إنجازات محمد الفاتح – من هو محمد الفاتح
ما هي إنجازات محمد الفاتح؟ محمد الفاتح هو ابن أقوى السلاطين العثمانيين ابن السلطان مراد الثاني، والدته السلطانة خديجة عليمة، جده السلطان محمد جلبي الأول، ولد في منطقة أدرنه، في نيسان عام 1429م، تنحى والده عن الحكم، وتركه له عندما كان عمره 22 عامًا، وذلك في عام 855 للهجرة، الموافق لعام 1451م، وكانت فترة حكمه من أفضل الفترات في حياة الامة الإسلامية، فقد كان مثالًا للحاكم القوي، والعادل، وكان سابع السلاطين العثمانيين.
تعلم السلطان محمد الفاتح على يد أستاذه القدير أحمد بن إسماعيل الكوراني، حيث درسه التاريخ الإسلامي، وحفظ القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة على يد الشيخ آق شمس الدين سنقر، كما درس بعض اللغات مثل: الفارسية، والتركية، بالإضافة إلى اللغة العربية، وكان شغوفًا بالعلوم، فدرس علم الفلك، والرياضيات، والفقه، والأدب، والشعر، وغيرها، وكان اهتمامه بالفنون واضحًا، فقد كان يحب الرسم، والموسيقى، ويشجع على تعلمهم.
درس محمد الفاتح فنون القتال من والده الذي كان يأخذه معه في بعض الأحيان إلى الحروب التي كان يخوضها، كما تعلم على رماية السهم، وركوب الخيل، الأمر الذي مكنه من زيادة قوة الدولة العثمانية، وتوسيع نفوذها، بعد توليه الحكم، حيث فتح القسطنطينية، وسيطر على العديد من المناطق منها: صربيا، والبوسنة، والهرسك، وأجزاء من شمال تركيا، وبعض أراضي جنوب أوكرانيا، واليونان.
أهم إنجازات محمد الفاتح
سجلت للسلطان محمد الفاتح العديد من الإنجازات، والأعمال التي قام بها خلال حكمه للدولة العثمانية، ونذكر من أهمها:
- أنشأ دستور للدولة العثمانية اعتمد فيه على القرآن الكريم الذي كان قد حفظه، وعلى السنة النبوية الشريفة.
- قام بتقوية الجيش، وتزويده بالأسلحة، والمعدات الحديثة، وقام باستدعاء أكبر المهندسين لتصميم المدافع التي استخدمها في فتح القسطنطينية والتي تعد من إنجازات محمد الفاتح.
- أولى العلم اهتمامًا خاصًا، وبنى لذلك المدارس لنشر العلم، والمعرفة، واستقطاب العلماء، فقد شهدت البلاد في عهده نهضة علمية لم تشهدها من قبل.
- أكرم الفاتح العلماء، ومنحهم المزايا، والعطايا، وشجعهم على تقديم المزيد.
- أنشأ مكتبة ضمت الكثير من الكتب باللغة اليونانية، والفارسية، والعربية، واللاتينية، في مختلف المجالات العلمية، وقام بترجمتها إلى اللغة التركية، بفضل إتقانه لعدة لغات، ومن هذه الكتب: كتاب بطليموس في الجغرافيا.
- كان البناء، والعمران من اهتمامات محمد الفاتح أيضًا، حيث بنى الحدائق، والقصور، والمساجد، مثل: جامع السلطان محمد الفاتح، وكنيسة آيا صوفيا التي حولها إلى جامع، وغيرها من المعالم.
- عمل الفاتح على تطوير التجارة، فأنشأ المشاريع التي تشجع التجارة، وتسهل حركتها، كما طور الصناعة أيضًا.
فتوحات محمد الفاتح
اهتم السلطان محمد الفاتح بالفتوحات منذ توليه الحكم، وساعده بذلك حنكته العسكرية، وبعد نظره، واعتماده على التخطيط المنظم، ومن أبرز هذه الفتوحات:
فتح القسطنطينية
أولى محمد الفاتح مدينة القسطنطينية اهتمامًا كبيرًا، كونها عاصمة البيزنطيين، والمقر الرئيسي لهم، ومنها كانت تقاد الحروب الصليبية ضد المسلمين، فضلاً عن موقعها الجغرافي، وقد حاول العديد من قادة المسلمين حصارها، ومحاولة فتحها، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل.
وانطلاقًا من الحديث الشريف: ((لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ)، رواه البخاري، عمل السلطان محمد الفاتح جاهدًا على تقوية جيشه، وزرع الروح الجهادية في نفوسهم، وتعزيز الثقة بين صفوفهم، وقام بإرسال أهل العلم أسباب تأخر المسلمين بفتح القسطنطينية، والتي كانت تعود إلى عدم امتلاك المسلمين آنذاك المعدات اللازمة لاقتحام أسوار القسطنطينية، وعدم وجود الحصون التي تساعدهم في حصارها، فضلاً عن عدم قدرة السفن التقدم في الخليج للوصول إليها، ولذلك جهز الفاتح الجيش، والسفن، وانطلق إلى القسطنطينية، ووضع خطة لتخطي هذه العوائق فعمل على:
- بناء حصن ليساعده في حصار المدينة، استغرق ثلاثة أشهر لبنائه.
- استدعى المهندس (أوربان) لصنع ثلاثة مدافع قوية لا تستطيع أسوار القسطنطينية الصمود أمامها.
- أنشأ ممر في الجبل للوصول إلى الخليج مباشرة، واستطاع من خلاله تمرير سبعين سفينة.
بعد ذلك فاجأ الروم بمحاصرته القسطنطينية برًا، وبحرًا، الأمر الذي دام 53 يومًا، وتم بعدها تحقيق الهدف الذي رما إليه، وذلك في 20 جمادى الأولى عام 857 للهجرة، ولقب بعدها بالفاتح، وبلقب أيضًا بقيصر الروم، واتخذ من القسطنطينية عاصمة له بدلاً من أدرنة.
انعكس فتح القسطنطينية إيجابيًا على محمد الفاتح، وعلى الدولة العثمانية بشكل عام في عدة أمور ومنها:
- رفع مكانة السلطان محمد، وتوسيع نفوذه، وتوسع حكم العثمانيون.
- التركيز على الأساطيل البحرية، وزيادة قوتها.
- جمع الأتراك تحت راية العثمانيين.
- اتخاذ القسطنطينية عاصمة للعثمانيين باعتبارها تحتل موقعًا جغرافيًا مهمًا، وتسميتها إستانبول، والتي تعني عاصمة الإسلام، وتحولها إلى مركز لنشر الإسلام بعد أن كانت تعاديه.
- دمج الحضارات المختلفة، والاستفادة منها في جميع المجالات العلمية والعملية.
- تشكيل أكبر خطر يهدد العالم الأوروبي.
فتوحات أخرى للسلطان محمد الفاتح
لم يكتفي السلطان محمد بفتح القسطنطينية بل قام بعدها بالعديد من الفتوحات، فقد فتح الصرب في عام 863 للهجرة، وبعدها بلاد المورة في اليونان وذلك في عام 865 للهجرة، ثم فتح طرابزون، ورومانيا في عام 866 للهجرة، كما فتح ألبانيا خلال عامي 867 و884 للهجرة، وبعدها البوسنة، والهرسك في عامي 867 و870 للهجرة.
وفاة محمد الفاتح
توفي السلطان محمد الفاتح أثناء توجهه مع جيشه لفتح شبه جزيرة إيطاليا، إلا أن المرض اشتد عليه في الطريق ووافته المنية في الخامس من ربيع الأول عام 886 للهجرة، عن عمر يناهز 51 سنة، قضى منها 31 سنة في حكمه للدولة العثمانية، استطاع خلالها تحقيق الإنجازات التي كان من شأنها بداية عهد جديد للمسلمين.
اقرأ أيضًا: السلطان العثماني سليمان القانوني