متى يبدأ وقت صلاة الظهر ومتى ينتهي؟
تعد الصلاة عماد الدين، وشدد الله تعالى بأهميتها وأهمية الحفاظ عليها حيث أن ديننا لا يقوم إلا بها وباكتمالها، والدليل على ذلك قول الله تعالى:
(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ) وأيضًا قال: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)
هي أول شيء يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة وإذا صلحت فستكون بقية أعماله صالحة واما إذا فسدت فذلك يعني أن سعيه قد ضل في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
عقاب ترك الصلاة كبير جدًا عند الله تعالى حيث قال في كتابه الكريم:
( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)
كما أنها سبب لتكفير الذنوب والخطايا حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهَرٌ يَجْرِي، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا كَانَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا شَيْءَ، قَالَ: “إِنَّ الصَّلَوَاتِ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ.
كما نجد أن الصحابة والصالحين اهتموا بها اهتمامًا كبيرًا، حيث ورد عن عامر بن عبد الله أنه كان عندما يصلي من الممكن أن تضرب ابنته الدف أو تتحدث نساء بيته حوله، ولكنه لم يكن يسمع ذلك أو يشتته عما هو فيه فسألوه: هل تحدثك نفسك بشيء في الصلاة؟ فأجاب:
نعم، بوقوفي بين يدي الله -عز وجل- ومنصرفي إحدى الدارين”، وسئل إذا ما كان ينشغل بأمور الدنيا في الصلاة مثل الناس، فأجاب بأنَّه أحبُّ إليه أن يُقتَل من أن يصلّي كما يصلِّي الناس وينشغل بالدنيا.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن إحدى الصلوات الخمسة المفروضة، وهي صلاة الظهر التي تسمى بالصلاة الاولى وسنتعرف إلى وقت أدائها وطريقتها الصحيحة.
قد يهمك: كيفية صلاة الاستخارة ودعائها
معلومات عن صلاة الظهر
فرض الله تعالى على عباده خمس صلوات في اليوم والصلاة الثانية التي تؤدى خلال اليوم هي صلاة الظهر التي سميت بالصلاة الأولى.
سبب تسميتها بهذا الاسم هو كونها أول صلاة صلاها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن عاد من رحلته بين الإسراء والمعراج.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في أول ركعتين في هذه الصلاة ما مقداره 30 آية حيث قال أبو سعيد الخدري برواية عن الرسول:
كُنَّا نَحْزِرُ قِيامَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الظُّهْرِ والْعَصْرِ، فَحَزَرْنا قِيامَهُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ قَدْرَ قِراءَةِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ.
يستحب من السنن صلاة أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأربع ركعات بعدها وبالنسبة للركعات التالية يمكن أن نقوم بتأديتها بوقت هو من انتهاء صلاة الفرض وحتى وقت أذان العصر.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
مَنْ حافظ على أربعِ ركعاتٍ قبلَ الظهرِ وأربعٍ بعدها حرَّمهُ اللهُ على النَّارِ.
كيفية أداء صلاة الظهر
أولًا يجب التطهر من خلال الوضوء وبعدها من المهم ستر العورة واستقبال القبلة المشرفة مع صدق في النية والتوجه بالقلب إلى الخالق.
يتم بدء الصلاة بقول الله أكبر ثم قراءة سورة الفاتحة وما تيسر من آيات القرآن الكريم.
بعدها نقوم بالركوع من خلال الانحناء مع وضع الأصابع على الركبتين مع الاطمئنان خلاله.
المرحلة التالية هي السجود وهي تتم على سبعة من الأعضاء، وهي اليدين والقدمين والكربتين والوجه الذي يشمل الأنف والجبهة.
يتم القيام من السجود وتكراره مرة أخرى ثم القيام للبدء بالركعة الثانية.
يتم تكرار ما تم القيام به بالركعة الأولى وبعدها نجلس جلوس التشهد بين أول ركعتين وثاني ركعتين.
إن قراءة ما تيسر من الآيات بعد سورة الفاتحة نقوم به بالركعتين الأولى والثانية، أما بقية الركعات فنكتفي بسورة الفاتحة.
في الركعة الأخيرة وبعد التشهد نقوم بقراءة الصلاة الابراهيمية، وندعو بكل ما نريده إلى الله عز وجل ثم نقوم بالتسليم مرة على اليمين ومرة على الشمال.
بداية وقت صلاة الظهر
يبدأ وقت صلاة الظهر عند زوال الشمس حيث أنه ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي في ذلك الوقت، وقد حدث اتفاق بين العلماء على أن الوقت يبدأ بعد زوال الشمس.
يعود هذا الأمر إلى كون الصلاة محددة بعلامات كونية معينة تم توضيحها من قبل الشرع، لذلك كان وقت صلاة الظهر يبدأ من ميل الشمس عن وسط السماء باتجاه الغرب.
في الطقس الحار يفضل أن يقوم المسلم بتأخير صلاة الظهر إلى وقت الإبراد، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
إذا اشْتَدَّ الحَرُّ فأبْرِدُوا بالصَّلاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ.
اما إذا كان التأخير لسبب غير ذلك مثل انتظار الجماعة أو كثرة العدد، حينها يسن أن ننتظر حتى يصبح الظل بمقدار ربع الطول.
آخر وقت لصلاة الظهر
حسب علماء الدين فإن آخر وقت لتأدية صلاة الظهر هو حينما يصبح ظل الشيء هو نفسه، أي غير الظل الذي يكون في بداية وقت الصلاة عند الزوال.
إذا افترضنا أن هناك شخص يقف تحت أشعة الشمس يكون الفيء بمقدار طول الشخص فهذا يعني أن الوقت هو آخر وقت لتأدية صلاة الظهر.
كان هذا الرأي من جمهور العديد من الفقهاء الشافعيين والمالكية وأيضًا الحنابلة بعد الاستشهاد بأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل:
إذا صَلَّيْتُمُ الفَجْرَ فإنَّه وقْتٌ إلى أنَّ يَطْلُعَ قَرْنُ الشَّمْسِ الأوَّلُ، ثُمَّ إذا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ فإنَّه وقْتٌ إلى أنْ يَحْضُرَ العَصْرُ.
لكن بالطبع يفضل أن يتم أداء هذه الصلاة في بداية الوقت حيث أن رسول الله عندما سؤل عن أحب الأعمال إلى الله جل وعلى قال: (الصلاة على وقتها).
وبالنسبة لسنة تأخيرها في الحر فإنه يسقط عند وجود التكييف أو المروحة سواء كان ذلك في المسجد أو في المنزل وحينها يجب أن نقوم بتأديتها على وقتها.
في النهاية نعود للتأكيد على أهمية الصلاة فهي صلة العبد بربه وهي التي تقربه إليه وترفع من مراتبه في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لذلك من المهم أن نقوم بتفضيلها على كل أمور حياتنا حتى نستقيم ونسعد.