الشيروفوبيا {رهاب السعادة} | أبرز 4 أسباب للإصابة به

[faharasbio]

لابدَّ لكَ أن صادفتَ شخصاً لا يُحب السعادة أو يتجنبها دائماً، فعندَ عزيمتك لهُ على إحدى الحفلات الخاصة يُحاول التهرّب بشتّى الطرق وتعتقد أنهُ أمر عادي!

ولكن هذه الحالة تُسمى بالشيروفوبيا {رهاب السعادة} أي أنَ الشخص يُحاول الابتعاد عن أي عزيمة أو موقف يُسبب لهُ السعادة خوفاً منَ الأشياء التي تحدث بعدَ السعادة، فهوَ يُشبه المثل المعروف {اللَّهم أكفنا شر هذه الضحكة} ولكن بشكلٍ عكسي هذا الشخص يُحاول الابتعاد عن أي مصدر يُسبب لهُ السعادة.

فما هيَ الشيروفوبيا؟ وما هيَ أسبابها؟ أعراضها؟ وعلاجها؟

الشيروفوبيا رهاب السعادة

صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال معلومات عن مرض الشيروفوبيا {أغرب مرض نفسي في العالم}:

ما هوَ مرض الشيروفوبيا CheroPhobia {رهاب السعادة}؟

كلمة الشيروفوبيا جاءت منَ كلمة Chero وهيَ كلمة يونانية تعني السعادة، أما Phobia فهيَ الرهاب النفسي الذي يُصيب الشخص، ومرض الشيروفوبيا ما هوَ إلّا عبارة عن مرض نفسي يُصيب ألكثير من الأشخاص في العالم.

وعادةً يُصيب الأشخاص الانطوائيين الذينَ يُحاولون الجلوس معَ أنفسهم فقط والاستمتاع بالأشياء دون مشاركة أحد بها.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الشخص المصاب برهاب السعادة ليسَ بالضرورة أن يكون تعيساً في حياته اليومية، ولكنهُ فقط يتجنب جميع المواقف المفرحة والحفلات والأنشطة الترفيهية التي ينجذب إليها أغلب الناس لتحقيق السعادة.

ولكن بنظرته التشاؤمية يعتقد أنَ كل فرحة وكل لحظة سعيدة ستتحوّل إلى كارثة في نهاية المطاف.

علاوة على ذلك، يشعر المريض بالشيروفوبيا أنهُ مُصاب والتوقعات السيئة والخوف الذي ينتج بعدَ الشعور بالسعادة، لذلك بسبب هذه الأفكار السوداوية الموجودة داخل رأس الشخص المصاب بالشيروفوبيا لا يستطيع الاستمتاع والسعادة بأي مناسبة كانت سواءً مناسبة قريبة عليه أو أي مناسبة أخرى.

ما هيَ أسباب مرض الشيروفوبيا؟

نوّد القول أنهُ توجد العديد منَ العوامل التي تُؤثر على نفسية الشخص وتجعلهُ يتجنب السعادة، ومن هذه العوامل:

1. أحداث الماضي المؤلمة:

السبب الأول الذي يعتقد الكثيرين أنهُ العامل الأساسي في جعل الشخص يتجنب السعادة هيَ الأحداث المؤلمة التي حصلت لهُ في الماضي.

على سبيل المثال كحضور حفل زفاف أحد المقربين لهُ وشعوره بالسعادة والفرح والطاقة ولكنهُ بعدَ انتهاء الحفل إما تعرّضَ لسماع حادث كارثي أو لأخبار حزينة سببت لهُ الصدمة التي تؤّلدت إليه، فأصبحَ يخاف منَ الشعور بالسعادة لتجنب الكوارث التي ستحدث بعدها.

2. شخصية الفرد:

كما ذكرنا في الأعلى أنَ الشيروفوبيا (رهاب السعادة) تُصيب عادةً الأشخاص الانطوائيين، وهذا سبب أيضاً في الشعور برهاب السعادة وتجنب المواقف السعيدة، فيجد الانطوائي أنَ سعادته معَ نفسه فقط دونَ الاختلاط بالمجتمع والأفراد، لذلك يتجنب أيّ موقف أو مناسبة مزدحمة.

3. التنشئة الأسرية:

أيضاً تعدّ واحدة منَ عوامل الإصابة برهاب السعادة، فمنَ المُمكن أنَ الوالدين لا يحبون الخروج والشعور بالسعادة معَ أبنائهم في المناسبات، ولذلك توّلدَ شعور لدى الطفل بالخوف منَ السعادة والخروج معَ الأشخاص والاختلاط بهم، وخاصةً إذا كانَ الوالدين يُعانون من مشاكل عديدة في علاقتهم اليومية.

4. حالة نفسية:

منَ الجدير بالذكر، أنَ بعض الحالات النفسية كالأشخاص المُصابين بالاكتئاب، يتفادون الخروج وحضور المناسبات أو المواقف السعيدة، وذلكَ بسبب حالتهم النفسية السيئة التي يمرّون بها.

تأكد من طلب الدعم لك أو للمقربين منك إذا لاحظت أي من أعراض الاكتئاب عليهم.

رهاب السعادة

ما هيَ أعراض الشيروفوبيا؟

توجد العديد منَ الأعراض التي يشعر بها الشخص أثناءَ عزيمته إلى أحد المناسبات أو حدوث موقف يتطلب السعادة منهُ:

  • الشعور بالخوف منَ المواقف التي تلي السعادة والفرح.
  • محاولة تفادي أي مناسبة أو موقف يتطلب السعادة.
  • الانعزال والانطوائية الدائمة لتجنب الاختلاط بالأشخاص.
  • الشعور بالذنب إذا شعرَ المصاب بالفرح.
  • رفض التغيرات الحياتية.
  • الشعور بالحاجة إلى البكاء بعدَ الشعور بالسعادة.
  • الابتعاد عن أي علاقة عاطفية.
  • التفكير السلبي والسوداوية في أفكار الشخص المصاب بالشيروفوبيا.

كيفَ يُمكن علاج مرض الشيروفوبيا؟

بالتأكيد كل مرض نفسي يُمكن التخفيف منهُ والسيطرة عليه، وللقضاء على مشكلة رهاب السعادة يكون عن طريق اتباع هذه الخطوات:

1. العلاج النفسي:

في الخطوة الأولى عليكَ الجلوس معَ الشخص المُصاب برهاب السعادة والتحدث معهُ عن أنَ الحياة قصيرة ويجب الاستمتاع في كل لحظة بها، ولن يحدث إلّا ما كتبهُ الله لنا، ومُحاولة التقرب منهُ وإخراجه من حالة الركود إلى حالة الاستقرار والخروج معَ الأصدقاء والاستمتاع في كل لحظة وتدوينها عبرَ التقاط الصور، فهذه الطريقة ستجعلهُ مرتاحاً جداً في وجود شخص بجانبه.

2. العلاج السلوكي المعرفي:

إذا لم يتم نجاح الخطوة الأولى، فعليكَ بالخطوة الثانية وهيَ الذهاب إلى الطبيب النفسي وشرح الحالة لهُ وهوَ سيصف بعض العلاجات النفسية للمصاب {كالاسترخاء اليومي، التمارين الرياضية، تغيير نمط التفكير منَ السلبي إلى الإيجابي} ، والعلاج الدوائي لا يُمكن إعطائه لهذه الحالة المرضية إلّا بعدَ الشعور بالقلق والاكتئاب.

3. الأشخاص المحيطين بهِ:

منَ المُمكن أنَ هذا الشخص يحتاج إلى الحنية والأمان وخاصةً من أفراد عائلته وأصدقائه المقربين، لذلك يجب التقرب منهُ ومحاولة مفاجئته بأشياء يحبها ومن ثمَ الجلوس معهُ والبدء بإخراج الأفكار السلبية منهُ ليتخلص من جميع مخاوفه ويبتعد عنها.

4. العلاج عن طريق التنويم المغناطيسي:

التنويم المغناطيسي منَ الأمور الفعّالة أيضاً التي يُمكن لجوء البعض إليها، وهو من أشهر الممارسات التي يؤديها خبراء علم النفس.

الهدف من التنويم المغناطيسي هو دعم الشخص للوصول إلى حالة من الهدوء والاسترخاء العقلي.

بعد ذلك يحثك الطبيب على التنويم ومساعدتك على التخلص من عادة أو سلوك مزعج أو مؤذٍ.

أغرب أنواع الرهاب

رهاب السعادة أو فوبيا السعادة ليست الفوبيا الوحيدة الغريبة، الهدف من ذكرنا لهذه الفقرة هو معرفتك بأنك لست وحدك.

لكل شخص يعيش على هذه الأرض فوبيا من نوع ما، وفيما يلي أغرب أنواع الفوبيا في العالم:

  • الخوف من الاستحمام – أبلوتوفوبيا: لعلك لاحظته سابقًا على الأطفال عندما يبكون بهستيريا لأنهم لا يريدون الاستحمام.
  • الخوف من المرايا – إيزوتروبتوفوبيا: ربما من مشاهدتهم لأفلام الرعب، ولكن العديد من الأشخاص يعانون من فوبيا المرايا.
  • الخوف من الشعر – تشيتوفوبيا: لن تصدق أن بعضالأشخاص يعانون من رهاب الشعر، فيخافون من شعر الحيوانات والبشر.
  • رهاب الخيوط -لينونوفوبيا: هذا حقيقي!
    يعاني البعض من فوبيا الخيوط، فلا يتحملون رؤية أي خيط سواء من الملابس أو حتى خيوط الأحذية.
  • رهاب الكلمات الطويلة – لا يمكن ذكر الاسم العلمي لطوله: تخيل خوف البعض من الكلمات الطويلة، واسم هذه الفوبيا العلمي هو الرعب بحد ذاته للمصابين برهاب الكلمات الطويلة.
  • رهاب الخضراوات -لاشانوفوبيا: لعلك لاحظت من قبل خوف الأطفال من البروكلي ووصفهم له بالوحش، لا تستخف بخوفهم.

في النهاية، نوّد القول أنَهُ منَ المُمكن وجود الكثير منَ الأشخاص لا يحبون الاختلاط بالآخرين ويتجنبون الشعور بالسعادة وذلكَ لتحقيق راحة بالهم، ولكن يُمكن القول عن رهاب السعادة أنهُ مرض نفسي إذا تفاقمَ وضع الشخص المريض وحاولَ الانعزال الدائم وتفادي أي مناسبة أو موقف مليء بالسعادة، ففي هذه الحالة يحتاج إلى المساعدة الفوريّة والعناية الفائقة بهِ.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]