زهرة الأوركيد
تنتمي زهرة الأوركيد إلى عائلة السحلبيات والتي تضم أكثر من ألف جنس واثنا وعشرون ألف نوع تقريبًا، وهي أزهار ذات أشكال والوان خلابة، وتنتشر أنواعها في جميع أنحاء العالم وخصوصًا في المناطق المدارية الرطبة، وتعتبر زهرة الأوركيد من النباتات الزهرية ذوات الفلقة الواحدة، وتعتبر نبتة الأوركيدا من النباتات المعمرة والغير خشبية، وهذا يعني أنها تشبه الأعشاب، ويمكن أن تنمو جذورها وحدها في التربة أو أن تنمو على نبات آخر وتستعين به بدل الجذور، وتمتلك زهرة الأوركيد أجزاء خاصة تسمح لها بامتصاص الماء من الجو، بالإضافة إلى أنها ذاتية التغذية، ولكن في المقابل تستطيع القيام بعلاقة تكافلية مع بعض أنواع الفطريات، حيث تستفيد من المواد المغذية منها، وتوفر في الوقت ذاته مسكنًا لهذه الفطريات، ومن الجدير بالذكر أن الأوركيد قادرة على الاستفادة من بقايا المخلوفات الحية الميتة، وتحليلها إلى مغذيات تستفيد منها.(١)
معنى زهرة الأوركيد
كان الصينيون أول من لاحظ واكتشف جمال زهرة الأوركيد قبل ٧٠٠ سنة قبل الميلاد، وأطلقوا عليها اسم كونفوشيوس، والذي يعني زهرة عطر الملوك، وهذا يدل على المكانة العالية التي حظيت بها هذه الزهرة، وكانت بالنسبة لهم تعبر عن الحب والرومانسية، وفي إنجلترا اعتقد السكان قديمًا أن صنع شراب من براعم الأوركيد وشربه سيؤدي إلى إنجاب الذكور، وصنع شراب من الزهرة الناضجة سيؤدي إلى انجاب الإناث، وفي المقابل اعتبرت تايلند زهرة الأوركيد رمزًا لها، وذلك لأنها تنمو بكثرة فيها وخصوصًا في ضفاف الأنهار وأعالي الجبال، بالإضافة إلى أن الخطوط الجوية التايلندية تقوم بإهداء جميع ركابها زهرة الأوركيد وذلك تعبيرًا عن عمق أهميتها لهم، تعرف في هذا المقال على لغة و معاني الزهور.(٢)
موطن زهرة الأوركيد
يزيد عدد أنواع الأوركيد عن اثنا وعشرين ألف نوع، وبسبب ذلك ينتشر الأوركيد في جميع أنحاء العالم تقريبًا، وتنمو أغلب أنواعه في المناطق الإستوائية، والمناطق ذات المناخ المعتدل في الشمال والجنوب، بالإضافة إلى ذلك تم الكشف عن أربعة أنواع تنمو في القطب الشمالي للكرة الأرضية، كما تستطيع زهرة الأوركيد النمو في البراري، الأراضي العشبية، وفي الغالب تنمو الزهرة في ارتفاع لا يقل عن ٤٦٠٠ متر من مستوى سطح البحر، وتعتبر الغابات المطيرة من المناطق التي لا تحبذ زهرة الأوركيد النمو بها، بالإضافة إلى ذلك تنمو بعض الأنواع في المناطق الصحراوية أيضًا، حيث وجد في صحراء البيرو عدة أنواع من الأوركيد التي تنمو على الصبار، وتوجد بعض الأنواع القادرة على النمو من صخور جامايكا الصلبة، وهذا ما يجعلها زهرة محبة للبيئة وتنمو في مختلف أنواع المناطق حول العالم.(١)
الصفات الشكلية لزهرة الأوركيد
لا يختلف التركيب الداخلي لأجزاء زهرة الأوركيد عن بقية الزهور الأخرى، فهي تمتك حبوب اللقاح وبقية التراكيب الأنثوية والذكورية بداخلها بشكل طبيعي، ولكنها تختلف فقط في شكلها وهيكلتها، وتعتبر الأوركيد زهرة عشبية وغير خشبية، على الرغم من أن بعض الأنواع قد تشبه الشجيرات نوعًا ما، وتختلف في حجمها، حيث أن أصغر نوع منها لا يزيد قطره عن ٢ مليمتر، وأكبر حجم منها يصل قطره إلى أكثر من ٣٨ سم، وتختلف تراكيب أوراقها وذلك بحسب البيئة التي تنمو بها،(١) حيث أن الأوركيد في المناطق الجافة تمتلك أوراقًا ذات طبقة شمعية تمنع فقدان الماء، وفي المناطق الدافئة والمعتدلة تمتلك الأوركيد أوراقًا رقيقة وناعمة، وتتكون زهرة الأوركيد من ثلاثة بتلات بيضاوية الشكل، ويختلف لون الزهرة بحسب نوعها وبيئتها، وقد تمتلك الزهرة لونًا واحدًا، أو قد تمتلك بعض الزخارف كالخطوط أو النقاط في بعض أجزائها، وتعيش الزهرة من أسبوع إلى أسبوعين تقريبًا.(٣)
تكاثر زهرة الأوركيد
تتشابه دورة حياة وتكاثر الأوركيد مع بقية النباتات الزهرية، حيث تصل حبوب اللقاح من منك الزهرة إلى الميسم ثم إلى مبيض الزهرة، وذلك بفعل الحشرات التي يطلق عليها اسم الملقحات، وليس عن طريق الرياح وذلك بسبب أن حبوب لقاح الأوركيد شمعية نوعًا ما، وبذلك فهي تحتاج إلى الحشرة التي تحمل حبوب اللقاح إلى داخل الزهرة عند جمعها للرحيق، وتتم عملية تلقيح البويضات، وينتفخ المبيض خلال هذه الفترة، وبعد حوالي ستة أسابيع تتطور البويضات إلى أجنة، وتمتلك البذرة الناتجة غلاف جاف وبسيط، وبداخله كتلة صغيرة من الخلايا الغير متمايزة والتي تشكل الجنين الصغير، وبفعل الرياح يتم نقل هذه البذرة إلى مكان آخر حتى تتم زراعتها وتنمو إلى نبتة أوركيد جديدة.(١)
تنجذب الحشرات كالنحل أو الذباب إلى الأوركيد لتلقيحها عن طريق عدة خصائص تختلف بحسب اختلاف أنواع الأوركيد، فالأوركيد الأحمر يراه النحل باللون الرمادي أو الأسود، ولا يمكن أن ينجذب له من لونه، ولذلك فهو يمتلك رائحة رحيق مميزة تجذب النحل له، وفي المقابل لا تمتلك الطيور حاسة شم قوية، وتكاد تكون معدومة، ولذلك فهي تنجذب إلى الأزهار ذات الألوان الزاهية كالأحمر، وذلك على عكس النحل تمامًا.(١)
أشهر أنواع زهرة الأوركيد
تعتبر الأوركيد من أكثر الزهور تنوعًا حول العالم، وفيما يلي أِهر أنواع زهرة الأوركيد مع نبذة بسيطة عن كل نوع منها: (٤)
- أوركيد براسيا: ويعرف أيضًا بأوركيد العنكبوت، وذلك بسبب شكله المشابه للعنكبوت، وينمو على شكل مجموعة من الأزهار يتراوح عددها ما بين ٨ إلى اثنا عشرزهرة، وتمتلك لونًا أخضر شاحب في أطرافها، ووردي كريمي من الداخل.
- براسافولا: ويعيش هذا النوع في العادة في المكسيك، أمركيا الوسطى والجنوبية، وجزر الهند الغربية، ويطلق عليها اسم سيدة الليل، وذلك بسبب لونها البنفسجي الرقيق والقريب من اللون الأبيض، وتمتلك رائحة قوية تستخدم في العطور.
- كاتليا: وهو نوع من الأوركيد يمتلك قصة مؤثرة، حيث استلم البستاني ويليام كاتليا في عام ١٨١٧م شحنة من زهور الأوركيد واعتنى بها جيدًا فنتج معه زهرة أوركيد وردية مميزة، وبعد ذلك قام عالم النبات جون ليندلي بتسمية النوع بأكمله بكاتليا نسبه له.
الأهمية الإقتصادية لزهرة الأوركيد
في تخصص البستة والمحاصيل تعتبر الأوركيد من أهم المحاصيل من الناحية الإقتصادية، وذلك بسبب القدرة على استخراج الفانيلا منها، والذي يعد من المكونات الرئيسية في عدد من الحلويات والمخبوزات، ويمكن لثلاثة أنواع فقط من الأوركيد زراعة الفانيلا، وتزرع هذه الأنواع في مدغشقر، المكسيك، إندونيسيا، جزر الهند الغربية، وغيرها من الدول الأخرى، ويزرع الفانيلا من مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع ٦٠٠ متر فوق مستوى سطح الأرض، وتستخدم بعض أنواع الأوركيد الأخرى في الأدوية والعلاجات العشبية، حيث ثبت عن نوع الصنوبر الوردي أنه قادر على علاج التسمم من الأسماك، كما يستخرج من أنواع أخرى مركبات هامة في أدوية الوقاية من أمراض ما بعد الولادة، بالإضافة إلى الأدوية المدرة للبول، كما تستخدم بعض الأنواع الأخرى من الأوركيد كتوابل، وبعض الأنواع تعتبر بديلة للغراء.(١)
كيفية زراعة زهرة الأوركيد
تعتبر زهرة الأوركيد من الزهور الشائعة للزراعة كنباتات منزلية، ويمكن رعايتها بسهولة بعد زراعتها في الطريقة الصحيحة، حيث تستطيع زهرة الأوركيد النمو في الظروف الجافة أو الرطبة، وينصح باحتواء التربة التي سيزرع الأوركيد فيها على الخشب الأحمر أو لحاء التنوب، بالإضافة إلى بعض الصخور والفلين، الفحم والقليل من الرمل، حيث تستطيع الأوركيد امتصاص عدد من المغذيات الهامة منهم، ويفضل وضع النبتة عند النافذة المطلة على أشعة الشمس الجنوبية، حيث تفضل هذه النبتة الضوء الساطع ولكن الغير مباشر، وذلك بسبب أن أشعة الشمس المباشرة تسبب حرق أوراق الأوركيد، كما يجب الحفاظ على درجة حرارة معتدلة خلال الليل والنهار، وتفضل نبتة الأوركيد الجو الأكثر برودة في الليل، وتحتاج إلى وسط رطب بالشكل الكافي، ويفضل ريها باستمرار يومًا بعد يوم وذلك للحفاظ على التربة رطبة ومنح النبتة فترة لامتصاص مياه الري.(٥)
المراجع:
١- https://www.britannica.com/plant/orchid
٤- https://www.greenandvibrant.com/types-of-orchids
٥- ttps://www.gardeningknowhow.com/ornamental/flowers/orchids/indoor-orchid-care.htm