من هو نيكولا تسلا؟

من هو نيكولا تسلا؟
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

نيكولا تسلا هو مهندس وعالِم معروف بتصميم النظام الكهربائي للتيار المتردد AC، وهو النظام الكهربائي الذي يُستخدم اليوم في جميع أنحاء العالم، وابتكر ما يُعرف بملف تِسلا، والذي لا يزال يُستخدم حتى الآن في تكنولوجيا الراديو.

وُلِد تِسلا في كرواتيا الحديثة، وانتقل للولايات المتحدة في عام 1884، ثم عمل لفترة قصيرة مع توماس أديسون، كما حظي بالعديد من براءات الاختراع، أهمها براءة الاختراع المتعلقة بالآلات التي تستخدم النظام الكهربائي للتيار المتردد.

حياة نيكولا تسلا ونشأته

وُلد تِسلا في قرية سميلجان التي تقع في المنطقة الجبلية لمنطقة ليكا في كرواتيا، وذَلك في العاشر من يوليو في عام 1856.

كان تِسلا شقيقًا لأربعة أطفال وهم دين، أنجلينا، ميلكا وماريكا، واكتسب تِسلا شغفه بالاختراع من والدته دجوكا مانديك، وهذا لأنها كانت تخترع أجهزة منزلية صغيرة في أوقات فراغها لتسلية نفسها بينما يكبر ابنها.

أما والد تِسلا، فهو ميلوتين تِسلا، وهو كاهن أرثوذكسي، وحاول دفع ابنه نيكولا تسلا للانضمام إلى الكهنوت، ولكن اهتمامات نيكولا كانت في العلوم فقط.

درس نيكولا في جامعة براغ خلال سبعينيات القرن التاسع عشر، ثم انتقل إلى بودابست، وعمل لبعض الوقت في المكتب المركزي.

وخلال تلك الفترة فكر نيكولا لأول مرة بفكرة المحرك، وبعد عدة سنوات من محاولاته لاكتساب الاهتمام باختراعه قرر نيكولا وهو في عمر الثامنة والعشرين مغادرة أوروبا والتوجه إلى أمريكا.

في عام 1884 وصل نيكولا إلى الولايات المتحدة حاملًا معه فقط القليل من الملابس، ثم وجه خطابًا تعريفيًا للمخترع الشهير توماس إديسون، والتي انتشرت اختراعاته الكهربائية بسرعة في العاصمة في ذلك الوقت.

نتيجة لذلك عمل نيكولا مع توماس إديسون معًا جنبًا إلى جنب، ثم أدخل بعض التحسينات على اختراعات إديسون.

عملا معًا لعدة أشهر، ثم افترق طرقهما نتيجة تضارب العلاقات التجارية والعلمية، ونسبها المؤرخون إلى العديد من الاختلافات في شخصية توماس إديسون ونيكولا.

حيث كان إديسون صاحب شخصية قوية، ويهتم بشكل كبير في التسويق والنجاح المالي، بينما لم يُفكر نيكولا في الجانب التجاري كثيرًا، وكان نوعًا ما مُعارضًا لأسلوب إديسون.

في عام 1885، تلقى نيكولا تمويلًا لشركة تِسلا للإضاءة الكهربائية والتصنيع (بالإنجليزية: Tesla Electric Light Company)، وطلب المستثمرين منه تطوير إضاءة قوسية محسنة، وبعد أن قام بذلك بنجاح، أُجبر على الخروج من المشروع.

نتيجة لذلك عمِل لبعض الوقت كعامل لاكتساب لقمة عيشه، وبدأت حياته تتحسن بعد عامين عندما تلقى تمويلًا لشركة تِسلا الكهربائية (بالإنجليزية: Tesla Electric).

اختراعات نيكولا تسلا

طوال حياة نيكولا تسلا استمر باكتشاف، تصميم وتطوير أفكار للعديد من الاختراعات المهمة، والكثير منها حظي ببراءات اختراع رسمية من قِبل مخترعين آخرين، مثل الدينامو أو المولد الكهربائي.

كما اشتهر نيكولا بكونه رائدًا في اكتشاف تقنية الرادار، تكنولوجيا الأشعة السينية، تكنولوجيا التحكم عن بعد، والمجال المغناطيسي الدوار الذي يُعتبر أساس معظم آلات التيار المتردد.

كما يشتهر تسلا بمساهمته في اكتشاف كهرباء التيار المتردد وملف تِسلا، ويُقصد بملف تِسلا الدائرة الكهربائية الرنانة المحولة.

النظام الكهربائي للتيار المتردد

صمم نيكولا تسلا النظام الكهربائي للتيار المتردد (بالإنجليزية: AC Electrical System)، والذي أصبح نظام الطاقة البارز في القرن العشرين.

في عام 1887 نجح تِسلا بتمويل شركته الجديدة تِسلا الكهربائية، وبحلول نهاية العام استطاع الحصول على العديد من براءات الاختراع التي استندت على النظام الكهربائي للتيار المتردد.

وسرعان ما جذب النظام الكهربائي للتيار المتردد انتباه المهندس ورجل الأعمال الأمريكي جورج ويستينغهاوس، وذلك لأنه كان يبحث عن طريقة لتزويد الأشخاص بالطاقة لمسافات طويلة.

لذلك شعر  جورج ويستينغهاوس بأنه سيجد ضالته في اختراعات تِسلا، وفي عام 1888 اشترى براءات اختراعه مُقابل 60 ألف دولار نقدًا.

علاوة على ما سبق، زاد الاهتمام بالنظام الكهربائي للتيار المتردد، وتنافس تِسلا وويستينغهاوس مباشرة مع توماس أديسون، وذلك لرغبة أديسون ببيع نظام التيار المباشر الخاص به للعامة، وشن حملة صحفية سلبية لمحاولة توجيه الاهتمام لنظامه بدلًا من نظام تِسلا.

لكن لسوء حظ إديسون، اختُيرت شركة وستينغهاوس إلكتريك في المعرض الكولومبي العالمي في شيكاغو عام 1893، وأجرى تِسلا هناك العديد من العروض التقديمية لشرح النظام الخاص به.

محطة توليد الطاقة الكهرومائية

استطاع نيكولا تسلا في عام 1895 تصميم واحدة من أوائل محطات الطاقة الكهرومائية في الولايات المتحدة، تحديدًا في شلالات نياجرا.

وفي العام التالي، تم استخدام هذه المحطة لتشغيل مدينة بوفالو في نيويورك، وحظِيَ هذا الإنجاز بتغطية إعلامية كبيرة وعالمية، وساهم في جعل نظام الطاقة العالمي معتمدًا على مسار كهرباء التيار المتردد.

في أواخر القرن التاسع عشر حصل تِسلا على براءة اختراع ملف تِسلا، حيث شكَّل اختراعه حجر الأساس للتقنيات اللاسلكية، ولا يزال يُستخدم في تكنولوجيا الراديو حتى الأن.

يُعد ملف تسلا قلب الدوائر الكهربائية، ومِحَثًا مُستخدمًا في العديد من هوائيات الإرسال الراديوي.

يعمل ملف تِسلا مع مكثف للتيار، ومصدر طاقة من الدائرة للجهد، ويُستخدم في الأشعة السينية، أشعة الراديو، الطاقة اللاسلكية والطاقة الكهرومغناطيسية في الأرض والغلاف الجوي.

الطاقة الحرة الثرموديناميكية

ازداد شغف تِسلا بنقل الطاقة لاسلكيًا، وفي عام 1900 بدأ في العمل على مشروعه الأكثر جرأة، وهو بناء نِظام اتصالات لاسلكي عالمي، ويتم نقله عن طريق برج كهربائي كبير، ويتم استخدامه لمشاركة المعلومات وتوفير الطاقة مجانًا في جميع أنحاء العالم.

وفي عام 1901 بدأ تِسلا بالعمل على هذا المشروع بتمويل من العديد من المستثمرين منهم رجل الأعمال الأمريكي جي بي مورجان، وبدأ بتصميم وبناء مختبر مع محطة طاقة وبرج نقل ضخم في لونغ آيلاند في نيويورك، والتي تُعرف الآن باسم واردنكليف.

لكن على الرغم من ذلك، نشأت العديد من الشكوك بين المستثمرين حول قدرة تِسلا على القيام بهذا المشروع، وهذا لأن انتصاره على توماس إديسون كان نابعًا من دعم جورج ويستينغهاوس له ماديًا، فلم يكن أمام تِسلا إلا محاولة إحراز تقدم كبير باستخدام تقنيات الراديو الخاصة به.

في عام 1906 تم تسريح موظفي واردنكليف، وفي عام 1915 تم رهن البرج، وبعد ذلك بعامين أعلن تِسلا إفلاسه، وتم تفكيك برج واردنكليف أو برج تِسلا وبيعه كخردة لسداد الديون التي وقعت عليه.

موت نيكولا تسلا

بعد إغلاق مشروع الطاقة الحرة، تعرض تِسلا لانهيار عصبي، ثم عاد مجددًا للعمل كاستشاري، ومع ذلك، بدأت أفكاره تتغير تدريجيًا وتصبح غريبة وغير عملية، وبدأ يُلاحظ الجميع أنه غريب الأطوار.

ثم كرَّسَ تِسلا معظم وقته لرعاية الحمام البري في حدائق نيويورك، وفي السابع من يناير من عام 1943 مات تِسلا فقيرًا ومنعزلًا نتيجة جلطة دموية، عن عمر يُناهز 86 عامًا.

على الرغم من ذلك، قدم تِسلا العديد من الاختراعات الجذرية، والتي ساهمت بالتطور الذي نعيشه حاليًا، ولذلك تم استخدام الإرث الذي تركه تِسلا في عام 1994 للحفاظ على مكان مختبره السابق، ويُشار له بلافتة كُتب عليها “ركن نيكولا تسلا”.

في الوقت الحالي، يشغل إيلون ماسك منصب الرئيس التنفيذي المشارك لشركة تِسلا، وطور مع مجموعة من المهندسين شركة تِسلا موتورز في عام 2003 والتي قامت بصنع أول سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية.

وتطورت السيارات الكهربائية في شركة تِسلا حتى وقتنا الحالي، وبدأت بتسجيل الأرقام القياسية لتسارع الموتور.

المرجع:

‫0 تعليق