معلومات عن متلازمة الموهوب {العبقري}

[faharasbio]

معلومات عن متلازمة الموهوب {العبقري}

توجد الكثير منَ الاضطرابات العقلية التي يُصاب بها فئة منَ الأفراد ويُعانون من أعراضٍ شديدة تُعيقهم عن ممارسة حياتهم اليومية كأشخاصٍ طبيعيين، ومن أبرز هذه الاضطرابات وأكثرها غرابة متلازمة الموهوب أو العبقري، للوهلة الأولى ستتمنى الإصابة بها كونها تخدعك بعنوانها الذي يدّل على أنَ الإنسان عبقري في كل شيء ويستطيع استغلال عبقريته لصالحه في الدراسة وجني الأموال والاستثمار، ولكن قد تُغيّر رأيك في السطور القادمة بعدَ تعرّفك عليها.

فمنَ الجدير بالذكر، أنَ متلازمة الموهوب تجعل الإنسان مبدع ويتميز بذكاءٍ خارقٍ في مجالٍ واحدٍ فقط مثل {الفن، الحساب، الموسيقى} ولكنهُ للأسف مختلف عن الأشخاص الطبيعيين من حيث التواصل والتكلم بطلاقة أو الفهم على الآخرين، فهذه المتلازمة يُصاب بها الفرد أثناءَ ولادته وتستمر معه طيلةَ حياته وتُؤثر على جهازه العصبي، وأحياناً المُصابين بالتوحد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة العبقري التي تجعلهم يُفضّلون العزلة وعدم الاختلاط بأحد من أجل ممارسة عبقريتهم والإبداع بها في المجال الذي يحبوه، لذلك ما هيَ متلازمة الموهوب {العبقري}؟ وما هيَ أعراضها؟ أسباب الإصابة بها؟ وطرق التعامل معَ المُصابين؟

ما المقصود بمتلازمة الموهوب {العبقري} Savant Syndrome؟

لا بدَّ أنكَ شاهدتَ من قبل المسلسل الأمريكي The Good Doctor إذا كنتَ من عشاق الأفلام والمسلسلات على الإنترنت، ولاحظتَ من قبل أنَ بطل المسلسل مختلف كُليّاً عن أصدقائه في الجامعة من نفس اختصاصه، فكانَ شديد الذكاء ويستطيع حلّ الكثير منَ المشكلات التي يُواجهها، وبالفعل قدّمَ لنا هذا المسلسل لمحة شاملة عن متلازمة الموهوب بطريقةٍ إبداعية وممتعة للمشاهد.

فهذه المتلازمة الطبيّة تُصيب الأفراد الذينَ يُعانون من إعاقاتٍ أو اضطراباتٍ داخل عقلهم، ويُمكن ملاحظتهم من قِبَل أفراد عائلتهم عندما يجلسون بجانبهم ويُشاهدون إبداعهم في العمليات الحسابية أو العزف على آلةٍ موسيقية أو إبداعهم في مجال الحواسيب والتقنيات، دونَ أن يُعبّروا للآخرين عن ذكائهم، فينعزلون على أنفسهم ويُمارسون حياتهم.

بالإضافة إلى أنَ متلازمة العبقري منَ المتلازمات النادرة في عالمنا، فلا يُصاب بها إلّا أعداد قليلة أغلبهم يُعانون منَ التوّحد أو أعراضه.

ما هيَ أعراض متلازمة الموهوب {العبقري}؟

يُمكن ملاحظة عدّة علاماتٍ وأعراض من قِبَل الوالدين على طفلهم تتعلّق بإصابته بهذه المتلازمة، ومنها:

  • قوة الذاكرة لديه.
  • القدرة الرهيبة على الإبداع في الرياضيات أو الفن أو أي مجالٍ آخر بسرعةٍ وإنجاز كبيرين.
  • الهدوء الدائم.
  • عدم الاختلاط بالآخرين.
  • حب الانعزال والجلوس بمفرده في عالمه الخاص.
  • القدرة على حل الألغاز الصعبة أو غير المفهومة.
  • الخجل المستمر.
  • التعرّض للتنمر في بعض الأحيان.
  • حلّ المعادلات الرياضية الصعبة جداً على طفل في سنّه إذا كانَ المجال الذي يُبدع بهِ هوَ الحساب.

ما هيَ أسباب الإصابة بمتلازمة الموهوب {العبقري}؟

بالرغم من عدم وجود سبب ثابت للإصابة بها، ولكن علينا الإشارة أنَ الأطباء والباحثين قدّموا عدّة عوامل مختلفة منَ المُمكن أن تُسبب الإصابة بمتلازمة الموهوب {العبقري} ومن أبرزها:

  • توّحد خفيف: قد يعتقد البعض أنَ جميع المُصابين بهذه المتلازمة يُعانون منَ التوّحد، ولكن الجواب هوَ أنَ فئة قليلة منهم ويُمكن ذكر العالِم الشهير {أينشتاين} الذي كانَ مُصاباً بأعراض توّحد خفيفة ومن ثمَ أُصيبَ بالمتلازمة التي جعلت منهُ إنساناً فائق الذكاء.
  • خلل دماغي: في الكثير منَ الأحيان يتعرّض الفرد لبعض الإصابات في دماغه التي تُؤدي إلى تلفه أو تلف جزء منه، ولكن ليسَ التلف الذي يُفقده الذاكرة أو يجعلهُ غير قادر على التفكير، بل هذا التلف يكون معاكساً ويجعل منهُ إنساناً عبقرياً في مجالٍ ما.

ما هيَ طرق علاج متلازمة الموهوب {العبقري}؟

إنَ هذه المتلازمة لا يُمكن علاجها لأنَ البعض يعتبرها نعمة ولكن يُمكن التخفيف منَ الأعراض التي تظهر على الطفل والتي تتمثل في النطق المتأخر أو التأتأة، ومن أبرز العلاجات:

  • الدعم الأسري: الطفل في هذه الحالة سيكون خائفاً من مواجهة الآخرين أو الاختلاط بهم وخاصةً في المدرسة أو مدينة الألعاب، ولذلك على الوالدين تجنب إهمال طفلهم بل يجب أن يُسهموا في منحه الحب والحنان والقوّة والشجاعة والدعم لمساعدته في التعرّف على الأصدقاء وفهم المشكلات التي يُواجهها في محيطه مثل {الخوف أو التنمر} والعمل على حلّها من خلال توفير بيئة صحيّة لهُ تُساعده على النهوض والتكيّف بدلاً منَ الانعزال.
  • اللجوء إلى أخصائي النطق: منَ المعروف أنَ المُصابين بهذه المتلازمة يُعانون من تأتأة أو خوف منَ التحدث إلى الآخرين أو عدم قدرتهم على توضيح ما يُريدون، ولذلك الأخصائي في هذه الحالة سيُسهم في تأهيل الطفل وإعادة بناء الأحرف والكلمات وطريقة استخدامها بشكلٍ سليم، بالإضافة لتدريبه على التكلم معَ محيطه الخارجي تدريجياً لكسر حاجز الخوف والرهبة.
  • الأنشطة التربوية والترفيهية: يجب على الوالدين أيضاً أن يُسجلوا طفلهم في الأنشطة الممتعة والتي تزيد من مهاراته وقدراته في اللعب معَ الأطفال وتحسين سلوكياته وأفكاره وزيادة تواصله وإخراجه من حالة القوقعة والوحدة الغارق بها دونَ أن يُجبر على ذلك، فيُمكن استخدام الطريقة اللطيفة في التعامل معه من أجل تجنب إزعاجه أو إجباره على شيء.

هل توجد شخصيات مشهورة مُصابة بمتلازمة الموهوب {العبقري}؟

بالتأكيد، توجد الكثير منَ الشخصيات التي أثّرت في عالمنا، منها:

  • دانيال دامت: إنَ هذا الشاب عبقري إلى درجة الجنون، فهل لكَ أن تتخيل أنهُ قادر على تذكر أي معلومة يتلّقاها خلالَ ثوانٍ معدودة فقط؟ كما أنهُ يتحدث بأكثر من 10 لغاتٍ مختلفة ويستطيع حلّ المسائل الرياضية الصعبة دونَ الاستعانة بأجهزةٍ أو آلاتٍ تُساعده فيها، وعلينا بالذكر أنهُ يُعاني منَ التوّحد ولكنهُ تخطى هذه الحالة بسبب إصراره وثقته بنفسه وتركيزه على مهنته ودراسته.
  • أينشتاين: من منّا لم يسمع أو يقرأ عن العالِم الشهير أينشتاين ونظريته النسبية التي عَمِلَ على تطويرها؟ وبالرغم من أنَ حياته كانت صعبة بعض الشيء ويُعاني منَ التوّحد والانعزال، إلّا أنهُ كانَ شديد الذكاء في مجال الفيزياء.

إنَ التعامل معَ هذه الحالة يتطلّب الصبر والمحاولة المستمرة لإخراج الفرد من حالة الركود في غرفته، فأحياناً يُعاني الطفل من تنمرٍ مستمر ولذلك يُفضّل الجلوس بمفرده ويخاف أن يقترب منَ الغرباء أو الأشخاص الجدد، كونهُ يعتقد أنهم سيسخرون منه ويُسببون لهُ الإزعاج.

ولذلك الحل الأمثل في التعامل معَ طفلك إذا كانَ يُعاني من متلازمة الموهوب، هوَ مساعدته على زيادة ثقته بنفسه وخلق جوّ مريح معَ أصدقاء يُحبونه حتى يُساعدونه على تخطي حاجز الخجل والخوف لديه.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]