عملية تحويل المسار المصغر للمعدة
تعتبر السمنة مشكلة شائعة يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم، وهي تعتبر ذات مضاعفات صحية قد تكون خطيرة في حال الزيادة الكبيرة جدًا وكانت غير متناسبة مع طول الجسم.
يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية لإنقاص الوزن عندما تفشل حلول البرامج الغذائية وممارسة الرياضة مع المرضى، وهي تعتبر حل مناسب لمن لا يمتلكون الإرادة للالتزام بهذه الإجراءات.
جميع اشكال جراحات إنقاص الوزن هي تعتبر عمليات جراحية كبرى قد تشكل خطرًا كبيرًا على صحة المريض، وقد تؤدي لمضاعفات خطيرة جدًا، وستحتاج لبعض التغييرات على النظام الغذائي بالتأكيد.
أغلب هذه الإجراءات تعمل على التقليل من كميات الطعام المتناولة وأيضًا تقلل من قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بنفس الوقت.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن عملية تحويل المسار المصغر للمعدة وسنذكر كيفية إجرائها والمخاطر المحتملة بعد هذه الجراحة.
ما هي عملية تحويل المسار المصغر للمعدة؟
هي إحدى جراحات إنقاص الوزن التي يتم إجرائها لدى المرضى الذين يعانون من وزن زائد كبير ولم تنفع معهم إجراءات إنقاص الوزن الطبيعية، أو الذين يريدون الحصول على نتائج مباشرة خلال وقت قصير.
يقوم الطبيب خلال هذه الجراحة بربط الجزء أو القسم الأكبر من المعدة مع الأمعاء الدقيقة، وبالتالي يصبح حجم المعدة الذي يستطيع استقبال الطعام أقل حجمًا ولا يتسع لكميات كبيرة.
هذا النوع يختلف عن ربط الأمعاء الدقيقة التي يتم من خلالها التقليل من نسبة امتصاص الطعام.
لا تحتاج عملية تحويل المسار المصغر للمعدة إلى وقت طويل حيث أنه وبالمقارنة مع عملية قص المعدة فهي تحتاج لوقت قليل جدًا لا يتجاوز ال50 دقيقة، وتتم غالبًا بواسطة المنظار الجراحي.
نجد أن المضاعفات والمشاكل التي تنتج عن عملية تحويل المسار قليلة أيضًا بالنسبة لغيرها من الأنواع وخصوصًا بالنسبة لعملية قص المعدة، كما أن النتائج التي تظهر بعدها أفضل.
مع كل تلك الميزات لا نجد أن الإقبال على هذا النوع من العمليات كبير، وذلك يعود إلى أن هذه الجراحة ليست مغطاة من قبل جميع شركات التأمين، إضافة إلى قلة عدد الأطباء الماهرين المدربين عليها.
فوائد وميزات عملية تحويل المسار المصغر للمعدة
هناك العديد من الميزات التي يمكن أخذها من هذه الجراحة ونذكر منها:
- أقل خطورة بكثير من عملية قص المعدة حيث أنها تتم بواسطة المنظار وليس من خلال شق جراحي.
- تقلل من كمية الطعام المتناولة وبالتالي تقلل من كمية السعرات الحرارية التي تدخل إلى الجسم.
- تحفز الأمعاء لكي تنشط الهرمونات التي تزيد إنتاج الأنسولين.
- تقلل الوزن بشكل أكبر بكثير من عملية تكميم أو قص المعدة.
- أكثر سهولة وسلاسة بالنسبة للجراح أثناء العمل الجراحي.
- لا تحتاج إلى وقت طويل جدًا بالمقارنة مع عمليات إنقاص الوزن الأخرى.
- يتم خسارة 75 بالمئة من وزن الجسم الزائد بعد سنة واحدة من العملية.
- هناك قابلية لإرجاع حجم المعدة لنفس الحجم الذي كانت عليه.
- تناسب الأشخاص الذين يمتلكون مؤشر كتلة جسم عالي حيث يبقى هناك ثباتية في الوزن لفترة أطول.
- تحد من الشعور بالجوع من خلال تغيير القناة الهضمية لإشارات الدماغ وبالتالي تطيل فترة الشعور بالشبع.
بقاء الآثار الإيجابية لهذه الجراحة مرتبط بقيام المريض بتغيير نمط الحياة الخاص به وخصوصًا فيما يتعلق باتباع نظام غذائي صحي ومناسب لوضعه.
أضرار عملية تحويل المسار المصغر للمعدة
هناك بالطبع بعض الاضرار التي تشتملها جراحة تحويل المسار المصغر للمعدة، وهي تشمل ما يلي:
- نقص في مخزون الجسم لبعض العناصر الغذائية والفيتامينات الهامة.
- قد يفقد المريض تقبله لبعض أنواع الأطعمة.
- يحتاج المريض لتناول المكملات الغذائية والفيتامينات المتعددة لبقية حياته.
- الإصابة بفقر الدم وخصوصًا عند النساء.
- الإصابة بمتلازمة الإغراق.
- سوء التغذية الشديد للمرضى بعد الجراحة، وهي تنتشر بنسبة 1%.
- ارتداد السائل الصفراوي وهو عرض نادر جدًا.
مضاعفات عملية تحويل المسار المصغر للمعدة
- الحاجة للمتابعة طويلة الأمد مع الطبيب الخاص بك للتأكد من استقرار حالة سوء التغذية والتأكد من الحصول على العناصر الغذائية الضرورية المناسبة.
- فتق في الجرح أو إصابته بالتهاب.
- تضيق حاد في الفم.
- الإصابة بتجلطات الدم الوريدية.
- غثيان وإقياء بشكل مستمر.
- سوء في الهضم والامتصاص.
- حدوث التهاب في الزائدة الدودية.
- اضطرابات عامة في الجهاز الهضمي.
- ظهور ترهلات في الجلد وخصوصًا في حال كان فقدان الوزن سريع.
- الإصابة بالقرحة الهامشية.
- وجود حصى في المرارة.
إن أغلب العمليات الجراحية تنطوي على الكثير من المضاعفات والمخاطر ويمكن القول أن عملية تحويل المسار المصغر للمعدة هي الأقل من حيث المخاطر بالنسبة لغيرها من جراحات إنقاص الوزن.
نصائح لمرحلة ما بعد عملية تحويل المسار المصغر للمعدة
إن عملية التعافي من أي نوع من الجراحات هو أمر يحتاج لبعض الوقت ويجب فيه الالتزام بتعليمات الطبيب بشكل تام لكي يضمن المريض الحصول على نتائج مرضية تدوم طويلًا.
نذكر من أهم هذه النصائح:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل يومي من أجل مساعدة الجسم في استمرار خسارة الوزن الزائد.
- يجب البقاء في المستشفى لليلة واحدة لكي يستقر وضع المريض بشكل كامل، بحيث يتم تصوير منطقة الجراحة بالأشعة السينية في اليوم التالي للجراحة.
- تناول المسكنات وفق الحاجة.
- الالتزام بالتعليمات التي تتعلق بالغذاء والحمية في فترة ما بعد الجراحة.
- الانتباه لعقامة الجرح والعناية الفائقة به.
- محاولة إبقاء الجرح جافًا قدر الإمكان.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة لمدة أسبوعين على الأقل بعد الجراحة.
- تناول مضاد ارتداد للأحماض لمدة 3 أشهر بعد الجراحة.
في النهاية نود أن نؤكد إلى أن الطرق الطبيعية لتخفيف الوزن هي المفضلة دائمًا ويجب أن نبدأ بها أولًا قبل أن نقوم باللجوء إلى مثل هذه العمليات الجراحية التي قد تنطوي على مخاطر عديدة ومتنوعة.
