أمراض شائعة في فصل الربيع
يُعدّ فصل الربيع واحداً من أجمل فصول العام، ونحنُ الآن على مشارف الدخول إلى هذا الفصل والاستمتاع بهِ، وخاصةً بعدَ الانتهاء منَ الشتاء والبرد القارس والعزلة في المنزل، فيمتاز هذا الطقس اللطيف بالأزهار المتفتحة واعتدال الحرارة وازدهار الطبيعة الخضراء وظهور الأعشاب وتفتح أوراق الأشجار، والكثير منَ الأشخاص يشعرون بطاقةٍ إيجابية أثناءَ حلوله، لأنهم يُعانون من اكتئابٍ في الشتاء يُؤثر على نفسيتهم وأعمالهم.
ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ بالرغم من أهمية فصل الربيع في الاستمتاع بأشعة الشمس الساطعة لاكتساب فيتامين د والتنزه معَ الأصدقاء والخروج في النهار الدافء وممارسة الرياضة بأريحية والتألق بالملابس الناعمة والخفيفة، إلّا أنَ هذا الفصل كارثي لبعض الأفراد، كيفَ ذلك؟
نوّد الإشارة، أنَ فصل الربيع يُسبب عدّة أمراضٍ تُؤثر على الجهاز التنفسي عندَ الإنسان، وتُعيقه من أداء مهامه اليومية بشكلٍ طبيعي ولا يستطيع الاستمتاع بالطقس كباقي الأفراد، وتنتج هذه الأمراض إما بسبب الحساسية الموسمية أو التقلبات الجوية أو ضعف الجهاز المناعي، ولذلك ما هيَ أبرز 7 أمراض شائعة في فصل الربيع؟ وما هيَ طرق الوقاية منها؟
7 أمراض شائعة في فصل الربيع
صديقي القارئ، إذا كنتَ من محبي فصل الربيع الدافء ولكنكَ تعتقد أنهُ لا يُسبب أمراض عديدة مقارنةً بفصل الشتاء، نُقدّم لكَ في هذا المقال أبرز 7 أمراض شائعة الحدوث في فصل الربيع معَ طرق الوقاية منها للاستمتاع بهذا الطقس:
مرض الربو:
لا أحد يعلم مدى صعوبة هذا المرض إلّا المُصابين بهِ، كونهُ ينتج عن التهاب في مجاري الهواء ضمنَ الشعب الهوائية والرئتين، ويشعر المُصاب بهِ بأرقٍ ليلي بسبب صعوبة التنفس معَ آلامٍ صدرية وانقباضاتٍ حادّة ونوبات سعال متكررة.
وينتج هذا المرض عن التعرّض للأجواء التي تزيد منَ التحسس والتهيّج مثل فصل الربيع والهواء البارد والضغوطات النفسية وتنتج عنهُ مضاعفاتٍ عديدة مثل تضيّق الشعب الهوائية وتكرار الدخول للمستشفى، والتواجد في الطبيعة والأماكن المليئة بالأزهار يزيد من حالة الفرد، كما أنَ وبر الحيوانات يُؤثر عليه.
الحساسية في الأنف:
كُلّما اقتربَ فصل الربيع وزادَ الطقس دفئاً يزداد خطر الإصابة عندَ بعض الأشخاص بالحساسية في الأنف، فحبوب اللقاح التي تملأ الهواء وتدخل إلى المجاري التنفسية عن طريق حاسة الشم تُؤثر عليه وتُؤدي لتهيّج وعطاس وسيلان متكرر وفرط تحسس في العينين معَ احمرارهما والحاجة إلى حكهما.
ويُصاب البعض بضيق تنفس شديد خاصةً إذا تزامنت هذه الحساسية معَ الإصابة في الربو، فالأمر أشبه بالكارثة لأنَ المُصاب لا يحتاج إلّا للراحة والابتعاد عن الطبيعة، لأنَ فرط الدمع والسعال والهالات السوداء والعطاس لن تُفارقه طوالَ الربيع.
التهاب الملتحمة التحسسي:
يُقصد بهِ التهاب حادّ يحدث في العينين ويُؤثر عليهما ويجعلهما أكثر حساسية واحمرار وتهيّج، فلا يستطيع المُصاب إطالة النظر في الطبيعة من حوله، وكُلّما اقتربَ الربيع تزداد الأعراض وخاصةً إذا تمَ الاقتراب من فراء الحيوانات، حبوب اللقاح أو عثّ الغبار.
فيشعر الفرد بضبابية وانتفاخ في الجفون وتدمع العيون وحرقة بهما ولا يُمكن العلاج إلّا بالابتعاد عن النوافذ والطبيعة وارتداء النظارات الواقية معَ استخدام قطرات من أجل الترطيب والاستعانة بالكمادات الباردة بالإضافة لمضادات الهستامين إذا كانت الحالة شديدة الخطورة على الفرد.
الأمراض الفيروسية:
إنها من أكثر الأمراض شيوعاً في فصل الربيع، وخاصةً أنَ الفرد يقضي معظم أوقاته خارج المنزل ويتعرّض للأماكن العامة ويلتقط العديد منَ الفيروسات التي تزداد في موسم الربيع.
ومنَ المعروف أنَ الفيروسات كائناتٍ دقيقة حيّة تدخل إلى جسم الإنسان وتُسبب له الإرهاق والتعب الجسدي معَ انسدادٍ في الأنف وضيق في التنفس وسعال متكرر ونزلة برد وألم في العضلات وسيلان، وإذا أصابت الجهاز الهضمي يُواجه الفرد ارتفاع حرارة وغثيان معَ قيء ومغص حادّ في البطن.
الحساسية الجلدية:
لا يوجد أصعب منَ الإصابة بالحساسية في الجلد، لأنَ الإنسان يضطر لارتداء الملابس القطنية الخفيفة التي تُظهر يديه أو وجهه وعنقه أو أجزاءٍ معينة من جسده، ولكن منَ المُمكن تعرّضه لطفحٍ جلدي أحمر اللون معَ حكة وبقع.
وتنتج عادةً عن المشي في الطبيعة والتعرّض لحشراتٍ معينة مثل لسع النحل أو الاقتراب منَ النباتات النجمية مثل {زهرة البابونج ودوار الشمس}.
وتستمر هذه الحساسية عدّة أيام بحيث تُزعج الفرد وتُسبب لهُ جفاف وقشور وتفاوت لون البشرة.
حمى القش:
تُعتبر الحمى أحد أنواع الحساسية المنتشرة بشكلٍ متزايد في فصل الربيع، وتنتج عن حبوب لقاح العشب التي تصدر منَ الأشجار والحشائش، وتزداد الحالات بدءاً من شهر مارس إلى أواخر أبريل، وتزداد الخطورة إذا كانَ المُصاب مدمن على التدخين لأنهُ سيُعاني من تهيّجٍ في جهازه التنفسي ورشح وإرهاق ودموع واحتقان في الأنف.
بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة إذا كانَ الفرد يقضي معظم أوقاته معَ الحيوانات أو الأماكن المليئة بالغبار أو أنهُ مُصاب بالتهاب الجلد التأتبي.
الاكتئاب الربيعي:
هل يُعقل إصابة الإنسان باكتئاب في فصل الربيع؟ والجواب هوَ نعم، بالرغم من أنهُ موسم الشمس والطاقة الإيجابية والحرية في الخروج منَ المنزل دون الشعور بالبرد أو بالطرقات المظلمة المليئة بالثلج.
إلّا أنَ فئة منَ الأفراد يُصابون بتغيرٍ مزاجي أثناءَ الانتقال من موسمٍ لآخر ويُمكن زيادة الإصابة بالاكتئاب إذا كانوا منَ المُصابين بالحساسية الربيعية التي تستدعي الجلوس في المنزل، فيُمكن ملاحظة أنهم يفقدون الرغبة في إنجاز أعمالهم اليومية ويشعرون بالأرق والإحباط وقلّة الطاقة وتغيّرات في وزنهم.
قد يهمك: الرمد الربيعي أسبابه وطرق علاجه
كيفَ يُمكن الوقاية منَ الإصابة بأمراض الربيع؟
يُمكنكَ الاستمتاع بهذا الفصل اللطيف دون الإصابة بأي مرضٍ أو تحسسٍ إذا اتبعتَ النصائح الآتية:
- حاول البقاء في المنزل إذا حدثت أي تقلباتٍ جوية في فصل الربيع مثل ظهور الغبار والعواصف المليئة بالتراب، وإذا اضطررتَ للخروج يجب الصعود في السيارة وإغلاق النوافذ وارتداء كمامة.
- يُفضّل تهوية المنزل في الصباح الباكر وتنظيفه جيداً منَ الغبار وتعريض الأغراض الشخصية مثل الأغطية والوسادات إلى الشمس الحادّة للتعقيم.
- يُستحسن ارتداء جاكيت خفيفة لأنَ الأجواء الربيعية تُسبب نزلات البرد.
- يُستحسن الابتعاد عن الحدائق العامة والطبيعة بشكلٍ عام إذا كنتَ تُعاني من أي حساسية موسمية.
- يجب اتباع روتين صحيّ عن طريق الاستحمام بشكلٍ يومي وتناول وجباتٍ صحيّة والإكثار منَ المياه لترطيب الجسد والتركيز على الفيتامينات.
- حاول الابتعاد عن تربية الحيوانات الأليفة في هذا الموسم لأنها تزيد منَ الحساسية والتهيّج.
- يُفضّل ارتداء نظارة شمسية وتطبيق واقي الشمس لتجنب الإصابة بحروقٍ جلدية.
حاول الاستمتاع بفصل الربيع اللطيف قدر الإمكان معَ مراعاة الالتزام بقواعد النظافة والعناية من أجل تجنب إصابتك بالأمراض، وتذكر دائماً أنَ فصل الربيع هوَ بداية التغيير والتجديد في الحياة، فاملأ نفسك بالطاقة الإيجابية وركزّ على تحقيق أهدافك والعناية بنفسك واستغلال الشمس في الصباح من أجل اكتساب الفيتامينات وتعزيز الحالة المزاجية وتنظيمها.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.