متلازمة غيلان باريه: الأعراض والأسباب

[faharasbio]

إن متلازمة غيلان باريه تعد من الاضطرابات النادرة التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الجسم نفسه والأعصاب حيث تبدأ الأعراض الأولى على شكل ضعف ووخز ضمن الأطراف.

فيما بعد تنتشر هذه الأعراض بسرعة حتى يصبح الجسم كله في حالة شلل مما يستدعي دخول المريض إلى المستشفى حيث أنها تعد من الحالات الطبية الشديدة والطارئة.

لم يتم تحديد الأسباب الدقيقة التي توجد وراء الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، ولكن هناك نسبة كبيرة من المرضى أوضحوا أنهم تلقوا عدوى ما خلال الأسابيع الستة السابقة للإصابة، وقد تنوعت هذه العدوى بين كوفيد 19 أو عدوى معوية هضمية أو حتى فيروس زيكا.

مع الأسف لا يوجد علاج شافي نهائي من متلازمة غيلان باريه، ولكن يخضع المصاب إلى عدة علاجات تخفف من ظهور الأعراض وحدتها.

يستطيع المصاب إكمال حياته بعد الشفاء النسبي ومعاودة المشي بعد ستة أشهر تقريبًا، ومع ذلك يوجد بعض الحالات الشديدة التي قد تسبب وفاة المريض.

سنتحدث في هذا المقال عن متلازمة غيلان باريه وأسبابها وأعراضها وأيضًا طرق العلاج المتبعة.

أسباب متلازمة غيلان باريه

كما ذكرنا سابقًا لا يوجد سبب محدد ورئيسي للإصابة بمتلازمة غيلان باريه، حيث أن هذا الاضطراب يظهر عادة بعد أسابيع أو أيام من التعرض لعدوى ضمن المجرى التنفسي أو السبيل المعدي المعوي.

هناك بعض الحالات الخاصة التي حفز بها الخضوع لجراحة هذه الإصابة أو حتى تلقي لقاح ما وفق إصابات عديدة مسجلة كاستجابة من الجسم، وخصوصًا لمن تلقى لقاح جونسون آند جونسون وأسترازينكا ضد فيروس كورونا.

فيروس زيكا يعد من الأسباب الشائعة حيث أنه قد تم تسجيل عدة إصابات بمتلازمة غيلان باريه لمرضى بفيروس زيكا ونفس النتيجة للإصابة بكوفيد 19.

إذًا في متلازمة غيلان باريه يبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة الأعصاب الموجودة في الجسم بعد أن كانت مهمته هي مهاجمة الأحياء الممرضة والكائنات الحية.

إذا كان المريض يعاني من اعتلال جذور وأعصاب التهابي حاد مزيل للميالين فإن هناك ضرر كبير سيلحق بالغلاف المياليني الذي يقي الأعصاب.

تكون النتيجة هي أن الأعصاب تتضرر وتصبح غير قادرة على نقل الإشارات إلى المخ وتظهر أعراض مثل الخدر والضعف وأحيانًا الشلل.

أعراض متلازمة غيلان باريه

تبدأ متلازمة غيلان باريه بخدر وتنميل في القدمين واليدين مع ضعف عام بالحركة ويمتد فيما بعد لكامل القسم العلوي والسفلي من الجسم مع ملاحظة بعض المرضى لأعراض في منطقة الوجه.

مع مرور الوقت غالبًا ما يتحول ضعف العضلات الموجود إلى شلل.

إن الأعراض التي تترافق مع متلازمة غيلان باريه هي كما يلي:

  • ضعف عام في الساقين نجده ينتشر إلى الجزء العلوي من الجسم.
  • مشي غير متزن وغير طبيعي مع عدم القدرة على صعود الدرج.
  • ازدواجية في الرؤية وعدم قدرة المريض على تحريك عينيه.
  • صعوبات في إظهار تعابير الوجه مثل المضغ والبلع والتحدث.
  • صعوبات في التنفس.
  • إحساس بوخز حاد مثل الإبر أو الدبابيس في أصابع اليدين والقدمين والرسغين.
  • صعوبات بالتحكم في وظيفة المثانة.
  • آلام حادة تشنجية عضلية تزداد سوءًا في الليل.
  • انخفاض أو ارتفاع في ضغط الدم.

غالبًا ما نلاحظ أن مرضى متلازمة غيلان باريه يصلون إلى أشد مراحل ضعف الجسم وظهور الأعراض خلال أسبوعين فقط من الإصابة.

عوامل خطر الإصابة

من الممكن أن تصيب متلازمة غيلان باريه كل الفئات العمرية مع ازدياد واضح في فرص الإصابة بعد التقدم في السن، ونلاحظ كثرة الذكور المصابين بالنسبة للإناث.

من أهم عوامل خطر الإصابة بهذه المتلازمة نذكر:

  • الإصابة بعدوى العطيفة في الجسم وهي نوع يوجد ضمن لحوم الدواجن التي لم تطبخ بشكل جيد.
  • فيروس زيكا.
  • الفيروس المضخم للخلايا.
  • الإصابات الجسدية.
  • المفطورة الرئوية.
  • التعرض لجراحة ما.
  • فيروس إيبشتاين-بار.
  • التهاب الكبد A وB وC وE.
  • لمفومة هودجكين.
  • الإصابة بفيروس كوفيد 19.
  • لقاحا جونسن آند جونسن وأسترازينيكا المضادان لكوفيد 19.
  • فيروس نقص المناعة البشري المسبب للإيدز.
  • الإنفلونزا بكل أشكالها.
  • لقاحات الأطفال ضمن حالات نادرة.

مضاعفات متلازمة غيلان باريه

كما سبق وذكرنا فإن متلازمة غيلان باريه تؤثر على الأعصاب بشكل رئيسي وهي المسؤولة عن حركة الجسم وتعابيره.

كنتيجة لذلك نلاحظ عن المرضى ظهور المضاعفات التالية:

  • مشاكل عامة في التنفس: وهو يحصل عند انتشار الشلل إلى العضلات التي تنظم عملية التنفس ويعد من المضاعفات المميتة.

قد يحتاج نسبة من المرضى المصابين إلى مساعدة مؤقتة في التنفس من خلال أجهزة عند دخول المستشفى في أول أسبوع.

  • مشاكل في عمل الأمعاء: نلاحظ أحيانًا عند المرضى تباطؤ في عملية الأمعاء واحتباس في البول.
  • بقاء الخدر لفترة طويلة: على الرغم من أن مرضى هذه المتلازمة يتعافون بعد فترة إلا أنه قد يبقى لديهم شعور بالخدر أو الوخز.
  • مشاكل في ضغط الدم: وهو من الآثار الجانبية الشائعة جدًا حيث تحدث تقلبات في ضغط الدم ولا تبدي ضربات القلب أي نوع من الانتظام.
  • آلام شديدة: يعاني المرضى من آلام عصبية شديدة يجب أن يتم تسكينه دائمًا بالأدوية.
  • الإصابة بجلطة دموية: لأن المرضى يصبحون غير قادرين على الحركة نتيجة إصابتهم بهذه المتلازمة مما يجعلهم عرضة للإصابة بالجلطات، ينصح بأن يتم تناول المميعات وفق إرشادات الطبيب.
  • الإصابة بالقرحات: عدم الحركة هو مسبب شائع جدًا للإصابة بقرح الفراش، وهي قرح ناتجة عن الضغط المستمر وعدم الحركة لذلك من المهم أن يتم تغيير الوضعية بشكل مستمر.
  • الانتكاس بعد الشفاء: وهو أمر يظهر لنسبة قليلة من المرضى حيث يصابون بضعف عضلي بعد سنوات عدة من زوال الأعراض.

علاج متلازمة غيلان باريه

إن هذه المتلازمة من الأمراض المناعية لذلك لا يوجد علاج فعلي للمرض وإنما يستلزم الوقت حتى يعالج من تلقاء نفسه ويقتصر العلاج على تخفيف الأعراض المترافقة.

ينصح بالعلاج الطبيعي لتحسين عمل العضلات ويجب أن يترافق مع الأدوية المسكنة والمميعات التي تقي من الإصابة بالجلطات الدموية.

يفضل الحصول على مساعدة بدنية خلال فترة التعافي بهدف الحفاظ على مرونة العضلات وقوتها وتحريكها باستمرار.

تستغرق مدة التعافي ما يقارب ال6 أشهر إلى سنة كاملة وفي بعض الحالات النادرة قد تستغرق مدة تصل إلى الثلاث سنوات.

[ppc_referral_link]