ما هو تحليل الكالبروتكتين Calprotectin وما هي نتائج التحليل
إن أجسادنا هي نعمة كبيرة من الله تعالى يجب أن نحافظ عليها ونهتم بها ونحميها من كل الأذى.
لذلك من المهم جدًا أن نتبع نمط حياة صحي خالي من كل ما يؤذي الجسم ونحرص على مده بما ينفعه لكي يقوم بوظائفه على أكمل وجه.
يتم ذلك من خلال الحرص على تناول الطعام الصحي، وأيضًا تجنب التدخين والكحول وممارسة الرياضة بانتظام.
أيضًا لا يجب أن ننسى أهمية الفحص الدوري لكي نضمن اكتشاف أي خطأ بوقت مبكر واتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة لمنع تفاقم الحالة.
من هنا أتت أهمية التحاليل الدورية الدموية التي يجب أن يتم إجرائها كل فترة حيث أن هناك عوامل عديدة تلعب في تشكيل الإمراضيات مثل الوراثة والتاريخ العائلي وأيضًا الحالة الصحية العامة.
وإلى جانب التحاليل الدموية هناك تحاليل كثيرة يمكن إجرائها بغرض الإطمئنان على الصحة العامة وتجنب كل الأمراض بوقت مبكر.
سنتحدث اليوم عن تحليل الكالبروتكتين وهو أحد فحوصات البراز الهامة التي يتم من خلاله تشخيص العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي.
معلومات عن تحليل الكالبروتكتين
إن الكالبروتكتين هو أحد البروتينات التي يتم إفرازها من قبل الخلايا البيضاء الدفاعية والتي تقوم بمحاربة العدوى بشكل أساسي سواء كانت بكتيرية أو فطرية.
يرتبط هذا البروتين بشكل أساسي بعنصري الكالسيوم والزنك، ويوجد في الخلايا والأنسجة المختلفة ويوجد بتراكيز مرتفعة جدًا مرتبط بهذه العناصر.
يتم تنشيط هذا البروتين في الجسم عند وجود أي التهاب في الجسم بغض النظر عن سبب حدوثه وتقوم الخلايا البيضاء بمحاربة هذا الالتهاب.
في الحقيقة إن آلام البطن والأمعاء تعد أعراض شائعة لمجموعة واسعة جدًا من الاضطرابات المعوية التي قد تختلف بأسباب حدوثها، والتي أيضًا قد يتأخر تشخيصها حتى تصبح بمراحل متطورة جدًا.
هناك تحاليل كثيرة يمكن أن يتم اتباعها لتأكيد وجود التهاب في الجسم، ولكن مع الأسف لا تدلنا هذه التحاليل إلى مكان وجود الالتهاب بالضبط.
من هنا أتت أهمية تحليل الكالبروتكتين في البراز حيث اعتبر واسم التهابي معوي نستطيع من خلال إثبات وجوده تقصي الالتهابات المعوية ومستواها.
عند ظهور أي أعراض هضمية مبهمة لا يستطيع الطبيب تحديد سببها مثل الألم أسفل البطن وأيضًا الإسهال المائي المترافق مع ترفع حروري، قد يطلب عندها تحليل الكالبروتكتين لكي يكشف عن إمكانية وجود التهاب في الأمعاء.
الميزة الأهم للتحليل الكالبروتكتين هو أننا نستطيع من خلاله التمييز بين التهابات الأمعاء وبين متلازمة القولون العصبي التي تبدي نفس الأعراض، ولكن يكون السبب ليس جراثيم موجودة وإنما ارتباطه بشكل كبير بالحالة النفسية للشخص.
أيضًا يقوم التحليل بتوجيه الطبيب لخطوات العلاج والتشخيص اللاحقة وفيما إذا كان هناك داع لإجراء تنظير للأمعاء.
متى يتم طلب تحليل الكالبروتكتين؟
كما سبق وذكرنا يتم طلب هذا التحليل عند شك بوجود حالة التهاب في الأمعاء أو لنفي أو تأكيد متلازمة القولون العصبي ولكن مع فحوص متممة مساعدة.
إن أهم الأعراض التي قد تدفع الطبيب لطلب تحليل الكالبروتكتين نذكر ما يلي:
- آلام بطنية مبهمة بدون سبب واضح.
- حمى وأعراض الاتهاب العامة.
- فقدان غير مبرر في الوزن.
- نزف هضمي.
- ضعف عام في الجسم.
- إسهال مائي أو دموي لفترة طويلة.
- تقلصات مستمرة في البطن.
يمكن أن يقوم الطبيب بإعادة طلب هذا التحليل مرات عديدة لتأكيد التشخيص أو لمتابعة سير الحالة واستقرار الالتهاب الموجود.
هناك بعض الأمراض المعوية التي تأتي على شكل نوبات مثل التهاب القولون التقرحي الذي ينشط على فترات لذلك من المهم جدًا أن يتابع الطبيب الحالة.
قيم ونتائج تحليل الكالبروتكتين
تكون نسبة التحليل سلبية تنفي هذا البروتين في حال كانت القيمة أقل من 50 ميكرو غرام لكل غرام.
فيما بعد إذا استمرت الأعراض وتزايدت فمن المرجح أن الالتهاب موجود ويجب إعادة التحليل ومراقبة القيم أو أن السبب قد يكون متلازمة القولون العصبي على سبيل المثال وعندها يجب اللجوء لفحوص متممة أخرى.
تكون النتيجة إيجابية عندما تكون القيمة فوق ال50 ميكروغرام لكل غرام ويمكن تصنيفها كما يلي:
نتيجة التحليل بين 50 إلى 120 ميكرو غرام لكل غرام:
إن النسبة بين 50 إلى 120 تشير إلى وجود التهاب خفيف جدًا في الجسم ويمكن أن تكون متواجدة أيًضا بعد بدء العلاج وشفاء حالة الالتهاب واستخدام بعض الأدوية مثل الأسبرين.
نتيجة التحليل أعلى من 120 ميكروغرام لكل غرام:
هذه النتيجة تشير إلى وجود حالة التهاب قوية جدًا في الأمعاء وعندها من المهم جدًا أن يتم إجراء فحوص أخرى لتحديد السبب وبدء العلاج بشكل فوري.
تحذيرات حول تحليل الكالبروتكتين
هناك بعض المعلومات التي تتعلق بهذا التحليل والتي قد تؤدي في النهاية إلى تشخيص خاطئ وغير صحيح لذلك يجب أخذها بعين الاعتبار وأهمها:
- إن تناول المريض لبعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية أو مضادات حموضة المعدة ترفع نتيجة هذا التحليل لذلك يفضل الانتظار لفترة بعد إيقاف هذه الأدوية قبل إجراء التحليل.
- إن المرضى الذين يعانون من نقص في المعتدلات أو المحببات وهي أنواع من الخلايا البيضاء تظهر لديهم نتائج التحليل سلبية بشكل غير صحيح.
- أحيانًا لا يكون هناك توزيع منظم لهذا البروتين في عينات البراز المختلفة لذلك تتباين النتائج باختلاف العينة.
- تظهر أحيانًا نتيجة التحليل إيجابية ولكن بسبب حالات مرضية أخرى مثل سرطان القولون أو عدوى الجهاز الهضمي.
- من الممكن أن يكون سبب ارتفاع النتيجة الإصابة بداء كرون.
يمكن اعتبار هذا التحليل دليلًا هامًا على وجود الالتهاب في الأمعاء ولكن بدون اتباعه بشكل أعمى حيث أن الطبيب المتمرس يأخذ بعين الاعتبار الحالة السريرية والفحص المباشر للمريض وقد يلجأ لتحاليل أخرى لتأكيد التشخيص.
هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز عن تحليل كالبروتكتين وقيمه المختلفة.