ما هو الأكل الواعي؛ تعزيز الصحة والاستدامة في الثقافة الغذائية

ما هو الأكل الواعي، الأكل الواعي هو أسلوب غذائي يساعدك على التحكم في عاداتك الغذائية وتطويرها. تعرف عليه وعلى فوائد اتباعه لصحتك الجسدية والنفسية.

[faharasbio]

الأكل الواعي هو أسلوب غذائي يساعدك على التحكم في عاداتك الغذائية وتطويرها، وقد ثبت أن لهذا الأسلوب دور ممتاز في المساعدة على تقليل الوزن، التقليل من الإفراط في تناول الطعام وتحسين الحالة النفسية والصحية.

في هذه المقالة تفصيل لمعنى أسلوب الأكل الواعي أو الأكل اليقظ، وكيف يمكن اتباعه، وما هي أبرز فوائده؟

ما هو الأكل الواعي

الأكل الواعي هو أسلوب غذائي نابع من البوذية، ويرتكز على التركيز واليقظة على الطعام. حيث يعتبر شكل من أشكال التأمل، فهو يساعدك على التعرف على عواطفك وأحاسيسك وكيفية التعامل معها.

يستخدم هذا النوع من الأكل لعلاج العديد من الحالات الصحية منها اضطرابات الأكل، القلق، الاكتئاب والعديد من السلوكيات الأخرى المتعلقة بتناول الطعام. في الاكل الواعي يتم التركيز على اليقظة الذهنية للوصول إلى حالة من الاهتمام الكامل بتجاربك، رغباتك، إشاراتك الجسدية ومشاعرك حين تتناول الطعام.

“اقرأ أيضًا: لعنة الاكتئاب

فيما يلي أساسيات الأكل الواعي:

  • تناول الطعام ببطء ودون أي إلهاء.
  • تناول الطعام فقط حين تشعر بالجوع، والتوقف مباشرة فوق الشعور بالشبع.
  • تمييز إشارات الجوع والشبع، وتجنب الأكل العاطفي.
  • مشاركة كافة الحواس في عملية تناول الطعام، وهذا من خلال ملاحظة ألوان الطعام، رائحته، صوته، قوامه ونكهته.
  • تعلم كيفية التعامل مع المشاعر المتعلقة بالطعام كالشعور بالذنب أو القلق.
  • تناول الطعام بغرض الحفاظ على صحتك العامة ورفاهيتك في الوقت ذاته.
  • تمييز أثر الوجبات المختلفة على مشاعرك، شكلك وصحتك.
  • تقدير أهمية وجبات طعامك.

في الحقيقة فإن تفكيرك المستمر في هذه النقاط سيستبدل الأفكار وردود الفعل التلقائية التي تصدر منك خلال تناول الطعام باستجابات أكثر وعيًا وأفضل لصحتك العامة.

“شاهد أيضًا: كيف تتخطى الجوع العاطفي

لماذا يجب علينا تجربة الأكل الواعي؟

في الحقيقة فإن مجتمعنا الحالي يزخر بالأحداث السريعة التي تحدث تباعًا حدثًا بعد الآخر، وحتى توفير الطعام أصبح أسهل وأسرع من ذي قبل.

بالإضافة إلى ذلك ازدادت عوامل التشتت التي تحول الانتباه بعيدًا عن الطعام، كأجهزة التلفاز، الكمبيوتر والهواتف الذكية، والتي جذبت اهتمام البشر بدلًا من التركيز على وجبات طعامهم.

نتيجة هذه الأسباب، أصبح تناول الطعام عبارة عن مجرد حدث عابر، أو عمل طائش، ويقوم به العديد من الأشخاص بسرعة فقط للإنتهاء منه في أقل وقت ممكن، وهذا بحد ذاته مشكلة ليست بالبسيطة.

يعد الأكل بسرعة مشكلة لأن الإشارة العصبية التي تشعرك بالجوع تصل إلى إدراكك بعد الشبع بعشرين دقيقة، فإذا كنت تأكل بسرعة كبيرة ستتأخر إشارات الشبع في الوصول، وستأكل كمية أكبر من حاجة جسدك.

في فلسفة الاكل الواعي نحن ننصح بتناول طعامك بعناية، بانتباه وبطئ، ركز على تجانس النكهات، وستعتاد على هذا مع مرور الوقت حتى يُصبح فكر تلقائي يحدث دون أي جهد.

علاوة على ذلك، مع مرور الوقت ستصبح أكثر مهارة في التمييز بين الجوع الجسدي أو الجوع العاطفي، وبين الشبع أو التخمة.

في بعض الأحيان يمكن أن تشعر برغبة عارمة في تناول صنف معين من الأطعمة دون غيره، سيساعدك الأكل الواعي على إدراك أنك كثيرًا ما تأكل دون أن تشعر بالجوع في حقيقة الأمر.

من خلال إدراكك لهذه الأصناف التي تحفز الرغبة بتناول الطعام بداخلك، ستصبح أكثر قدرة على اختيار الوقت والطعام المناسب في الوقت الملائم.

قد يهمك: الأورثوريكسيا “هوس الغذاء الصحي” متى يعتبر الطعام الصحي ضارًا؟

الأكل الواعي وانخفاض الوزن

من المتعارف عليه على أن العديد من الأنظمة الغذائية المصممة لإنقاص الوزن لا تعمل على المدى الطويل، ويمكن أن يعود الوزن المفقود بمجرد الانتهاء من النظام الغذائي. حوالي 85% من الأشخاص المصابين بالسمنة ويفقدون وزنهم باتباع نظام غذائي ما يكتسبون هذا الوزن مجددًا خلال بضع سنوات.

ربطت العديد من الدراسات بين تناول الطعام، الجوع العاطفي، الوجبات السريعة، وتناول الطعام وفقًا لرغبة شديدة بزيادة الوزن، وغالبًا ما يعود الوزن المفقود مباشرة نتجة النقاط المذكورة سابقًا. يمكن أيضًا أن يعتبر التعرض المزمن للإجهاد من الأسباب الرئيسية للإفراط في تناول الطعام والإصابة بالسمنة. واتفقت جميع الدراسات التي أجريت على الأكل الواعي بفعالية هذه الفلسفة في إنقاص الوزن بتغيير سلوكيات تناول الطعام وتقليل التوتر. بالتالي لا تعتمد فلسفة الاكل الواعي على تغيير الطعام الذي تتناوله بقدر أنها ستؤثر على كميته وفقق الطريقة التي ستوضح أدناه في الفقرات الآتية.

أجريت ندوة جماعية لمدة 6 أسابيع وتتعلق بالأكل الواعي ومرضى السمنة، ومن المذهل أنه نتج عنها فقدان وزن بمتوسط 4 كيلوجرامات خلال الندوة وفترة المتابعة التي تلتها لاثني عشر أسبوعًا. أجريت ندوة أخرى لمدة ستة أشهر، وأظهر المشاركون فيها قدرتهم على إنقاص وزنهم 12 كيلوجرام دون استعادة أي وزن خلال الثلاثة أشهر التي تلي الندوة. بذلك فإن كل ما عليك هو تغيير طريقة تفكيرك في الطعام، التخلص من مشاعرك السلبية، ضبط النفس وتعزيز مشاعرك الإيجابية. وبالتأكيد فندما تعالج سلوكيات تناولك للطعام فإنك تزيد من فرص نجاحك في محاولتك لإنقاص وزنك على المدى الطويل.

“تابع أيضًا: أفضل الأطعمة للتخفيف من التوتر

الأكل الواعي والشراهة

الأكل الواعي والشراهة

تتضمن الشراهة تناول كمية كبيرة من الطعام وخلال فترة زمنية قصيرة، وبدون أي وعي أو سيطرة على كميات طعامك وجودته.

وبالتأكيد فالشراهة هي اضطراب من اضطرابات تناول الطعام، وترتبط ارتباطًا وثيقًا في زيادة الوزن والسمنة.

لذلك فالأكل الواعي يساهم بالتقليل من نوبات اضطراب الشراهة، وبالتالي تعتدل معظم وجبات طعامك.

أجريت دراسة على مجموعة من النساء المصابات بالسمنة لمدة ستة أسابيع، حيث طُلب منهم اتباع فلسفة الأكل الواعي، ولوحظ أن نوبات الإفراط في تناول الطعام قد انخفضت من أربعة مرات أسبوعيًا إلى مرة ونصف فقط، كما انخفضت حدة هذه النوبات.

“اطلع أيضًا على: ما هو اضطراب الشهية

الأكل الواعي والسلوكيات الغير صحية

يمكن أن يعاني البعض من مجموعة من السلوكيات الغير صحية والمرتبطة في تناول الطعام، ومن الجدير بالذكر إثبات العديد من الدراسات دور الاكل الواعي في التغلب على هذه السلوكيات، وفيما يلي أبرزها:

  • الأكل العاطفي: وهو الجوع الذي نشعر به كاستجابة لمشاعر معينة كالتوتر أو الوحدة.
  • الأكل الخارجي: وهي الرغبة في تناول الطعام نتيجة شم رائحته أو رؤيته بدون الشعور بالجوع من الأساس.

تعتبر هذه السلوكيات هي أشهر السلوكيات التي يعاني منهى مرضى السمنة، ويهدف الأكل الواعي إلى مساعدتك على التخلص من هذه السلوكيات.

“شاهد أيضًا: الدليل الكامل للطعام الصحي لكبار السن

كيف أتبع فلسفة الأكل الواعي

لممارسة الأكل الواعي أنت بحاجة إلى إجراء مجموعة من التمارين والتأملات، ولا بأس من حضورك ورشة على الإنترنت أو ندوة تدريبية متعلقة بالأكل الواعي لمساعدتك على تعلمه.

يمكن أيضًا البدء بمجموعة من السلوكيات البسيطة، ويمكن لبعض هذه السلوكيات أن تحدث تغيرات جذرية في نظامك الغذائي، وفيما يلي أبرز هذه السلوكيات.

  • تناول الطعام ببطء، أشعر بكل لقمة طعام ولا تتسرع أبدًا.
  • امضغ طعامك جيدًا قبل بلعه.
  • تخلص من عوامل التشتيت كالتلفاز أو الهاتف الذكي.
  • تناول الطعام في صمت.
  • ركز على مشاعرك خلال تناول وجبتك.
  • توقف عن الأكل بمجرد أن تبدأ بالشعور بالشبع.
  • إسأل نفسك قبل تناول الطعام:” هل أنا جائع حقًا؟” أو “هل تعتبر هذه الوجبة صحية؟”.

مع مرور الوقت سيصبح من الأسهل عليك اتباع هذه النصائح بتلقائية، يمكنك أن تجرب في البداية على وجبة واحدة يوميًا، وتدريجيًا ستكتسب هذه الفلسفة تلقائيًا في وجباتك جميعها.

[ppc_referral_link]