ما هي معجزات سيدنا موسى

[faharasbio]

سيدنا موسى عليه السلام

سيدنا موسى عليه السلام هو من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى الناس لهدايتهم إلى طريق الخير، ولإبعادهم عن طريق الشر والضلال، وقد كان لنبي الله موسى عليه السلام مكانة خاصة لأنه النبي الوحيد الذي كلمه الله تعالى، ولذلك سمي بكليم الله.

أرسل الله تعالى النبي موسى إلى فرعون وقومه لدعوتهم إلى عبادة الله تعالى، ولإنقاذ بني إسرائيل من ظلم فرعون وبطشه، ولكن فرعون لم يستجب لدعوة موسى، بل على العكس، اشتد أذاه للناس بشكل كبير، فطلب موسى عليه السلام من ربه أن يمده بالمعجزات ليقنع فرعون بعبادة الله تعالى فاستجاب له ربه، وأيده بالمعجزات التي تبين صدق نبوته.

معجزات سيدنا موسى

أمد الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام بالعديد من المعجزات لتزداد حجته بين الناس، وليكون قادرًا على إقناع فرعون وقومه بالهداية، وإليكم معجزات سيدنا موسى التي وهبها الله تعالى له:

معجزة اليد البيضاء

وهي من المعجزات التي وهبها الله تعالى لسيدنا موسى، قال تعالى: (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيضاءُ لِلنّاظِرينَ)، سورة الأعراف آية رقم 108.

كان سيدنا موسى أسمر اللون، وكان يخرج يده من جيبه أو من تحت إبطه فتخرج بيضاء تشع كالشمس من دون مرض أو برص، وكان هذا دليل على صدق نبوته، قال تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ۖ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}، سورة النمل، آية رقم 12.

معجزة العصا

قال تعالى: (فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ)، سورة الأعراف، آية رقم 107.

كانت معجزة العصا من المعجزات التي تدل على قدرة الله تعالى، فقد أمر الله تعالى موسى أن يلقي بعصاه فإذا بها تتحول إلى أفعى، وعندما وجدها موسى هكذا خاف وهرب منها، فناداه ربه أن يعود ويلتقطها مرة أخرى، فلما التقطتها عادت إلى وضعها الأول، وعندما أظهر موسى هذه المعجزة أمام فرعون وسحرته، ووجدوا أن الأفعى كانت تلتهم الحبال، والعصي التي كانوا يلقونها، أسلم السحرة، وخروا ساجدين، وعرفوا أن هذه العصا معجزة من عند الله، وكان ذلك واضحًا في قوله تعالى:

(قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى* قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى* فَأَوجَسَ في نَفسِهِ خيفَةً موسى* قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى* وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى* فَأُلقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قالوا آمَنّا بِرَبِّ هارونَ وَموسى)، سورة طه، آية 65، 70.

معجزة انشقاق البحر

عندما اشتد ظلم فرعون على بني إسرائيل أمر الله تعالى نبيه موسى أن يخرج مع قومه من مصر، وما كان لهم إلا أن يخرجوا ليلًا حتى لا يشعر بهم فرعون، ولكن فرعون علم بالأمر، فجمع جنوده ليلحقوا بهم ويقتلوهم، وعندما وصلوا إليهم لم يكن أمام قوم موسى سوى البحر، فأمر الله تعالى موسى أن يضرب البحر بعصاه، فانشق البحر أمامهم كأنه جبلين عظيمين، قال تعالى: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)، سورة الشعراء، آية رقم 63،

كان طريق البحر يصل إلى ساحل سيناء، فسلكه موسى مع من آمن به من قومه، وتمكنوا من الوصول بسلام، وعندما تبعه فرعون، وجنوده في البحر، أمر الله تعالى البحر أن ينطبق عليهم، قال تعالى: (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ)، سورة البقرة، آية رقم 50.

معجزة الرجز

قال تعالى: (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ)، سورة الأعراف، آية رقم 134.

كان الرجز عبارة عن وباء الطاعون الذي أنزله الله تعالى على قوم فرعون الذين ظلموا الناس، ونكلوا بهم ليكون درسًا قاسيًا لهم على ما فعلوه، وكانت النتيجة موت الكثير منهم في أيام قليلة، وكانت هذه من إحدى المعجزات التي أيد بها الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام.

معجزة الحجر

كانت معجزة الحجر واحدة من المعجزات التي أيد الله تعالى بها سيدنا موسى، فقد كان بني إسرائيل في حالة من العطش الشديد، فأمر الله تعالى نبيه موسى أن يضرب بعصاه الحجر، فانفجرت اثنتا عشرة عينًا على عدد أسباط بني إسرائيل حتى لا يختلفوا عليها، قال الله تعالى: (إِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)، سورة البقرة، آية رقم 60.

ابتلاءات بني إسرائيل

أنزل الله تعالى على فرعون وقومه العديد من الابتلاءات لأنهم لم يصدقوا موسى عليه السلام، وكانت هذه الابتلاءات من المعجزات التي وهبها الله تعالى لنبيه موسى عقابًا لقوم فرعون، قال تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ)، سورة الأعراف، آية رقم 133.

  • الطوفان: وهو المطر القوي الذي أرسله الله تعالى على قوم فرعون، فكان سببًا في فيضان نهر النيل وغرق البيوت وفساد الزرع وغيرها من الخسائر.
  • الجراد والقمل والضفادع: وهي من أنواع العذاب التي حلت على قوم فرعون بسبب كفرهم بالله تعالى، فأرسل عليهم الجراد الذي أكل الزرع وأفسده، ولم يبقِ لهم من قوتهم شيء، والقمل الذي يعيش على جسم الإنسان مسببًا له بالكثير من الأضرار، أما الضفادع فقد أرسلها الله تعالى على قوم فرعون لتفسد الزرع، وتزعج الناس بصوتها القوي.
  • الدم: فقد تحول ماء النيل من ماءٍ عذبٍ إلى الدم، فلا يمكنهم شربه أو سقاية الزرع منه، وكان من أشد من الابتلاءات التي عاقب بها الله تعالى قوم فرعون.
  • السنين: فقد أصاب قوم فرعون الجدب والقحط لعدة سنوات، فنقصت ثمارهم ولم يتبق لهم منها إلا القليل فقط، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)، سورة الأعراف، آية رقم 130.

معجزة جبل الطور

جبل الطور هو الجبل الذي كلم موسى فيه الله تعالى، وكان موسى قد أخذ معه 70 رجلًا إلى الجبل حتى يطلبوا من الله المغفرة، فقدم لهم موسى الألواح من عند الله، فقالوا له سنقوم بما نجده سهلًا علينا، فطلب منهم موسى أن يأخذوها كما هي، فأمر الله تعالى أن يُرفع الجبل فوق رؤوسهم، وينزل عليهم إذا لم يؤمنوا، قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، سورة البقرة، آية رقم 63.

معجزة إحياء القتيل

كان القتيل رجل ثري من بني إسرائيل، وقام أحد أبناء أخيه بقتله من أجل أن يرثه، فذهبوا إلى موسى ليدلهم على القاتل، فطلب منهم أن يذبحوا بقرة، ولما وجدوا البقرة المطلوبة ذبحوها، فكانت معجزة موسى تدل على قدرة الله تعالى في إحياء الموتى، وأحيا الله تعالى الرجل المقتول ليخبرهم بأن ابن أخيه هو من قام بقتله، قال تعالى: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، سورة البقرة، آية رقم 73.

وهكذا نجد أن الله تعالى قد أمد موسى عليه السلام بالعديد من المعجزات التي ساعدته في إظهار الحق، وإنهاء الظلم الذي لحق ببني إسرائيل من قبل فرعون، وكان من أبرز هذه المعجزات غرق فرعون، وتخليص الناس من شره.

[ppc_referral_link]