إن المنهج التجريبي هو عبارة عن بحث يتم إجرائه بمنهج علمي موحد بواسطة استخدام مجموعتين من المتغيرات.
تعمل المجموعة الأولى بشكل مستمر والتي يتم استخدامها لقياس الاختلافات الموجودة بالمجموعة الثانية، وعلى سبيل المثال لدينا طرق البحث الكمية وهي كلها تعتبر منهج تجريبي.
يعمل أيضًا البحث التجريبي على جمع أنواع البيانات والمعلومات الضرورية التي تساعد في عملية اتخاذ قرارات أفضل وبالتالي يؤدي هذا الأمر إلى إجراء البحث في ظروف مقبولة علميًا عبر طرق مجربة.
بالنسبة لإمكانية إجراء البحث التجريبي فإنه يمكن إجراء العديد من البحوث التجريبية في مواقف عديدة مثل تلك المواقف التي يعد الوقت فيها عامل حيوي مهم في إقامة رابط بين النتيجة والسبب.
أيضًا هناك السلوك الثابت بين السبب والنتيجة مع الرغبة في معرفة وفهم السبب.
سنتحدث في هذا المقال عن المنهج التجريبي بشكل واسع ومفصل.
إيجابيات المنهج التجريبي
إن البحث العلمي يسمح باختبار الأفكار الأفضل في بيئة محكومة قبل عرضها، كما يوفر أفضل الطرق لنقوم باختبار النظرية على النحو الأمثل.
من أهم إيجابيات المنهج التجريبي نذكر ما يلي:
- امتلاك الباحثون سيطرة قوية نوعًا ما على كل العوامل المتغيرة التي تهدف للحصول على نتائج مطلوبة أو مرغوبة.
- لا يؤثر أبدًا المجال أو الموضوع على فعالية البحث التجريبي حيث أنه من الممكن لأي مجال أن ينفذ بهدف أغراض بحثية.
- تكون نتائجه محددة دائمًا.
- بعد عملية تحليل النتائج نقوم بتطبيق الاستنتاجات التي توصلنا إليها عبر أفكار ومواقف مشابهة.
- نستطيع تحديد سبب وتأثير الفرضية كما يكون باستطاعة الباحثين تحليل الارتباط لنحدد الأفكار الأكثر عمقًا.
- إن البحث التجريبي يعتبر نقطة بداية مثالية للاستنتاجات التي تم جمعها لأساس بناء أفكار أكثر.
اقرأ أيضًا: البحث العلمي: أهم المعلومات عن كتابة الأبحاث العلمية
مراحل المنهج التجريبي
هناك عدة مراحل للمنهج التجريبي وهي:
الملاحظة Observation:
إن هذه المرحلة تتجسد بولادة الفكرة الأولى الأساسية التي يتم من خلالها اقتراح الفرضية وبعد هذه الخطوة يبدأ الباحث في استقطاب بيانات تجريبية بالاعتماد على الملاحظة.
من أشهر الأمثلة على الملاحظة تفتح أنواع الزهور الملونة بموسم واحد وبألوان متفاوتة.
الاستقراء Induction:
أو ما يعرف بالاستدلال الاستقرائي وهو ما يتم توظيفه في بناء الاستنتاج العام وفقًا للبيانات التي استقطبت بسبب مرحلة الملاحظة.
كمثال على ذلك لدينا أن يتم التوقف على توقعات معينة ومختلفة للأسباب التي تؤدي لظهور مشكلة الدراسة ووضع التخمينات.
هنا على الباحث أن يباشر بالتجارب ليعزز الفرضية ويدعمها.
الاستنتاج Deduction:
هي من أهم مراحل المنهج التجريبي لأنها تمد يد العون للباحث لكي يتوصل لاستنتاجات محددة حول تجاربه بالاعتماد على العقلانية والمنطق وبالتالي يصل لنتائج محايدة تمامًا.
الاختبار Testing:
هي المرحلة الرابعة من مراحل المنهج العلمي وتشمل إرجاع الباحث لكل الأساليب التجريبية واستخدامها بشكل فوري في تحديد الفرضية الواجب اختبارها.
هنا تحديدًا وفي هذا السياق يكون إدراك البيانات سيد الموقف وبناء عليه يتطلب منا تحديد العلاقة بين كل العوامل والنتائج وفقًا لكل الأساليب الإحصائية.
عند الوصول إلى نتيجة ما فإن ذلك يكون دليل على وجود دعم للفرضية.
التقييم Evaluation:
المرحلة الأخيرة من دورة المنهج التجريبي التي يستعرض الباحث بها كل ما تم جمعه من بيانات وحجج داعمة من النتائج التي آل إليها بحثه وأنواع دراسته.
يتم أيضًا الكشف عن قيود التجربة والفرضيات المقدمة مع تقديم نصائح للاستمرارية في البحث بشكل عميق مستقبلًا.
اقرأ أيضًا: الموضوعية والذاتية في البحث العلمي
علاقة المنهج التجريبي بالبحث التربوي
بالنسبة للباحث الذي ينوي إنشاء بحث تربوي وبصرف النظر عن اختصاصه فلا بد من كل الخطوات التالية:
- اختيار الموضوع: حيث أن البحث التربوي يجب أن يتخذ موضوع عام في بداية الأمر يكون متعلق بمشكلة كبيرة أو قضية غير شخصية.
فيما بعد تبدأ الجهود بالتوجه لتضيق النطاق بالتركيز على قضية قابلة للبحث تهم كل الأفراد بشكل شخصي.
- تحديد قضية البحث: إن إلقاء نظرة على محور الموضوع بشكل عام يساعدنا على تحديد المشاكل الأكثر أهمية وقد يتطلب الأمر أحيانًا أن ننغمس بقراءة المؤلفات الرئيسية والكتب الشهيرة ذات العلاقة بالمشاكل السابقة.
إذا في هذا السياق فإن هذه المشكلة تكون هي الأكثر أهمية مما يدفع بالبحث لأن يطلب تخصيص للجهود والوقت للإجابة عن كل الأسئلة بمختلف درجاتها.
- إجراء مراجعة أدبية: بعد أن ننتهي من رصد محور البحث والمشكلة الأساسية فيه فقد آن أوان البدء قدمًا في رحلة بحث مكثفة جدًا مع إجراء مراجعة أدبية وفكرية شاملة حول كل المحور.
بالطبع لا بد أن نقوم بتحديد مختلف الدراسات التي ارتبطت معها بعلاقات مثل التصاميم والأدوات والإجراءات التي استخدمناها ولا ننسى الأهم من هذا كله وهو الوقوف على النتائج عن قرب وفقًا لكل المراجعات.
يتطلب هذا الأمر التعرف على كيفية التعمق ضمن قواعد الفكرية الآنية واستكمالها على النحو الأمثل مع طرح حيثيات البحث المتوقعة الاستخدام والتي لا يمكن تجاهل أسئلتها المطروحة.
- طرح الفرضيات والأسئلة: هي خطوة رئيسية وهامة جدًا ضمن سياق المنهج التجريبي في البحث التربوي وعمليات التخطيط حيث يتم إدراج الأسئلة وكل الفرضيات المطروحة مما يوفر الأسس الأساسية لتخطيط أجزاء الدراسة من تحليل للبيانات وتصميمها.
- اختيار المنهج التجريبي: هنا قد يصل الباحث إلى خطوة معينة ما ويكتشف عدم موافقة المنهج التجريبي لبحثه الذي صنعه وبالتالي لا بد من طرح أنواع مناهج بديلة لتلبية الغرض المطلوب.
- تحديد كل السبل والطرق: ويقصد بها كل طرق الدراسة إي الإجراءات والمواد والأدوات التي ساعدتنا في جلب البيانات من مصادرها ومواضيعها المطروحة.
بعد تحديدها يقوم الباحث بتوظيف الأسئلة والفرضيات على نمط أسلوب مرجعي يوافق الإنتاج الفكري.
- الاستراتيجيات: وهي تأخذ بعين الاعتبار كل الأجهزة والمواد وأيضًا طرق جمع البيانات لكي يتم توظيفها في الإجابة عن الأسئلة المطروحة.
هكذا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة عن المناهج التجريبية وفوائدها وميزاتها.