ما هي العولمة؟

ما هي العولمة؟
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هي العولمة؟

تُعد العولمة مصطلحًا جديدًا يُعبّر عن ظاهرة وجدت قديمًا، أدّت إلى جعل العالم قرية إلكترونية صغيرة مترابطة عن طريق الأقمار الصناعية والاتصالات الفضائية والقنوات التلفزيونية وغيرها.

تعريف العولمة

العولمة لُغةً:-

العولمة لغة هي مصدر الفعل عَوْلَم، وهي حرية انتقال المعلومات والأفكار المختلفة والتكنولوجيا والمنتجات والسلع وتدفق رؤوس الأموال، كما تمثل أيضًا انتقال البشر بين المجتمعات الإنسانية المختلفة.

العولمة اصطلاحًا:-

العولمة Globalization هي ظاهرة عالمية تهدف إلى تعزيز التكامل بين المجالات المالية والتجارية والاقتصادية وغيرها، ويُشير مصطلح العولمة إلى عملية تحويل جميع الظواهر سواء كانت محلية أو إقليمية إلى ظواهر عالمية، ويتم من خلالها تعزيز الترابط بين الشعوب والثقافات في جميع أنحاء العالم، بهدف توحيد جهودهم وقيادتهم نحو الأفضل في جميع المستويات.

وقد كثرت الآراء ووجهات النظر حول تعريف العولمة؛ بسبب غُموض مفهومها، حيث أنه أصبح للسياسيين تعريف يخصهم، وللاجتماعيين تعريف يخصهم أيضاً وهكذا، حتى تم تقسيم جميع التعريفات إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي: ظاهرة اقتصادية، وثورة اجتماعية، وثورة تكنولوجية.

تاريخ العولمة

قال علماء التاريخ أن العولمة ليست ظاهرة جديدة بل قديمة المنشأ، حيث ارتبطت نشأتها التاريخية مع عالمي الاقتصاد والسياسة، وكان ظهورها الفعلي في القرن الرابع عشر للميلاد مع انتشار الشركات متعددة القوميات في المناطق الأوروبية الغربية، كما ظهرت أيضًا مع بداية الاستعمار الغربي لآسيا وأوروبا والأمريكيتين، ويعتبر ظهور الثورة الصناعية بمثابة أكبر تجلي لظاهرة العولمة؛ بسبب انتشار الشركات التي تهتم بالصناعات التحويلية والتي باتت تسيطر على موارد العالم.

وقد شهد النمو التجاري في فترة الحرب العالمية الأولى تطورًا سريعًا، لكنه انخفض نتيجة الأزمة الاقتصادية في عام ١٩٢٩م، وبدأ التأريخ للعولمة بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث ظهرت هيكلية عالمية جديدة عنها، في ظل تأثير النظاميين الاشتراكي الشرقي الشيوعي، والرأسمالي الغربي الليبرالي، الأمر الذي أدى إلى ظهور ما يُعرف بالحرب الباردة والتي استمرت ما يقرب من ٤٠ سنة، وانتهت بانتصار الرأسمالية على الاشتراكية، وأدى هذا الانتصار إلى ظهور نظام عالمي جديد تتحكم به الولايات المتحدة الأمريكية، وساهم هذا الأمر في تعزيز وجود العولمة عن طريق إنشاء مؤسسات مالية عالمية، مثل صندوق النقد الدولي.

وفي الثمانينيات من القرن الماضي تطورت تقنيات الحاسوب وتكنولوجيا الاتصالات بشكل متنوع، ما عزز من وجود العولمة، وأصبحت تؤثر في كافة المجالات، تحديدًا في المجالين المالي والإعلامي.

مجالات وتأثيرات العولمة

العولمة السياسية

تسمى المؤثرات التي ترتبط بالدولة من خلال علاقتها بالدول التي تحيط بها، وبالمجتمعات التي تعمل على إدارتها بالتأثيرات السياسية للعولمة، وتزداد علاقات الدول في ظل العولمة ما يساعد في دعم وتقوية الدول التي تستطيع أن تتكيف معها.

وتظهر العولمة السياسية بشكل واضح في الهيمنة التي تفرضها دول العالم القوية على الدول الضعيفة والنامية، وذلك من خلال التأثير في اقتصادها واختراقه، الأمر الذي يدفع هذه الدول النامية إلى الخضوع لما يرضي الدول القوية ويخدم مصالحها، والذي يتم غالبًا دون الرجوع إلى الرأي العام في هذه الدول النامية، ما يؤدي إلى حدوث اضطرابات كبيرة في هذه الدول، وظهور حالة من عدم الاستقرار.

وقد ظهرت الشركات العالمية والتي أصبح لها تأثير قوي في العالم، وباتت قادرةً على مواجهة الدول؛ بسبب أنها تسيطر على البيئة الاقتصادية العالمية.

وهذه الشركات العالمية تصنف إلى نوعين اثنين هما:

  • الشركات عابرة القوميات: هي الشركات التي تدير أعمالها الخاصة في أكثر من دولة وفي وقت واحد.

وتسعى مثل هذه الشركات إلى صناعة قرارات لا مركزية تتوافق مع طبيعة السوق الذي يدير أعمالها؛ حيث أنها تهتم بتحقيق وإنجاز أهداف منفصلة وخاصة بكل إدارة فرعية من فروعها الإدارية المتواجدة في الدول.

  • الشركات متعددة الجنسيات: هي الشركات التي لديها أعمال منتشرة ضمن أكثر من دولة وفي وقت واحد، تعمل على التخطيط لها وإدارتها بشكل مركزي واستراتيجي من خلال الإدارة الرئيسية لها والمتواجدة في الدولة الأصلية.

العولمة الاقتصادية

يعد ما يلي من أهم التأثيرات الاقتصادية للعولمة:-

  • تطور الاستثمارات العالمية والحركة التجارية في العالم، حيث ساهمت العولمة في جعل العالم سوقًا واحدًا.
  • انفتاح الأنظمة المالية العالمية والتي أصبحت قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية، وخصوصًا بعد أن قامت العديد من الدول بإلغاء السقوف الخاصة بها في أسعار الفائدة، ما ساهم في تشجيع المصارف لجذب المستثمرين الأجانب، الأمر الذي أدى إلى جعل الأنظمة المالية أكثر انفتاحًا، وسهّل عمل العديد من الشركات في المناطق التي تحتوي على الموارد ورؤوس الأموال.
  • تحالف الشركات العالمية والتي ظهرت نتيجةً لتضاعف قوة ونفوذ الشركات العالمية، الأمر الذي أدى إلى ظهور ما يُسمى بالتحالف الاستراتيجي بين هذه الشركات؛ وذلك من أجل زيادة قوتها في الأسواق.
  • القدرة التنافسية والتي ساهمت في ظهور منافسة حادة وشرسة بعد أن أصبح العالم عبارة عن سوق مفتوح، ولم تعد طبيعة المنافسة بين الشركات ترتبط بأسعار وجودة المنتجات فقط، بل تعدى ذلك إلى تقديم منافع للعملاء والحرص الشديد على تحقيق رضاهم؛ من أجل تعزيز ولاء العملاء لمنتجات الشركة في السوق.

العولمة الثقافية

تُغطي العولمة الثقافية معظم جوانب النشاط الإنساني، وتستمد خصوصيتها من تطور الأفكار والسلوك البشري، مثل انفتاح الثقافات العالمية على بعضها وتأثرها ببعضها البعض، وقد برزت العولمة الثقافية بشكل واضح جدًا في التسعينيات من القرن العشرين، وأما بالنسبة إلى انفتاح الواقع حاليًا فلم يحدُث له مثيل قط في التاريخ.

ويمكن القول إن العولمة الثقافية تعني أن تنتقل اهتمامات الإنسان من المجال المحلي إلى المجال العالمي، وأن يخرج من المحيط الداخلي الذي يعيش فيه إلى المحيط الخارجي، هذا وبالإضافة إلى زيادة الوعي بمدى وحدة البشر.

كما أن العولمة الثقافية توحي إلى مدى سيطرة الثقافات القوية وهيمنتها على الثقافات الضعيفة.

العولمة الإعلامية

تعرف العولمة الإعلامية بأنها سيادة مفاهيم وقيم الدول القوية والفعالة عبر وسائل الإعلام.

وتعتبر العولمة الإعلامية ذات جذور قديمة مرتبطة بتغطية الأخبار العالمية.

وقد بدأت العولمة الإعلامية في منتصف القرن التاسع عشر، عندما أسس شارل هافس مكتبة الأخبار في فرنسا عام ١٨٣٢م، والتي سميت فيما بعد وكالة هافس، ومنذ ذلك الوقت فقد أصبح للإعلام دور كبير وفعّال في المجتمع في جميع المجالات، وإذا ما نظر الشخص منا إلى الوقت الذي كان يستغرقه وصول خبر ما من مكان إلى مكان آخر في العالم مقارنةً بالوقت الذي يستغرقه حاليًا فسيُدرك مدى دور الإعلام في عصر العولمة الحالية.

نتائج العولمة

  • اكتسحت العولمة الكثير من المناطق والأمم والمجتمعات، والتي كانت تتجنب تأثيراتها، حيث تخلت عن عزلتها العالمية، ومنها: أوروبا الشرقية والصين وغيرها.
  • ارتفعت أعداد الأفراد الذين يتفاعلون ويتأثرون مع العالم الخارجي داخل الدول والمجتمعات.
  • زاد التنوع في الخدمات والسلع المتبادلة بين الدول، وهذا بسبب ظهور تنوع كبير في المجالات الاستثمارية، والتي يعتمد عليها انتقال رؤوس الأموال من دولة ما إلى أخرى، كما أنه لم تعد صادرات وواردات الدول محصورة في منتج واحد أو عدد قليل من المنتجات، بل تنوعت الصادرات والواردات للدول مع تنوع مجالات انتقال رؤوس الأموال؛ وهذا من أجل البحث عن فرص أكبر للربح.
  • بقي التبادل المتعلق برؤوس الأموال والمنتجات هو الذي يسيطرعلى طبيعة العلاقات السائدة بين الدول والأقاليم، وبعدها أصبح تبادل المعلومات هو المسيطر الأساسي على هذه العلاقات؛ وهذا بسبب النمو السريع له.
  • باتت الشركات متعددة الجنسيات هي الوسيلة الفعالة لنقل المعلومات ورؤوس الأموال والسلع بين الدول؛ إذ إنها اتخذت العالم كاملاً مكاناً للتسويق والإنتاج.

المراجع

(موقع الأمم المتحدة – العولمة)

(موقع موضوع – ما هي العولمة)

(موقع موضوع – تعريف العولمة)

(موقع سطور – ما هي العولمة)

(موقع المعرفة – العولمة)

(الموسوعة السياسية – العولمة)

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منصة الكترونية لنشر المقالات باللغة العربية. يسعى موقع فنجان الى اثراء المحتوى العربي على الانترنت وتشجيع الناس على القراءة

‫0 تعليق