سالي ستانفورد: المرأة التي أسست الأمم المتحدة في بيتها

مدام سالي ستانفورد
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

من هي سالي ستانفورد؟

سالي ستانفورد، التي وُلدت في 1903 باسم “مابل جانيس باسبي”، تعد واحدة من أكثر الشخصيات الجدلية والمثيرة في تاريخ سان فرانسيسكو. رغم بداياتها المتواضعة ومعاناتها في مرحلة الطفولة بعد وفاة والدها، إلا أنها تمكنت من تغيير مسار حياتها بطرق غير تقليدية.

بدأت سالي حياتها المهنية كمرافقة للاعبي الجولف في سن السابعة، لكنها سرعان ما انجرفت نحو عالم الجريمة عندما تورطت في قضية شيكات مسروقة في سن السادسة عشر وسُجنت لمدة سنتين. هذه التجربة المريرة لم تكسرها، بل زودتها بالمهارات والدهاء اللازمين لتحويل نفسها إلى واحدة من أشهر صاحبات بيوت الدعارة في الولايات المتحدة.

بداية النشاط التجاري

بعد خروجها من السجن، استغلت سالي الفوضى التي أحدثها قانون حظر الكحول في الولايات المتحدة لتعلم مهارات التهريب. بفضل نجاحها في هذا المجال، جمعت سالي مبلغاً كبيراً من المال استثمرته في شراء فندق صغير في سان فرانسيسكو عام 1924. هذا الفندق أصبح نقطة الانطلاق لمهنتها الجديدة كصاحبة ماخور، وهي مهنة كانت تشهد ازدهاراً في ذلك الوقت. بفضل ذكائها الفائق، بدأت سالي بتجنيد الفتيات الجميلات والأنيقات لضمان تقديم أفضل خدمة لزبائنها.

نقطة تحول في الحياة المهنية

لم يكن ماخور سالي ستانفورد مكاناً عادياً، بل كان يعتبر واحداً من أفخر وأرقى المواخير في أمريكا. كانت سالي تدير المكان بيد من حديد، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الجودة والنظافة والأناقة. لم تكن تستقطب الزبائن العاديين فقط، بل كان المشاهير والسياسيون والملوك يتوافدون على بيتها الفخم. اشتهرت سالي بأنها كانت تقدم خدمة توصيل خاصة للزبائن الذين يتحرجون من القدوم للماخور بأنفسهم، حيث كانت ترسل الفتيات إلى الفنادق الراقية التي يحجزها المشاهير سراً.

قد يهمك: أفضل كتاب عن تاريخ الدولة العثمانية

شهرة سالي ستانفورد

لم تتمتع سالي بالجمال، لكنها كانت تتمتع بذكاء خارق. بدأت تجند الفتيات الجميلات والأنيقات، وأدارت واحدًا من أرقى المواخير في أمريكا. حيث زار ماخورها العديد من المشاهير والسياسيين والملوك.

نشأة الأمم المتحدة في بيت سالي ستانفورد

كتب المؤرخ الأمريكي الشهير هيرب كاين أن الأمم المتحدة نشأت في بيت دعارة سالي ستانفورد، حيث كان العديد من المفاوضين من زبائنها. خلال عام 1945، اجتمع ممثلو 50 دولة في سان فرانسيسكو لمناقشة قضايا عالمية، وكانت المفاجأة أن جزءاً كبيراً من هذه الاجتماعات كان يتم في بيت سالي ستانفورد. كانت سالي تؤكد في مذكراتها أن هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يستمتعون بخدمات بيتها أثناء التفاوض على مستقبل العالم.

فضيحة سياسية مدوية

في عام 1967، قررت سالي كشف الحقيقة وراء الفساد السياسي الذي شهده بيتها. اقتحمت فجأة مؤتمراً سياسياً حاشداً كان من بين حضوره كبار رجالات السياسة والدولة، مثل ادوارد كنيدي. وقفت سالي على المنصة وأمسكت بالميكروفون، وبدأت في تلاوة أسماء زبائنها من بين الحضور، مما أدى إلى فضيحة مدوية. اكتشف الحاضرون أن معظمهم كانوا من زبائن سالي، بمن فيهم أولئك الذين كانوا يدعون النزاهة والشرف.

مقال مميز: تعريف عصبة الأمم

التقاعد والانتقال إلى مرحلة جديدة

بعد اعتزالها مهنة الدعارة في الخمسينات، افتتحت سالي مطعماً في مدينة ساوساليتو بكاليفورنيا. أصبحت شخصية محبوبة في المدينة، وركزت اهتمامها على قضايا المساواة والحقوق المدنية. في عام 1972، انتُخبت سالي عمدتها، مما يعد إنجازاً كبيراً في حياة امرأة بدأت حياتها في ظروف صعبة. توفيت سالي ستانفورد في عام 1983 عن عمر يناهز 78 عاماً، تاركة وراءها إرثاً جدلياً مليئاً بالنجاحات والإخفاقات.

إرث سالي ستانفورد

تخليداً لذكراها، أقام سكان مدينة ساوساليتو نافورة مياه باسمها، وتم إنتاج فيلم يحكي قصتها بعنوان “The Lady Of The House” في السبعينات. تعتبر قصة سالي ستانفورد درساً في التحول الشخصي والقدرة على تجاوز الصعوبات لتحقيق النجاحات بطرق غير تقليدية.

الختام

عند الحديث عن عبارات مثل “مجتمع دولي” أو “نظام عالمي” أو “أمم متحدة”، يجب تذكر مدام سالي ستانفورد ودورها الفريد في التاريخ. قصتها تعكس كيف يمكن لشخص واحد أن يؤثر بشكل غير متوقع على الأحداث العالمية. ويبقى السؤال الأهم كيف يمكن لنظام عالمي نشأ في ماخور أن يدافع عن حقوق الإنسان، وكيف يمكن لزبائنه أن يديرو نظام عالمي لمصلحة الشعوب.

اقرأ أيضًا: السلاجقة والدولة السلجوقية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منصة الكترونية لنشر المقالات باللغة العربية. يسعى موقع فنجان الى اثراء المحتوى العربي على الانترنت وتشجيع الناس على القراءة

‫0 تعليق