الله تعالى لما له من الفضل الكبير، وهناك عدة صيغ لهذا الدعاء، ومنها:

  • عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ دعاء صلاة الوتر: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
  • اللـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا، وأصلح لنا آخرتـَنا التي اٍليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر. اللهم انا نسألـُـك فعـلَ الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، واٍذا أردت بقـومٍ فـتنةً فـتوَفـنا غـير مفتونين. ونسألك حبَـك، وحبَ مَن يُحـبـُـك، وحب كل عـملٍ يقربنا اٍلى حـبـِك، يا رب العـالمـين.
  • اللـهم اهـدِنا فيمَن هـديت، وعافـِنا فيمـَن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِـنا شـر ما قضيت، إنك تقضي ولا يـُقضى عليك. اٍنه لا يذل مَن واليت، ولا يعـِـزُ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت.
  • اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ كلَّهُ ونشكرُكَ ولا نَكْفُرُكَ ونخلَعُ ونترُكُ من يفجرُكَ اللهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشَى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكفارِ مُلْحِقٌ.

ما هو حكم قضاء صلاة الوتر

اختلفت آراء الفقهاء في حكم قضاء صلاة الوتر عند فوات صلاتها في وقتها، فالمذهب الحنفي يجد أن من ترك صلاة الوتر عمدًا أو عن غير قصد فيجوز قضاءها بعد الفجر، ولا يجوز له أن يصلي الفجر دون قضاء صلاة الوتر إذا تذكر ذلك، أما في المذهب الشافعي فيرى أن من يفوته صلاة الوتر فيجوز له قضاءها بعد الفجر، وعند المالكية فإن وقت صلاة الوتر يمتد إلى صلاة الصبح، فإذا فات وقتها لا تقضى ولا تجوز صلاتها بعد الفجر، وأيضًا المذهب الحنبلي يرى أنه لا يجوز قضاءها بعد الفجر.

فضل صلاة الوتر

  • صلاة الوتر من السنن المؤكدة التي أوصانا النبي محمد بأدائها والتي كان يحرص على أدائها حتى لو كان مسافرًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: (صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ).
  • التقرب من الله تعالى، فعن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ).
  • كسب الثواب، فصلاة السنن في الليل هي من أجل توثيق الصلة بين العبد وربه والشعور بالقرب من الله تعالى، وهي خير من حمر النعم كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.
  • شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة، فدعاء القنوت يحمل في كلماته الكثير من الحمد لله والاستغفار عن ذنوبه.

وهكذا نجد أن صلاة الوتر من الصلوات المحببة لله تعالى، ولهذا حثنا نبينا الكريم بأدائها وقضائها في حال انقضى وقتها، وذلك لما لها من عظيم الأجر والثواب، ولفضلها الكبير في التقرب من الله تعالى، وكسب محبة الرسول الكريم وشفاعته يوم القيامة.

0 thoughts