الحمى الروماتيزمية
الحمى الروماتيزمية هي واحدة من مضاعفات التهاب الحلق الناتج عن البكتيريا العقدية Streptococcus، وخصوصًا المجموعة الأولى منها Group A، وتعد من الأمراض الخطيرة نسبيًا والتي تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمس إلى خمسة عشر عامًا، ويمكن أيضًا أن يصاب بالحمى الروماتيزمية الأطفال الأكبر عمرًا والبالغين، وتعد الحمى الروماتيزمية من الأمراض المنتشرة في جنوب إفريقيا، جنوب ووسط آسيا، وبعض مناطق أستراليا، ونيوزلندا، ونادرًا ما يصاب بها سكان الولايات المتحدة، وعندما يصاب الجسم بالتهاب الحلق الناتج عن البكتيريا العقدية وتتضاعف الأعراض دون علاجها أو التعامل معها فسيتطور المرض حتى يصاب الفرد بالحمى الروماتيزمية، ويبدأ الجسم في مهاجمة أنسجته، وبالتالي تظهر أعراض الحمى الروماتيزمية، وفي هذا المقال سيتم ذكر أهم المعلومات المتعلقة بالحمى الروماتيزمية وكيفية الوقاية منها.(1)
أعراض الحمى الروماتيزمية
لا تؤدي جميع الإصابات بالتهاب الحلق العنقودي إلى الحمى الروماتيزمية في العادة، ولكنها تعد واحدة من المضاعفات الخطيرة، ولهذا السبب إذا شعر الفرد أو لاحظ الأعراض الآتية على طفله فمن المهم التوجه مباشرة إلى الطبيب لتشخيص الحالة:
- تورم الغدد اللمفاوية.
- طفح جلدي أحمر.
- صعوبة في البلع.
- إفرازات سميكة من الدم تخرج من الأنف.
- ارتفاع درجة الحرارة إلى 38.3 درجة مئوية أو أعلى.
- احمرار وتورم اللوزتين.
- خروج بلغم مع بقع بيضاء أو صديد.
- ظهور بقف حمراء صغيرة على سقف الفم.
- صداع الرأس.
- مشاكل المعدة والتي تتضمن الغثيان والتقيؤ.
يمكن أن تحدث الأعراض السابقة أو بعضها نتيجة الإصابة بالحمى الروماتيزمية أو الإصابة بمجرد التهاب للحلق، وفيما يلي أعراض الحمى الروماتيزمية، والتي تظهر عادة بعد أسبوعين أو أربعة أسابيع من الإصابة بعدوى بكتيرية:
- بثور صغيرة وغير مؤلمة تحت الجلد.
- ألم الصدر.
- سرعة ضربات القلب أو الشعور بخفقان سريع في الصدر.
- الخمول والتعب العام.
- نزيف في الأنف.
- آلام المعدة واضطرابها.
- آلام المفاصل أو الشعور بالتهاب المفاصل، ولهذا السبب يطلق عليها الحمى الروماتيزمية، وهذا لكونها تتسبب بألم في المفاصل يطابق تقريبًا ألم الإصابة بالروماتيزم.
- آلام المفاصل تنتقل من مفصل إلى مفصل آخر.
- تورم المفاصل، سخونتها وارتفاع حرارتها.
- ضيق في التنفس.
- الإصابة بالحمى.
- التعرق.
- التقيؤ.
- حدوث تشنجات مفاجئة في القدمين أو اليدين ولا يمكن التحكم فيها.
- انعدام التركيز والانتباه.
- نوبات من الضحك أو البكاء بشكل مفاجئ وفي أوقات غير مناسبة.
ويمكن أن تكون الحمى الروماتيزمية خطيرة جدًا على الأطفال، وتحتاج إلى زيارة الطبيب فورًا، وخصوصًا في المواقف الآتية:
- ارتفاع درجة حرارة الطفل حديث الولادة وحتى عمر الستة أسابيع إلى 37.8 درجة مئوية أو أكثر.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل من عمر الستة أسابيع إلى الستة أشهر إلى 38.8 درجة مئوية أو أكثر.
- ارتفاع درجة الحرارة لدى جميع الأعمار لأكثر من ثلاثة أيام.
كيفية الوقاية من الحمى الروماتيزمية
إن الوسيلة المثلى للوقاية من الحمى الروماتيزمية تتمثل في البدء في علاج التهاب الحلق بمجرد أن يبدأ، وزيارة الطبيب والالتزام بكافة الأدوية الموصوفة، بالإضافة إلى ذلك من المهم اتباع أساليب النظافة الشخصية والعامة، وذلك يشمل غسل الفواكه والخضراوات قبل تناولها، شرب المياه النظيفة والحفاظ على النظافة الشخصية، وهذا لمنع دخول البكتيريا والميكروبات إلى الجسم، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بما يلي:
- تغطية الفم عند السعال أو العطاس.
- غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار.
- تجنب ملامسة المرضى وتطبيق التباعد الاجتماعي معهم.
- عدم مشاركة المرضى أغراضهم الشخصية.
تشخيص الإصابة بالحمى الروماتيزمية
يمكن للطبيب القيام بالعديد من الفحوصات لتشخيص الإصابة بالحمى الروماتيزمية، ولهذا السبب سيقوم في البداية بالسؤال لمعرفة الأعراض التي يشعر بها المريض وتاريخه الطبي، بالإضافة إلى قيامه بالفحوصات الطبية الأتية:
- البحث عن الطفح الجلدي، حيث تتسبب البكتيريا العقدية بظهور بعض العقيدات الجلدية التي يمكن للطبيب تمييزها.
- الاستماع إلى نبضات القلب والتأكد من صحته.
- اجراء اختبارات الحركة، وهذا بهدف الانتباه إلى وجود ضعف ما في الجهاز العصبي.
- فحص المفاصل لمعرفة ما إذا كانت مصابة بالالتهاب أم لا.
- أخذ مسحة من الحلق أو عينة من الدم للبحث عن دليل لتواجد البكتيريا العقدية وإصابتها للجسم.
- قياس الموجات الكهربائية للقلب وذلك باستخدام ECG أو EKG.
- القيام باختبار فحص مخطط صدى القلب، وهو اختبار يستعين بالموجات الصوتية لإنتاج صور للقلب.
ويستفيد الطبيب من هذه الاختبارات والفحوصات الطبية لإثبات الإصابة بالحمى الروماتيزمية، ثم يتم البدء بالعلاج الملائم بحسب الحالة.
كيفية علاج الحمى الروماتيزمية
تشتمل الخطط العلاجية للحمى الروماتيزمية العديد من الطرق التي تهدف إلى التخلص من جميع البكتيريا العنقودية من المجموعة الأولى Group A، وتشتمل هذه الطرق الآتي:
- وصف المضادات الحيوية: حيث يصف الطبيب مجموعة من المضادات الحيوية وغالبًا ما تكون طويلة الأمد، وهذا بهدف القضاء على البكتيريا العنقودية بأكملها مع دعم الجسم لتكوين خلايا ذاكرة تمنع الإصابة به مدى الحياة، وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية التي يجب أن تؤخذ مدى الحياة.
- وصف مضادات الالتهابات: وتشتمل بعض أدوية تسكين الآلام على خصائص مضادة للالتهاب، ويمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية مثل الأسبرين أو النابروكسين، ووجدت بعض الأبحاث أن استخدام الأسبرين للأطفال يمكن أن يؤدي على المدى البعيد إلى الإصابة بمتلازمة راي، ولكن فوائد استخدامه تتعدى هذا الخطر، بالإضافة إلى دور الأسبرين الفعال في علاج الحمى الروماتيزمية.
- وصف مضادات النوبات: ويطلق عليها أيضًا مضادات الاختلاج أو مضادات الصرع، ولا يصف الطبيب هذه الأدوية إلا إذا زادت التشنجات اللاإرادية في الأطراف عن الحد المعقول وأصبحت مزعجة للغاية.
- الراحة والنوم: فبالتأكيد سيوصي الطبيب بالراحة والنوم في الفراش وتجنب الأنشطة المتعبة لفترة حتى تختفي الأعراض الرئيسية، وفي بعض الحالات يمكن أن يطلب الطبيب الاستراحة من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر، وخصوصًا إذا تسببت الحمى في مشاكل في صحة القلب.
عوامل خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية
حيث يوجد بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من نسبة الإصابة بالحمى الروماتيزمية لدى الأطفال أو البالغين، وفيما يلي معظم هذه العوامل والتي تساهم معرفتها في إدراك كيفية الوقاية من الحمى الروماتيزمية:
- التاريخ الوراثي: حيث يمكن أن تلعب الوراثة دورًا في كون بعض الجينات تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية.
- نوع البكتيريا: حيث تؤدي فقط سلالات معينة من البكتيريا العنقودية إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية دون غيرها.
- العوامل البيئية: حيث تساهم بعض العوامل المختلفة في الدول إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية، فعلى سبيل المثال تعاني البلدان النائية من الاكتظاظ أو تلوث المياه، وبالتالي تزداد فيها نسب الإصابة بالحمى الروماتيزمية.
بشكل عام، يمكن أن تتسبب الحمى الروماتيزمية بالعديد من الآثار الجانبية، وخصوصًا إذا لم يتم علاجها من قبل الأطباء، ويمكن أن تؤدي الآثار طويلة المدى إلى إصابة الأطفال في الإعاقة، ويمكن أن لا تظهر الآثار الجانبية إلا بعد سنوات من الإصابة، ولهذا السبب من المهم الاهتمام بصحة الأطفال والبالغين وعدم تجاهل أي من الآثار الجانبية.
المرجع: