طرق للتعامل مع الأشخاص الفضوليين
شخصيات الجنس البشري متعددة، فلا يُمكن تشابه جميع الشخصيات، بل توجد أنواعٍ مختلفة ستُواجهها خلالَ حياتك المهنية واليومية كالنرجسيون والعميقون والحساسون والمتمردون والسايكوباتيون وغيرهم الكثير، وعليكَ أن تستعدّ دائماً للتعامل معَ أي فردٍ مهما كانت شخصيته، لأنكَ إن لم تستطع التعامل معه سيُشكّل عائقاً أمامك وربما يُسبب لكَ الإزعاج في كل مرة تُصادفه بها.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الشخصية الفضولية واحدة من أشهر أنواع الشخصيات، فهل لكَ أن تتذكر كم مرة سألكَ أحدهم عن المبلغ المالي الذي تحصل عليه من عملك؟ أو كم مرة سألتكِ إحدى القريبات عن متى سنفرح بكِ أو لماذا أنتِ غير مرتبطة؟ أو كم مرة سألكَ أحد الأشخاص عن حياتك الشخصية وأصرَّ على معرفة التفاصيل؟ لا بدَّ أنكَ صادفتَ هؤلاء الأفراد في حياتك، ومنَ المُمكن أنَ بعضهم تعدَّى مرحلة الفضول ودخلَ إلى مرحلة الحشرية والتدخل المزعج بخصوصيات الآخرين، لذلك ما هيَ أفضل 8 طرق للتعامل مع الأشخاص الفضوليين؟
8 طرق للتعامل مع الأشخاص الفضوليين
صديقي القارئ،، إذا كنتَ تُعاني من تواجد بعض الأشخاص الفضوليين في حياتك، ويُسببون لكَ الإزعاج ويتدخلون في أدّق تفاصيلك، حانَ الوقت للتعامل معهم،، لذلك نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 8 طرق للتعامل مع الشخصية الفضولية:
تجنبهم قدر الإمكان:
إذا كنتَ موظف في عملٍ جديد وتحب عملك وبدأتَ بالاهتمام بهِ، منَ المُمكن أن يقترب منكَ أحد الموظفين لقضاء وقت الفراغ معك أثناءَ الاستراحة، وإذا كنتَ شخصاً طيباً لدرجةٍ مبالغٍ بها، سيبدأ بالتعرّف عليك وطرح الأسئلة غير المنطقية والتي تُعتبر محرجة لكَ سواءً كنتَ ذكراً أم أنثى، وبدافع الاحترام والأدب بالتأكيد أنكَ سترد عليه وسينهال عليك بالتعليقات والانتقادات، ومن هنا تتدّمر نفسيتك وتشعر ببعض الإحباط من كلامه وفضوله الزائد.
ولذلك ما عليكَ إلّا اختصار الطريق، سواءً كنتَ في العمل أو في أي مكانٍ عام أو أي مكانٍ جديد، كن إنساناً محترماً ومؤدباً وطيباً دونَ أن تسمح للآخرين بالتحدث معك في خصوصياتك، وحاول الرد بلباقة على أسئلتهم العادية وإذا شعرتَ أنهم يُحاولون التعمّق أكثر حاول أن تخلق حجة مثل ذهابك إلى الحمام أو إجراء اتصال مهم أو أنكَ مهتم بشيءٍ آخر أكثر من حديثهم.
لا تنصت لهم:
قد يكون الشخص الفضولي أحد أفراد عائلتك، وتلاحظ أنهُ يفتح لكَ أحاديث أنتَ لا تحبها أو لا تحب التعمّق بها، وخاصةً الأحاديث التي تحتوي على الارتباط أو إنجاب الأطفال، فكل أنثى معرّضة لأسئلة محرجة نوعاً ما مثل لماذا لم تتزوجي بعد؟ وحتى ولو كانت المرأة متزوجة، يسألها البعض متى تُريدين إنجاب الأطفال؟ وإذا حملت بأنثى يسألونها متى ستحملين مرةً أخرى ويدعون لها بإنجاب الذكر.
إنَ هذه الأسئلة أو غيرها قد يتأثر بها البعض ويشعر بالاكتئاب وقلّة الثقة بالنفس، لذلك إذا اضطررتَ للجلوس معهم حاول التحكّم في عقلك وبرمجته على الإيجابية وأنَ كلامهم عابر بالنسبة لك ولن يُؤثر عليك، فهذه الطريقة ستحميك من سلبيتهم المليئة بفضولهم تجاهَ تفاصيل حياتك، ولا تُجب عليهم إلّا برؤوس الأقلام فقط بمعنى لا تتعمّق بالحديث أو الشرح عن نفسك، اكتفي بقول لا أو نعم وممكن.
تغيير الحديث:
أيضاً إذا كنتَ مضطراً للتعامل معَ الشخص الفضولي فتجنب الجلوس معه وحاول أن تلتهي بعملك أو دراستك وتُرّكز على حياتك الشخصية، وإذا قابلته حاول أن تكون أنتَ المتحكم بالحديث، وإذا حاولَ أن يسألكَ أي سؤالٍ شخصي على الفور غيّر الموضوع وابدأ بحديثٍ آخر، فمن تلقاء نفسه الفضولي سينتبه أنكَ لا تُريد الحديث.
تعلم قول لا:
عندما يُلاحظ الفضولي أنكَ طيب لحدٍ كبير، سيبدأ باستفزازك بأسئلته لأنهُ على يقين أنكَ ستُجيبه عليها ويعلم من داخله أنكَ تخاف من كلمة لا أو من إحراج الطرف الآخر، ولذلك كن أنتَ مختلف وإذا حاولَ الفضولي التدخل في حياتك، قل لهُ وجهاً لوجه: هذا الأمر لا يعنيك أو لا أريد الحديث عن هذا الموضوع من فضلك إذا أردتَ التحدث معي بأريحية لا تسألني عنه، أو أي جوابٍ آخر يحتوي على الرفض أو عدم القبول، فهذه الطريقة ستُبيّن للفضولي أنكَ قوي الشخصية ولا تحب الإفصاح عن حياتك.
التعامل بجدية ورسمية:
بالتأكيد لن تكون جديّاً معَ جميع الأشخاص من حولك، ولكن في بداية العلاقة أو التعارف حاول أن تكون ملتزماً ومحترماً لخصوصيات الطرف الآخر ولا تتدخل في تفاصيله، فعندما يُلاحظ الشخص الفضولي أنكَ جدّي في التعامل ولا تتدخل في خصوصياته فلن يتجرأ على التدخل والتعرّف على تفاصيلك، وإذا كانَ الفضولي من أفراد عائلتك ويُسبب لكَ الإزعاج تجنبه نهائياً وعامله باحترام وبرسمية فقط، وبيّن لهُ أنكَ مشغول في عالمك الخاص والوقت لديكَ ليسَ متاحاً للثرثرة أو الأحاديث.
الرد بلطف:
أثناءَ تعاملك معَ الفضوليين لا ينفع أن تكون متهجماً عليهم أو تردّ على أسئلتهم بنبرةٍ قاسية، ويعود السبب في ذلك إلى أنَ الفضولي قد يكون رئيسك في القسم الذي تعمل بهِ أو شقيقك أو فرد قريب منك، فيُمكنكَ الردّ عليهم بطريقةٍ لبقة ولطيفة بحيث تُعبّر عن مدى احترامك، مثال على ذلك: أنا لا أنتظر الارتباط فعندما أجد الشخص المناسب سأرتبط بالتأكيد، وأرفقها بابتسامة خفيفة، أو مثال أيضاً: الحمدالله راتبي جيد وأنا أبذل مجهود كبير للحصول عليه، بمعنى أن تمنحهم جواباً ليسَ كاملاً ولكنهُ يُرضي فضولهم.
الإجابة بسؤال آخر:
إذا حاولَ أي إنسانٍ فضولي أن يطرح عليكَ أسئلة غريبة بعض الشيء، ما عليكَ إلّا الردّ عليه بتركيز عن طريق طرح الأسئلة ذاتها عليه أو الإجابة عليه للاستفسار عن سبب سؤاله لكَ، ومن هذه الطريقة ستتمكّن من معرفة نواياه الخفيّة تجاهك، وتُجيبه بطريقةٍ ذكية أو طبيعية إذا كانَ يُريد الاستفسار فقط.
أخرجهم من حياتك:
نوّد القول أنَ صحتّك النفسية وسلامك الداخلي أهم من جميع البشر المتواجدين على الأرض، فإذا لاحظتَ أنَ مرحلة الفضول تعدّت بكثير وأصبحت تطفل على حياتك ولا يُمكنكَ السيطرة على مشاعرك السلبية عندما تقترب منهم أو تستمع إليهم، حدّد هدفاً جديداً لنفسك وأخرج كل فردٍ يُؤذيك أو يتطفل عليك ويُسبب لكَ الإحراج، وخاصةً إذا كانَ هذا الشخص في مكان العمل.
لا تقلق ستُقابل الكثيرين في حياتك،، معظمهم أشخاص طيبين ويتمنّون لكَ الخير، وبعضهم الآخر فضوليين أو سلبيين يُحاولون أن يستغلّوا نقاط ضعفك في كل مرة يُصادفونك بها، لذلك عامل الناس كما تحب أن يُعاملوك بكل احترام وثقة ورقيّ، ولا تثق بمن حولك فاجعل من حياتك صندوقاً مغلقاً وتعامل معَ الجميع بإيجابية وضحك دونَ التدخل بهم حتى لا يتطوّر الأمر ويتدخلون في تفاصيلك اليومية.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.