فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) المسبب لمرض الإيدز هو عبارة عن مرض مزمن يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المريض وينتج بشكل أساسي عن فيروس يسبب قصورًا في عمل الجهاز المناعي.
سنتحدث في هذا المقال عن فيروس نقص المناعة البشرية المسمى بفيروس الإيدز.
ما هو فيروس نقص المناعة البشرية
إن فيروس نقص المناعة البشرية يسلب الجسم كل القدرة على مقاومة الفيروسات ومحاربة الكائنات الممرضة التي قد تصيب الجهاز المناعي وبالتالي يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة.
يجعل هذا الفيروس جسم المريض أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطانات أو الالتهابات التي كان من الممكن أن يحاربها بسهولة مثل التهاب السحايا أو الالتهاب الرئوي ويطلق عليه اسم Human immunodeficiency virus – HIV.
يمكن القول أن مصطلح نقص المناعة المكتسب أو ما يسمى بالعوز المناعي Acquired immunodeficiency syndrome يشكل تعريفًا لمرض الإيدز في المراحل الأكثر تقدمWا.
هناك ما يقارب ال39،5 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم مصابون بهذا المرض على الرغم من كل المحاولات التي تسعى لتخفيف انتشاره ضمن دول العالم من مريض لآخر.
“اقرأ أيضًا: أقدم 10 فيروسات في العالم“
آلية الإصابة بفيروس الإيدز
عادةً ما تقوم خلايا الدم البيضاء بمهاجمة الكائنات الغريبة التي تقوم بغزو الجسم لكي تدمرها تمامًا وهذه العمليات يتم تنظيمها وتنسيقها عن طريق خلايا دم بيضاء تسمى بالخلايا اللمفاوية التائية Lymphocytes – CD4. تعتبر هذه الخلايا اللمفاوية التائية الهدف الأساسي والمركزي لفيروس الإيدز حيث يقوم بمهاجمة الخلايا ويتغلغل داخلها وبعد أن ينجح باختراقها بصورة صحيحة يدخل المادة الجينية الخاصة به إليها وهكذا يقوم بمضاعفة نفسه بسرعة كبيرة.
فيما بعد تقوم فيروسات الإيدز المستنسخة الجديدة بالخروج من الخلية المضيفة والدخول ضمن مجرى الدم لكي تبحث عن خلايا جديدة تستطيع مهاجمتها. خلال هذا الوقت تموت الخلية المضيفة اللمفية مع الخلايا التائية السليمة المجاورة لها وذلك بسبب تأثيرات فيروس الإيدز الذي قام بالهجوم وهي ظاهرة دورية ستعيد نفسها مرارًا وتكرارًا.
بهذه الطريقة يتم إنتاج الملايين من الخلايا الجديدة التابعة لفيروس الإيدز بشكل يومي وكنتيجة لذلك سيقل عدد الخلايا التائية الموجودة في جسم المريض وبالتالي سيصاب بنقص مناعة خطير وحاد مما سيقلل من قدرته على مقاومة الفيروسات والجراثيم وستكثر الإصابة بالأمراض الخطيرة.
“قد يهمك أيضًا: أسباب التهاب السحايا، الأعراض والعلاج“
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب
في الحقيقة قد يصاب أي إنسان مهما كان عمره أو من أي جنس بفيروس نقص المناعة المكتسب، ولكن ترتفع خطورة الإصابة في الحالات التالية:
- القيام بممارسة علاقة جنسية بدون وقاية مع عدة أشخاص.
- ممارسة علاقة جنسية مع شريك يحمل فيروس الإيدز.
- استعمال الحقن بشكل متكرر أو إبر مشتركة عند تعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي.
- عدم امتلاك المريض لكمية كافية من جين CCL3L1 الذي يساعد على محاربة الإيدز بشكل فعال.
- عند الأطفال والرضع المولودين حديثًا لأمهات يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية ولم يقمن بتلقي علاج واقي.
أعراض مرض نقص المناعة المكتسب
تختلف أعراض مرض الإيدز من مريض لآخر ووفق المرحلة التي وصل لها المرض وسنوضح فيما يلي أعراض كل مرحلة:
أعراض المرحلة المبكرة من الإصابة
ضمن المراحل المبكرة من التعرض لفيروس الإيدز لا تظهر أي أعراض على المريض على الرغم من أنه في بعض الحالات تظهر أعراض تشبه الإنفلونزا ولكنها سرعان ما تختلفي خلال أسبوعين أو كحد أقصى أربع أسابيع من يوم التعرض لفيروس نقص المناعة البشرية.
تشمل الأعراض المبكرة كل مما يلي:
- ارتفاع في درجة حرارة جسم المريض.
- انتفاخ ضمن منطقة الغدد اللمفية.
- طفح جلدي منتشر.
عند تعرض المريض لفيروس الإيدز فإنه من المحتمل جدًا أن يقوم بنقل الفيروس لمرضى أخرين حتى لو لم يظهر عليه أي أعراض واضحة حيث أنه بمجرد دخول الفيروس للجسم فإن الجهاز المناعي يصبح عرضة للهجوم.
يبدأ الفيروس بمضاعفة نفسه والتكاثر ضمن خلايا الغدد اللمفية وبعدها يبدأ بعملية تدمير بطيئة لكل الخلايا اللمفاوية التائية Lymphocytes T CD4 التي تعتبر خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن تنسيق عمليات الجهاز المناعي.
“اقرأ أيضًا: أماكن الغدد اللمفاوية“
أعراض المرحلة المتقدمة من الإصابة
ضمن المراحل المتقدمة من مرض الإيدز قد لا تظهر أي أعراض على المصاب خلال فترة تتراوح ما بين السنة والتسع سنوات وربما أكثر من ذلك في بعض الحالات. خلال هذه الفترة يستمر فيروس نقص المناعة البشرية بالتكاثر ومضاعفة نفسه مع محاولة تدمير الجهاز المناعي بشكل سريع ولهذا السبب قد تظهر بعض الأعراض المزمنة مثل 6 أعراض التالية:
- انتفاخ في الغدد اللمفية.
- إسهال متكرر.
- فقدان سريع بالوزن.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- ضيق في التنفس.
- سعال متكرر.
“قد يهمك أيضًا: الفيروس المخلوي التنفسي RSV: الأسباب والأعراض“
أعراض المرحلة الأخيرة من الإصابة
ضمن المراحل الأخيرة من الإصابة بمرض فيروس نقص المناعة البشرية والتي تكون بعد مرور عشر سنوات أو أكثر من التعرض لهذا الفيروس لأول مرة فإن الأعراض الأكثر خطورة تبدأ بالظهور وعندها يمكن أن نسميه بمرض الإيدز.
كلما أخذ المرض بالتطور والتفاقم فإنه سيشتد الضرر الذي يلحق بالجهاز المناعي ويجعله ضعيفًا أكثر فأكثر وهكذا يصبح الجسم فريسة سهلة جدًا لكل أنواع الالتهابات الانتهازية.
من أهم وأشهر أعراض هذه المرحلة من الإصابة نذكر كل مما يلي:
- تعرق ليلي مفرط ومستمر.
- قشعريرة أو حمى تصل لفوق 38 درجة وتستمر مع المريض لعدة أسابيع.
- سعال جاف وقوي جدًا.
- إسهال مزمن قوي.
- صداع متكرر ومستمر حاد.
- اضطرابات في الرؤية أو تشوش.
- فقدان وزن غير مبرر.
- ظهور نقاط بيضاء بشكل دائم أو جروح غريبة الشكل على اللسان أو ضمن جوف الفم.
فيما بعد وفي المراحل الأكثر تقدمًا من الحالة تظهر بعض الأعراض الإضافية مثل:
- تعب مستمر ودائم بدون القيام بأدنى مجهود.
- تعرق ليلي مفرط وحاد.
- انتفاخات في مكان الغدد اللمفية قد تستمر لمدة تزيد عن الثلاث أشهر.
“اطلع أيضًا على: طرق انتقال الإيدز“
في النهاية نؤكد أهمية اتخاذ سبل الوقاية من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية لتفادي الأعراض الخطيرة والحادة التي يسببها للمريض بسبب أذيته للجهاز المناعي.