الابتزاز الإلكتروني وطرق الوقاية منه

[faharasbio]

الابتزاز الإلكتروني وطرق الوقاية منه

شَهِدَ العالم تطوّراً رقمياً كبيراً في الآونة الأخيرة، فلا يُمكن العيش بدون شبكة إنترنت تُساعد الفرد على الدردشة والتواصل معَ أصدقائه دون ارتباط بزمان أو مكان، وكذلك البحث عن المعلومات والعمل عبرَ الإنترنت ودفع الفواتير وشراء الألبسة والأطعمة، فتحوّلَ العالم إلى قريةٍ صغيرة بفضل التكنولوجيا الرقمية التي سيطرت على حياتنا ودخلت في تفاصيلنا وخصوصياتنا.

ومنّ الجدير بالذكر، أنه لا يكاد يخلو أي منزل منّ الحواسيب الشخصية والأجهزة الذكية والإنترنت، فالصغير قبلَ الكبير لهُ حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ويقضي معظم أوقاته عليها، ومنّ الطبيعي أن يبدأ المستخدم بنشر صوره الشخصية تعريفاً عن نفسه وبمعلوماته أيضاً، فأثناءَ تسجيلك الدخول لأي موقع أو تطبيق يجب أن تسمح لهُ باختراق خصوصيتك رغماً عنك مثل الحصول عن معلومات حول الموقع والصوت.

ونوّد الإشارة، أنّ الخصوصية انعدمت تلقائياً من حياتنا، فالكثير منّ اليوتيوبرز يُقدّمون حياتهم على الملأ إما في غرف النوم أو في صالة الجلوس أو في مكان عملهم، ولكن بعض الأشخاص الذينَ يحملون الضغينة والحقد في قلوبهم يُحاولون ابتزاز الأفراد وخاصةً الأطفال بصورهم الشخصية وبعمل فيديوهات مزيفة لهم من أجل الخضوع لأوامرهم وتنفيذها. 

وللأسف فإن عشرات الأفراد وقعوا ضحية هذه المؤامرات وتحوّلت حياتهم إلى جحيم، فكم مرة سمعتَ بمقتل فتاة على يد والدها بسبب صورة فاضحة غير حقيقية لها؟ وكم مرة سمعتَ عن رجل أقدمَ على الانتحار بسبب ابتزازه وسلب المال منه مقابل التكتم على أسراره؟ ولذلك ما المقصود بالابتزاز الإلكتروني؟ وما هيَ آثاره السلبية؟ وما هيَ أفضل 5 طرق لحماية نفسك منه؟

ما المقصود بالابتزاز الإلكتروني Electronic Blackmail؟

إنهُ عبارة عن مرض يُهدّد أمان وحياء المجتمع بأكمله، فيُحاول المبتز أن يسحب صور شخصية لكَ متواجدة على البروفايل الخاص بك ومن ثمَ تعديلها بواسطة برامج احترافية وتحويلها إلى صورةٍ إباحية أو شبه عارية، ومن ثمَ إرسالها لكَ من حسابٍ مجهول والبدء بتهديدك بنشرها وفضح معلوماتك مقابل مبلغ مالي ضخم أو تنفيذ أوامر غير أخلاقية لهُ.

علاوة على ذلك، لا يقتصر الأمر على الصور الفاضحة فحسب، فيتمكّن أحياناً من اختراق جهازك المحمول وسرقة بياناتك الشخصية وأسرارك نتيجة الكره أو الحقد لكَ، ومن ثمَ يجعلكَ خاضعاً لأوامره بهدف حماية معلوماتك منّ التسريب.

إنّ هذه الجريمة الإلكترونية لها عواقب وخيمة، لأنّ معظم الأفراد يخضعون لأوامر المبتزين ويُحاولون تنفيذها، فيجدون أنفسهم قد تحوّلوا للصوص أو ساهموا في أعمال غير أخلاقية أو خسروا أنفسهم بهدف تجنب نشر الفضائح المزيفة لهم، كما أنّ بعضهم يُحاول بيع أغلى ما يملك بهدف تسديد المبتز الدفعات التي يُريدها.

في بعض الحالات يقوم المبتز بمهاجمة شركات ضخمة ومحاولة تهديدها وتسريب ملفات إلكترونية حساسة لها، ولكنها تُسمى بهجمات الفدية التي تُشبه الابتزاز الإلكتروني الذي يتعرّض لهُ الأشخاص حولَ العالم.

هل يُجيد المبتز فن اختراق الهواتف والحواسيب الشخصية؟

ليسَ بالضرورة، فقد تعرّضت بعض الفتيات للابتزاز بعدَ وضع جهازها الذكي في الصيانة بحيث يتواجد بداخله صورها ومعلوماتها، أو يُحاول بعض المبتزين سرقة الصور العادية في بروفايل الشخص والتعديل عليها والتهديد بإرسالها لأفراد العائلة.

ما هيَ أبرز أهداف الابتزاز الإلكتروني Electronic Blackmail؟

بالتأكيد لهذا الابتزاز أهداف خبيثة يسعى المبتز للوصول إليها مثل:

  • الهدف الجنسي: يؤسفنا القول أنّ هذا الهدف وارد جداً عندَ المبتزين، لأنهم يُحالون استهداف المراهقات الصغيرات كونهنَ لا يملكنَ أي خبرة في الحياة، وبسبب فقدان الوعي والتدقيق من قِبَل الأهل لأطفالهم، قد تقع الفتاة ضحية لابتزاز جنسي خبيث جداً، فتُحاول تنفيذ أوامر المبتز وإقامة علاقة عبرَ الإنترنت معه من أجل حماية صورها منّ التسريب، كما أنّ عدّة فتيات وشبان بالغين يتعرّضون لهذا الهدف الذي يسعى إليه المبتز لإشباع رغباته الخبيثة منهم.
  • الهدف المادي: وهو أكثر أهداف المبتزين انتشاراً، إنهُ أسلوب قديم يتم اتباعه من أجل الحصول على مبالغ مالية كبيرة، ولأنّ الضحية تشعر بالخوف تُحاول تأمين المبلغ في أقرب وقت لحماية خصوصياتها منّ النشر، ولا يتوقف الأمر هنا، فمنّ المُمكن استمرار المبتز في طلب المال منّ الضحية إلى أن تصل لحالةٍ نفسية متدهورة.
  • ابتزاز السياسيين والمشاهير: تعرّضَ عشرات المشاهير والصحفيين والمسؤولين لابتزاز من قِبَل أشخاص مجهولين، فهدفهم ينطوي على التمسك بقضيةٍ ما أو الابتعاد عن متابعة جريمة ما أو غيرها، والهدف هوَ انتفاعي بالدرجة الأولى عندَ المبتزين.

ما هيَ الآثار النفسية المترتبة على الابتزاز الإلكتروني؟

هل لكَ أن تتخيل حالة الرعب والخوف التي تعتري الإنسان أثناءَ رؤية معلومة مسرّبة لهُ أو صورة فاضحة؟ وبالتالي لهذا الابتزاز الإلكتروني آثار نفسية واجتماعية تتمثل في:

  • دفع الضحية للانتحار بأي طريقة خوفاً منّ الفضيحة.
  • الإصابة باضطرابٍ نفسي وحالة هلع وخوفٍ دائم وقلق، فيتراجع أداء الضحية في عمله وينعزل عن الآخرين وتُسيطر الأفكار السوداوية عليه.
  • دفع الضحية لفعل أمور محرّمة وغير أخلاقية مثل السرقة أو النصب أو الدفاع عن مجرم أو العلاقة الجنسية.
  • سيطرة السلبية على المنزل وحدوث تفكّك أسري وتدمير العلاقات الزوجية، يعود السبب في ذلك إلى تصديق الزوج لفضيحة زوجته ومحاولة تعنيفها والانفصال عنها بالرغم من أنها ضحية لابتزاز خبيث.
  • تشويه سمعة الضحية ومحاولة بثّ الكره في قلوب الناس تجاهه، وخاصةً عندَ الضحايا المشهورين مثل الممثلين أو البلوجرز.

ما هيَ أفضل 5 طرق لحماية نفسك منَ الابتزاز الإلكتروني؟

قبلَ ذكر الحلول يتوّجب التنبيه لأي فتاةٍ أو شاب في مقتبل العمر أو أي إنسانٍ على وجه الأرض، حاول أن تتحلّى بالشجاعة والصبر وتجنب الخضوع لأوامر المبتز لأنكَ الخاسر الأكبر.

 فبإمكانك تقديم شكوى ضمن قسم الجرائم الإلكترونية المتواجدة في دولتك على الفور، ومن أفضل الحلول لحماية نفسك منَ الابتزاز:

  • يُفضّل تجنب نشر أي معلوماتٍ حساسة لكَ على الإنترنت، وحاول حذف الرسائل على الشات بشكلٍ منتظم إذا كانت تحتوي على معلوماتٍ مهمة أو كنتَ تتحدث في قضايا معينة.
  • إذا كنتَ تُحافظ على خصوصية حسابك، فحاول إهمال طلبات الصداقة أو المتابعة منّ الحسابات المجهولة، ولا تثق بأي إنسان يطلب منكَ بياناتك الشخصية أو كلمة سر حسابك أو إيميلك من أجل توظيفك.
  • يُفضّل تجنب مكالمات الفيديو المجهولة من أشخاصٍ غرباء.
  • تجنب فتح أي رابط يصلكَ على الواتس آب أو الفيسبوك أو أي موقعٍ آخر، لأنّ هذه الروابط قد تتسبب باختراق حسابك وبياناتك.
  • تجنب فتح أي صورة أو مقطع فيديو تمَ إرسالها من أفراد مجهولين.

هل توجد عقوبات صارمة للمبتزين؟

بالتأكيد توجد عقوبات تصل لعدّة سنوات منّ السجن، فهل تعلم أنّ المادة 25 من قانون العقوبات في دولة مصر ينصّ على معاقبة ودفع غرامة وتهديد بالسجن المشدّد تصل إلى 10 سنوات لكل مبتز يُحاول مسّ شرف أي فتاة أو التعدي عليها أو مسّ خصوصيات أي فردٍ آخر.

وفي كل دولة توجد عقوبات صارمة للمبتزين، لذلك لا تشعر بالخوف ولا تخضع لأوامرهم، حاول تقديم بلاغ بهم من أجل حماية نفسك منَ الاحتيال والنصب والفضيحة التي يسعى إليها المبتز.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]