ما هو الرطب وما هو التمر؟ وما الفرق بينهما؟
إن الرطب والتمر يعدان من الفواكه المغذية جدًا لصحة الإنسان بسبب احتوائهما على الكثير من العناصر الغذائية المفيدة، مثل الفيتامينات والمعادن، كالفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم وأحماض كثيرة أخرى هامة.
فالرطب والتمر يشكلان مرحلتين مختلفتين من مراحل نمو ثمار شجرة النخيل، حيث يتم تسمية الثمرة الموجودة في أول الشهر بثمرة الطلع، ثم بعد ذلك يتغير شكلها لتصبح بيضوية نوعًا ما ويكون لونها في هذه المرحلة أخضر وتسمى الخلال.
فيما بعد يصبح لونها أصفر أو أشقر وتسمى بالبسر، وذلك قبل أن تكتسب حلاوة لذيذة جدًا، وبذلك تصبح رطبًا لمدة أسبوعين ولحد أقصى شهر.
بعد ذلك تصبح ذات قشرة سميكة، وبذلك يتحول اللون لبني غامق بعض الشيء وتسمى عندها بثمرة التمر.
إن ما يميز ثمار هذه الشجرة هو قدرتها على الحفاظ على نفسها لفترة طويلة دون أن تجف أو تتلف على عكس بقية أنواع الفاكهة التي تفقد بشكل سريع قيمتها الغذائية بعد قطافها بفترة قليلة جدًا.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن الفروقات الموجودة بين التمر والرطب كما سنذكر أهم الفوائد الغذائية والصحية لتناولهما.
الفروقات بين الرطب والتمر
من حيث الشكل
يمكن القول أن التمر يعد الشكل المجفف من ثمرة الرطب، لأن الرطب يكون محتوي على كميات أعلى بكثير من الماء مقارنة بالتمر، لذلك يمكن تقشيره بسهولة أكبر ليتم استخراج اللب منه.
يبقى الرطب طازجًا لمدة قد تصل إلى 8 أشهر عند حفظه بطريقة صحيحة أو في الثلاجة، وقد تصل هذه المدة إلى عام كامل.
بالنسبة للتمر فمدة صلاحيته تكون أطول لأن كميات الماء أقل بكثير وعند حفظه في درجة حرارة الغرفة يمكن أن يحافظ على نفسه لمدة عام أما عند استخدام الثلاجة فقد تصل صلاحيته لمدة خمس سنوات.
من حيث القيمة الغذائية
هناك فرق كبير في القيمة الغذائية بين الرطب والتمر على الرغم من وجود اختلافات صغيرة في محتوى الدهون والبروتين.
لكن نلاحظ أن نسب الكربوهيدرات تتضاعف في التمر مقارنة بثمرة الرطب إضافة إلى كون التمر مصدر مهم جدًا للألياف.
سنوضح في الجدول التالي الفروقات بالنسبة للقيم الغذائية بين الرطب والتمر:
العنصر الغذائي | القيمة الغذائية في الرطب | القيمة الغذائية في التمر |
البروتين | 1.8 غرام | 2.8 غرام |
الكربوهيدرات | 1 غرام | 0.6 غرام |
الدهون | 37 غرام | 76 غرام |
الألياف | 3.5 غرام | 5 غرام |
الكالسيوم | 34 مليغرام | 81 مليغرام |
الحديد | 6 ميلغرام | 8 مليغرام |
فيتامين ج | 30 مليغرام | 0 مليغرام |
من حيث السعرات الحرارية
هناك فروقات مهمة بالنسبة للسعرات الحرارية المتضمنة في ثمار الرطب وثمار التمر ويكون السبب الرئيسي في ذلك هو ضياع المحتوى المائي من التمر وبالتالي يرتفع مستوى السكر.
السعرات الحرارية الموجودة في 100 غرام من الرطب تعادل ما يقارب 145 سعرة حرارية كاملة.
أما السعرات الحرارية الموجودة في 100 غرام من التمر تعادل 280 سعرة حرارية كاملة.
من حيث الأنواع
هناك أنواع كثيرة متوفرة من الرطب والتمر، فعلى سبيل المثال تختلف أنواع الرطب باختلاف المنطقة التي تم الحصاد منها وبالتالي يوجد رطب سعودي ورطب حجازي وأنواع كثيرة أخرى.
بصورة مشابهة نجد أنه يوجد أنواع عديدة من التمر مثل التمر الخضري والتمر المبروم والسكري وغيرها الكثير.
فوائد التمر والرطب
إن من الأمور البديهية والحقائق القائمة عبر التاريخ كون الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن هواه بل يكون كلامه كله وحي ومنزل من الله تعالى، فهو الذي علمه ولقنه وبالتالي قام بتأدية رسالته على أكمل وجه.
في هذا المقام روى الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن الرسول الله قال:مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ.
أوصانا النبي بتناول التمر بعدد فردي للحصول على القيمة الغذائية القصوى، وفيما يلي سنورد أهم الفوائد التي نحصل عليها من تناول التمر والرطب:
- تقوية صحة العين وتعزيز حاسة الإبصار بالإضافة إلى الحفاظ على رطوبة العين وحمايتها من أي إصابة مثل مرض الغشاوة الليلية بفضل المحتوى العالي الموجود في التمر من فيتامين أ.
- تحسين حركة وعمل الأمعاء وبالتالي ينعكس هذا الأمر إيجابًا على تنظيم عملية التغوط وإخراج الفضلات وضبط كل مواعيد استخدام الحمام، لذلك يوصف التمر للمرضى الذين يعانون من الإمساك لأنه يحتوي على نسب عالية من الألياف التي تليين البراز.
يجدر بنا الإشارة إلى ضرورة الاعتدال في تناوله لأن كثرته قد تسبب الإسهال.
- التقليل من مخاطر الإصابة بفقر الدم أو ما يسمى بالأنيميا وهي حالة تحدث عند عدم قدرة الجسم على إنتاج الهيموغلوبين الذي يعطي الدم لونه الأحمر.
- الوقاية من الإصابة بالسرطانات وخصوصًا سرطان القولون بسبب احتوائهما على المغنيسيوم.
- مهمان جدا لتقوية العظام حيث يحتويان على الفوسفور والكالسيوم بنسب عالية وبالتالي يحميان من هشاشة العظام، وأيضًا يقويان الأسنان ويبعدان التسوس والنخور.
- يساعدان في ترطيب البشرة وإبعاد الجفاف، وبالتالي الحماية من التشقق وخصوصًا في فصل الخريف الذي تكثر فيه التيارات الباردة.
- رفع المزاج وتحسين ملائمة وصحة الجهاز العصبي بسبب المحتوى الموجود فيهما من فيتامين ب وأيضًا معدن البوتاسيوم المهم جدًا لعمل الدماغ.
- تزويد الجسم بالطاقة اللازمة لكي يعمل ويقوم بوظائفه المختلفة، سواء كانت وظائف حركية أو بدنية، بدون الشعور بالإعياء أو التعب، لذلك يفضل أن يتم تناوله في ساعات الصباح الأولى كما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم.
- رفع مستوى صحة الأم الحامل بسبب المحتوى العالي من هرمون الأوكسيتوسين المعزز لخفض ضغط الدم الذي يرتفع خلال الحمل ويسهل عملية الولادة الطبيعية وهذا البند ينطبق بصورة أكبر على الرطب.
قال الله تعالى في كتابه العزيز:
‘فأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا، فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا’ [سورة مريم: 23-25].
- تحسين عمل القلب لأن لهما دور كبير في خفض نسبة الكوليسترول الضار وبالتالي يقلل من احتمالية التعرض للسكتات القلبية.
هكذا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وضحت الفروقات بين التمر والرطب.