الخط الكوفي هو أحد الخطوط المستخدمة في الكتابة في اللغة العربية، وهو خط عربي قديم يعود أصله إلى الكوفة، ومن هنا اكتسب هذا الخط اسمه. اعتَمَد الخلفاء الراشدين على الخط الكوفي في كتابتهم، واستخدموه في تدوين القرآن الكريم، ويُقال أن استخدام الخط الكوفي في الكتابة بدأ في أواخر القرن السابع الميلادي، والذي يُوافق السنوات الأولى من القرن الهجري الأول.
تعتبر الكتابة في هذا النوع من الخط من المواهب التي تستحق التقدير، فاستخدامه في الكتابة لا يعد أمرًا سهلًا على الإطلاق، فهو خط ثابت يتضمن عدة زخارف هندسية، كما تحتاج الكتابة به إلى الدقة والتركيز. استخدم الخط الكوفي في زخرفة المساجد والعديد من القصور، وبهذا فهو يُعد عمود من أعمدة فن العمارة الإسلامية. في هذا الخط، يقوم الكاتب بإمالة حرف اللام والألف إلى اليمين قليلًا، كما أن النقاط غير مستخدمة في الكتابة بهذا الخط.
للخط الكوفي العديد من الأنواع التي تختلف فيما بينها بطرق الزخرفة والتنسيق، ويصل عدد أنواعه إلى حوالي 30 نوع، وفيما يلي في الفقرات الآتية دراسة عن الخط الكوفي وأنواعه وكيفية تطور أنماط هذا الفن العريق وأنواعه المتنوعة.
“اقرأ أيضًا: معلومات عن الخط العربي“
أنواع الخط الكوفي
فيما يلي 12 نوع للخط الكوفي:
الخط البسيط
هو نوع من أنواع الخط الخالية من الزخارف، ويُعتقد بأنه أول أنواع الخطوط الكوفية اكتشافًا. كما أطلق الباحثين على الخط الكوفي البسيط اسم المشق الكوفي، كما تنتهي قوائم حروفه على شكل مثلث.
الخط الهندسي
ترسم الحروف في الخط الهندسي بالاعتماد على أشكال هندسية، وأبرز ما يُميز هذا النوع من الخط استقامته الشديدة في رسم الحروف. كما تتألف الكلمات في الخط الهندسي من زوايا قائمة وخط سميك يملأ الفراغ المحيط بالكلمة.
الخط المورق
يتميّز الخطّ الكوفيّ المورق برسم أطراف الحروف فيه على شكل سيقان نباتية دقيقة، بالإضافة لزخرفة نهاياتها، كما تُرسم ورقة نباتية تمتد إلى أبدان الحروف نفسها الأمر الذي يكسبها صفة جمالية إضافية. سمي بالمورق لأن زخرفة الحروف فيه مستوحاة من أوراق الأشجار. انتشر استخدام الخطّ الكوفيّ المورق في جميع أنحاء العالم الإسلاميّ، واستخدم في العديد من المساجد والمباني التي اتبعت أسلوب العمارة الإسلامية.
الخط المزهر
يعتمد رسم الخطّ المزهر على تحوير الورقة النباتية التي تم معرفتها في الخطّ المورق إلى ورقتين تتكوّن من أفرع ثلاثية يتضمنها الغصن النباتي الذي يخرج من نهايات ورؤوس الحروف. ثمّ يمتدّ الرسم حتّى يبتعد عن مكان اتصاله بالحروف مع حدوث انحناء بسيط فيه بعدما تنشق أوراقه حتّى تتزين بالأزهار. يُنظر له من قِبَل المختصين وعلماء الآثار العربية الإسلاميّة على أنه واحد من أهم الابتكارات التي ابتكرها العرب. يعد الخط المزهر إضافة جديدة للفنون المزدهرة في الحضارة العربية الإسلاميّة، ويُمكن أن يطلق عليه اسم خط كوفي مخمل.
إقرأ أيضًا: ما هو أصل العرب؟
الخط المضفور
يتميّز الخطّ المضفور عن غيره من أنواع الخطوط الأخرى بزخرفته التي تربط الحروف معاً بحيث تتشابك وتتداخل. يتميز الخط المضفور بتعقيده إلى درجة تجعله تصل إلى اعتباره من معالم الكتابة التي يصعب قراءتها في بعض الأوقات، كما ولا يمكن للقارئ المبتدئ أن يعرف من أين تبدأ الكلمة ومن أين تنتهي. وهذا ما يجعله من العلوم العريقة والفنون المميزة للغاية، ويُمكن ان يُطلق عليه اسم الخط المعقد أو المترابط.
الخط المعماري
يتميّز الخطّ المعماري بتشابك الرؤوس العلوية لحرفي الألف واللام، وينتج عن هذا التشابك رسم معماري أخاذ.
الخط المغربي
الخط المغربي هو تعديل بسيط على الخط الكوفي البسيط، حيث لا يزال الخط المغربي صلبًا، وخطيًا وسميكًا. ولكنه يتضمن قدرًا كبيرًا من المنحنيات والحلقات على عكس الخط العربي البسيط. كما يتضمن الخط المغربي رسمًا لحلقات لبعض الحروف مثل الواو والميم وربما يكون مبالغًا فيها أحيانًا.
الخط المشرقي
ويتميز الخط المشرقي عن الخط البسيط بأنه أكثر رقة وبساطة. لذلك يُستخدم قلم أكثر رقة للكتابة بالخط الكوفي المشرقي، ولكنه بحاجة لدقة عالية، ويمكن ان يُخطى الكاتب فيه بسهولة نظرًا لصعوبة الكتابة فيه بدقة.
الخط الغزنوي والخراساني
وهي أنواع من الخط التي تتطورت في إيران، وغالبًا ما يستخدم الخط الغزنوي والخراساني في تزيين النصب التذكارية، العملات المعدنية والعديد من المنتجات التي يتم استهلاكها يوميًا. بالنسبة للخط الخراساني فهو خط سميك مثل الخط الكوفي البسيط، ولكنه يتضمن شكلًا بسيطًا مميزًا لكل حرف. أما الخط الغزنوي فيحتوي على خطوط عمودية ومستطيلة، بالإضافة إلى زخرفة مميزة حول الحروف.
الخط الفاطمي
غالبًا ما يُستخدم الفاطمي في منطقة شمال إفريقيا، ولا سيما في دولة مصر؛ وهذا لأن النصوص المكتوبة بالخط الفاطمي مزخرفة وشديدة الترتيب. استخدِم الخط الفاطمي بشكل أساسي في زخرفة المباني. كما يمكن تمييز الخط الكوفي الفاطمي من خلال الزخرفة بين الحروف، مثل إدراج العقدة التي لا نهاية لها من الزخارف النباتية في كل من الحروف نفسها، وزخرفة الخلفية.
في الخط الفاطمي تتم كتابة الأحرف بخطوط سميكة، مستقيمة جدًا وذات زاوية حادة باستثناء الحلقات والمنحنيات القصيرة للأحرف مثل حرفي الراء والواو.
الخط المربع
والذي يُعد من الخطوط العربية المميزة والتي تتلاءم مع علم الديكور الحديث. الخط المربع هو خط كوفي خالي تمامًا من المنحنيات والزخارف. كما اشتهر هذا الخط في تركيا خلال فترة حكم الدولة العثمانية، وهذا لاستخدام العثمانيين للخط المربع بغرض تزيين المباني والمساجد.
الخط المروس
وسمي هذا النوع من الخط بهذا الاسم لأنه يُشبه ترويسة الصفحات. اشتهر الخط المروس في المباني التي تعود إلى القرن الثالث للهجرة، ويعتبر من الخطوط التراثية المميزة.
الخط الكوفي وأنواعه الأخرى
كما يتضمن الخط الكوفي مجموعة أخرى من الخطوط التي يصعب حصرها مثل الآتي:
- الخط المائل.
- الخط المنحصر.
- الخط المُعَشّق.
- الخط المُوشَّح.
- الخط المحرر.
- الخط المدور.
- الخط المنشعب.
- الخط الشطرنجي.
بالإضافة إلى عدد من الخطوط الأخرى، فكما ذكرنا أعلاه يصل عدد أنواع الخط الكوفي إلى أكثر من 30 نوع.
“شاهد أيضًا: أنواع التشبيه في اللغة العربية“
قواعد الكتابة بالخط الكوفي وأنواعه
لا تحتاج الكتابة بالخط الكوفي إلى قواعد محددة، ولكن الخط الكوفي لم يكن يتضمن النقاط في بدايته، وهذا لأن العرب لم يكونوا بحاجة لها لتمييز الكلمات.
لكن بعد توسع رقعة الدولة الإسلامية وشمولها لعدة قوميات وشعوب، كان من المطلوب العثور على طريقة لتسهيل القراءة باللغة العربية على الغير متحدثين بها.
نتيجة لذلك ابتكر أبو الأسود الدؤلي النقاط واستخدمها للمرة الأولى في عام 1310م.
اعتاد العرب على كتابة النقاط في الخط الكوفي باللون الأحمر.
تعتبر السمة الوحيدة المشتركة بين خط الكوفي وأنواعه جميعها هي رسم زوايا الأحرف وخطوطها المميزة.
كما يُمكن أن يبتكر بعض الخطاطين من الدول المختلفة أساليبهم المميزة، والتي تُصبح مع مرور الوقت من الأنواع الحديثة للخط الكوفي.
كما يختلف الخط الكوفي إذا كُتِب بأقلام مختلفة السماكة، ويمكن أن يستخدمه الخطاط لرسم الأشكال الهندسية المختلفة كالدوائر والمربعات، بالإضافة إلى رسم الأشكال الأخرى كالمآذن بحسب ذوق الخطاط.