نصائح للتعامل مع المراهقين
حياة الإنسان عبارة عن مراحلٍ متعددة، فيُولد كرضيع ومن ثمَ يكبر قليلاً كطفلٍ صغير ومن ثمَ مراهق وينتقل إلى سن البلوغ والشباب ومن ثمَ تعود الدائرة ذاتها على أبنائه، وكل مرحلة منَ الحياة تستحق الاستمتاع بها وتقدير اللحظات فيها، ويُعتبر سن المراهقة من أكثر المراحل التي تُشكّل خوفاً متزايداً عندَ الوالدين، باعتقادهم أنَ طفلهم الصغير سيتمرد عليهم ويبدأ بالخروج عن قوانينهم، وهذا التفكير يدفعهم إلى التشدّد في المعاملة وأحياناً الحرمان من بعض الأشياء التي يحتاجها المراهق.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ فكرة بعض الأشخاص عن المراهقة قد تكون غير صحيحة، فهذا السن يختلف من إنسانٍ لآخر، ولكنهُ مرحلة مهمة وهيَ الفترة التي ينتقل بها الطفل من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، فينموّ الطفل أكثر وينضج على الصعيدين النفسي والجسدي، كما أنَ هذا السن يبدأ من عمر 11 عاماً ويستمر إلى بداية العشرينات، وبحسب كل شخص إما تأتي هذه الفترة مبكرة جداً وتنتهي في عمر ال 15 عاماً، أو تأتي متأخرة فتبدأ في 18 عاماً، فما هيَ أفضل 9 نصائح للتعامل مع المراهقين؟
9 نصائح للتعامل مع المراهقين
صديقي القارئ،، إذا كانَ لديكَ طفل على وشك البلوغ، فعليكَ أن تُدرك أنَ سن المراهقة يحتاج إلى بعض الخطوات للتعامل معه، ومن هنا نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 9 نصائح للتعامل مع الأبناء في سن المراهقة:
الاستماع لآرائه:
من أهم النصائح للتعامل مع المراهقين في البداية عليكَ أن تُدرك أنكَ والده فقط، أي أنَ مهمتك هيَ تربيته تربية سليمة وتوجيهه إلى الطريق الصحيح من خلال نصائحك له، ولكن بعض الأُسر يُجبرون طفلهم على طاعة أوامرهم دون الإنصات إليه إذا كانَ سعيد بهذا الخيار أو يُسبب لهُ الإزعاج، ولكن الطفل عندما ينتقل إلى هذه المرحلة تتغيّر بنيته الفكرية، فيبدأ بتكوين شخصيته من خلال تمييز الأشياء التي يُحبها أو يُفضّلها، ولذلك الإنصات إليه بتركيز أمر في غاية الأهمية، حتى لو أنكَ تتعارض معَ أفكاره، فيُمكنكَ إلقاء النصيحة عليه وإبداء وجهة نظرك بطريقةٍ لطيفة دون الاعتماد على القمع أو الحرمان.
امنحه الثقة:
ألستَ واثقاً من تربيتك في المنزل؟ إذاً امنحه الثقة في هذه المرحلة العمرية، فالطفل يحتاج إلى ثقة الوالدين أكثر من أي شيءٍ آخر، فعندما يُلاحظ ثقة والده بهِ أو والدته، سيهتم بهما أكثر ويتشجع على الكلام عن مغامراته وطموحه وما هيَ مخططاته في المستقبل، فإذا طلبَ أن يخرج معَ أصدقائه لا تُحاول منعه بحجة الخوف عليه، ولكن حاول أن تهتم بمعرفة المعلومات عن أصدقائه إذا كانوا جيدين وصالحين، فهذه الثقة سيتذكرها في كل لحظة بعيدة عنكما، ويُحاول جاهداً أن يحميها منَ الخذلان، عوضاً عن بعض الأهالي الذينَ يُشككون في أبنائهم، فهذا الأسلوب يدفعهم للاكتئاب وعدم الثقة بأنفسهم والتعرّض للوحدة القاسية.
اسألهم دائماً:
إذا أردتَ إجراء بعض التغييرات على المنزل، حاول أن تأخذ رأي طفلك المراهق، أو إذا كنتَ تُريد الاستماع لآراء أفراد عائلة، اجعل طفلك واحداً منهم، فهذه الطريقة ستُعزّز لديه الشعور بالاستقلالية وأنهُ قادر على صنع القرار والمشاركة في الحوار معَ والديه بكل ثقة، ففي أي أمرٍ بسيطٍ أو مهم استمع إلى رأيه وكن مهتماً بهِ. وهذه من أهم النصائح للتعامل مع المراهقين.
قد يهمك: تغذية اليافعين (مرحلة المراهقة)
حمّله المسؤولية:
إذا كانَ المراهق يعيش في بيئةٍ يتم الاعتماد على والديه بها في كل أمرٍ يُريده، سيشعر بالنقص ويُحاول البحث عن ذاته، ومنَ المُمكن أن يُفكر بطريقةٍ جنونية مثل أنهُ يُريد الخروج منَ المدرسة والبدء بالعمل والاعتماد على نفسه، لذلك حاول أن تُجنب طفلك هذا الشعور، وعلّمه على تحمل المسؤولية منذُ الصغر، فقم بتكليفه ببعض الأوامر المنزلية مثل أنهُ هوَ المسؤول عن تنظيف غرفته أو هوَ المسؤول على رعاية حديقة المنزل أو أي مسؤولية ولو كانت بسيطة، ستُحدث فرقاً في حياة الطفل.
التعامل باحترام:
من أهم النصائح التي عليكَ اتباعها للتعامل مع المراهقين، فالاحترام يُوّلد المحبة والتفاهم وتقبل الآراء، فإذا كنتَ تعتمد طريقة التوبيخ وإلقاء الشتائم على المراهق إذا قامَ بفعلٍ لا يُعجبك، ستتغيّر نفسيته ويبدأ بتقليل الاحترام منكَ ومن والدته، ويتطوّر الأمر بهِ إلى الخوض في مشاكل معَ الآخرين وشتمهم، ولذلك عليكَ احترام رأيه وتصرفاته وتأديبه بطريقةٍ لطيفة وبالكلام التوعوي، ويُفضّل أن يكون الاحترام في الأسرة أولاً منذ بداية الزواج إلى حين تربية الأطفال.
وضع الحدود:
حسناً أنتَ لن تمنح طفلك الحرية المطلقة التي تجعلهُ يفعل ما يُريده دونَ خوفٍ أو تردد، ولن تقمع حريته بحيث تسلب منهُ أبسط حقوقه كمراهق، فالتوازن من أهم النقاط التي يجب التركيز عليها، فعليكَ تعليم طفلك الأشياء المحرمة والتي يُعاقب الله عليها إذا فعلها الإنسان مثل السرقة أو عدم احترام الوالدين، ويُمكنكَ منحه الحرية ولكن ضمنَ إطارٍ محدد بحيث يتقبله الطفل وتتقبله أنت.
التشجيع الدائم:
أنتَ السند الوحيد لطفلك المراهق، فإذا شعرَ بالخوف أو الفرح أو الخذلان، اجعلهُ يلجأ إليك ليتكلم عن ما بداخله، فإذا أرادَ تعلم إحدى الفنون معَ أصدقائه أو تعلم مهارة جديدة، حاول تشجيعه قدر الإمكان ومساعدته في الوصول إليها، فنُلاحظ أنَ بعض الأُسر من شدّة حمايتهم الزائدة على أولادهم منَ الاختلاط بالآخرين أو تعلم شيء جديد، يُؤثرون عليهم ويُفاقمون خطر الإصابة بالرهاب منَ التجارب الجديدة في الحياة لديهم.
منح المراهق مساحته الخاصة:
من النصائح للتعامل مع المراهقين، لا تُحاول أن تكون فضولياً دائماً في حياة طفلك، تجنب البحث في أغراضه الخاصة أو في غرفته، وتجنب البحث في جهازه الذكي عن أي شيءٍ تُفكّر بهِ، فإذا شعرَ أنكَ تتعدّى خصوصيته ولا تمنحه الثقة، سيخاف منَ التحدث إليك ويلجأ للجلوس بمفرده، فبإمكانك التأكدّ من سلوك طفلك المراهق عن طريق تكوين صداقة معه، بحيث تدفعه أنتَ للحديث عن حياته الخاصة إليك دون التدخل بها بطريقةٍ مسيئة لنفسية الطفل.
الابتعاد عن المقارنة:
إنَ المقارنة تُدّمر نفسية الطفل، تجعلهُ يشعر بأنهُ شخص فاشل وأنَ حياته ليسَ لها معنى، وخاصةً أثناءَ الامتحانات الدراسية، الكثير منَ النساء حتى هذه اللحظة تُقارن طفلها المراهق بابن عمه أو أحد أقربائه، وتبدأ بمدح الطرف الآخر وذم طفلها وإجباره على الدراسة، لا أعلم لماذا تتبع بعض النساء هذه الطريقة، ولكن الأمر الذي أُدركه تماماً أنَ نفسية الطفل تكون في أشدّ حالاتها قسوة وحزن، فكل إنسان يختلف عن الآخر ويتميز بشيءٍ منحه الله إياه، فحاولي أن تُقارني طفلك بشخصيته في العام الماضي، وتُلقي عليه المديح بأنهُ أصبحَ أقوى وأفضل وأوعى منَ السابق.
حقاً إنَ سن المراهقة من أجمل المراحل العمرية، لا تُدّمر نفسية أطفالك ببعض الأفكار الخيالية والشائعة حولَ تصرفات الطفل في هذا السن، فالحب والاهتمام والحنان أساس مفتاح العلاقة الناجحة والقوية بينكَ وبينَ ولدك المراهق، وكن دائماً قدوة حسنة لهُ من خلال كرمك واحترامك ونجاحك وأخلاقك العالية.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.