معلومات شاملة عن التخاطر
تحصل أحيانًا معنا في الحياة مواقف غريبة لا يمكن تفسيرها مثل أن نفكر بصديق قديم لم نراه منذ وقت طويل وفجأة يرن الهاتف وبعد أن نجيب نرى أن صديقنا نفسه الذي فكرنا به قد اتصل بنا.
هذا الموقف وغيره من المواقف أمثلة حية عن التواصل بين الناس من دون التواصل المباشر ولكن من خلال أفكار قد تكون طوعية أو غير طوعية يفكر بها عقلنا.
تسمى هذه الظاهرة بالتخاطر وهي موضع جدل من قبل العلماء فيما إذا كانت صحيحة أو مجرد خرافات يتداولها الناس.
ويقوم مبدؤه على إدخال أفكار وإخراجها من الرأس والتفكير للحصول على غاية معينة.
سنتحدث في مقالنا اليوم عن التخاطر مفهوم وفوائده وكيفية تعلمه وسلبياته.
ما هو التخاطر؟
- تم صياغة هذا المصطلح عام 1882 من قبل فريدريك مايرز وهو يدل القدرة على نقل الأفكار والكلمات والصور من شخص لعقل شخص آخر.
- تستطيع من خلال التخاطر ليس فقط نقل الأفكار بل أيضًا المشاعر والوصول إلى من هو بعيد عنك بالمسافة.
- يعتبر علم التخاطر علم قديم ومرتبط بشكل أساسي بالحاسة السادسة والاستبصار وهو يفسر بعض الظواهر والمواقف والصدف الغريبة.
- تختلف هنا الآراء فيما إذا كان نظام التخاطر فعّال فعلًا أو غير ذي جدوى.
- يقول النقاد بأنها مجرد أوهام شخصية وقد تنجح في بعض الأحيان عن طريق الصدف لا أكثر ولا تعتمد على منطق علمي.
- لا يوجد أدلة مثبتة علميًا عن نجاح القيام بالتخاطر وهذا ما قلل من دعم هذه النظرية.
أنواع التخاطر
للتخاطر أنواع كثيرة مثل:
- تخاطر تنبؤي: انتقال الأفكار من المستقبل إلى الحاضر.
- تخاطر ماضي: انتقال الأفكار من الماضي للحاضر.
- تخاطر المشاعر: ويتم عبره انتقال المشاعر والأحاسيس.
- التخاطر المتأخر: وهو الذي يحتاج وقت طويل بين انتقال الأفكار واستقبالها.
- تخاطر الوعي: وهو يسعى للوصول إلى الحكمة عند البشر.
المبادئ الأساسية للتخاطر
هناك معلومات يجب على المتخاطر الجديد أن يعرفها ويتقنها ليحصل على تخاطر صحيح ومضمون مثل:
- من الضروري جدًا التدريب المستمر على التخاطر فلا تتوقع أن ينجح معك من أول مرة ومثله مثل أي مهارة جديدة تحتاج إلى وقت وصبر طويل لتحقيق نتائج مذهلة.
- لا تتحدث عن قيامك بالتخاطر مع أي أحد لا يدعم هذه النظرية حيث أن تشكيكه المستمر بنجاح محاولتك ستحيطك بأفكار سلبية وستحد من قدرتك على النجاح.
- يحتاج التخاطر إلى مرسل ومستقبل أي إلى شخصين وفي البداية يفضل أن تختار شريك مقرب منك لكي يكون الأمر أسهل عليك في أول تجربة حيث أن نقل الأفكار سيكون أسهل.
- لا تقم به وأنت في حالة توتر أو إرهاق فذلك سيكون بلا جدوى حيث أن من أهم شروطه استرخاء كامل للجسد والعقل.
- حاول أن تكون أفكارك هادئة أيضًا، أي لا تفكر بشيء غير واقعي.
- عزل النفس عن أي أصوات أو مشاهد أو روائح.
شروط نجاح التخاطر
هناك شروط معينة يجب تطبيقها لضمان الحصول على النتائج المثالية للتخاطر وهي:
- في البداية يجب أن ندرك أن التخاطر غير مرتبط بشيء مادي ولذلك فإن التفكير يجب أن يتجاوز كل الحدود والإدراك الطبيعي.
- نرسل المشاعر كاملة بطاقة كبيرة بجو صافي ومعزول وتركيز عالي جدًا.
- يجب على الممارس أن يتعلم كيف يتعامل مع طاقته حيث أن هذه الطاقة تقسم إلى نوعين من الطاقة هما طاقة تشي وطاقة برانا.
- من الضروري الفصل بينهما والسيطرة الكاملة على اندفاعهما بشكل مثالي.
- التفكير بالمستقبل باهتمامات مشتركة سيسهل كثيرًا هذه العملية ويجعلها أكثر قابلية للنجاح.
- تطبيق حالة الهدوء النشط الذي يتضمن مظهر خارجي هادئ جدًا ولكن من الداخل الكثير من التفكير وبركان من الذكريات والمشاعر التي تتعلق بالرسالة التي تود إرسالها.
سلبيات وأضرار التخاطر
للتخاطر الذهني سلبيات قد تؤثر على الشخص الممارس له نذكر منها:
- الانفصال عن الواقع الحقيقي:
حيث يستغرق الشخص الممارس لعملية التخاطر في التواصل غير الحسي ويهمل الجانب الحسي والمادي في تعامله مع الآخرين، ومع مرور الوقت قد يفقد هذا الشخص قدرته على التواصل الفعّال والطبيعي مع الآخرين.
- الإصابة بمشاكل نفسية:
يستلزم الشخص الذي يقوم بالتخاطر البقاء وحيدًا والانفصال عن الواقع ومحاولة استدعاء الأفكار والذكريات لتحقيق التواصل الفكري مما قد يسبب أزمات وآلامًا نفسية.
- الدخول في الأمور الغيبية:
يعد الاستغراق في التخاطر الذهني بابًا من أبواب الانفصال عن الواقع، وقد يؤدي إلى التواصل مع الدجالين والمشعوذين الذين يدعمون نفس الفكرة.
- الإحباط والاكتئاب:
نتيجة عدم الوصول في أغلب الأحيان إلى نتائج ملموسة، مما يجعل ممارسي التخاطر عرضة للاكتئاب والإحساس بالفشل.
في النهاية ننوه أن التخاطر الذهني ورغم معارضيه يعتبر في الغرب فرعًا من فروع العلوم النفسية، ويعتبره مؤيدوه شكلًا من أرقى أشكال نقل الأحاسيس بين الأشخاص.
حكم الشريعة الإسلامية في التخاطر
هناك من يؤيد فكرة التخاطر، بالاستدلال بقصة سيدنا عمر بن الخطاب مع القائد العسكري سارية.
تروي القصة أن أمير المؤمنين أرسل القائد سارية في جيش للجهاد في بلاد الشام، و بينما كان سيدنا عمر يخطب بالناس على المنبر قطع خطبته فجأة وقال (يا سارية الجبل الجبل).
عندما سأله الصحابة قال أنه رأى جيش المسلمين وقد أحاط بهم العدو فأراد أن يرشد سارية وجيشه للاحتماء بالجبل حتى لا يأتيهم العدو من الخلف.
بعد عودة سارية بجيشه من بلاد الشام صرح بأنه سمع صوت عمر بن الخطاب يرشده إلى الجبل.
اعتبر مؤيدو التخاطر أن هذه الحادثة من أنواع التخاطر وتوارد الأفكار.
أما علماء الشريعة والعلوم الإسلامية فقد أوصوا بأن هذه العلوم والممارسات لا فائدة منها وأن قصة سيدنا عمر بن الخطاب خاصة بأصحاب الرؤى والكرامات وليست عامة لكل الناس.
كما يرى أهل العلم أن الإسراف في هذه الأمور قد يكون مضرًا لصحة الإنسان النفسية والجسدية، وقد تفتح بابًا للنصب والاحتيال على الناس.