تنتشر الامراض المنقولة بالجنس بكثرة في عالمنا، نظراً لقلة الوعي بمخاطر اتصال أي فرد سليم بآخر مصاب، خاصةً في العلاقات الزوجية التي تعتمد على اقتراب الشريكين مع ممارسة العلاقة الحميمية بدون إدراك صحتّهم أو فحص أجسادهم بشكلٍ دوري.
فيمكن ملاحظة إصابة المرأة أو الرجل بأعراض مفاجئة تؤدي إلى زيادة التعب، تنتقل هذه العدوى عن طريق اللعاب أو لمس الغشاء المخاطي في العضو التناسلي أو عن طريق لمس إفرازات الطرف الآخر، فيلحق الضرر بالشريك ويسبب له مرض السيلان أو الهربس، وينتقل أي فيروس إلى الشخص السليم عن طريق الجنس، وبالتالي تزداد الأمراض ونسبة الإصابة بها.
ونوّد الإشارة، تعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من الرجال، وأي مرض أو عدوى منقولة جنسياً تتسبب بتغيّراتٍ على المستويين الصحي والنفسي، ولذلك ما هي أبرز الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي؟ وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها؟
الامراض المنقولة بالجنس
توجد 6 أمراض شائعة مثل:
- عدوى المتدثرة: وهي أحد الأمراض المنقولة جنسيا، ويطلق عليها بالمنقول الجنسي، وتصيب السيدات في عمرٍ صغير أي في بداية عمر ال 18 وتصيب الرجال أيضاً، تسبب ألم حادّ أثناء التبول مع ألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمية وظهور إفرازات متكررة من المهبل.
بالإضافة إلى آلام في الخصية عند الرجال، ونزيف مهبلي عند النساء مع ألم مستمر طيلة الدورة الشهرية، وتزداد إصابتها من خلال الجنس الفموي أو الشرجي، وخاصةً إذا لم يتم استخدام الواقي الذكري أو ممارسة العلاقة مع عدة سيدات ومن ثم ممارستها مع الزوجة.
أما عن مضاعفات هذه العدوى، فتسبب الإصابة بالبروستات والتهاب البربخ مع التهاب الحوض، وفي بعض الأحيان يحدث حمل خارج الرحم أو يسبب عقم لدى النساء.
ويفضّل تقليل استخدام الدش المهبلي مع الالتزام بالعلاقة الصحية مع الزوجة وتجنب الاتصال بأنثى غيرها، مع ضرورة استخدام الواقي الذكري أثناء الحماع لتقليل خطر العدوى.
- مرض السيلان:
الأمراض المنقولة جنسياً متعددة، ومن أبرزها السيلان الذي يصنف أنه أكثر شيوعاً، يصيب الإناث والذكور في آنٍ معاً، ينتشر بكثرة عن طريق الاتصال الشرجي أو حتى المهبلي، ويسبب زيادة في الإفرازات المهبلية مع تورم في الخصية وآلام متكررة في البطن مع التبول الدائم وإفرازات قليلة من أعلى القضيب.
وقد يصيب السيلان منطقة العيون أيضاً أو الحلق أو المستقيم والمفاصل، ولهذا المرض مضاعفات تتمثل في حدوث عقم عند الرجال والنساء وارتفاع نسبة الإصابة بفيروس الإيدز.
ويفضّل الالتزام بالعلاقة مع طرف واحد فقط وتجنب الدخول في علاقات أخرى، بالإضافة لاستخدام الواقي الذكري والفحص المنتظم للتأكدّ من عدم وجود أي عدوى، ومن المهم إيقاف ممارسة الجنس في فترة الإصابة حتى العلاج.
- مرض الهربس التناسلي: العدوى المنقولة جنسياً تتسبب بالهربس أيضاً، ينتشر في المنطقة التناسلية ويسبب احمرار وحكة وألم وقشور مع إفرازات متكررة وبثور صغيرة وألم أثناء الجماع والتبول.
وقد تظهر هذه البثور في الإحليل أو حول الفخذين أو في منطقة الفرج وعنق الرحم والمستقيم، ومن أبرز عوامل الخطر هي ممارسة الجنس مع عدة فتيات بدون أي إدراك لخطورة الأمر على العلاقة الزوجية أو على الذات، بالإضافة أن لمس المنطقة التناسلية من قِبَل الشريك تعرّضه لخطر الإصابة بالعدوى.
- مرض الإيدز:
أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي عديدة، ولكن أبرزها هو الإيدز، كونه إحدى الحالات المرضية المزمنة التي تؤدي إلى تدمير الخلايا المسؤولة عن المناعة، فيسبب تعرق ليلي وحالة نفسية سيئة وطفح جلدي وصداع مع ألم في الحلق وتقرحات في الأعضاء التناسلية.
وينتقل هذا المرض عادةً من خلال الأم للطفل الرضيع أثناء إصابتها بالمرض وإرضاع الطفل، ويمكن انتقاله من خلال نقل الدم أيضاً أو عن طريق الجنس.
وتزداد نسبة الإصابة عند الأفراد الذين يمارسون المحرمات مثل الشواذ أو من يمارس عدة علاقات في آنٍ معاً، كما أن متعاطي المخدرات يصابون أحياناً بالإيدز نتيجة مشاركة الحقن.
- مرض الزهري: وهو عبارة عن عدوى بكتيرية يصاب بها الفرد بعد الانتهاء من أي علاقة جنسية بها طرف مصاب، تسبب ظهور قرح وألم في المهبل والمستقيم، وتزداد نسبة الإصابة عند الأشخاص الذين يمارسون الجنس المحرم مثل ممارسة رجل مع رجل آخر.
وقد يتسبب هذا المرض بعدّة مضاعفات تتمثل في مشاكل في الرؤية والإصابة بسكتةٍ دماغية أو الخرف أو الإصابة بالتهاب السحايا وسلس البول، كما أنها تؤدي إلى حدوث مشاكل في الأوعية الدموية والقلب.
ويفضّل استخدام الواقي الذكري في العلاقة مع الزوج وتجنب استهلاك المخدرات أو الكحوليات والتوقف عن ممارسة العلاقات التي حرمها الله سبحانه وتعالى على الجنس البشري.
- التهاب الكبد: يصنف من الأمراض الفيروسية المعدية والتي تنتقل عن طريق الجنس، فيتسبب بفقدان في الشهية مع ألم متكرر في المفاصل والإصابة بقيء وبراز شاحب وتعب جسدي ونفسي مع ألم في البطن وفقدان للوزن.
ومن العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة هي استهلاك الكحوليات بشكلٍ مفرط وتناول الأطعمة والمياه الملوثة وملامسة سوائل وإفرازات الجسم، ومن مضاعفاته الإصابة بسرطان في الكبد أو مرض الكبد المزمن.
لا يمكننا تجاهل مدى خطورة العلاقات الجنسية على الإنسان، فلم يحرّم الله سبحانه وتعالى شيئاً على البشر إلّا وله حكمة، وحتى بعد الزواج توجد أسس وخطوات سليمة لممارسة العلاقة، لأن أي عدوى أو مرض قد ينتقل للطرف الآخر بسهولة.
أما بالنسبة للأفلام الإباحية التي تصدرها لنا بعض المواقع الخبيثة، فما هي إلّا مشاهد تمثيلية فقط لا تمت للواقع بأي صلة، وتجربتها على شريك الحياة قد يسبب له نزيف أو عدوى أو عقم أو حتى سرطانات، لذلك من المهم ممارسة العلاقة بطريقتها الصحيحة وإجراء الفحوصات المنتظمة للجسد للتأكدّ من سلامته.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.