لدغات البعوض تكون عبارة عن مجموعة نتوءات مثيرة للحكة تظهر على مستوى سطح الجلد بعد قيام البعوض بالتغذي على الدم من نفس المنطقة. غالبا ما تزول هذه اللدغات في غضون بضعة أيام فقط وبدون أي علاج ولكن هناك بعض الحالات التي تتورم بها اللدغات وتتقرح وهذا تفاعل حساسية شائع جدا بين الأطفال ونطلق عليه اسم متلازمة سكيتر، وهي تتضمن ردود الفعل الموضعية الكبيرة بما يسمى متلازمة سكيتر. سنتحدث في هذا المقال عن متلازمة سكيتر, أهم أعراضها وطرق الوقاية من حدوثها.
ما هي متلازمة سكيتر؟
إن أول تعريف لمتلازمة سكيتر تم ذكره في الأدبيات الطبية كان على أنها مجموعة تفاعلات التهابية كبيرة تنتج عن لدغة البعوض وتترافق مع حمى في بعض الأحيان. قام الباحثون باستخدام هذا المصطلح لوصف خمس حالات لدى الأطفال الأصحاء في عام 1999.
إن بورفي باريك أخصائي المناعة والحساسية في مدينة نيويورك الأمريكية قد وضح أن سكيتر هي رد فعل تحسسي للبروتينات الموجودة في لعاب البعوض بعد دخولها إلى جسم المصاب وأيضا يظهر هذا التفاعل على شكل نتوء صغير مرتفع عن سطح الجلد مع قليل من اللون الأحمر وفي بعض الأحيان تكون ردة الفعل أكثر شدة.
متلازمة سكيتر هي رد فعل يميل المصابون إلى تطويره خلال بضع دقائق أو ساعات من وقت اللدغة وباعتبار أن هؤلاء الناس لا يبحثون عن علاج لما يمرون به فمن غير المعروف نهائيا عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة وبالتالي لم يعرف سبب تأثيرها على بعض الناس أكثر من غيرهم.
ليس بالضرورة أن مصابي متلازمة سكيتر يقومون بجذب البعوض أكثر من غيرهم ولكن يمكن القول أنهم يتفاعلون بصورة أشد عندما يتعرضون للعض أو اللدغ.
“اقرأ أيضًا: متلازمة ما قبل الحيض –“
طريقة تشخيص متلازمة سكيتر
غالبا ما سيستطيع الطبيب أن يقوم بتشخيص لدغات البعوض ببساطة من خلال النظر إلى المريض والتحدث معه حول الأنشطة الأخيرة التي قام بها. من الممكن أن يحدث خطأ ويتم الخلط ما بين التورم المؤلم جدا المثير للحكة المسمى بمتلازمة سكيتر والعدوى البكتيرية.
على الرغم من كون المتلازمة تحدث كرد فعل تحسسي على البروتينات الموجودة في لعاب البعوض فإنه لا يوجد تحليل دم بسيط يساعد في الكشف عن الأجسام المضادة للدغات في الدم.
“قد يهمك أيضًا: متلازمة ذيل الفرس“
أعراض متلازمة سكيتير
أكثر ما يميز متلازمة سكيتر هو الالتهاب الجلدي بما يرافقه من حرارة واحمرار وتورم وألم وحكة حيث أنه يمكن للطبيب أن يشخصها باختبار حساسية ضمن العيادة وأيضا عن طريق الفحص السريري. غالبا ما يدخل المصاب إلى العيادة بذراع منتفخة وحمراء بعد التعرض للدغة وهذا مؤشر قوي على وجود حساسية من اللدغ.
نلخص أهم 6 أعراض أو علامات متلازمة سكيتر الناتجة عن لدغات البعوض:
- ظهور بعض النتوءات الملتهبة المثيرة للحكة بعد مرور بضع دقائق من التعرض للدغ.
- ظهور بقعة حمراء مؤلمة تشبه الخلية وهي تتشكل خلال 24 ساعة من التعرض للدغة.
- ظهور بثور صغيرة منتشرة.
- ظهور التهابات متورمة وكبيرة.
- تشكل طفح جلدي على شكل خلية النحل (Beehive).
- تورم منطقة حول العينين.
يكون الأطفال أكثر تعرضًا لهذه الحالة من البالغين.
“اطلع أيضًا على: علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب“
الوقاية من متلازمة سكيتر
يقوم البعوض بلدغ الإنسان في أي وقت من اليوم حيث يستطيع العيش في أي مكان مغلق ومع ذلك يمكن أن نتخذ بعض الخطوات لكي نحمي أنفسنا من لدغات البعوض:
- القيام بإصلاح أي تمزق ضمن الشباك المانعة للحشرات والموجودة في الأبواب والنوافذ وأماكن التخييم.
- وضع شبابيك لحجب الحشرات والبعوض على عربات واسرة الأطفال.
- وضع شبكات لطرد البعوض أثناء التخييم أو النوم في الخارج.
- يفضل استعمال منتجات العناية الشخصية التي لا تحتوي على روائح نفاذة.
- استخدام طارد الحشرات: وخصوصا في الأوقات التي ينشط بها البعوض وإن أكثر المواد الفعالة التي يحتويها طارد الحشرات هي:
- زيت الأوكالبتوس الليموني.
- إيكاريدين، ويُطلق عليه أيضًا بيكاردين.
- ثنائي إيثيل تولواميد (ديت – DEET).
- بارا مينثان ديول.
- أونديكانون-2
كل المواد السابقة تقوم بطرد البعوض ولكن بشكل مؤقت ما عدا ثنائي إيثيل تولواميد ديت – DEET الذي يوفر حماية طويلة الأمد لذلك يفضل أن تقوم بقراءة الملصق الموجود على طارد البعوض.
في حال قمت باستخدام البخاخ الطارد للحشرات فإنه يجب استخدامه خارج المنزل وبعيدا عن أي مصادر للطعام مع ضرورة تكرار وضعه كل 6 إلى 8 ساعات وخصوصا في المناطق التي ينشط فيها البعوض.
إذا كنت تقوم باستخدام واقي شمسي فإنه يجب استعماله قبل حوالي 20 دقيقة من استعمال طارد البعوض حيث أنه يفضل تجنب الجمع ما بين المنتجات التي تجمع ما بين المواد الحاجبة لأشعة الشمس والمواد التي تطرد الحشرات وذلك لأنه هناك حاجة لتكرار وضع الواقي الشمسي أكثر بكثير من طارد الحشرات.
العلاجات المنزلية لمتلازمة سكيتر
إن الحكة التي تنتج عن لدغات البعوض تشفى تلقائيا بدون علاج خلال بضع أيام وعموما يمكن اتباع 5 علاجات منزلية بهدف الشعور براحة أكبر:
- القيام بوضع كريم أو معجون على منطقة الإصابة لكي نتجنب القيام بحكها وقد يساعد وضع دهون الكالامين أو نوع من أنواع الكريمات المضادة للهيستامين في هذه المهمة.
- يجب تكرار وضع الكريم ثلاث مرات بشكل يومي حتى تخف الحكة وتزول نهائيا.
- يمكن مسح الجلد بمكعبات الثلج في منطقة الإصابة وتركه لمدة عشر ثواني مع الضغط.
- يساعد الضغط على مواقع الحك لمدة عشر ثواني في تهدئة اللدغات التي تثير الحكة.
- أخذ مضادات الهيستامين الفموية وخصوصا عندما تحدث تفاعلات تحسسية أقوى وأشد مثل الستريزين وغيره.
يوجد بعض الحالات التي تم وصفها في الأدبيات الطبية تشرح عن ردود فعل أكثر شدة مما ذكرناه سابقا حيث أن الوجه بالكامل قد ينتفخ والعيون أيضا مع أطراف حمراء ومتورمة بشكل كامل. ضمن الحالات الأشد قد تسبب لدغات البعوض الكدمات والتقرحات الكبيرة مع التعرض للحمى والإقياء وصعوبات في عملية التنفس.