بحث عن تلوث المياه

بحث عن تلوث المياه
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

بحث عن تلوث المياه

كثيرًا ما سمعنا عن ظاهرة تلوث المياه وخصوصًا تلوث مياه الشرب، ولذلك سنتحدث في هذا المقال عن هذه الظاهرة وأسبابها.

ما هو تلوث المياه؟

إن تلوث المياه يحدث بسبب تغييرات في طبيعة المياه ونوعيتها وخصائصها وبالتالي تصبح غير صالحة للاستخدام، وخصوصًا عندما يتم إضافة مواد دخيلة مثل الكيماويات وغيرها.

من الممكن أن تكون هذه التغييرات على شكل طاقة حرارية أو إشعاعية في كل الأنظمة المائية البيئية، مثل المياه الجوفية أو المياه السطحية إضافة إلى مصبات الأنهار والجداول والمحيطات.

هذا التلوث يؤثر على جميع الأنظمة البيئية باختلاف أنواعها، ونجد أن المياه الملوثة مكدرة بشدة مع انبعاث رائحة كريهة جدًا منها وقد نرى النفايات على سطحها.

في حالات أخرى من الممكن أن لا تظهر علامات تشير إلى التلوث الموجود بالماء مثل كونه مشبع بالمواد الكيميائية التي لا يمكن أن ترى أو تشم.

في الحقيقة هناك بعض المعايير التي تقيس جودة المياه وأهمها:

  • المقاييس الكيميائية لجودة المياه مثل القياس الكيميائي للجودة، وهو يعتمد على تراكيز بعض المواد وفي حال كانت مرتفعة بعض الشيء بنسب معينة تعتبر المياه ملوثة.
  • المقاييس الحيوية للجودة ويعتمد على قياس الجودة الحيوي بالنسبة لقدرة بعض الكائنات على العيش بهذه المياه مثل الأسماك والحشرات وغيرها.

في حال تمكنت أنواع متعددة من العيش والتأقلم بها فهذا يرجح جودة المياه، وغير ذلك ستكون رديئة ولا تصلح للاستخدام.

ما هي مصادر تلوث المياه؟

هناك العديد من الأسباب التي قد تسبب تلوث المياه وقد قام العلماء بتصنيفها حسب:

طبيعة الملوثات

  • التلوث بمصادر كيميائية:

مثل النفط الخام والمنتجات البترولية التي تطفو على سطح الماء لأن كثافتها قليلة فتظهر على شكل بقع لامعة.

عند ذوبان هذه البقع اللامعة تصبح المياه ملوثة وضارة وأهم هذه المواد لدينا زيوت المحركات ووقود الديزل.

هناك أيضًا الأسمدة التي يتم نقلها إلى البحار بسبب انجراف التربة، وبالتالي تزداد هذه النسب عن المعدل الطبيعي وتسبب تسمم للكائنات الحية وخصوصًا الكائنات البحرية، بينما ستكون مفيدة فقط للأعشاب البرية.

المبيدات الحشرية تكون أيضًا من العوامل الكيميائية الملوثة للمياه، حيث أنها قد تصل للماء بشكل مباشر نتيجة رش المبيدات على النباتات والمحاصيل أو أنها قد تأتي مع الجريان السطحي لمياه الزراعة.

  • التلوث الشعاعي:

يقصد به زيادة مستوى الإشعاع عن المستويات الطبيعية بسبب بعض الأنشطة البشرية كالتعدين والمفاعلات النووية وأيضًا استخدام الأشعة السينية في بعض الاحتياجات الطبية.

هناك العديد من الأمثلة على الملوثات الإشعاعية مثل البلوتونيوم والسيزيوم وأيضًا اليورانيوم.

  • التلوث الحيوي:

وهو يحدث بسبب وجود أعداد كبيرة من الحشرات والديدان والكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات ضمن الماء وبالتالي تتحلل البقايا الحيوية.

كما تعتبر النفايات البشرية التي يتم التخلص منها بطرق غير سليمة من أسباب التلوث الحيوي.

نوع الملوثات

  • تلوث محدد ينشأ من مكان واحد مثل مياه الصرف الصحي ومنتجات مصفاة البترول وأيضًا تسريب الكيماويات والنفط كلها أسباب تؤدي للتأثير السلبي على أميال من المجاري المائية.
  • تلوث غير محدد لا يمكن حصره بمكان واحد ويعد الأكثر شيوعًا، وهو يسبب تلوث المياه السطحية وقد تكون المبيدات الحشرية من أسبابه أو جريان المياه الملوثة.

يكون غالبًا التلوث غير المحدد المصدر ناتج إما عن تلوث صناعي من المدن بسبب عيش الكثير من الناس في مساحة صغيرة وتعدد النشطات حول منازلهم وفي عملهم.

أو تلوث زراعي في المناطق الريفية بسبب الجريان السطحي لمياه الأراضي الزراعية الغنية بالمبيدات الحشرية.

هناك أيضًا التلوث الجوي الذي ينتج عن جسيمات صغيرة عالقة في الجو إضافة إلى غازات وضباب دخاني قد ينتج عنها في النهاية مطر حامضي.

نجد ان هذا النوع من التلوث متغير بشكل مستمر ويرتبط بالدورة الهيدولوجية أو ما يعرف بدورة المياه.

تلوث المياه الجوفية

إنه من الصعب تصنيف تلوث المياه الجوفية كتلوث للماء السطحي وخصوصًا أن طبقات الماء الجوفي تتعرض للتلوث من كثير من المصادر التي قد نجدها غير مؤثرة على المياه السطحية.

تتلوث المياه الجوفية إذا كانت في الأسفل بمكان تم إطلاق فيه كمية معينة من الملوثات أو المشعات.

النوع الأخطر من تلوث المياه الجوفية هو التسمم بالزرنيخ ومع الأسف هو نوع منتشر حيث أن هناك 100 مليون شخص يتعرض للزرنيخ حول العالم.

آثار تلوث المياه على صحة الإنسان

يرتبط هذا التلوث مع حدوث العديد من المشاكل الصحية عند الإنسان لأنه ناقل لكل الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش فيه من ميكروبات وفيروسات وغيرها.

من أهم الأمثلة على هذه الاضطرابات الصحية نذكر الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي وأيضًا الاضطرابات العصبية وأمراض القلب.

كما نلاحظ أن معدل الموت بالأمراض والأورام السرطانية يزداد في الريف عنه في المدن، وذلك يعود لكون أهل الريف يشربون مياه غير معالجة.

لا ننسى أن المياه الملوثة بمواد كيميائية تعد خطرًا على النساء الحوامل حيث تضعف الجنين وتخفض وزنه، كما أنها قد تؤدي للإصابة ببعض التشوهات الخلقية.

بالنسبة لتلوث المياه بالمعادن فإنه يؤدي إلى تساقط الشعر بكثرة والإصابة بالفشل الكلوي وفي بعض الأحيان بتليف الكبد.

آثار تلوث المياه على البيئة

هناك آثار سلبية عديدة مثل المطر الحمضي الذي يحتوي على جزيئات كبريتية، كما أن التركيب الكيميائي للمياه قد يتغير بشكل كامل وينتج عن ذلك تأثر الحياة البحرية.

تتراكم الملوثات داخل أجساد الكائنات الحية وهو ما يعرف بالتراكم الحيوي وبالتالي يصعب إخراجها من الجسم مثل تراكم الزئبق.

لا ننسى حدوث بعض التحولات في النظم البيئية والتي قد لا تكون دائمًا مدمرة للنظام البيئي ولكنها تعمل على جعله أقل كفاءة وأكثر ضعف في التعامل مع كافة أنواع الضغوط البيئية.

من الممكن أن تتغير ظروف المناخ ومواعيد هطول الأمطار وقد تتدمر مواطن العيش الطبيعية لبعض أنواع الحيوانات البرية.

من هنا نستنتج أهمية حماية المياه من كافة مصادر التلوث المحيطة بنا لكي نتجنب الآثار السلبية المدمرة لهذا التلوث على صحتنا وعلى البيئة المحيطة بنا عمومًا.

‫0 تعليق