فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة (LIBO)
يتعرض السبيل الهضمي بشكل كبير للكثير من الاضطرابات والوعكات التي قد تؤثر على كفاءة عمله وسيره بشكل طبيعي.
وبسبب الأهمية الكبيرة للوظيفة التي يقوم بها لذلك فإن هذه الاضطرابات تؤثر على الجسم بكامله وتؤدي لمشاكل كثيرة على المدى البعيد في حال إهمال الوضع الصحي وتركه دون علاج.
يتألف السبيل الهضمي من أعضاء كثيرة منها ما يقوم بمضغ الطعام ومنها ما يقوم بهضمه والأهم الجزء الذي يتم الامتصاص به لكي يستطيع الجسم الحصول على كفايته من المواد الضرورية لعمله بشكل سليم.
بعد أن يتم امتصاص المغذيات من الطعام المهضوم أثناء مروره في الأمعاء الدقيقة فإنه ينتقل إلى الأمعاء الغليظة حيث يتم امتصاص كل الماء الموجود فيه وطرحه من الجسم عبر المستقيم وأخيرًا فتحة الشرج.
تصاب الأمعاء الغليظة باضطرابات كثيرة أهمها فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة التي تعتبر حالة مرضية ناتجة عن اختلال توازن الجراثيم الموجودة فيه.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة، ونذكر أهم أسبابه وطرق علاجه.
ما هي الأمعاء الغليظة؟
هي جزء من السبيل الهضمي يصل إليه الطعام المهضوم بشكل سائل نوعًا ما، ولكن ما يلبث أن يصبح أقسى وأقسى بسبب امتصاص السوائل منه بشكل تدريجي وتحضيره ليطرح من الجسم.
تمتد الأمعاء الغليظة من نهاية الأمعاء الدقيقة عند الأعور وحتى المستقيم وبعدها فتحة الشرج، وتكون على شكل أنبوب، القسم الأول منه هو القولون الصاعد أما القسم الثاني هو القولون المستعرض وأخيرًا القولون النازل.
قد يصل طول الأمعاء الغليظة إلى متر ونصف وتستغرق العمليات التي تتم بداخلها ما يقارب16 ساعة لكي يتم امتصاص معظم الماء والأملاح المعدنية الموجودة في العصارة المهضومة إضافة إلى امتصاص الفيتامينات.
في العملية التالية يتم رص البراز المتشكل كله داخل المستقيم حتى يحين موعد التخلص منه عن طريق فتحة الشرج.
تحتوي الأمعاء الغليظة على ما يقارب 700 نوع من أنواع البكتيريا التي تقوم بوظائف متعددة منها تكسير السكريات أو إنتاج الفيتامينات بكميات كبيرة مثل فيتامين ك الذي يعد رئيسيًا من أجل عملية التخثر.
كما تكسب هذه البكتيريا الأمعاء الغليظة نوعًا من المناعة الطبيعية، حيث تسهم بإنتاج الأجسام المضادة المتصالبة وهي فعالة حتى ضد البكتيريا المماثلة أو المشابهة لها بالتالي هي تمنع العدوى بشكل كبير.
ما هو فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة
توجد العديد من الأنواع الجرثومية المتعايشة بشكل طبيعي داخل أمعاء الإنسان، مع أن تراكيز هذه الجراثيم منخفض إلا أنها ملتصقة بسطح الأمعاء، ولها دور هام في عملية الهضم والمناعة وتطور الأمعاء.
تشمل هذه الجراثيم أنواعًا من المكورات العقدية والمعوية إضافة إلى العصيات اللبنية واللاهوائيات الهوائية.
يحدث فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة عندما يحدث نمو مفرط وتكاثر كبير للبكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء، وتكون هذه الزيادة بشكل سريع وغير متوقع، وقد تكون بكتيريا غير طبيعية التواجد في بعض الحالات.
تكثر الإصابة بالتهاب الأمعاء الغليظة من منشأ بكتيري عند الأشخاص المصابين بالحالات التالية:
- وجود ضعف بالمناعة تقلل قدرة الجسم على مقاومة الجراثيم الغازية والقضاء عليها.
- التدخين حيث يضعف الجهاز المناعي ويزيد نسب الإصابة بالتهاب القولون.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة التي تضعف قدرة الجسم على مقاومة الجراثيم كالسكري وأمراض القلب.
- العمر حيث يكون الأطفال أكثر عرضة لحدوث هذا النوع من الإنتانات نتيجة لضعف جهاز المناعة لديهم.
أعراض فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة
يسبب تزايد أعداد الجراثيم غير المفيدة في الأمعاء الغليظة حدوث إنتانات مسببة بالجراثيم الغازية، تختلف الأعراض الحاصلة تبعًا لنوع الإنتان وشدته، وتتظاهر عادة ب:
- إسهال أو براز مخاطي أو مدمى.
- حمى وارتفاع حرارة.
- ألم بطني أو تقلص حول السرة.
- غثيان وإقياء.
- ألم أثناء عملية التبرز.
- توعك وألم عضلي.
- تحليل البراز يظهر وجود كريات بيض وكريات حمر.
- حدوث نفخة وتطبل بالبطن.
- فقدان الشهية لتناول الطعام.
علاج فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة
يحدد العلاج الناجح تبعًا لنوع الجراثيم المسببة للمرض، كذلك شدة الحالة المعالجة، ويتضمن عادة:
- المضادات الحيوية المناسبة لنوع الجرثومة كالسيبروفلوكساسين والفلاجيل أو سالفاميثوكسازول وتريميثوبريم.
- الأدوية المضادة للإسهال.
- الإماهة الفموية المناسبة مع تعويض الشوارد.
- مضادات التشنج لتخفيف حركة الأمعاء وتقليل المغص.
- حمية غذائية تتضمن أغذية سهلة الهضم تعزز المناعة وتدعم قدرة الجسم على مقاومة المرض.
- الراحة والابتعاد عن القيام بالأمور المتعبة حتى نسرع تعافي الجسم.
الوقاية من التهاب الأمعاء الغليظة الجرثومي
تعتمد الوقاية على منع دخول العوامل الممرضة بتركيز عالي إلى الجسم، وتعتمد على:
- الابتعاد عن شرب المياه الملوثة والاعتماد على مصادر نظيفة للماء أو غلي الماء أو تعقيمه بالكلور قبل شربه.
- طهي اللحوم بشكل جيد قبل تناولها.
- غسل الخضراوات وتعقيمها قبل الأكل خاصة في حال تناولها نيئة.
- بسترة الحليب أو غليه للتخلص من البكتيريا المسببة للعدوى.
- غسل اليدين جيدًا قبل الطعام.
- بسترة العصائر الطبيعية.
- الابتعاد عن السباحة في مياه البرك الملوثة.
مضاعفات فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة
يمكن أن يسبب فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة بعض المضاعفات التي قد تتطور وتصبح خطيرة، نذكر منها:
- التهاب المجاري البولية الجرثومي.
- فقر الدم والضعف العام بالجسم.
- جفاف الجسم الناجم عن الإسهال المستمر والذي قد يتطور لحدوث فشل كلوي.
- من الأمراض الخطيرة الناتجة عن إهمال المعالجة تجرثم الدم والتهاب شغاف القلب، كذلك التهاب العظم والنقي.
في الختام نذكر أن فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة من المشاكل الصحية التي تؤثر على الجهاز الهضمي وتسبب العديد من المضاعفات، لذلك ينبغي محاولة الوقاية منها وعلاجها.