الحياة الدنيا والدار الآخرة

الحياة الدنيا والدار الآخرة
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

الحياة الدنيا والدار الآخرة، الحياة الدنيا لها تكاليف، منهج العبادة وغاية الخلق واستدعاء الإنسان للوجود من العدم، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} سورة الذاريات، وقوله تعالى “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” أي خلقتهم لأجل أن يعبدوني ولا يكفروا بي، أي يوحدون الله.

والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وفسر: بمعنى يتذللون لي بالطاعة فعلًا للمأمور، وتركًا للمحظور، ومن طاعته أن يوحده سبحانه وتعالى، فهذه هي الحكمة من خلق الجن والإنس.

التَّوحِيد: وهو لُغةً جعلُ الشيءِ واحدًا غيرَ متعدِّد، وفي العقيدة الأسلامية، هو الاعتقاد بأنَّ الله واحدٌ في ذاته وصفاته وأفعاله، لا شريكَ له في مُلكه وتدبيره، وأنّه وحدَه المستحقّ للعبادة فلا تُصرَف لغيره. ويُعتبر التَّوحيد عند المسلمين محور العقيدة الإسلاميّة، بل محور الدِّين كلّه، حيثُ ورد في القرآن: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)} سورة الأنبياء.

والتَّوحيد يشكِّل نصف الشهادتين التي ينطق بها مَن أراد الدخول في الإسلام، كما يُعتَبر الأساس الذي يُبنى عليه باقي المعتقدات الإسلاميّة. ويتضمّن التَّوحيد في الإسلام نفي وجود أيّ آلهة أُخرى مع الله، ونفي الشَّبه بين الله وبين خلقه، فالله في الإسلام واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ، لا شريك ولا نِدَّ له، منفردٌ في التصرّف في مُلكه، لا يُسأل عمّا يفعل، لا يخرج عن مشيئته وإرادته شيء، بل هو الفعّال لما يريد، لا رادّ لأمره، ما شاءه كان، وما لم يشأه لم يكن. ليس بجسمٍ، ولا يشبه الأجسام، ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء، ليس محدودٌ بزمان ولا مكان، بل الزمان والمكان من خَلقه وتدبيره.

الحياة الدنيا والدار الآخرة

الحياة الدنيا والدار الآخرة، فالحياة الدنيا لها تكاليف منهج الإيمان وهي دار ابتلاء وعمل، والحياة الآخرة لها غاية فهي دار حساب وقرار بلا عمل، ومن مسلمات العقيدة أن يعلم المؤمن غاية الوجود في الدنيا ووغاية الوجود في الآخرة، فهى دار جزاء، و دار نعيم مقيم لمن نجح في الابتلاء، والآخرة دار شقاء وعذاب أليم لمن لم ينجح في الابتلاء، الدنيا دار عمل والآخرة دار تكريم، الدنيا دار تكليف والآخرة دار تشريف، الدنيا دار ابتلاء، ودار امتحان، أنت ممتحن أيها المؤمن في كل شيء أعطاك الله إياه، أعطاك المال مادة امتحانك، سواء في العطاء أو المنع فهو مادة امتحانك، أعطاك صحة والصحة مادة امتحانك، وهى الشيء نفسه سواء في العافية أو الاعتلال مادة امتحانك، جعلك قوياً والقوة مادة امتحانك، وجعلك ضعيفاً والضعف مادة امتحانك، أنت ممتحن فيما أعطيت وفيما زوي عنك، فكل شيء مسخر للإنسان في الحيادة الدنيا هو مادة امتحان وابتلاء فهو ممتحن في كل شيء أعطاه الله إياه.

ما دامت الدنيا دار ابتلاء ومن الابتلاء ألا تكون قوياً، ومن الابتلاء ألا تكون صحيح الجسم، ومن الابتلاء ألا تكون آمناً، وهذه الآية موجهة للمؤمنين، قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)﴾ سورة البقرة.

الصبر هو الموقف الكامل، لذلك حياة المؤمن ابتلاء، ومن أكبر مظاهر الابتلاء الحرمان، ما الذي ينبغي أن يفعله المؤمن حينما يبتليه الله؟ لا سمح الله ولا قدر أن تسأل الله العافية، لأننا في دار ابتلاء ولأن من خصائص الابتلاء النقص في المال، في البنين أحياناً، النقص في الصحة، لذلك سلوا الله العافية، سلوا الله الكفاية، سلوا الله الصحة، لا تركنوا للحياة الدنيا فهي إلى فناء وزوال وهي متاع الغرور، قال الله تعالى {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} سورة الرحمن، وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)} سورة الحديد، وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} سورة آل عمران.

وختامًا من المهم ان نعلم أكبر قدر من المعلومات عن الحياة الدنيا والدار الآخرة لأن هذا سينفعنا في ديننا ودنيانا.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منصة الكترونية لنشر المقالات باللغة العربية. يسعى موقع فنجان الى اثراء المحتوى العربي على الانترنت وتشجيع الناس على القراءة

‫0 تعليق