متلازمة رائحة السمك – الأسباب والعلاج

متلازمة رائحة السمك
Share this post with friends!

متلازمة رائحة السمك – الأسباب والعلاج

يسعى كل فردٍ منّا إلى الاستحمام بشكلٍ يومي وشراء عطور ومزيلات للعرق وروائحٍ جميلة من أجل وضعها على الجسد بأكمله، بالإضافة لتنظيف الأسنان مرتين يومياً من أجل التمتّع برائحةٍ فوّاحة وعطرة، وخاصةً خلالَ فصل الصيف لأنَ جسم الإنسان يتعرّض للعرق بنسبةٍ أكبر منَ الشتاء، ولكن رائحة العرق تختلف من إنسانٍ لآخر، فهل لكَ أن تتخيل أنَ نسبة نادرة منَ الأشخاص يتمتّعون برائحة عرق قريبة لرائحة البول أو رائحة السمك!

فمنَ الجدير بالذكر، أنَ بعض الأشخاص بالرغم من اهتمامهم بأنفسهم وبنظافتهم الشخصية، إلّا أنهم يُلاحظون رائحتهم عندما يتعرّقون أنها كريهة جداً ولا يُمكن السيطرة عليها، فيتجنبون الاحتكاك بالبشر أو التواصل معهم، ويصل بهم الأمر إلى فقدان الرغبة في الخروج منَ المنزل بهدف تفادي نظرات العابرين لهم ولرائحتهم السيئة.

ونوّد الإشارة، أنَ هذه الرائحة الكريهة التي تصدر من أقدام أو من رائحة العرق أو منَ الأنفاس تُسمى بمتلازمة رائحة السمك، فهيَ منَ المتلازمات الغريبة جداً والنادر حدوثها، ولكن أثناءَ الإصابة بها يشعر الفرد بنوعٍ منَ الإحباط والاكتئاب بسبب رائحته الفوّاحة التي تُصيب بالغثيان من شدّة قوّتها وانتشارها في كل مكانٍ يتواجد بهِ، ولذلك ما المقصود بمتلازمة رائحة السمك؟ وما هيَ أعراضها؟ أبرز أسبابها؟ وطرق علاجها؟

ما المقصود بمتلازمة رائحة السمك Fish Odor Syndrome؟

إنها عبارة عن متلازمةٍ غريبة ولكنها موجودة ويُصاب بها فئة منَ الأشخاص، بحيث تجعلهم محط أنظار الكثيرين بسبب روائحهم النتنة والمنفرة، لأنَ هذه المتلازمة تهدف إلى انبعاث روائح شبيهة بالسمك من عدّة أجزاءٍ متفرقة منَ الجسد {كالقدمين، الفم والأنفاس، أسفلَ الإبط} أو الجسم بشكلٍ عام.

علاوة على ذلك، يُشير أغلب المُصابين أنهم يهتمون بنظافتهم كأي إنسانٍ طبيعي، ولكنهم بشكلٍ مفاجئ يُلاحظون هذه الرائحة انبعثت منهم في أماكنٍ حرجة سواءً في المواصلات العامة أو في العمل أو أثناءَ الاجتماع معَ الأصدقاء، وتستمر رائحة السمك لعدّة ساعاتٍ متواصلة، ولأنَ الخبراء والأطباء قاموا بدراسة هذه المتلازمة بعناية توّصلوا أنها نوع منَ الاضطرابات الوراثية التي تُصيب إحدى الجينات.

فالجسم في هذه الحالة يتوقف عن تفكيك أو تحليل مركب يُطلق عليه {الميثيلامين} ومنَ المعروف أنهُ مركب ذو رائحةٍ نتنة يخرج إلى خارج الجسم على هيئة رائحة تُشبه السمك، وليسَ للإنسان المُصاب أي علاقة بهِ ولا توجد صلة وثيقة بينَ النظافة ومتلازمة رائحة السمك.

بالإضافة إلى أنَ الإصابة بهذه المتلازمة هوَ من أسوأ أنواع الإصابات، لأنَ المشاكل لا تُفارقهم سواءً في حياتهم الزوجية أو الاجتماعية بشكلٍ عام، وأحياناً يتعرّضون للتنمر ويسمعون عبارات تُشير إلى أنهم لا يُبالون بنظافتهم.

في الحقيقة تُصاب النساء بنسبةٍ أكبر منَ الرجال بهذه المتلازمة، ويعود السبب في ذلك باعتقاد بعض المختصين المُشرفين على عدّة حالات إلى هرمون الأستروجين والبروجسترون، فهذه الهرمونات تُساعد في الإصابة بهذه الرائحة وخاصةً عندما تتوقف فترة الحيض لديهنّ.

ما هيَ أعراض الإصابة بمتلازمة رائحة السمك؟

توجد عدّة علامات يُمكن ملاحظتها على المُصابين بهذه المتلازمة، أبرزها:

  • رائحة فم كريهة جداً.
  • رائحة عرق شبيهة بالسمك الفاسد.
  • رائحة بول كريهة.

ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة رائحة السمك؟

بعدَ دراسة عدّة حالاتٍ أُصيبت بهذه المتلازمة، تمَ التوّصل لعدّة عواملٍ تُساعد في زيادة خطر الإصابة بها، مثل:

  • خلل جيني: كما ذكرنا في الأعلى أنَ حدوث أي خللٍ في الجينات لهُ دور في انبعاث هذه الرائحة السيئة، فالطفرة التي تُصيب الجين تُؤدي لتوّقفه عن القيام بتصنيع الإنزيم الذي يُسهم في تفكيك أي مركبٍ يحتوي على النيتروجين.
  • العادات الخاطئة: بعض الأشخاص يتناولون أطعمة تُسبب لهم روائح كريهة وخاصةً أثناءَ اعتمادهم على الأسماك البحرية والبروتينات بشكلٍ منتظم.
  • الخلل الوظيفي: أيضاً من أبرز الأسباب التي تُؤدي للإصابة بمتلازمة رائحة السمك، لأنَ حدوث أي خللٍ في وظائف الجسد مثل خلل في وظيفة الكبد، يُسبب هذه الرائحة.
  • الوراثة: أحد العوامل التي تزيد نسبة الإصابة بهذه المتلازمة، لأنَ الجينات تنتقل من أفراد العائلة إلى ابنك حتى لو لم تكن مُصاباً بها.

ما هيَ طرق علاج متلازمة رائحة السمك؟

لا يوجد علاج محدد قادر على الشفاء من هذه المتلازمة الكريهة، ولكن يُمكن لبعض العادات والوصفات الطبيعية أن تُقلّل منَ الإصابة بها:

  • تجنب أطعمة معينة: هل تعلم أنَ نظامك الغذائي الذي تتّبعه لهُ تأثير فعّال في رائحتك المنبعثة؟ وبالفعل لكل إنسانٍ مُصاب برائحة السمك عليكَ تجنب أي وجبةٍ من هذه الأطعمة {الأسماك البحرية، الفاصولياء، التونة، البيض، الحليب البقري، مكملات غنية بالليسيثين}.
  • اتباع عاداتٍ صحيّة: يُمكنكَ الالتزام ببعض العادات الإضافية التي تُساعدك في الحصول على رائحةٍ منعشة وفوّاحة مثل ضرورة غسل الملابس بشكلٍ منتظم وتغيير الملابس الداخلية مرتين يومياً، بالإضافة للابتعاد عن الضغط النفسي وتفريغ طاقتك بأي هوايةٍ تُحبّها واستخدام مزيلات العرق ذات الروائح المنعشة معَ تنظيف الجلد بصابونٍ حمضي والابتعاد عن الرياضات التي تحتاج لجهدٍ كبير.
  • المضادّات الحيوية: قد يصف لكَ الطبيب المُشرف على حالتك مضادّات حيوية، ولكن عليكَ الالتزام بالكمية المحدودة التي يصفها لكَ.
  • الفحم المنشط والكلوروفيلين: يُمكن الحصول على جرعةٍ منَ الكلوروفيلين بعدَ الطعام لمدة 21 يوم معَ الفحم المنشط أيضاً، ولكلٍ منهم جرعته الخاصة التي يصفها لكَ الطبيب.
  • الاهتمام بالنظافة: سوء النظافة والإهمال قد يُشكّلان هذه المتلازمة بشكلٍ بسيط من خلال انبعاث روائح كريهة، ولذلك منَ المهم الاستحمام يومياً وتنظيف الأسنان والقدمين والمناطق التناسلية.
  • الاطمئنان على الصحة: يُفضّل الذهاب إلى الأطباء المختصين من أجل الاطمئنان على صحة اللثة وعدم وجود التهاباتٍ بها وصحة الكلى والكبد أيضاً، في حال وجود أي مشكلة يتم حلّها بسرعة قبلَ أن تتفاقم.

رائحة السمك نتنة وكريهة جداً ونعلم مدى تأثيرها على حالة المُصاب النفسية، ولكن عليكَ استجماع قوّتك ومواجهة هذه المشكلة بدلاً منَ الانعزال والاعتقاد أنها لن تزول، فإذا اتبعتَ النصائح في الأعلى وزادَ اهتمامك بنفسك، ستُلاحظ أنها بدأت تختفي تدريجياً.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

0 thoughts