زهرة السوسن
تعتبر زهور السوسن جنس كامل من النباتات الزهرية والتي تتضمن أكثر من 300 نوع من الأزهار، وهي أحد أشهر الأزهار حول العالم، وتتميز بالوانها وتصميمها الراقي، وغالبًا ما تنمو في المناطق الشمالية ذات المناخ المعتدل نسبيًا، وفي المقابل فإن لزهرة السوسن نوعًا فريدًا يمكن ايجاده في منطقة البحر الأبيض المتوسط وفي آسيا الوسطى، ويمكن أن تكون بصلية الشكل أو تمتلك سيقان متدرجة تحت الأرض، وتمتلك زهرة السوسن ستة بتلات، حيث أن ثلاثة منهم في الداخل منتصبين، والثلاثة بتلات المتبقية خارجية ومتدلية إلى الأسفل، ونتيجة لشكلها المميز والوانها المتعددة اكتسبت زهرة السوسن شهرة عالمية، وسيهتم هذا المقال بعرض معلومات عامة عن زهرة السوسن، بما يتضمن معناها، أنواعها وكيفية زراعتها.(1)
تاريخ زهرة السوسن
تمتلك زهرة السوسن أهمية تاريخية عميقة لدى اليونانيين القدامى، حيث يعني اسمها بالإنجليزية آيريس، والتي تعني باليونانية قوس المطر، وتم العثور على رسومات متعددة لزهرة السوسن في الآثار المصرية القديمة، حيث لفتت زهرة السوسن نظرهم لشكلها المييز عن بقية الأزهار، واليوم تعتبر السوسن رمزًا لولاية تينسي، وهي مرسومة في شعار مدينة نيو أورليانوز، وتعبر زهرة السوسن عن الرقي، حيث أنها تفرز عطرًا ملكيًا، ومن السوسن تم ابتكار ماركة العطور الفرنسية المعروفة باسم (Fleur-de-lis). (ِ٢)
يقال أن تاريخ زهرة السوسن يعود إلى عام 1469 قبل الميلاد، حيث كان فرعون مصر السادس من الأسرة الثامنة عشر شغوفًا بالنباتات والأزهار وتجميعها ورعايتها، وحين غزا سوريا وجد أنها تزخر بأزهار السوسن الخلابة، فأصر على زراعتها في مصر واستطاع فعل ذلك.(4)
معنى زهرة السوسن
كما ذكرت الفقرة السابقة، فنتيجة لعطر السوسن الأخاذ تم اعتبارها زهرة ملكية، وتعني السوسن في لغة الزهور العديد من الكلمات الإيجابية كالأمل، الإيمان والحكمة، وتشير السوسنة الزرقاء أو الأرجوانية إلى الفخامة والملكية، بينما تشير السوسنة الصفراء إلى الشغف، وتعبر زهرة السوسن أيضًا على الشجاعة، وتعتبر هدية مثالية في مناسبات التخرج والعمل، بالإضافة إلى مناسبات التهنئة بشفاء من المرض، أو ولادة طفل جديد، وأعياد الميلاد، وتعني زهرة السوسن حين اهدائها عبارة ” أنت شخص مميز، وبإمكانك أن تتألق في حياتك أكثر من ذلك”.(2)
فوائد زهرة السوسن
بالإضافة إلى رائحة السوسن العطرة، فهي تمتلك فوائد طبية مبهرة، ويتم استخلاص بعض مركباتها في صناعة عدد من الأدوية والمراهم الطبية، وفيما يلي أشهر الفوائد الصحية من زهور السوسن:
الزهايمر:
وجدت آخر الدراسات التي تم تطبيقها على الفئران نتائج مبشرة لزهرة السوسن في مساهمتها في التحكم في أعراض مرض الزهايمر، وهناك تطلعات لصناعة عقار يوقف تقدم مرض الزهايمر ويصنع من مستخلص زهور السوسن.
الاستسقاء:
أو ما يعرف بتجمع السوائل تحت الجلد، وهي حالة مرضية تصيب بعض الأفراد نتيجة مشاكل في الكلى أو غيرها، وتم استخلاص عصير من زهور السوسن ثبت أنه يساهم في علاج الاستسقاء.
المشاكل الرئوية:
حيث ثبت قدرة مستخلص زهور السوسن على مكافحة بعض الأمراض والالتهابات الرئوية، بالإضافة إلى مقاومة السعال، العطاس والبلغم، وبالتالي تساهم زهور السوسن في التقليل من أعراض نزلات البرد والالتهابات في الشعب التنفسية والرئتين.
ضيق التنفس:
حيث وجد العلماء أن مضغ جذور زهور السوسن المجففة يمكن أن يساهم في تنظيم ضربات القلب ومعدل التنفس، والتغلب على مشاكل ضيق التنفس.
بالإضافة إلى هذه الفوائد الطبية استطاع الفرنسيون صناعة النشا من جذور السوسن، وذلك بعد إزالة المادة المسببة للطعم المر، ولكن وجب التنبيه إلى أهمية أن الدراسات على الآثار الطبية لزهور السوسن وطريقة استخدامها ما زالت في بدايتها، ويمكن أن تتسبب أوراق السوسن في مشاكل معوية نتيجة احتوائها على مادة الإيريسين المهيجة للمعدة، بالإضافة إلى احتمالية تسبب السوسن في تحسس الجلد وتهيجه.(3)
أنواع زهور السوسن
في البداية ونتيجة لتنوع أزهار السوسن وزيادة عدد أنواعها عن 300 نوع، فقام العلماء بتقسيمها في البداية إلى نوعين رئيسيين، فالأول هو السوسن البصلي، والثاني هو سوسن الجذمور، وهو نوع من السوسن يمتلك سيقانًا تحت الأرض، ومن أشهر الأنواع التي تندرج تحت هذه الأقسام هي: (4)
السوسنة الهولندية:
وهي أحد أنواع السوسن البصلي، وتعرف علميًا باسم Iris hollandica، وهي النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا حول العالم، ويتم استخدامها بعد قطفها وتوزيعها على باعة الأزهار حول العالم، وهي نوع مهجن من أزهار السوسن، ولونها في الغالب هو الأزرق.
السوسنة الشبكية:
والتي تندرج تحت نوع السوسن البصلي، وهي واحدة من أقدم أزهار السوسن حول العالم، وتمتلك زهورًا صغيرة، وتشبه السنوسنة الهولندية ولكن تختلف عنها بوجود شبكة ليفية محيطة بداخل البتلة، ويمكن أن تسمى أيضًا بالسوسنة الصافية.
السوسنة الملتحية:
وهي نوع من أنواع سوسن الجذمور، وهي سهلة النمو والإزدهار، وتعتبر من زهور السوسن متعددة الألوان، حيث تتواجد في الطبيعة في اللون الأحمر، الوردي، لأزرق، الأرجواني، الأبيض، البني وحتى الأسود، وسميت بالملتحية نتيجة وجود سلسلة من الشعيرات الدقيقة والخطية على البتلات الساقطة، وتساعد هذه الشعيرات على توجيه ملقحات الزهرة نحو مركزها، ويندرج تحتها خمسة أفرع من أنواع الزهور الملتحية.
السوسنة اللحية:
وهي نوع مشابه للسوسنة الملتحية، ولكن يختلف عنها في احتوائها على خطوط زاهية الألوان بدلًا من الشعيرات في النوع السابق، وهذا النوع من زهور السوسن قادر على التكيف في ظروف مختلفة، ويندرج تحته عدة أنواع من السوسن مثل السوسن الياباني، سوسن لويزيانا، السوسن الساحلي وسوسن سيبيريا.
السوسنة المتوجة:
وهي زهور سوسن تجذب الملقحات عن طريق خط أصفر أو أبيض عريض في منتصف البتلات، ويطلق عليه اسم التاج أو الشلال أو الديك.
سوسنة أبولو الهولندية:
وهو نوع من السوسن يمتلك زهورًا بيضاء كبيرة والبتلات الساقطة صفراء اللون، ويمتلك هذا النوع رائحة عطرة، ويستمر في الإزهار حتى بعد انتهاء فصل الربيع بثلاثة أسابيع.
السوسنة الزقاء السحرية الهولندية:
وفي هذا النوع من زهور السوسن تمتلك الزهور لونًا بنفسجيًا داكنًا مع القليل من الخطوط الصفراء، ويزهر هذا النوع في الربيع.
سوسن بيفرلي سيلز:
أو سوسنة الفلامينجو، وسميت بهذا الإسم لامتلاك أزهارها لونًا ورديًا ناعمًا كالفلامينجو.
كيفية زراعة زهرة السوسن
تعتبر السوسنة الملتحية من أسهل أنواع زهور السوسن في الزراعة، وتتميز بأنها طويلة الأمد ويمكن أن تستمر بالنمو لسنوات طويلة، وبحسب أنواعها فإن بعض الأنواع قادرة على الإزهار طوال شهر يونيو، وبعض الأنواع يمكن أن تزهر للمرة الثانية في أواخر الصيف وخلال الخريف، وبعض أنواعها قادرة على البقاء على قيد الحياة في مناطق الزراعة الأمريكية والتي تصل درجات الحرارة فيها إلى ما تحت الصفر في الشتاء.
ومن النصائح التي قدمها الخبراء في رعاية نباتات وأزهار السوسن هي أهمية زراعتها في مكان مشمس في أواخر الصيف، وتحتاج الزهرة إلى تربة جيدة التصريف، بالإضافة إلى تعرضها إلى ستة ساعات على الأقل لأشعة الشمس، ويتم استخدام سماد منخفض النيتروجين مرتين في السنة، حيث أن المرة الأولى في أوائل الربيع، والمرة الثانية بعد فترة قصيرة من تفتح أزهار السوسن، ومن المهم التنبيه إلى أهمية ري نبتة السوسن بالماء بشكل معتدل، وتجنب ترطيب التربة بالكثير من الماء لأن ذلك يتسبب في تعفن الجذور، بالإَافة إلى أهمية ترك مسافة لا تقل عن ستة بوصات بين نبتة السوسن وأي نباتات أخرى.(5)
المراجع: