طيور الطاووس
طيور الطاووس Peacock هو واحد من أجمل الطيور حول العالم، ويمكن أن يعتبره البعض الأجمل على الإطلاق، فالألوان العديدة التي يتميز بها ريش طائر الطاووس وطريقة فرد ريشها تعد الأجمل على الإطلاق، وسيذكر هذا المقال أهم المعلومات المتعلقة بطيور الطاووس، وبما أنها تنتمي إلى الطيور فهل يستطيع الطاووس الطيران أيضًا؟(1)
تتعدد أنواع طائر الطاووس حول العالم، ولكن النوعين الأكثر شهرة هما الطاووس الأخضر Pavo muticus، وموطنه الأصلي في مينامار، وتحديدًا في بورما وصولًا إلى جافا، والنوع الثاني هو الطاووس الهندي Pavo cristatus، وموطنه الأصلي في الهند وسيريلانكا، ويطلق عليه أيضًا اسم الطاووس الأزرق.(1)
يعتبر طائر الطاووس الأخضر من الأنواع المهددة بالإنقراض وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة IUCN، حيث قلت أعداده بشكل ملحوظ في النصف الأخير من القرن العشرين بسبب عمليات الصيد الجائر بغرض التسلية أو التجارة بالريش الملون والزاهي لطائر الطاووس، بالإضافة إلى فقدان الموائل الطبيعية للطاووس بسبب الزحف السكاني.(1)
الصفات الجسدية لطيور الطاووس
بالنسبة لطائر الطاووس الأزرق والأخضر، يمكن أن يصل طول جسم الذكر إلى حوالي 130 سم، وعرض ذيله يمكن أن يصل إلى 150 سم، ويتضمن ذيل طائر الطاووس العديد من الألوان الزاهية كالأخضر المعدني البراق، الأزرق، البني والأسود، وتشبه كل ريشة العيون الملونة بالأزرق والبرونزي.(1)
غالبًا ما يكون لون جسد طائر الطاووس باستثناء ذيله أخضر، أزرق أو أخضر مزرق، وغالبًا ما يفضل طائر الطاووس الغابات قليلة الأشجار والتي تتضمنها العديد من السهول والمساحات الخضراء المفتوحة.(1)
بعد موسم التكاثر، تضع أنثى الطاووس من أربعة إلى ثمانية بيوض بيضاء، وتقوم أنثى الطاووس باحتضان البيوض لمدة تصل إلى ثماني وعشرين يومًا تقريبًا، ومن الجدير بالذكر أن صغار الطاووس حين تفقس تمتلك ريشًا في جميع مناطق الجسم كالطاووس البالغ تمامًا، ولكن أصغر حجمًا، ويصبح صغار الطاووس قادرين على الطيران بعد أسبوع فقط، بالإضافة إلى ذلك يصبح الصغار بالغين في سن الثلاث سنوات تقريبًا، ولكن ربما يستطيع بعض الذكور الوصول إلى سن البلوغ في وقت أقل من ثلاثة سنوات بقليل.(1)
من أنواع الطاووس المعروفة أيضًا نوع يطلق عليه اسم طاووس الكونغو Congo peacock، وهو الطاووس الكبير والوحيد الذي يعيش في قارة إفريقيا، ويتميز طائر طاووس الكونغو بجسد بني اللون وذيل أقصر مقارنة مع الطاووس الأخضر أو الطاووس الأزرق، بالإضافة إلى ذلك يعتبر حجم طاووس الكونغو أصغر أيضًا، حيث يتراوح طول الطائر البالغ منه ما بين 64 و70 سم فقط.
سلوك التعشيش لدى طيور الطاووس
عادة ما تبني طيور الطاووس أعشاشها على الأرض، حيث تحفر جزءًا بسيطًا من الأرض بقدر حاجتها، وثم تغطيه بالأعشاب والنباتات الرخوة والطرية، وتفضل طيور الطاووس إخفاء أعشاشها تحت الأدغال أو في المناطق التي تصعب وصول المفترسات إلى الأعشاش، وبذلك تحمي نفسها وصغارها حتى يصلون إلى سن البلوغ.(3)
من الجدير بالذكر أن طيور الطاووس ليست من الطيور التي تتخذ لها زوجة واحدة، حيث يتزاوج ذكر الطاووس مع العديد من الإناث.(3)
تغذية طيور الطاووس
تعتبر طيور الطاووس من الحيوانات الآكلة للحوم، حيث تتغذى على الحشرات، البرمائيات الصغيرة والزواحف، ولكن في المقابل وفي بعض الظروف يمكن أن تكتفي طيور الطاووس ببعض المكونات الغذائية النباتية مثل البذور وبتلات الأزهار.(3)
في العادة تلجأ طيور الطاووس إلى استخدام مناقيرها في صيد فريستها والبحث عن طعام، بالإضافة إلى أنها قادرة على الاستعانة بها في انتقاء الأطعمة وإبعاد الغبار عنها، وغالبًا ما تتوقف طيور الطاووس عن البحث عن طعامها في السهول حين يكون الطقس حارًا، وفي هذه الحالة تتراجع الطيور إلى الغابات للبحث عن طعامها هناك.(3)
موطن طيور الطاووس
يعد الطاووس طائرًا للزينة، وذلك بسبب ألوان جسده وذيله المبهرة، ويشكل لوحة فنية خلابة حين يفرد ذيله إلى أقصى اتساعه، ولهذا السبب تعيش العديد من طيور الطاووس في حدائق الحيوان.(1)
من المهم عدم جمع طيور الطاووس مع طيور أخرى في حديقة الحيوان، حيث تعتبر طيور الطاووس من الطيور العدوانية تجاه أنواع الطيور الأخرى والغريبة عنها.(1)
على الرغم من أن الموطن الرئيسي لطائر الطاووس الأرزق يقع في المناطق الرطبة والدافئة، ولكنه قادر بالفعل على تحمل المناخات الباردة كمناخ الشتاء في شمال الكرة الأرضية، ولكن في المقابل يعتبر طائر الطاووس الأخضر عكسه تمامًا، حيث أنه غير قادر على تحمل المناخ البارد والقارص إطلاقٌا.(1)
هل يستطيع الطاووس الطيران
عندما يمشي الطاووس على الأرض ويظهر ريشه البديع يظن الناظر إليه أن هذا الطائر غير قادر على الطيران، وخصوصًا مع ريشه العريض والذي يمكن أن يصل طوله إلى ستة أقدام تقريبًا، ولكن وفي الحقيقة يستطيع الطاووس الطيران، ويعتبر مظهر طيران طائر الطاووس من المفاجآت التي تسعد الروح، حيث يبدو طيرانها كالعروض الفنية.(2)
تعتبر عملية الطيران لدى الطاووس أكثر صعوبة وإجهادًا مقارنة مع الطيور الأخرى، فذيل الطاووس المذهل يعتبر ثقيلًا بالنسبة إلى الطائر، وهذا ما يقلل من رشاقته ومهارته في الطيران، ولهذا السبب يكتفي الطاووس في العادة بالقفز، ولكنه بالتأكيد لا يسلك طريق الطيور التي لا تطير كالنعام أو الدجاج.(2)
قيل في الماضي أن الطيور التي لا تطير كالنعام أو الدجاج اكتسبت هذه الصفة نتيجة التطور، حيث أصبحت أجنحتها من الأجزاء الغير مستخدمة في الطيران، ولعدم حاجتها لها ومع تقدم الأجيال فقدت أجنحتها قدرتها على الطيران، ولكن الأمر مختلف بعض الشيء لدى طائر الطاووس، حيث أنه يقوم بالطيران حين تقوم بعض المفترسات الأرضية كالنمور أو الأسود باللحاق به.
إذًا يستطيع الطاووس الطيران، ولكنه لا يلجأ له إلا في حالات الطوارئ عند الهرب من بعض المفترسات على الأرض، ومن الجدير بالذكر أن مهاراته في الطيران ليست احترافية مقارنة مع طيران الطيور الأخرى، ولكنها تعتبر كافية في بعض الأحيان، ويكمن الخطر الحقيقي في هذه الحالة حين تقوم بعض الطيور المفترسة بمطاردة طائر الطاووس، كالصقور أو النسور، وفي هذه الحالة تعتبر فرصة نجاة الطاووس ضئيلة.(2)
ويجيب هذا الفيديو القصير بوضوح على سؤال “هل يستطيع الطاووس الطيران؟”
أهمية الذيول لطيور الطاووس
بما أن ذيول الطاووس الملونة والكبيرة تعد ثقيلة عليه، وهي ما تمنعه من اللجوء إلى الطيران في معظم الأحيان، فهذا يجعل السؤال عن أهمية الذيول للطاووس يتبادر إلى الأذهان.(2)
يعتبر ذيل ذكر الطاووس أضخم حجمًا من ذيل أنثى الطاووس، ولهذا السبب غالبًا ما يلجأ ذكر الطاووس إلى جذب الأنثى عن طريق المباهاة بذيله، ويتنافس مع بقية الذكور في هذا الشأن لإغراء الأنثى التي يريدها، وفي تجربة سابقة حاول بعض العلماء إزالة ريش الذيل من طائر الطاووس لملاحظة قدرتها على الطيران، والغريب في هذا الأمر أن قدرة طيور الطاووس على الطيران لم تظهر أي تحسن، واستمر طائر الطاووس بإيجاد صعوبة في طيرانه على عكس الطيور الطائرة الأخرى والتي تطير بسلاسة تامة.(2)
ولدت هذه الدراسة الشغف لدى علماء الأحياء والطيور لدراسة المزيد حول طيران طائر الطاووس، وما زالت العلوم الطبيعية وعلم الأحياء تبهر باحثيها باستمرار، وخصوصًا مع تطور علم الوراثة والتاريخ التطوري بوتيرة سريعة، كاشفًا وراءه عن العديد من الألغاز التي تثير الحماسة لدى نفوس العلماء.(2)
المراجع: