استنشاق دخان الفحم.. الأضرار وطرق الوقاية

استنشاق دخان الفحم
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

استنشاق دخان الفحم.. الأضرار وطرق الوقاية

 كم مرة سمعتَ عن وفاة أشخاص بسبب الحرائق التي حدثت في منازلهم؟ وكم مرة سمعتَ عن وفاة معظم هؤلاء الأفراد بسبب الدخان المتصاعد نتيجة الاختناق وعدم القدرة في الحصول على أوكسجين نظيف؟ بالتأكيد الكثير منَ المرات، لأنَ الحرائق تحدث في كل زمانٍ ومكان، والدخان المتصاعد منها مليء بموادٍ كيميائية وجزيئات منَ النار ضارّة بالجهاز التنفسي عندَ الإنسان.

ومنَ الجدير بالذكر، يُطلق على هذه الحالة {التسمم بأول أكسيد الكربون}، فيتم استبدال الأكسجين النقي بهِ بعدَ تراكمه في مجرى الدم، وبالرغم من أنَ هذا الغاز لا يتميز بأي رائحةٍ أو لونٍ إلّا أنهُ ينتشر بسرعة أثناءَ الحرائق، فاستنشاق هذه الأبخرة المتصاعدة منَ الدخان ذو اللون الأسود، يُسبب أثر سلبي على حياة الإنسان، ومن هنا نُلاحظ أنَ الابتعاد عن مكان الحريق وحماية الفم والأنف أمر في غاية الأهمية.

ونوّد الإشارة، تزداد نسبة الخطر عندَ الأطفال الصغار والبالغين الأكبر سناً والأفراد المُصابين بأمراضٍ مزمنة مثل {الربو، القلب} والنساء الحوامل أيضاً، ولذلك ما هيَ أضرار استنشاق دخان الفحم؟ وما هيَ أعراضه؟ وما هيَ طرق العلاج؟ وكيفَ يُمكن الوقاية من هذا الدخان؟

ما هيَ أبرز أضرار استنشاق دخان الفحم؟

  • مشاكل قلبية: منَ المهم الحفاظ على صحة القلب والرئتين من خلال اتباع العادات الصحيّة والعيش في بيئةٍ نظيفة مليئة بالطبيعة والأشجار، ولكن يضطر بعض الأفراد العيش قرب مصانع الفحم، وبالتالي الدخان المتصاعد منها يُسبب انسداد في شرايين القلب وأثر سلبي على الرئتين.

فيشعر المُصاب بصعوبة بالغة في التنفس وعدم وصول الدم بشكلٍ كافٍ إلى عضلة القلب، وإذا لم يتم العلاج في وقتٍ مبكّر والانتقال إلى مكانٍ آمن، يزداد خطر الإصابة بالموت نتيجة السكتة أو الذبحة القلبية.

  • تسمم الجسد: من أبرز المشاكل الشائعة، لأنَ استنشاق دخان الفحم بنسبةٍ كبيرة يُؤثر على حالة الجسد وأعضائه، وخاصةً إذا بقيَ الفرد في مكان الحريق واستنشقَ الدخان في غرفةٍ مغلقة، لأنَ الكبريت المتواجد في الفحم يحترق بسرعة وينتج عنهُ ثاني أكسيد الكبريت ويُكوّن حمض الكبريتيك من خلاله، بالإضافة لحرق الهيدروكربون في بيئةٍ مغلقة يُسرّع من انتشار التسمم.
  • الإجهاد والإرهاق الجسدي: أثناءَ استنشاق الفرد لدخان الفحم، لن يبدو أمراً طبيعياً لديه، حتى لو استنشقَ كمية قليلة، لأنها ستُؤثر على يومه بأكمله، فيشعر بالإرهاق وضعف الجسد وعدم القدرة على التنفس بأريحية، بالإضافة للسعال المتكرر وتهيّج المجاري التنفسية لديه.
  • التهيّج والحساسية: لمن يُعاني من مرض الربو، فالأفضل لكَ الابتعاد عن الأماكن التي تحتوي على هذا الدخان، وخاصةً التدفئة على الفحم وانتشار دخانه المتصاعد في الهواء، لأنه سيُؤثر على الجهاز التنفسي ويُسبب تهيّج في الأنف والعينين، كما تقلّ مستويات الأكسجين في الرئتين.
  • الإصابة بالسرطانات: منَ المهم التوعية بأثر دخان الفحم على حياة الإنسان، لأنَ مئات الأفراد لقوا مصرعهم بسبب عاداتهم الخاطئة في استنشاقه إما أثناء التدفئة أو العمل في مصانع الفحم دون الحماية، وبالفعل التعرّض المنتظم لهذا الدخان يُسبب الإصابة بسرطان الرئة وإدخال مواد سامّة إلى الجسد.

ما هي أعراض استنشاق دخان الفحم؟

في الحقيقة توجد عدّة علامات تظهر على الإنسان بعدَ استنشاقه لدخان الفحم، مثل:

  • الإصابة بالدوار والغثيان.
  • تشوش الرؤية.
  • عدم التنفس بشكلٍ صحيح.
  • السعال وتهيّج المجاري التنفسية.
  • فقدان الوعي بعدَ استنشاقه بكمياتٍ كبيرة.
  • الإرهاق والتعب.

ما هي طرق علاج استنشاق دخان الفحم؟

توجد عدّة طرق علاجية يُمكن اعتمادها إذا أُصبتَ أنتَ أو أحد أفراد عائلتك بهذه المشكلة، تتمثل في:

  • العلاج الوريدي: إذا استنشقَ المُصاب هذا الدخان وأُصيبَ جسده بالجفاف، فالأفضل هوَ حقن الوريد بالسوائل من أجل تعويض الجسد.
  • العلاج الدوائي: يُمكن للطبيب أن يصف عدّة أدوية للمريض مثل المضادّات الحيوية التي تُساعده على منع انتشار العدوى، بالإضافة لموسع خاص بالشعب الهوائية من أجل تحسين التنفس، وإذا أُصيبَ الإنسان بأي تسممٍ كيميائي يتم وصف أدوية خاصة بهذه المشكلة أيضاً.
  • علاج HBO: يتم استخدامه بكثرة من أجل علاج التسمم، فيُنقل المُصاب إلى غرفة ضغط بهدف مدّه بالأكسجين اللازم، فيتم التخلص منَ المادة السامّة في الدم واستعادة الأكسجين الطبيعي للجسد.
  • علاج منزلي آمن: يُمكنكَ القيام بعدّة خطوات بعدَ إصابة أحد أفراد عائلتك بهذه المشكلة، ما عليك إلّا إسناد رأسه على عدّة وسائد خفيفة من أجل التنفس بأريحية ومن ثمَ الحصول على النوم والراحة الجسدية، وتجنب أي مصدر للدخان في المنزل وتجنب أي مؤثرٍ خارجي يتسبب بتهيّج الرئتين.

بالإضافة إلى الانتظام في تناول الأدوية التي وصفها الطبيب، والابتعاد عن الأشخاص المدخنين أو الحرارة العالية.

كيف يُمكنني الوقاية من دخان الفحم؟

بإمكانك حماية نفسك وعائلتك من هذه المشكلة بعدّة خطوات:

  • يُفضّل تجنب التدخين أو الشيشة في المنزل.
  • يجب تثبيت أجهزة في غرف المنزل من أجل إنذار الدخان.
  • يجب تثبيت أجهزة إنذار الحريق واختبارها واستبدالها كل عدّة سنوات للحفاظ على جودتها.
  • إغلاق الفرن وإبعاد أي منتجات قابلة للاشتعال عن أماكن النوم، ويُفضّل تخزينها في مكانٍ آمن.
  • يُفضّل الابتعاد عن استخدام زيت القلي عدّة مرات أو إهماله في المطبخ دون حمايته.
  • يجب حماية المنزل منَ الداخل والخارج، بالإضافة للاطلاع على معايير الأمان والسلامة في حال حدوث أي حريق في المنزل.
  • يُفضّل اختيار مكان مناسب للسكن بعيداً عن المصانع المختصة بالفحم.

لا يوجد أفضل منَ العيش في بيئةٍ سليمة ونظيفة، فالطبيعة هيَ الخيار الأفضل للكثيرين، كما أنَ العيش في الأرياف أكثر صحة منَ المدن، كونها مليئة بدخان المصانع والسيارات والازدحام، ممّا يُؤثر على استمداد جرعات الأكسجين الطبيعية.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق