نصائح لتعليم طفلك ادخار المال
هل تعلم أنَ ادخار جزء بسيط من مصروفك اليومي أو الشهري لهُ فائدة رائعة عليك؟ فيُقصد بالادخار توفير جزء منَ المال الذي تحصل عليه نتيجة عملك المهني في مجالٍ ما، فكل إنسان منّا يُدرك أهمية المال في حياته، وخاصةً في عصرنا الحالي وفي ظل ارتفاع الأسعار بنسبةٍ كبيرة فلا يُمكنكَ الخروج منَ المنزل إلّا وجيوبك مليئة بالمال من أجل شراء حاجاتك الشخصية واليومية التي تحتاجها أسرتك.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الادخار لا يُمكن اعتماده بينَ ليلةٍ وضحاها، على سبيل المثال: أحمد شاب يبلغ منَ العمر 25 عاماً قرّرَ الادخار في شهر مايو ولكنهُ تلقائياً سيصرف الأموال التي قامَ بادخارها بعدَ عدّة أسابيع أو أشهر، ويعود السبب في ذلك إلى اعتياده المستمر على الإنفاق وعدم فهمه لأهمية الادخار في الصغر، فيُلاحظ أنهُ منَ الصعب تعلم هذه الخطوة إلّا بالتدريج للاعتياد عليها.
ونوّد الإشارة، أنَ الأطفال الصغار يكتسبون أي شيء في سن طفولتهم من قِبَل أسرتهم ومحيطهم، ومنَ المعروف أنَ الطفل يُنفق الأموال مهما كانت ثمينة على ألعابه وملذاته الشخصية مثل الشوكولا والبسكويت وغيرها، لأنهُ لا يُدرك أهمية المال في حياته، ومن هنا يجب على الوالدين أن يضعوا خطة من أجل تعليم أطفالهم توفير المال والاستقلال المادي معَ الاكتفاء دونَ الحاجة إلى أحد، وهذا النهج السليم في ادخار الأموال وتوفيرها يحتاج إلى عدّة نصائح، ولذلك ما هيَ أفضل 8 نصائح لتعليم طفلك ادخار المال؟
8 نصائح لتعليم طفلك ادخار المال
صديقي القارئ، إذا كنتَ تُلاحظ أنَ طفلك لا يهتم بمصروفه ويُنفقه بسرعة ويطلب المزيد منك، نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 8 نصائح عليكَ اتباعها لتعليم طفلك أهمية توفير المال وادخاره للمستقبل:
الحوار معَ الطفل:
قبلَ أي خطوة يجب على الوالدين أن يُحضّروا كوباً منَ العصير الطبيعي المنعش لهم ولطفلهم ويجلسون معه في الحديقة أو أي مكانٍ يُحبه، ومن ثمَ البدء بتعريف مفهوم الادخار للطفل وأهميته لهُ، وذلكَ من خلال طرح بعض القصص القصيرة أو شراء كتب خاصة بالأطفال عن الادخار، وأطلق بنك الكويت الدولي مباردة لتعليم الطفل توفير المال من خلال طرح كتابه “كتاب كي اي بي لتعليم الأطفال أهمية الادخار”.
الفرق بينَ الرغبات والأساسيات:
هذه النصيحة ستُساعدك على إيجاد الفرق ما بينَ الأساسيات التي يحتاجها طفلك ورغباته التي يُمكن السيطرة عليها، مثال على ذلك {طفلي الصغير آدم أنتَ بحاجة إلى تناول الطعام الصحيّ وشراء الأدوات المدرسية والملابس، ولكنكَ لستَ بحاجة إلى تغيير ألعابك أو شراء ألعاب غالية الثمن بشكلٍ شهري لأنكَ ستشعر بالملل منها بعدَ عدّة مرات منَ اللعب}.
وتشجيعه على توفير جزء من مصروفه بدلاً من شرائه لأطعمة غير صحيّة أو ألعاب ليسَ لها فائدة.
كن قدوة حسنة لطفلك:
بالتأكيد لن يتعلم الطفل ادخار مصروفه إذا لاحظَ أنكَ تُنفق الكثير منَ الأموال على أشياء ثانوية أو غير أساسية، ومن هنا يجب التعاون معَ طفلك والبدء بنفسك أولاً في ادخار جزء من راتبك الشهري أمامه من أجل اكتسابه لهذه العادة ومحاكاتك بها، لأنَ الطفل يُحاكي والده في الأشياء السلبية والإيجابية، فكن مثالاً أعلى لهُ.
شراء حصالة لطيفة:
يا لها من خطوةٍ رائعة ومشجعة للطفل، فأثناءَ ملاحظتك لهُ أنهُ يُريد التوفير لشراء حاجياته التي يُحبها في المستقبل، يجب الحصول على حصالة لطيفة ومميزة من أجل إعجابه بها والبدء في ادخار ماله، وإذا لاحظتَ أنَ الطفل يُواظب على التوفير، يُمكنكَ فتح حساب بنكي خاص بهِ للاحتفاظ بأمواله بدلاً من تواجدها بقربه حتى لا يُفكّر بها طوالَ الوقت.
أهداف واضحة للادخار:
إذا لاحظتَ أنَ طفلك يُريد شراء سيارة تحكم إلكترونية ليلعب بها أو شراء لعبة فيديو، فيجب معرفة ثمنها ومن ثمَ شرح أهداف الادخار لطفلك من أجل الحصول عليها، لأنَ شرائك لأي لعبةٍ أو أي شيءٍ يُريده بشكلٍ مستمر سيجعلهُ في حالة اطمئنان وكسل في المستقبل منَ الاعتماد على نفسه، ومن هنا شجعه على الادخار يومياً من مصروفه الذي يحصل عليه منك ليتمكّن منَ الحصول عليها.
المساعدة منَ الوالدين:
بالتأكيد لن تتجاهل أمنية طفلك في الحصول على شيءٍ يُحبه ويطمح لهُ ويدخر من أجله، مثال على ذلك إذا كانت قيمة الشيء الملفت للطفل 200 دولاراً فيجب مساعدته ب 100 دولار أو 50 لتحفيزه وزيادة شعوره بالسعادة أنكَ بجانبه.
اعتماد الطفل على نفسه:
واحدة من أهم النصائح التي عليكَ أخذها بعين الاعتبار، فأغلب الأطفال والمراهقين لا يفعلون أي شيء ويطلبون المبلغ من والدهم وعلى الفور يحصلون عليه، ولكنهم سيُعانون في المستقبل أثناءَ أعمالهم المهنية، ومن هنا يُمكنكَ طلب مساعدتك لهُ في الحديقة أو مساعدة والدته في تحضير الطعام والترتيب أو إنهائه لواجبه المدرسي أو تعلّمه لمهارة جديدة على الحاسوب، وبعدَ الانتهاء منها سيحصل على مصروفه اليومي، فهذه الطريقة ستزيد من ثقة الطفل بنفسه وتزيد من شعوره بالمسؤولية.
لا تضغط عليه:
يجب تدريب طفلك على ادخار أمواله بشكلٍ تدريجي والصبر عليه حتى يفهم أهمية الادخار ويستوعبه، ففي المرة الأولى لا تُوبخه أن ادخرَ المال ومن ثمَ فتحَ الحصالة ولم يستطع التحمل أكثر، ولا تستسلم في تعليمه، فبعدَ عدّة أشهر سيُدرك أهمية التوفير ومن تلقاء نفسه سيبدأ بهِ لتحقيق أهدافه المستقبلية.
منَ الضروري تعليم الطفل في بدايات عمره عدّة مهارات للاعتماد عليها عندما يتقدّم بهِ السن، والادخار خطوة ضرورية يجب التركيز عليها لأنها ستُساهم في بناء جيل واعٍ ومسؤول عن نفسه ولا يجلس في غرفته فقط للعب على الإنترنت ويُهمل والديه في العمل من أجل تأمين احتياجاته.
فيُمكننا القول للأسف في عصرنا الحالي توجد عدّة حالات لشبان في العشرين من عمرهم ومازالوا يعتمدون على والدهم في تأمين متطلباتهم ومصروفهم الشخصي، فالقرار يعود لكَ إما أن تبني إنساناً واثقاً ومسؤولاً أو كسولاً ومعتمداً على الآخرين.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.