ما هو ضغط الدم؟
ضغط الدم هو عبارة عن قوة دفع الدم الواقعة على جدران الأوعية الدموية للجسم، والتي ينتقل خلالها الدم إلى كافة أنحاء الجسم، ويمدها بالماء والغذاء والأكسجين والإنزيمات وباقي مكونات الدم، فيما يعرف بالدورة الدموية.
تبدأ الدورة الدموية بانقباض عضلة القلب بقوة، ما يؤدي إلى دفع كل محتوياته من الدم إلى الشريان الأبهر (أضخم شرايين جسم الإنسان) ومنه إلى بقية الشرايين حتى تصل إلى الأوعية الدموية، والتي تعتبر مكان التبادل بين الدم وخلايا الجسم، ثم تنبسط عضلة القلب لتسمح بامتلائه بدم جديد مشبع بالأكسجين، ثم ينقبض مرةً أخرى، وهكذا تتكرر الدورة الدموية.
يسمى ضغط الدم أثناء عملية انقباض القلب بالضغط الانقباضي، وفي أثناء الانبساط يسمى الضغط الانبساطي، ودائماً تكون قيمة الضغط الانقباضي أعلى من الضغط الانبساطي.
وعند قياس ضغط الدم يتم كتابة النتيجة على هيئة كسر، على سبيل المثال ٨٠/١٢٠ حيث توضع قيمة الضغط الانقباضي في أعلى الكسر وقيمة الضغط الانبساطي في أسفله.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
يعاني بعض الناس من ارتفاع ضغط الدم لسنوات عديدة دون أن يشعروا بأي أعراض أو تظهر عليهم أي علامات؛ ولذلك يسمى مرض ارتفاع ضغط الدم باسم القاتل الصامت.
لحسن الحظ فإن اكتشاف الارتفاع في ضغط الدم سهل جداً؛ وبالتالي فإن السيطرة عليه تكون ممكنة بمساعدة الأطباء؛ ولذلك فإن إجراء الفحوصات الدورية على مدار العام مهمة جداً ليتم اكتشافه في بدايته والبدء في علاجه.
ومن الأعراض والعلامات التي تدل على الارتفاع في ضغط الدم، والتي تظهر عادةً عندما يصل المرض إلى مرحلة متقدمة، ولكنها قد تظهر أيضاً عند قسم من المرضى في مراحل المرض الأولى:-
- ظهور أوجاع خفيفة في الرأس
- الشعور بالدوخة
- حصول نزيف من الأنف بشكل يفوق العادة
قد يهمك: هل يسبب ارتفاع ضغط الدم الصداع؟
أنواع فرط ضغط الدم
يوجد نوعان من فرط ضغط الدم وهما:-
- فرط ضغط الدم الأولي (الرئيسي): ويمثل ما قيمته ٩٠% – ٩٥% من حالات فرط ضغط الدم، ومسببه غير معروف إلا أنه يوجد عوامل تساعد في حدوثه، ويتطور هذا النوع تدريجياً على مدى عدة سنين.
- فرط ضغط الدم الثانوي: ويمثل ما قيمته ٥% – ١٠% المتبقية من الحالات، وينتج هذا النوع نتيجةً لمرض آخر يعاني منه المريض، ويظهر هذا النوع عادةً بشكل مفاجئ، ويسبب ارتفاع في ضغط الدم أكثر من النوع الأولي.
ويعتبر فرط ضغط الدم منتشراً بين البالغين بشكل أساسي، ولكن الأطفال قد يكونون عرضةً للإصابة به في بعض الأحيان أيضاً، ويتطور فرط ضغط الدم عند بعض الأطفال نتيجةً لوجود مشاكل في الكلى أو في القلب، ولكن عدداً كبيراً ومتزايداً من الأطفال يصبح عرضةً للإصابة بفرط ضغط الدم نتيجةً لعادات حياتية سيئة، مثل انعدام النشاط الجسماني والتغذية غير الصحية.
أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي
هناك العديد من الأمراض والأدوية التي تعتبر من أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي، من بينها:
- أمراض الكلى
- أورام الغدة الكظرية
- بعض العيوب الخلقية في القلب
- أدوية معينة مثل: أدوية الزكام، وأدوية تخفيف الاحتقان، وحبوب منع الحمل، وغيرها
- استخدام مسكنات الآلام بكثرة بدون وصفة طبية
- مخدرات كالكوكائين
عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم
هناك العديد من عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومنها:-
- الكبر في العمر
- العِرق
- تاريخ العائلة المرضي
- الزيادة في الوزن
- عدم الحفاظ على النشاط البدني
- تعاطي التبغ
- تناول كميات كبيرة من المِلح (الصوديوم)
- نقص البوتاسيوم في النظام الغذائي
- شرب الكحول بكثرة
- الضغط النفسي
- وجود أمراض مزمنة معينة
وفي بعض الأحيان يكون الحمل من العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وهذا ما يطلق عليه فرط ضغط الحمل.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم
يتم اكتشاف الارتفاع في ضغط الدم عن طريق قياس ضغط الدم بواسطة جهاز خاص يتكون من سوار قابل للانتفاخ يتم لفه حول ذراع المريض (للحد من تدفق الدم) ومقياس ضغط زئبقي أو إلكتروني، ومنفاخ وصمام تحكم في حالة الأجهزة اليدوية.
قيم قياس ضغط الدم
تنقسم قيم قياس ضغط الدم إلى أربع مجموعات وهي:-
- المستوى الطبيعي: والذي يكون فيه ضغط الدم أقل من ٨٠/١٢٠ ملم زئبق.
- مستوى ما قبل فرط ضغط الدم: والذي تكون فيه قيمة الضغط الانقباضي بين ١٢٠ – ١٣٩ ملم زئبق، أو قيمة الضغط الانبساطي بين ٨٠ – ٨٩ ملم زئبق.
- المرحلة الأولى من فرط ضغط الدم: والذي تكون فيه قيمة الضغط الانقباضي بين ١٤٠ – ١٥٩ ملم زئبق، أو قيمة الضغط الانبساطي بين ٩٠ – ٩٩ ملم زئبق.
- المرحلة الثانية من فرط ضغط الدم: والذي تكون فيه قيمة الضغط الانقباضي ١٦٠ ملم زئبق أو أكثر، أو قيمة الضغط الانبساطي ١٠٠ ملم زئبق أو أكثر.
علاج ارتفاع ضغط الدم
إن التغيير في نمط الحياة من الممكن أن يساعد بشكل كبير على موازنة ضغط الدم.
إلا أن تغيير نمط الحياة وحده لا يكون كافيأً في بعض الأحيان، فبالإضافة إلى تغيير عادات التغذية وممارسة النشاط البدني، قد يصف الطبيب بعض الأدوية لخفض ضغط الدم.
أدوية علاج ضغط الدم
يتعلق علاج الارتفاع في ضغط الدم والأدوية التي يوصي بها الطبيب بمستوى ضغط الدم عند المريض وبالمشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها.
ومن بين الادوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم:-
- مثبطات الرينين
- مُدرّات البول من مجموعة الثيازيد
- مُحْصِرات المستقبلات بيتا
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين
- محصرات مستقبل الأنجيوتنسين ٢
- محصرات قنوات الكالسيوم
وفي الحالات التي لا يتم فيها السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وعلاجه بمساعدة الأدوية المذكورة أعلاه، من الممكن أن يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية التالية:
- موسعات الأوعية الدموية
- مُحْصِرات مستقبلات ألفا
- محصرات مستقبلات ألفا – بيتا
بعد النجاح في جعل ضغط الدم في المستوى المطلوب، قد يوصي الطبيب بتناول الأسبيرين بشكل يومي؛ وذلك لتقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية.
قد يدمج الطبيب أكثر من نوع من الأدوية بجرعة منخفضة، وذلك بدلاً من استخدام نوع واحد بجرعة مرتفعة جداً، وهذا من أجل تخفيض الجرعة الدوائية اليومية.
ويعتبر تناول نوعين من الأدوية أو أكثر في آنٍ واحد أكثر فائدة من تناول نوع واحد من الدواء في كثير من الأحيان.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
يؤدي عدم علاج ضغط الدم المرتفع إلى مضاعفات كثيرة منها:-
- الإضرار بالأوعية الدموية في الجسم
- تمدد موضعي لجدران الأوعية الدموية
- حدوث انسداد أو تمزق في الأوعية الدموية في الدماغ
- مشاكل في الفهم أو في الذاكرة
- حدوث ضعف وتضيق في الأوعية الدموية في الكليتين
- حدوث تكثـف أو تضيـق أو انهتاك في الأوعية الدموية في العينين، وهذا قد يؤدي إلى فقدان البصر
- حدوث سكتة دماغية
- الفشل القلبي
- الإصابة بمتلازمة الأيض
المراجع
- (ويب طب – ارتفاع ضغط الدم)
- (ارتفاع ضغط الدم – MAYO CLINIC)
- (موقع موضوع – ارتفاع ضغط الدم أسبابه وعلاجه والوقاية منه)
- (سطور – معلومات عن مرض الضغط)
- (ويكيبيديا – ضغط الدم)
- (ويكيبيديا – ارتفاع ضغط الدم)
