نعيش الآن في القرن الواحد والعشرين ولا زالت هناكَ الكثير من الأسرار الغامضة والمحيّرة بالنسبة للبشرية، فهناكَ أماكن لم يتم اكتشافها بعد وهناكَ جزر غامضة غارقة في البحر، وهناكَ أسرار كبيرة حيّرت العلماء والباحثين في تفسيرها على مر الزمن، ومن هذه الألغاز الغامضة هوَ لغز {كهوف تاسيلي} الجزائرية، هل سمعتَ عنها من قبل؟ أو سمعتَ عن بعض أسرارها الغامضة المرسومة على جدرانها؟
عزيزي القارئ،، حضّر كوباً من الشاي الساخن واستمتع معنا في قراءة تفاصيل هذا المقال حول كهوف تاسيلي الجزائرية:
ما هي كهوف تاسيلي؟
هذه الكهوف تعني {هضبة الثور} وهيَ تقع في سلسلة جبال تاسيلي المكوّنة من جبال ملتصقة ببعضها البعض، ليسَ بها أي شيء غريب من حيث تكوينها، ولكنها مشهورة جداً أنها أكبر لغز حيّر البشرية في العصر الحديث، وبداخلها لغز عمره آلالاف السنين أي من أيام الانسان البدائي.
أينَ تقع كهوف تاسيلي؟
تقع هذه السلسلة من الجبال في الصحراء الرملية بجنوب شرق دولة الجزائر أي بينَ الحدود الليبية والجزائرية .
أما عن مساحة هذه الكهوف الغامضة تصل إلى 72 كم2، فتأخذ شكل هضبة كبيرة الحجم تُسمى {بهضبة الثور}.
لماذا سُميت بكهوف تاسيلي؟
اسمها الحقيقي تاسيلي أو تاسيلي نعاجر، سُميت بتاسيلي نسبةً للغة الطارقية والتي تعني باللغة العربية كلمة {هضبة}، أما عن سبب تسميتها بتاسيلي نعاجر، فهيَ نسبةً للسكان الذين كانوا يعيشون بها من قبيلة نعاجر.
متى تمَ اكتشاف كهوف تاسيلي الجزائرية؟
كانَ السبب الرئيسي في اكتشاف هذهِ الكهوف الغامضة هو الرحالة الفرنسي {برينان} وذلكَ في عام 1938، كانت لديهِ رحلة يمر من خلالها عبر الحدود الليبية والجزائرية وأثناءَ هذه الرحلة لاحظَ بوجود عدة كهوف أثرية، فلفتت انتباهه هذهِ الكهوف الغامضة ودخلَ إليها، وعندما وصلَ إلى داخلها ذُهِلَ من وجود الرسومات والنقوشات الغريبة جداً على جدران هذه الكهوف، ولم تكُن كأي رسومات عادية بل كانت رسومات قديمة معبّرة عن مخلوقات بشرية تطير في السماء، وكأنها تتحدث عن جيلٍ جديد أو عن المستقبل في هذه الرسومات، ومن إحدى الرسومات الغامضة التي لفتت انتباه برينان هيَ مخلوقات بشرية ترتدي أجهزة تمكّنهم من الطيران، وصحون طائرة مرسومة بدقة عجيبة ومخلوقات غريبة أشبه بالمخلوقات الفضائية، وأثارت انتباهه أيضاً العديد من الرسومات الغريبة لرجال ونساء يرتدون ثياباً كالتي نرتديها في عصرنا الحالي، وبعض الطقوس الدينية، وبعض من صور الحيوانات المنقرضة والموجودة في عصرنا، والبعض من النقوش التي تُعبر عن رواد فضاء وسفن حديثة، وكل هذهِ النقوشات والرسومات الغريبة جداً كانت مرسومة على كهوف هذهِ الجدران التي تقع في أرضٍ صحراوية، فتعجب هذا الباحث وقامَ بالكشف عن هذهِ الكهوف الغريبة للعلماء والباحثين وعلماء الآثار أيضاً حتى يفتشوا هذا المكان ويقوموا بتحليل هذه النقوش المرسومة والغريبة، ومنذُ ذلكَ الوقت تُعد كهوف تاسيلي واحدة من أعظم وأغرب الاكتشافات في القرن العشرين حتى وقتنا الحاضر.
قد يهمك: أغرب 6 ألغاز قديمة حيّرت البشرية
ماهو رأي الباحثين والعلماء حولَ كهوف تاسيلي؟
بعدَ اكتشاف هذه الكهوف الغريبة، قامَ الباحثين والعلماء بالتحضير للذهاب والكشف عن هذهِ النقوش والرسومات التي سمعوا عنها، فكانت رحلتهم في عام 1956 وهم متشوقين جداً لتحليل هذا الكهف بالكامل، وكانَ برفقتهم {هنري لوت} وهوَ عالم فرنسي مُختص بتاريخ الشعوب، ولكن كانَ طريق الوصول والدخول لهذه الكهوف صعباً جداً كونها كهوف ضخمة وبها فتحات وثقوب، فلا يُمكن الوصول إلى داخلها إلّا عن طريق السير لمدة من الزمن على الأقدام حصراً أو على الحيوانات، فحاولوا العلماء والباحثين الوصول لداخل الكهف بشتّى الطرق، وبالفعل نجحوا ودخلوا إليه بفضل شخص يُدعى {جبرين بوبكر} الذي ساعدَ الباحثين في الوصول إليها كونهُ على علم بالمنطقة الجغرافية الموجودة بها، وعندَ وصولهم تفاجئوا بهذه الرسومات والنقوش وعملوا على تصويرها بآلات التصوير الحديثة {كالتحليل والمسح والتصوير} وأخذوا ما يحتاجونه من الصور والمعلومات المهمة حولَ الكهف، وبعدَ عدّة أيام ظهرت نتائج البحث التي قامَ العلماء بدراستها واستنتجوا أنَ هذه النقوش الغريبة تعود لنحو 30 ألف عام من الزمن، وهناكَ آلالاف الرسوم الأخرى المنقوشة على جدران الكهوف ولكن لم يستطع الباحثين اكتشاف إلا 20 بالمئة منها، كونها تأثرت آلاف الرسومات الأخرى بالعوامل المناخية التي تعرّضت إليها هذهِ المنطقة خلال الكثير من الأعوام.
أثارت هذه النقوش اهتمام الكثير من الناس والعلماء حتّى أنهم قالوا أن هذا أعظم اكتشاف في تاريخنا كونهُ يعتمد على الرسومات التي استخدمت أكثر من لون واحد عندَ رسمها على الجدران، على غرار بعض الرسومات على جدران أو كهوف أخرى.
ماهيَ أهم النظريات والتفسيرات العلمية حول هذه الكهوف الغريبة؟
حقاً إنهُ أمر مرعب، تخيّل عظمة هذه المنقوشات والرسومات كيفَ لانسانٍ بدائي كانَ يعيش ضمن حياة أولية بدائية أن يرسم كل هذه المنقوشات التي ستحدث في المستقبل من أجهزة الكترونية وألبسة حديثة وأشخاص وأهم التفاصيل المتواجدة في عصرنا الحالي كانت مرسومة بدقة متناهية على الجدران، فغرابة هذه الكهوف دفعت منظمة اليونسكو العالمية إلى تصنيفها ضمن أهم التراث العالمي في عام 1982، وقدّم الباحثون العديد من النظريات المختلفة عن هذهِ الكهوف ومن أهمها:
نظرية الفضائيين القدامى:
هذه النظرية تعود للكاتب {إيريك فان دانكن} وتقول أن هناكَ العديد من المخلوقات الغريبة التي تسكن خارج كوكب الأرض، كانت تقوم بالنزول إليهم في العصور القديمة والتواصل مع البشر الموجودين في ذلكَ الزمن، والدليل على ذلك المنقوشات الغريبة التي كانت لها علاقة بالفضائيين وسكان الفضاء، بالطبع هُناكَ المؤيدين والمعارضين لهذه النظرية، حتى أنَ هذا الكاتب استخدمَ كهوف تاسيلي في العديد من كتبه وأفلامه الوثائقية لتأكيد صحة نظريته، ولكن كانَ هناك فئة تعارضه من علماء عصره.
نظرية التطوّر:
أما عن هذه النظرية فتقول أنَ سكان كهوف تاسيلي كانوا مختلفين عن غيرهم من الناس الآخرين، فكانوا أكثر تطوّراً وتقدماً بكثير عن الشعوب الأخرى، وأنهم وصلوا لتطوّر كبير لم يستطيعوا السيطرة عليه، فحصلَ شيء مفاجئ وقامَ بالقضاء عليهم جميعاً ولم يتبقَ لنا سوى القليل من الرسومات التي تمَ اكتشافها عنهم.
نظرية أتلانتس:
والكثير من العلماء الآخرين تبنوا نظرية المدينة المفقودة التي تحدثَ عنها أفلاطون أثناءَ زيارته لمصر وهيَ مدينة {أتلانتس} التي كانت تزدهر بالتطوّر الكبير والتقدّم التكنولوجي والاجتماعي والثقافي، ولكنها اختفت فجأة ويعود سبب اختفائها إلى كارثة طبيعية أو بيئية مثلما قالَ البعض، والنقوش على جدران كهوف تاسيلي ما هيَ إلا رسومات لسكان مدينة أتلانتس المفقودة.
في النهاية أصدقائي، مارأيكم أنتم بهذه النظريات والتفسيرات العلمية؟ أتمنى أن تكونوا استمتعتوا بقراءة المقال أيها الرائعون