مركب إيبيجالوكاتشين جاليت.. تعرف على فوائده المذهلة

مركب إيبيجالوكاتشين جاليت
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هو مركب إيبيجالوكاتشين جاليت؟

مركب إيبيجالوكاتشين جاليت (بالإنجليزية: Epigallocatechin Gallate) ويُرمز له بالرمز EGCG هو مركب نباتي فريد يحظى بالكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة، وهذا لتأثيره الإيجابي على الصحة.

يُعتقد أنه يقلل الالتهاب، يُساعد على إنقاص الوزن، كما يُساهم في الوقاية من أمراض القلب والدماغ.

سيُناقش هذا المقال الفوائد الصحية التي اثبتتها الدراسات حتى الآن، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة.

ينتمي مركب إيبيجالوكاتشين جاليت إلى مجموعة أكبر من المركبات النباتية يُطلق عليها اسم البوليفينول.

كما يُعتبر من مضادات الأكسدة القوية والتي تحمي من التلف الخلوي الناتج عن الجذور الحرة، وهي جزيئات قادرة على التفاعل في الجسم وتدمير خلاياه وخصوصًا إذا زاد عددها بشكل كبير، ولمحاربتها يجب تناول العديد من مضادات الأكسدة.

كما يُمكن لمركب إيبيجالوكاتشين جاليت تقليل الالتهابات ومنع الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري، عللاوة على مقاومة بعض أنواع السرطان.

يمكن العثور على مركب إيبيجالوكاتشين جاليت كمركب طبيعي في العديد من الأطعمة النباتية، كما يُباع على شكل مكمل غذائي.

مصادر مركب إيبيجالوكاتشين جاليت الطبيعية

يعتبر مركب إيبيجالوكاتشين جاليت من المركبات النشطة في الشاي الأخضر، ويُرجح أن يكون هذا المركب هو مصدر فوائد الشاي الأخضر الكبيرة.

تحتوي أيضًا أنواع الشاي الأخرى على هذا المركب ولكن بكميات أقل بكثير مقارنة بالشاي الأخضر، وهذا يتضمن الشاي الأبيض، الشاي الأسود، شاي الأولونغ.

كما يمكن العثور على هذا المركب في مجموعة من الفواكه مثل التوت البري، توت العليق، الكيوي، الفراولة، الكرز، التفاح، الخوخ، الأفوكادو والكمثرى، بالإضافة إلى بعض المكسرات كالبندق والفستق.

فوائد مركب إيبيجالوكاتشين جاليت الصحية

أجريت العديد من الدراسات على الحيوانات، في المختبرات وحتى على البشر، وأظهرت هذه الدراسات أن لمركب EGCG العديد من الفوائد الصحية.

يُساهم مركب EGCG بمنح الجسم حاجز وقائي ضد العديد من الأمراض، ولا تزال الدراسات مستمرة للبحث في أفضل طريقة لاستخدامه وتحديد فوائده بدقة.

فيما يلي في الفقرات الآتية أبرز الفوائد الصحية لهذا المركب.

تأثير مضاد للأكسدة ومضاد للالتهابات

حيث أن شهرة مركب إيبيجالوكاتشين جاليت أتت من كونه من مضادات الأكسدة القوية والقادرة على تخفيف التوتر وتقليل الالتهابات.

يُساهم مركب EGCG في حماية خلايا الجسم من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، ويَقمع نشاط المواد الكميائية التي تُسبب الالتهابات مثل عامل نخر الورم ألفا (بالإنجليزية: TNF-alpha).

يتسبب الإجهاد التأكسدي والالتهاب بمجموعة من الأمراض المزمنة، كالسكري، السرطان وأمراض القلب، وأثبتت الدراسات أن لمركب إيبيجالوكاتشين جاليت دور في مكافحة هذا الالتهاب.

دعم صحة القلب

تُشير الأبحاث إلى أن مركب إيبيجالوكاتشين جاليت في الشاي الأخضر يمكن أن يدعم صحة القلب، وذلك بالتحكم في مستوى ضغط الدم، الكوليسترول ومنع تراكم الترسبات بداخل الأوعية الدموية.

أجريت دراسة على 33 شخص لمدة ثمانية أسابيع، وأظهرت أن تناول 250 مجم يوميًا من مستخلص الشاي الأخضر الذي يحتوي على مركب إيبيجالوكاتشين جاليت أدى إلى انخفاض الكوليسترول الضار بنسبة 4.5%.

كما أجريت دراسة منفصلة على 56 شخص، وأظهرت انخفاضًا كبيرًا في ضغط الدم، الكوليسترول وعلامات الالتهاب لدى الأشخاص الذين يتناولون مسخلص مركب إيبيجالوكاتشين جاليت لمدة ثلاثة أشهر.

على الرغم من هذه النتائج مشجعة، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى المزيد المزيد من البحث والدراسة لفهم كيفية اكتساب هذه الفوائد الصحية.

دعم فقدان الوزن

يمكن أن يعزز مركب إيبيجالوكاتشين جاليت من فقدان الوزن، وخاصة إذا تم شربه مع الكافيين، وكلا المركبين موجودين بشكل طبيعي في الشاي الأخضر.

أجريت العديد من الدراسات لتحديد تأثير مركب إيبيجالوكاتشين جاليت على فقدان الوزن، وأظهرت معظم هذه الدراسات إلى أن شرب كوبين يوميًا من الشاي الأخضر يرتبط بانخفاض الدهون في الجسم.

كما أجريت دراسات أخرى على مجموعة من الأشخاص، وأظهرت أن تناول 100 إلى 460 محم يوميًا من مركب إيبيجالوكاتشين جاليت مع 80 إلى 300 مجم من الكافيين لمدة اثني عشر أسبوعًا على الأقل يُمكن أن تُساهم بفقدان الوزن بشكل كبير.

غالبًا لا يُلاحظ نزول الوزن بشكل ملحوظ إذا تم تناول مركب إيبيجالوكاتشين جاليت وحده دون الكافيين، ولهذا فالأمر بحاجة إلى المزيد من البحث.

دعم صحة الدماغ

تُشير النتائج المبكرة لبعض الأبحاث أن مركب إيبيجالوكاتشين جاليت في الشاي الأخضر يلعب دورًا هامًا في تحسين وظيفة الخلايا العصبية والوقاية من حدوث انتكاسات في الدماغ.

كما أظهرت دراسة أجريت على الفئران المصابة بمشاكل في النخاع الشوكي، حيث تم حقنها بمركب إيبيجالوكاتشين جاليت، ولوحظ تراجع الالتهابات التي كانت مصابة بها، بالإضافة إلى شِفاء وتجدد الخلايا العصبية.

كما لاحظت دراسة أن البشر الذين يتناولون كميات أكبر من الشاي الأخضر المدعم بمركب إيبيجالوكاتشين-جاليت، يقل لديهم خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل تدهور الدماغ المرتبط بالعمر، الزهايمر ومرض باركنسون.

بالتأكيد لا يزال هناك حاجة للمزيد من البحث لمعرفة مدى تأثير مركب إيبيجالوكاتشين جاليت وحده على أمراض الدماغ.

الجرعة المسموح بها والآثار الجانبية المحتملة

على الرغم من دراسة مركب إيبيجالوكاتشين جاليت لعدة عقود، ولكن لم يتم تحديد آثارها الجانبية بدقة حتى الآن.

يمكن لمركب EGCG التحلل بسهولة في الأوكسجين، ويمكن للجهاز الهضمي لبعض الأشخاص عدم امتصاص هذا المركب بكفاءة.

كما يمكن أن يمر هذا المركب في الأمعاء الدقيقة بسرعة كبيرة ثم تُحلله البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة، مما لا يسمح للجسم بالاستفادة منه.

هذه العوامل تزيد من صعوبة التوصية بجرعات محددة، وهذا لأن عملية الهضم والامتصاص تختلف من شخص لآخر.

عادةً ما يحتوي كوب 250 مل من الشاي الأخضر على 50 إلى 100 مجم من مركب إيبيجالوكاتشين جاليت، وفي الدراسات العلمية يستخدم الأطباء كمية أكثر بكثير.

لكن ينصح الأطباء بعدم تناول أكثر من 800 ملغ من مركب إيبيجالوكاتشين جاليت، وهذا لأنهم لاحظوا بأن مستويات الترانساميناسات في الدم قد ازدادت، وهذا يُعد مؤشرًا على تلف الكبد.

كما اقترح مجموعة من الباحثين عند ابتكارهم لمكملات غذائية من مركب إيبيجالوكاتشين جاليت أن لا يتجاوز المدخول اليومي منه 338 مجم.

يمكن أن تقود المستويات المرتفعة من مركب إيبيجالوكاتشين جاليت إلى بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل الآتي:

كما يعتقد الخبراء بأن هذه الآثار الجانبية مرتبطة بالكيماويات التي تحتوي عليها المكملات الغذائية، لا على مركب إيبيجالوكاتشين جاليت بحد ذاته، ومع ذلك من المهم عدم تناوله بدون وصفة طبية.

لا يُنصح بأن تتناول الحامل مكملات غذائية لمركب EGCG، وهذا كونه يتعارض مع حمض الفوليك أو الفولات الضروري لصحة نمو الجنين وتطوره، كما أنه يعزز تطور الدماغ لدى الجنين.

لا تزال الأبحاث غير مكتلمة لتحديد ما إذا كان مركب EGCG آمنًا على المُرضع، لكن من الأفضل تجنبه حتى تتوفر المزيد من المعلومات للباحثين.

علاوة على ما سبق يمكن أن يتداخل تركيب مركب إيبيجالوكاتشين جاليت مع بعض أدوية خفض الكوليسترول ومضادات الذهان.

لذلك ولضمان السلامة يُفضل استشارة الطبيب الخاص بك دائمًا قبل تناول أي مكمل غذائي جديد.

في النهاية، يُعد هذا المركب من المركبات المفيدة لتقليل الالتهابات ودعم عملية إنقاض الوزن، كما أنه يتوفر في الشاي الأخضر والعديد من الأطعمة النباتية الأخرى، ولكن لا تزال الأبحاث بشأن سلامته في بداياتها.

المرجع:

‫0 تعليق