مفهوم الذكاء الاصطناعي
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بتقنية ومفهوم الذكاء الاصطناعي Al، وتهافت الكثير من الأفراد لتجربته والاستفادة منه قدر الإمكان، وهو عبارة عن علم من علوم الحاسوب يهدف إلى القيام بمهمات وأنشطة بطريقة سريعة وفعالة، فيهتم بتطوير الآليات والبرامج بشكل أقرب للدماغ البشري، فيتمثل بالقدرة على الاستنتاج والتحليل والبحث.
ومن الجدير بالذكر، أن تعريف الذكاء الاصطناعي هي عبارة عن محاكاة للذكاء عند البشر، فيمكن الاعتماد عليه في الكثير من الأعمال والأنشطة، وانتشر للمرة الأولى في خمسينيات القرن الماضي، ولكنه لم يتطور بشكل مذهل إلا في الوقت الحالي، فقد شعر بعض الأشخاص بخوف شديد من اضمحلال وظائفهم أو خسارة مصدر رزقهم بسبب الاعتماد الكلي عليه.
فهذه الأنظمة المحوسبة لها ميزات لا حصر لها، وبات استخدامها ضرورياً لكل مبرمج أو مصمم أو كاتب أو أي باحث، ولذلك ما هي مميزات الذكاء الاصطناعي؟ وما هي أبرز عيوبه؟ وما هو أثره على المهن والوظائف في العالم؟
ما هي مميزات الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence؟
لهذه التقنية المتطورة ميزات مهمة، مثل:
- عدم الوقوع في الخطأ: يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم لك العمل بدقة وبشكل خالي من الأخطاء التي قد يقع فيها أغلب البشر، فحتى الأطباء والعاملين في مجالات عديدة، يشعرون بإنهاك وتعب وعدم السيطرة على أخطائهم أو القدرة على إنجاز العمل بشكل دقيق، أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي فهو يقضي على الخطأ البشري ويتميز بدقته اللامتناهية في العمل.
- إنجاز المهام بسرعة وزيادة الإنتاجية: هل لك أن تتخيل حجم الضغوطات التي يعاني منها أغلب الموظفين في الشركات؟ وتنتج هذه الضغوطات عن المهام البسيطة والمملة التي يجب إنجازها في وقت محدد، ولكن بعد التطور الكبير للذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكانه إنجاز المهام في دقائق قصيرة وبدون أي جهد أو وقت، مما يسمح للموظفين بتوفير الوقت والتركيز على شيء آخر.
- تكيف وتعلم بسرعة: يحتاج البشر إلى مدة لا بأس بها للاعتياد على التغير الذي قد يطرأ على أعمالهم أو انتقالهم لمكان آخر واكتسابهم معلومات جديدة ومن ثم تحليلها والتجربة بها وإنجازها، ولكن يوفر الذكاء الاصطناعي الوقت على أصحاب الشركات، كونه قاد على التعلم بسرعة والتكيف مع البيئة المحيطة أو مع أي ظرف تتعرض له المؤسسة، وله قدرة فعالة على تحليل كم كبير من البيانات واستيعابها ومعالجتها في وقت قصير دون أي تأخر أو تسويف ومماطلة.
- لا يحتاج لإجازة أو راحة: يمكن إنجاز مهام ضخمة من قبل ال AI دون أي تعب أو كلل وملل، فهو لا يحتاج لإجازة أو للحصول على فترة راحة صغيرة لإعادة ترتيب المعلومات وإراحة العقل، كونه قادر على القيام بالمهام الصعبة والعمل الشاق في غضون عدة دقائق، ويوفر تكاليف باهظة قد تدفعها أغلب الشركات لتحسين جودة أعمالها.
- مساعدة الأفراد الذين يعانون من إعاقة: له ميزة سحرية في تحقيق إنجازات وأهداف ومساعدة الأشخاص المصابين والتواصل معهم والتغلب على العقبات التي تواجههم، ففي السابق واجهَ هؤلاء الأشخاص عقبات كثيرة تمنعهم من ممارسة أعمالهم أو تحقيق دخل مادي لهم.
ما هي عيوب الذكاء الاصطناعي AI؟
هل يعقل أن لهذا التطور الهائل أي عيوب؟ بالتأكيد، فتتمثل عيوبه في:
- قتل الإبداع: لا شيء يضاهي عقل الإنسان، فمهما تطورت الآلات وظهرت ابتكارات هائلة لا يمكن الاستغناء عن العقل البشري، وحتى لو اعتمد أصحاب الشركات والمؤسسات عليه في جميع الوظائف، ستبدو باهتة ومملة وتقليدية وخالية من العنصر البشري الذي يضيف إليها لمسة إبداعية.
- أثر سلبي على الخريجين الجدد: يحتاج بعض الخريجين إلى القيام بوظائف تقليدية للتدريب واكتساب خبرة منها وتحقيق دخل مادي، ولكن أغلب هذه الوظائف ستنتهي بسبب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لإنجازها، مما يسبب إحباط ويأس للشباب.
- تشابه الخدمات: في بداية انتشار الذكاء الاصطناعي سيشعر أصحاب الشركات بالسعادة لإنجاز أعمالهم دون الاستعانة بالموظفين وتقليل التكاليف عليهم، ولكن بعد مدة من الزمن سيفاجئ هؤلاء الأشخاص بتشابه الحلول والخدمات والافتقار للتميز والإبداع.
- الكسل والبطالة: في بداية الأمر ستشعر بالحماس من قضاء مهامك بسرعة، ولكن مع مرور الوقت ستزيد نسبة الخمول بين الشبان ويزيد اعتمادهم عليه، مما يقتل عنصر الإبداع والمنافسة وروح العمل الجماعي.
- معلومات مضللة أحياناً: إذا تم إنشاء أي نصوص أو معلومات أو بيانات غير دقيقة، سيقدمها لكَ الذكاء الاصطناعي دون أي مراجعة أو تدقيق لاعتباره بأنها الخيار الأصح لك، كما أن من أبرز عيوبها وجود مخاطر أمنية قد تتمكن من سرقة أي بيانات أو تسريب معلومات سريّة.
ما هو أثر الذكاء الاصطناعي على المهن والوظائف
لا يمكننا إنكار أهمية الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات الحياة، فقد ساهم في توفير الوقت وتسهيل الأمور وإنجاز الأعمال، ولكنه لا يمكن أن يحل مكان العنصر البشري على الإطلاق، فالكثير من المصممين وكتّاب المحتوى شعروا بإحباط ويأس نتيجة خوفهم من استبدال الشركات لهم.
ولكن سيكون من غير الممكن له أن يتمكن من القيام بهذه المهمات الإبداعية، ويمكن استخدامه كأداة داعمة لك في عملك لتسهيل عمليات التدقيق والأخطاء اللغوية والإملائية وخلق أفكار جديدة، فكلما واكبت هذا التطور وحصلت على الفائدة منه، فأنت في أمان حتماً ولن تتأثر أعمالك به.
ما هي أبرز الوظائف التي سيتم الاستعانة بالذكاء الصنعي بها بدلاً منَ البشر؟
قد تتأثر بعض الوظائف المملة أو المجهدة للإنسان، ويدخل الذكاء الاصطناعي لاستلامها كلياً مثل:
- مهمة الأمن السيبراني.
- وظيفة القيادة.
- عمال المصانع.
- وظيفة الخدمات المالية.
- وظيفة الإعلانات وتحليل البيانات.
- موظفي التأمين والعاملين في البنوك.
لا يزال الذكاء الاصطنعي يخطو خطواته الأولى في عالمنا، فلا داعٍ للخوف منه، بل على العكس من ذلك، فكلما انقرضت وظائف عديدة ستزدهر بدلاً منها وظائف أكثر تطوراً وإبداع، فما عليك إلا مواكبة التطور وتدريب نفسك من خلال اتخاذها صديقاً لك في عملك للتميز به.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.