هل فكرتَ أحياناً بشيء ترغب بهِ يومياً؟ هل تراودَ إلى ذهنك العديد منَ السيناريوهات التي تكون أنتَ بطلها داخل عقلك؟ هل شعرتَ يوماً ما بالسعادة العارمة أو اليأس يعتريك قبلَ النوم من خلال صورك الذهنية وتخيلاتك؟ إذا شعرتَ بشيءٍ من هذا فهذه الحالة تُسمى {أحلام اليقظة} أي أنَ الشخص قبلَ أن ينام يُغمض عينيه ويبدأ سيناريو في مُخيلته، إما سيناريو إيجابي يتمنى أن يحدث معهُ، وإما سيناريو سلبي يُصاب بالأرق واضطرابات النوم منهُ، فما هيَ أحلام اليقظة؟ ومهيَ أنواعها؟ وفوائدها؟ وكيفَ نتخلص منها عندما تكون أحلاماً سلبية؟
أعزائي القراء،، نُقدّم لكم مقال شامل عن أحلام اليقظة التي يشعر بها الإنسان قبلَ النوم بدقائق عديدة:
1. ما هيَ أحلام اليقظة؟
كل شخصٍ منّا يُفكّر دائماً بماضيه وحاضره ومُستقبله، والعديد منَ الأشخاص مُصابون بأحلام اليقظة اليومية وخاصةً قبلَ النوم فالجسم يكون مُسترخياً والهدوء يُساعد على التفكير والتأمل في هذه اللحظة، لذلك يلجأ الإنسان إلى إشباع رغباته في الخيال التي يتمناها في الواقع، وخاصةً المُراهقين والشباب يُفكرون دائماً ويتخيلون أنفسهم أنهم ناجحين في المُستقبل ويملكون المال والبنون والحياة السعيدة، فهذه الأحلام تندمج معَ بعضها وتتشكل على هيئة سيناريو عندما يُغمض الشخص عينيه، ويدخل من خلالها إلى عالم واسع موجود بهِ جميع الأمنيات التي تُعتبر بعيدة في الواقع أو مستحيلة التحقق، وبهذه الحالة يُشبع الشخص رغباته على مستوى الخيال ويشعر بالسعادة العارمة معَ الأمل الموجود داخله بأنَ القادم أفضل، وهذه الأحلام واحدة منَ التجارب النفسية التي يعيشها الانسان لإشباع الرغبات بداخله عن طريق الخيال والتي لم يتم نجاحها في الواقع أو صعبة المنال، علاوة على ذلك ليست شرطاً أن تكون أحلام اليقظة قبلَ النوم فقط، بل الشخص يُمكنهُ أن يُغمض عينيه ويرى جميع الأمور والأمنيات المكبوتة داخله في الواقع والتي لا يستطيع تنفيذها بسبب العادات أو تفكير المُجتمع، وعلى سبيل المثال عدّة شبان صغار السن يعملون في ورشة مُتعبة جداً ومن هؤلاء الشبان يوجد شاب يُحاول أن يتخلص من واقعه المؤلم ويُغمض عينيه لعدّة دقائق ليتخيل نفسه أنهُ مُتعلم وناجح ومُستقل، وبالتالي فأحلام اليقظة هيَ خيال جميل للهروب منَ الواقع.
2. ما هيَ أنواع أحلام اليقظة؟
بالتأكيد تفكير الناس لا يُشبه بعضهم البعض، ومثلما ذكرنا أنَ أحلام اليقظة تجعل الشخص سعيداً وتُشبع رغباته، منَ المُمكن أن تكون لدى بعض الفئات الأخرى مصدر قلق وتشاؤم وسوداوية، فما هيَ أنواعها:
أحلام اليقظة الإيجابية:
هذه الأحلام تعمل على تحقيق الراحة النفسية والسعادة لصاحبها، فهيَ تُساعده على حل مشاكله والتخطيط للمُستقبل للوصول إلى حلمه، وتُساعده أيضاً في عدم الاستسلام أو الخضوع للواقع وتجعلهُ شخصاً مُبدعاً في ابتكار الحلول ووضع الأهداف.
أحلام اليقظة السلبية:
أما عن هذا النوع فهوَ يُصيب الأشخاص الذينَ ينتمون إلى العيش بمفردهم أو يخافون من ماضيهم ومُستقبلهم أو أنَ حياتهم قد تعرّضت للخطر في مرحلة ما، فأحلام اليقظة السلبية تؤثر على نفسية الشخص وتجعلهُ عالقاً في الماضي وخائفاً منَ المستقبل، وهذه الحالة تُصاحبها ألم في الرأس وذلكَ لارتفاع نسبة القلق والأرق والخوف، فهوَ يبدأ بتذكر جميع المواقف السلبية وكأنهُ يهرب من واقع سيء إلى خيالٍ أسوأ.
ما هيَ فوائد أحلام اليقظة الإيجابية؟
- تجعل الشخص قادراً على حل المُشكلات من حوله.
- تُساعد الشخص في عملية التأمل والتركيز وتنشيط القسم الأيمن منَ المخ.
- تعمل على تقوية الذاكرة.
- تمنح الشخص شعوراً بالطاقة لوضع الأهداف والوصول إلى النتائج المطلوبة التي يحلم بها.
- تعمل على راحة نفسية الشخص وراحة دماغه.
- أحلام اليقظة اليومية تجعل الشخص مُبدعاً في عمله وحياته، والكثير منَ الناجحين والمشهورين اعتمدوا في الخطوة الأولى على أحلام اليقظة التي تمنحهم الشعور بالراحة والقدرة على التخطيط لتحويل الخيال إلى حقيقة.
ما هيَ سلبيات أحلام اليقظة السلبية؟
- تجعل الشخص مُرهقاً ومُتعباً.
- تمنح الشخص شعوراً بالقلق وعدم القدرة على النوم.
- تجعل الشخص يُفكر دائماً بمن حوله وبجميع التفاصيل السيئة التي حدثت معه.
- تؤدي إلى حالة منَ الاكتئاب والهلع.
- تؤدي للانعزال والنظرة التشاؤمية للمجتمع والمستقبل.
- تؤدي أيضاً إلى التقصير في العمل المهني والعلاقات الاجتماعية.
كيفَ يُمكن استغلال أحلام اليقظة الإيجابية؟
- الشخص الناجح والطموح والذي يمتلك أهداف واضحة عليهِ أن يعمل بجهد لتحقيق هذه الأحلام منَ الخيال إلى الواقع.
- يجب على الوالدين استغلال أحلام أبنائهم المُراهقين عندَ تكلمهم عنها وتطويرها وتشجعيهم على تحقيق هذه الأحلام، فالطفل والمُراهق يستطيع أن يُكوّن شخصيته الواضحة والحقيقية في هذه المرحلة، وعلى الوالدين أيضاً تجنب الاستهزاء بأحلام ولدهم الذي يقول لهم على سبيل المثال {أنا أريد أن أصبح رائد فضاء يا أبي، وهذا حلمي} لذلك على الوالدين تشجيع الأبناء وعدم الوقوف كعائق في وجههم.
- يجب على كل شخص أن يتعمق في هذه الأحلام ويُخطط لها ويُحاول تنفيذها على شكل خطوات مُقسمة إلى أقسام.
- هذه الأحلام لم تأتي عن عبث فربما تكون إشارة للشخص بجانب أنها مُتنفس لهُ وهروب من واقعه للخيال، لذلك عليكَ استغلالها قدر ما أمكن لتجعل منكَ شخصاً ناجحاً ومُخططاً.
كيفَ يُمكن التخلص منَ أحلام اليقظة السلبية؟
- أحلام اليقظة السلبية أشبه بالمرض النفسي الذي يُصيب الدماغ من كثرة التفكير والخوف والهلع، وللتخلص منهُ على كل شخص أن يتقرّب منَ الله سبحانه وتعالى ويؤمن بذاته وبقدراته وبأنَ لاشيء يحصل إلّا ما كتبه الله لنا.
- عليكَ زيارة أحد أصدقائك المُقربين أو الجلوس معَ أحد والديك والتحدث معهُ حول أحلام اليقظة التشاؤمية التي تُفكر بها، فهوَ بالتأكيد سيُحاول مُساعدتك ومنحك راحة البال.
- يجب السيطرة على هذه الأحلام من خلال عدم التفكير بها أو إشغال أنفسنا بأشياء نحبها كممارسة بعض الهوايات أو التركيز في المجال الذي نحبه.
- على كل شخص يُصاب بهذه الأحلام أن يستثمر وقته في أشياء تُشعرهُ بقيمته الحقيقية وأنهُ يستحق النجاح ومعرفة أهميته في الحياة.
- يُمكن تحويل أحلامك السيئة إلى حقيقة ناجحة وذلكَ من خلال فن إبداع كتابة القصص القصيرة والروايات والأدب، فهذه الطريقة ستُنمي ذهنك وتجعل منكَ شخصاً ناجحاً ومعروفاً وتجعلكَ تُفكر في أشياء جديدة وتبتعد عن التفكير بنفسك فقط.
- ممارسة اليوغا وبعض الأنشطة الرياضية اليومية لتغيير الروتين.
- قراءة الكتب والمقالات التي تُنمي الفكر.
- يُمكنكَ استشارة الطبيب المُختص بشراء دواء فلوفوكسامين Luvox، فهوَ مُخصص لعلاج الوسواس القهري والتخفيف من أحلام اليقظة، ولكن الأشياء الطبيعية كتحفيز النفس والقدرة على استغلال الوقت والثقة بالذات من أهم الأدوية التي عليكَ استخدامها للتخلص من هذه الأحلام المُفرطة.
أحلام اليقظة ما هيَ إلّا شرود ذهني لدقائق عديدة، وهذه الأحلام إما عليكَ استغلالها بطريقة تجعل منكَ شخصاً ناجحاً وقائداً في عملك، وإما أنها ستبقَ أحلاماً خيالية في ذهنك فقط، لذلك حاول استغلالها جيداً.
{{نتمنى أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.