القطط وهل تؤثر القطط على الحامل؟
تعد القطط من أشهر الحيوانات الأليفة المنزلية، وهي تنتمي إلى عائلة السنور، وهي العائلة نفسها التي تنتمي إليها الأسود والنمور أيضًا، وهي أصغر عضو في هذه العائلة.
كما أن القطط حيوانات اجتماعية، ولكنها تعشق الاستقلالية، حيث أن الحيوانات الأليفة الأخرى الشائعة كالكلاب، عاشت دائمًا متمسكة بقائدها، وتقوم بنقل ولائها لمن يعتني بها بعد صاحبها.
ولكن القطط بطبعها ترفض الخضوع، وفي حال اضطرت للخروج من المنزل فهي تستطيع الاعتماد على ذاتها بشكل ناجح وسريع.
ولم يستطع المؤرخين تمامًا تحديد متى بدأ البشر بتربية القطط، ولكن وبعد تحليل الحمض النووي استطاعوا اكتشاف أن القطط في البداية كانت سلالتين فقط.
إحداهما ظهرت في آسيا الصغرى قبل حوالي ٦٤٠٠ عام وانتشرت بعدها شمالًا إلى أوروبا، وأما السلالة الأخرى فكانت في مصر في فترة ما تعود إلى ما قبل ٦٤٠٠ عام أو ١٠٠٠ عام، وانتشرت فيما بعد لتصل منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وقد احترم الشعب المصري القديم القطط لأنها كانت تساهم في قتل القوارض التي تهاجم المخازن.
وفي الوقت الحالي تعد القطط من الطف الحيوانات الأليفة التي يحب الأفراد تربيتها في المنزل، ولكن أصبحت مصدر قلق أيضًا لدى بعض الأفراد بسبب جرثومة القطط.
وسيوضح هذا المقال الحقيقة والخطورة التي تشكلها جرثومة القطط، وسيجيب المقال على سؤال” هل تؤثر القطط على الحامل؟”.(1)
جرثومة القطط
جرثومة القطط هو الاسم الشائع لطفيلي يطلق عليه اسم التوكسوبلازما جوندي Toxoplasma gondii، والذي يوجد في القطط وفي اللحوم غير المطبوخة مثل لحوم الضأن.
ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة فإن ٦٠ مليون شخص في الولايات المتحدة مصابون بجرثومة القطط ولا تظهر عليهم الأعراض على الإطلاق.
لا تشكل الإصابة بجرثومة القطط أي أضرار على الإنسان إلا على الحوامل حيث يمكن أن تتسبب في إجهاض الجنين.
بالإضافة إلى أنها تشكل خطرًا على ضعيفي المناعة، حيث إنهم معرضون للإصابة بالتهاب الدماغ الذي يؤدي إلى الصداع والغيبوبة، أو التهاب في الرئة والذي يتسبب في السعال، الحمى وضيق التنفس.
قد تتسبب جرثومة القطط في تشويش في العين، ولكن تسببها في هذه الحالات تعد نادرة للغاية.
ولا يُصاب الأفراد بجرثومة القطط إلا عن طريق دخول الطفيلي عن طريق الفم، ويحدث هذا نتيجة الآتي:
- شرب مياه ملوثة.
- عدم طهي لحوم الدواجن والماشية بشكل كامل.
- عدم غسل الفواكه والخضراوات قبل تناولها، حيث يمكن أن تحمل التربة أو الأسمدة جرثومة القطط.
يكمن السبب في تسميتها جرثومة القطط أنها لا تتكاثر إلا في أمعاء القطط، ولكنها تصيب القطط وبقية المواشي على نفس الوتيرة، وتنتقل بيوضها عن طريق براز القطط.(٢)
هل تؤثر القطط على الحامل؟
تكثر الإشاعات المتداولة بشأن جرثومة القطط، وهذه الإشاعات منها ما هو صحيح ومنها ما هو بعيد تمامًا عن الصحة، ولكن ذلك جعل العديد من الأفراد يتخلصون من قططهم الغالية عليهم أو يتجنبون تربيتهم خوفًا من ضرر هذه الجرثومة.
ولذلك يجدر التوضيح والتفريق بين الحقيقة والإشاعة، وذلك استنادًا على المصادر المعتمدة، حيث إن القطط ليست الناقل الوحيد للجرثومة، ويمكن أن تنتقل من لحوم الدواجن والمواشي الأخرى.
ومن الغريب أن جرثومة القطط يمكن أن تنتقل للإنسان من خلال البستنة، حيث إن التربة يمكن أن تحتوي على الطور الناقل لجرثومة القطط.
لذلك من المهم غسل اليدين تمامًا بعد الانتهاء من أي عمل يتعلق في التربة أو تقطيع اللحوم النيئة وتحضير الأطعمة.
وهذا يعني أن القطط تصاب بها أيضًا بسبب تناول اللحوم النيئة، وتسبب جرثومة القطط العدوى بعد خروجها من القطط بيوم إلى خمسة أيام، وهذا يعني أن التنظيف المباشر لفضلات القطط لا يتسبب بالعدوى.
ولا تصاب المرأة الحامل به إلا إذا قامت بتنظيف الفضلات دون غسل يديها.
وتكمن الإجابة على سؤال ”هل تؤثر القطط على الحامل؟” بأن القطط بنفسها تساهم في تحسين الصحة النفسية للحامل وامتصاص التوتر والطاقة السلبية منها، وأن القطة بذاتها لا تتسبب بالضرر.
ولكن يكمن الخطر في جرثومة القطط التي يمكن أن تؤدي لإجهاض الجنين أو ولادة جنين مصاب بتشوه الأطفال، وتنتقل الجرثومة من الأم إلى جنينها فقط.
لذلك يؤكد الأطباء على أهمية الالتزام بالاحتياطات، كما ينبهون على عدم التخلص من القطط المنزلية، والعناية بها بكل حب، فلن تتسبب هذه القطة بالضرر ما دام الإنسان يقوم بتنظيف فضلاتها في الوقت المناسب ومع الالتزام باحتياطات السلامة والنظافة الهامة.(٣)
علاج جرثومة القطط
لا يعاني معظم الأشخاص الأصحاء من أي أعراض عند الإصابة بجرثومة القطط، وحينها قد يوصي الطبيب بعدم الاستعانة بأي علاجات، وسيتماثلون للشفاء منها في غضون عدة أسابيع، ولا تؤثر على المستقبل أبدًا.
ولكن يتخلف الحال عند المصابين في الإيدز أو أي مشاكل مناعية، حيث يوصي الطبيب بمجموعة من الأدوية والمضادات الحيوية بحسب الحالة، وقد تصل إلى الحاجة إلى البقاء في المستشفى لفترة من الزمن.
وفي حال أصيبت المرأة بالجرثومة أثناء الحمل، فحينها يتم فحص الجنين للتأكد من عدم انتقال العدوى له، وفي الحال الإصابة به يقدم طبيب النسائية عددًا من الأدوية المناسبة بحسب الحالة.
وتحتاج النساء للبقاء على اتصال مع الطبيب المختص لمتابعة خطة علاجية آمنة لها ولطفلها.(٢)
فحوصات جرثومة القطط
عندما يشك الطبيب في إصابة المرأة الحامل بجرثومة القطط فإنه يستطيع تشخيص الإصابة بجرثومة القطط عن طريق فحص مخبري للدم، ويكشف هذا الفحص عن وجود أي أجسام مضادة لهذا الطفيلي.
وتعني الأجسام المضادة نوع من البروتين يفرزه الجهاز المناعي في جسم الإنسان للتصدي لأي جرثومة، ويكتشف هذا الجسم المضاد أي طفيلي أو أي ميكروب آخر يدخل إلى جسم الإنسان.
كل جسم مضاد يستجيب لتركيب معين على سطح الميكروب يطلق عليه اسم المستضد، وبمجرد أن يتكون جسم مضاد ضد أي مستضد فإنه يستمر في السباحة مع الدورة الدموية، وذلك للحماية المستقبلية من الإصابة بهذا الميكروب مرة أخرى.
وتستطيع الفحوصات المخبرية الاستدلال على وجود أجسام مضادة لإصابة سابقة وتم الشفاء منها، أو عن وجود أي أجسام مضادة لإصابة حالية.(٢)
الوقاية من جرثومة القطط
بعد الإجابة على سؤال “هل تؤثر القطط على الحامل؟“، يجب معرفة طرق الوقاية، حتى وإن كان العلاج سهلًا فإن الوقاية خير من العلاج.
وبالتأكيد طرد القطة الأليفة أو التخلص منها ليس الحل الأمثل للوقاية، بل تكمن طرق الوقاية في النقاط التالية: (٤)
- غسل الخضراوات، الفواكه وجميع المنتجات الطازجة قبل تناولها.
- التأكد من طهي جميع اللحوم بشكل كامل، وعدم طهيها جزئيًا، حيث إن الطهي الجزئي لا يقتل جرثومة القطط أو أي مخلوق حي دقيق آخر.
- غسل جميع الأواني التي تم وضع اللحوم النيئة بها جيدًا.
- لبس القفازات وغسل اليدين عند تنظيف فضلات القطط، ويفضل ألا تقوم المرأة الحامل بتنظيف الفضلات، وأن يقوم شخص آخر بالمهمة بدلًا عنها.
- عدم تناول المحار غير المطهو بشكل كامل، حيث يمكن أن يحتوي المحار أيضًا على هذه الجرثومة.
- الاهتمام بإطعام القطة اللحوم المطبوخة جيدًا والأطعمة الخاصة بها.
وأخيرًا تعد القطط من ألطف الحيوانات الأليفة والمفضلة للكثيرين، والذين يعتبرونها فردًا من أفراد أسرتهم، ويجب الانتباه أن جرثومة القطط كغيرها من الجراثيم، تنتقل بسبب تلوث الماء أو الطعام، ولا ذنب للقطة بذلك.
المراجع:
١- https://www.britannica.com/animal/cat
٢- https://www.healthline.com/health/toxoplasmosis#outlook
٣- https://www.humanesociety.org/resources/pregnancy-and-toxoplasmosis