أعراض مرض التوحد عند الأطفال

[faharasbio]

إضطراب طيف التوحد

مرض التوحد أو بالأصح ما يطلق عليه اضطراب طيف التوحد هو اضطراب سلوكي ينتج عنه عدد من السلوكيات المتكررة والغير مبررة.

بالإضافة إلى مشاكل في التواصل الاجتماعي والتعبير عن الرغبات بهذه السلوكيات غير المفهومة لضعيفي الخبرة.

ويطلق عليه طيف التوحد لاختلاف شدته ودرجات الإصابة به، بالإضافة إلى اختلاف طرق التعامل مع الأطفال المصابين وذلك بحسب تشخيص المرض.

وغالبًا ما يكون الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد موهوبين في مجال محدد يختلف بحسب ميول الطفل.

وأثبتت آخر الدراسات أن طفلًا واحدًا من بين ٥٤ طفلًا يعاني من إحدى اضطرابات طيف التوحد، كما يتضمن اضطراب طيف التوحد بعض الاضطرابات والمشكلات الصحية بجانب الاجتماعية والسلوكية.

وتظهر مؤشرات اضطراب طيف التوحد عادةً من عمر سنتين إلى خمس سنوات، وقد تظهر بعض الأعراض البسيطة قبل ذلك ليتم التشخيص بشكل أبكر، وسيهتم هذا المقال بذكر أشهر أعراض مرض التوحد عند الأطفال.(١)

تاريخ إضطراب طيف التوحد

كان الأطباء قبل قرن من الزمن يظنون أن أعراض مرض التوحد عند الأطفال هي أعراض نوع من أنواع اضطرابات انفصام الشخصية.

وقد تغير هذا المفهوم كثيرًا على مر السنوات، ففي عام ١٩٤٣م نشر ليو كانر ورقة علمية تصف ١١ شخصًا يعانون من عدد من السلوكيات المتكررة أو مهووسين في سلوكيات معينة.

وفي عام ١٩٤٤م نشر الطبيب النمساوي هانز سبريجر أول دراسة علمية مخصصة للأطفال المصابين بالتوحد.

ووصفت دراسته أربعة أطفال تراوح أعمارهم ما بين ٦ إلى ١١ عامًا، ولاحظ الطبيب أن الآباء لديهم سلوك مشابه لسلوكيات الأبناء، وهذا ما وضع شكوكًا بكون اضطراب طيف التوحد اضطرابا وراثيًا.

وشكل الطبيب هانز سبريجر حجر الأساس لمتلازمة سبريجر أو متلازمة الموهوب التي تمت تسميتها نسبة له.

وفي عام ١٩٥٩م نشر العالم النمساوي برونو بيتيلهايم مقالة في مجلة العلماء الأمريكيون تتحدث عن جوي وهو طفل مصاب في التوحد، وعمره ٩ سنوات.

وقد أدخلت هذه المقالة مصطلح التوحد إلى المجتمع العلمي، ووضحت فكرة عامة عن أعراض مرض التوحد عند الأطفال.

واستمر هذا المفهوم بالتطور والتوسع بين الأفراد على مر السنوات، وفي عام ١٩٩٠م تم إدراج اضطراب طيف التوحد من ضمن فئة الإعاقة في قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة، وذلك لتسهيل حصولهم على خدمات التعليم الخاص.

وفي عام ١٩٩٦م نشرت الروائية تيمبل جراندين رواية عن قصة حياتها مع مرض التوحد، وكيف استطاعت التفوق في مجالها، ولاقت روايتها استحسان القراء.(٢)

أنواع إضطراب طيف التوحد

يعتبر فهم أنواع اضطرابات التوحد معقدًا بعض الشيء، حيث يطبق على تصنيف أنواع اضطرابات التوحد العديد من التغيرات في كل فترة من الزمن.

وفي بعض الأحيان تعتبر تسمية بعض اضطرابات التوحد قديمة بعض الشيء، ولكن يستمر الأطباء في استخدامها لما فيها من التفاصيل التي تميزها عن غيرها.

ومن أشهر أنواع اضطرابات طيف التوحد الاضطرابات التالية: (٣)

إضطراب النمو المنتشر:

وهو الاسم القديم لاضطراب التوحد، وتم استخدامه من عام ١٩٩٤م إلى عام ٢٠١٣م، وبشكل عام لم يعد هذا المصطلح يستخدم حاليًا، وتم تعويضه بمصطلح اضطراب طيف التوحد وتم تقسيمه إلى ثلاثة مستويات بحسب شدته.

متلازمة أسبرجر:

ويطلق عليها أيضًا اسم متلازمة الموهوب، وهي أحد أشكال مرض التوحد، وغالبًا ما يكون المصابين بها على درجة عالية من الذكاء والموهبة في مجال معين، ولكنهم يمتلكون ضعفًا من الناحية الاجتماعية.

وفي الوقت الحالي لم تعد تصنيفًا رئيسيًا لمرض التوحد، ولكن اعتبرت من أعراض اضطراب طيف التوحد من المستوى الأول.

التوحد الخفيف:

وهو ليس تشخيصًا رسميًا لمرض التوحد، ولكن يتم إطلاق اسم المتوحد الخفيف على من تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد، ولكنهم يمتلكون مهارات لفظية ممتازة، ونادرًا ما يعانون من المشكلات السلوكية.

ويمكن ملاحظة أعراض التوحد بشكل واضح عند تعرضهم للضغط العالي، الضوضاء العالية أو الإنارة الساطعة والمفاجئة.

التوحد الشديد:

وهو ما يتم تشخيصه على أنه اضطراب طيف التوحد من المستوى الثالث، أو ما يطلق عليه اسم اضطراب التوحد منخفض الأداء.

وغالبًا ما يمتلك المصابين بهذا النوع من التوحد سلوكيات عدوانية وصعبة للغاية، ويواجهون صعوبة في استخدام اللغة المنطوقة بوضوح.

متلازمة ريت:

وهي متلازمة وراثية تصيب الفتيات الصغيرات بشكل رئيسي، وتتمثل أعراضها في صعوبات في التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى صعوبة في استخدام اليدين.

أسباب إضطراب طيف التوحد

نتيجة لتعدد أنواع اضطراب طيف التوحد تتعدد الأسباب المؤدية له، وفيما يلي أشهر أسباب الإصابة في اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال: (٤)

  • عوامل وراثية: وذلك عند وجود فرد آخر في العائلة يعاني من أحد اضطرابات طيف التوحد.
  • طفرات جينية: وهي طفرات جينية مفاجئة تحدث نتيجة عوامل غير وراثية وغير منقولة من الآباء.
  • ولادة الطفل من أبوين كبيرين في السن، وغالبًا ما تتجاوز أعمارهم ال٤٠ عامًا.
  • انخفاض وزن الطفل عند ولادته.
  • اختلالات في التمثيل الغذائي للطفل.
  • تعرض الأم الحامل أو الطفل حديث الولادة للمعادن الثقيلة أو السموم البيئية.
  • تعرض الأم الحامل لبعض الأمراض الفايروسية خلال الحمل.
  • تناول بعض الأدوية الممنوعة عن الأم الحامل، مثل الأدوية التي تحتوي على مركبات الفالبرويك والثاليدوميد.

انتشرت فيما سبق دراسات تنص على أن التعرض إلى بعض اللقاحات خلال فترة الحمل يقود إلى إصابة الطفل بأحد اضطرابات التوحد، ولكن تم إنكار هذه الدراسة وسحبها منذ عام ٢٠١٠م.

أعراض مرض التوحد عند الأطفال الرضع

وجد العلماء عددًا من الأعراض البسيطة والتي قد تظهر على الأطفال حديثي الولادة وخصوصًا من عمر ٦ إلى ١٢ شهرًا.

تساهم معرفة هذه الأعراض في التدخل المبكر مع الطفل والتعامل معه بالشكل الصحيح والملائم له، ومن أعراض مرض التوحد عند الأطفال الرضع: (٥)

  • عدم تفاعل الطفل مع ابتسامة والديه حين يلعب.
  • يمكن ملاحظة أحد أعراض مرض التوحد عند الأطفال الرضع في عدم اتصال الطفل بعينيه مع والديه باستمرار.
  • عدم استجابة الطفل عند سماع اسمه، حيث يستجيب الأطفال إلى أسمائهم قبل وصولهم إلى عمر ٩ أشهر.
  • اختبار تتبع الأطفال بنظرهم تجاه الألعاب الملونة والزاهية.
  • عدم رفع الطفل يديه ليقوم والديه بحمله أو اللعب معه.

عند ملاحظة الوالدين لاستمرار ظهور أعراض مرض التوحد عند الأطفال الرضع حتى عمر ١٢ شهرًا يفضل حينها مراجعة طبيب أخصائي أطفال واستشارته في هذا المجال، وذلك ليقوم بالفحوصات الطبية الهامة لتحديد سبب هذه الأعراض بوضوح.

أعراض التوحد عند الأطفال الأكبر سنًا

مع تقدم الأطفال في عمرهم يصبح من الأسهل ملاحظة أعراض إصابتهم بأحد اضطرابات طيف التوحد.

ومن المهم الانتباه إلى هذه الأعراض وذلك للتعامل معها بالشكل الأمثل في الوقت المناسب، ومن أعراض مرض التوحد عند الأطفال: (٦)

  • عدم اهتمام الطفل أو عدم إدراكه لما يحدث حوله.
  • عدم القدرة على اللعب مع الآخرين أو تشكيل صداقات معهم.
  • رفض الطفل للإمساك به أو حضنه أو امساك يديه.
  • عدم الممارسة في الألعاب والنشاطات الجماعية.
  • صعوبة في تعبير الطفل عن مشاعره.
  • عدم ظهور علامات على الطفل تدل على استماعه لمن يتحدث معه.
  • نبرة الصوت الغريبة أو غير المتناسقة، فعلى سبيل المثال ينهي الطفل جميع الجمل التي يقولها باستخدام نبرة سؤال.
  • تكرار عدد من الكلمات باستمرار ومن غير سبب واضح.
  • الرد على سؤال محدد بتكرار السؤال لا بالرد عليه.
  • من أعراض مرض التوحد عند الأطفال أن الطفل يفهم ما يقال له حرفيًا، وهذا يمنع قدرة الطفل على فهم النكات وبعض عبارات المزاح أو التشبيهات.

أهمية إدراك أعراض التوحد عند الأطفال

ينصح الخبراء بالاستمرار في ملاحظة سلوكيات الأطفال المختلفة، وذلك لإدراك أي أعراض وتشخيص أي اضطراب متعلق بالتوحد أو غيره.

وتكمن أهمية إدراك أعراض التوحد عند الأطفال في النقاط التالية: (٧)

  • التشخيص المبكر يجعل الوالدين أكثر قدرة على التعامل مع طيف التوحد وعلى السلوكيات التي يجب اتباعها، وذلك يساعد الطفل على الانخراط في مجتمعه بشكل أسرع، وعدم الابتعاد عن أقرانه.
  • مساعدة الأهل على التقديم لعدد من الخدمات الحكومية الداعمة للمصابين بطيف التوحد، والتي قد لا يستطيع الأهل التقدم لها عند تأخر التشخيص.
  • إيجاد الشغف عند الطفل المصاب بالتوحد وتضمينه ضمن البرامج الداعمة لشغفه، وذلك يجعل منه إنسانًا صاحب موهبة تفيده في مستقبله.
  • منع تفاقم أعراض وشدة اضطراب طيف التوحد لدى الطفل.
  • ايجاد عدد من الأصدقاء للطفل، والذين يتشاركون معًا نفس التحديات، وعادة ما تستمر صداقاتهم لسنين طويلة.

لمعرفة طرق علاج مرض التوحد وأهم النصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد، إقرأ المقال التالي: مرض التوحد.

المراجع:

١- https://www.autismspeaks.org/what-autism

٢- https://www.verywellhealth.com/autism-timeline-2633213

٣- https://www.verywellhealth.com/what-are-the-different-types-of-autism-260611

٤- https://www.healthline.com/health/autism#autism-tests

٥- https://autismawarenesscentre.com/does-my-baby-have-autism-infant-behaviours-that-may-predict-asd/

٦- https://www.helpguide.org/articles/autism-learning-disabilities/does-my-child-have-autism.htm

٧- https://www.verywellhealth.com/autism-in-children-4013636

[ppc_referral_link]