متلازمة هوس العشق.. الأسباب والعلاج

[faharasbio]

متلازمة هوس العشق {الأسباب والعلاج}

من منّا لا يحب أن يلفت نظر الجنس الآخر أثناءَ الارتباط؟ فالشاب يبدأ بلفت نظر الفتاة التي يحبها أو المعجب بها من خلال حركاته وتصرفاته واهتمامه بها، والفتاة أيضاً تهتم بجمالها وبأسلوبها وبتعاملها معه من أجل كسب قلبه والمزيد منَ الحب والاهتمام منه، وهذا أمر طبيعي فالحب من أعظم المشاعر، والإعجاب بالآخرين أمر لا مفرّ منه حتى لو أنهُ بعيد عن الحب، فالفتاة الجميلة يُمكن أن يُعجب بها الكثيرون والشاب الوسيم محط أنظار للعديد منَ الفتيات.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الأمر الذي لا يُعتبر طبيعي هوَ العيش في الأوهام فقط والاعتياد عليها، فيُصاب بعض الأشخاص وخاصةً النساء بهوس العشق، فتعتقد الفتاة أنَ شاب وسيم أو مشهور أو ذو قيمةٍ اجتماعيةٍ عالية معجب بها ويُفكّر بها طوالَ الوقت ويُحاول أن يتكلم معها بأي طريقة، على الرغم من أنهُ لا يدري بوجودها أو لا ينتبه لها، وهذا الشعور الوهمي عبارة عن اضطرابٍ يُسمى بهوس العشق، ولذلك ما المقصود بمتلازمة هوس العشق؟ وما هيَ أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق علاجها؟

ما المقصود بمتلازمة هوس العشق Erotomania؟

لا يوجد شعور أصعب منَ الحب من طرفٍ واحد فقط، فهذه المتلازمة عبارة عن حالة نفسية نادرة الحدوث ولكن يُصاب بها العديد وخاصةً النساء، فكل شخصٍ منّا يبحث عن الحب الحقيقي ويتمنى أن يُرزق بشريكٍ متفهم ومحب حتى يعيش معه حياة سعيدة ويُنجب منهُ أطفال، ولكن الإصابة بهذه المتلازمة تجعل الشخص في حالة حب مرضي تجاهَ الطرف الآخر حتى لو أنهُ لا يلتفت إليه أو لا يعلم بهِ.

ونوّد الإشارة، أنَ المُصابين بهذه المتلازمة يعتقدون أنَ الشخص المهووسون بهِ يُحاول بأي طريقة لفت انتباههم، فيُراقب المريض حساب الشخص الذي يحبه على مواقع التواصل الاجتماعي ويعتقد أنَ كل بوست يقصده بهِ، وعندما يُشاهده بالصدفة يُخيّل لهُ أنهُ ينظر إليه من بعيد أو يُحاول التقرّب منه.

وهذه الحالة شبيهة بالحب من طرفٍ واحد ولكن شعورها أصعب بأضعافٍ كبيرة، لأنَ المُصاب يعيش في أوهامٍ وتخيلات ليست حقيقية، ويتعلق بالطرف الآخر بشكلٍ مرضي، وخاصةً في عصرنا الحديث وانتشار الإنترنت في كل مكان، فأي إنسانٍ مشهور أو ذو شعبيةٍ واسعة معرّض لمصادفة هذه الحالات التي تعتقد أنهُ يحبها أو يُفكّر بالارتباط بها.

علاوة على ذلك، أول المُصابين بهذه المتلازمة كانت سيدة في عهد الإغريق تعشق الملك جورج الخامس بشكلٍ جنوني، وكانت تعتقد أنهُ يحبها أو يُفكّر بها كُلّما فتحَ ستارة نافذته لأنها كانت تراقبه طوالَ الوقت، وبالفعل تمَ اكتشافها من هنا في عام 1921 من قِبَل الطبيب النفسي دي كليرامبولت.

ما هيَ أعراض متلازمة هوس العشق؟

توجد عدّة علامات تظهر على الإنسان المُصاب بهذه المتلازمة، ويُمكن ملاحظتها عليه من خلال:

  • مراقبة الطرف الآخر طوالَ الوقت سواءً في تحرّكاته أو حساباته على الإنترنت.
  • بذل مجهود كبير في لفت انتباهه أثناءَ مصادفته، وإرسال الكثير منَ الرسائل إليه والاتصالات.
  • الغيرة الزائدة عليه ومحاولة إبعاد أي معجبٍ بهِ.
  • خسارة المُصاب للأشخاص من حوله إذا حاولوا منعه أو تكلموا بطريقةٍ سيئة عن الطرف الآخر.
  • تراجع الأداء في الدراسة أو العمل بسبب التفكير الزائد والانشغال بهِ.
  • التخيلات اليومية وخاصةً قبلَ النوم بأنَ الطرف الآخر يُفكّر بهِ ويُحاول التحدث معه عن الارتباط.
  • إقناع النفس بأنَ الطرف الآخر يعشقه أضعاف عشقه له.

ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة هوس العشق؟

بالتأكيد الإصابة بهذه المتلازمة ناتج عن عدّة أسبابٍ وعوامل، من أبرزها:

  • التجارب السابقة: منَ المُمكن أنَ المُصاب يشعر بحالةٍ نفسيةٍ سيئة منَ التجربة السابقة التي عاشها في الحب وتعرّضَ للخذلان أو الخيانة منها، فيبدأ بالبحث عن إنسانٍ مواصفاته مختلفة عن الشخص الذي أحبه، ويُوهم نفسه بأنَ ذلكَ الطرف يحبه ويبدأ رحلته في التعلّق الوهمي بهِ.
  • الأمراض النفسية: يُمكن لبعض الاضطرابات أن تُحدث خلل في طريقة التعامل معَ الآخرين وخاصةً انفصام الشخصية أو اضطراب ثنائي القطب، منَ المُحتمل أن يجعل المُصاب يقع في حب أي شخص ويتوّهم بأنهُ على علاقةٍ عاطفية معه.
  • الوراثة: إذا كانت الأم أو الأب يُعانون من هذه المتلازمة في السابق وكانت تُسيطر على حياتهم بشكلٍ كبير، فيوجد احتمال كبير أن يُصاب الولد بها في المستقبل أيضاً.

ما هيَ طرق علاج متلازمة هوس العشق؟

إذا شعرتَ أنكَ مُصاب بهذه المتلازمة أو أحد أصدقائك على وشك الإصابة بها، فيجب اتباع هذه الخطوات التي تُساعد على العلاج:

  • العلاج الدوائي: في البداية يجب الذهاب إلى الطبيب المختص من أجل الكشف عن حالتك وتشخيصها، فإذا كانت مرتبطة باضطراباتٍ نفسية، منَ المُمكن أن يصف لكَ الأدوية المضادّة للذهان أو يصف لكَ أدوية تعمل على تهدئتك.
  • الاختلاط بالمجتمع: أغلب حالات هوس العشق ناتجة عن الوحدة والخذلان والفراغ العاطفي الذي يُحيط بالمُصاب، ومن هنا يجب التركيز على ممارسة الهوايات أو الأنشطة التي يحبها، وخلق جو عائلي لهُ والاهتمام بهِ وخاصةً تسجيله في النادي الرياضي لتفريغ طاقته، لأنَ التعرّف على الآخرين سيجعلهُ في حالةٍ أفضل منَ البقاء وحده.
  • زيادة الثقة بالنفس: يجب على الطبيب والمحيطين بالمريض أن يمدحونه بشكلٍ متواصل ويُظهرون إيجابياته، فتدني الثقة بالنفس يجعلهُ في حالةٍ يُرثى لها بحيث يُقلّل من قيمته ويُزعج الطرف الآخر باتصالاته ورسائله المليئة بالغرام على مدار 24 ساعة، وعندما يعلم قيمة نفسه ويُقدّرها تُصبح حالته النفسية أفضل ويتخلى عن تلكَ الأفكار الوهمية، ويُقدّر أنَ الحب يجب أن يُمنح منَ الطرفين وليسَ من طرفٍ واحدٍ فقط.

لا يوجد أجمل منَ الحب في هذه الحياة، فتواجد إنسان يهتم لأمرك ويُحاول مساندتك والبقاء معك في ظروفك الصعبة ومنحك الحب والراحة أمر في غاية الروعة، ولكن الإصابة بمرضٍ تجاهَ شخص لا يهتم بأمرك ومنَ المُمكن أنهُ لا يُفكّر بكَ للحظة واحدة خلالَ يومه، هذا يُسمى تدمير الذات والتعلق بشيءٍ وهمي سيضرّ بصحتّك النفسية والجسدية ويُؤثر على أنشطتك وحياتك بشكلٍ كبير.

لذلك إذا لاحظتَ أنكَ تميل أو تنجذب للطرف الآخر ولا يُحاول أن يُلتفت إليك، فيجب أن تبدأ بالبحث عن طريقة للتخلص من هذا الشعور قبلَ أن يتوّسع ويُسيطر عليك، واعلم دائماً أنَ الشخص الذي يُحبك سيُبادر بالقول ويهتم بأدّق تفاصيلك دونَ أن تطلب منه.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]