انه من الجيد القيام بالأمور التي تحبها، لكن هل من المكان أن تتمادى كثيرا في هواياتك؟ و متى تتحول الهواية إلى إدمان؟ هذه هي الأسئلة التي يحاول المختصون الإجابة عنها في ما يخص ألعاب الفيديو.
رغم أن ألعاب الفيديو موجودة منذ ما يقارب 50 سنة، إلا أن الدراسات حول خطورتها لا تزال في مراحلها الأولى، مجموعات مختلفة تحصلت على نتائج مختلفة حول ما إذا كان لعب ألعاب الفيديو إدمانا.
المنظمة العالمية للصحة قامت بإضافة “اضطراب الألعاب” في نسخة عام 2018 من كتاب المراجع الطبية، التصنيف الدولي للأمراض.
توصلت الدراسات إلى بعض الدلائل و العلامات التي يمكن للأطباء الاعتماد عليها كتحذيرات لبداية علامات الإدمان حول لعبة ما أو عدة العاب.
في ما يلي العلامات التي يجب عليك البحث عليها في نفسك أو في أقربائك أو أصدقائك الذين بدأت تشك في وصولهم إلى مرحلة الإدمان:
- التفكير في اللعب طوال الوقت أو معظم الوقت.
- الإحساس بالحزن و القلق عندما لا تستطيع أن تلعب.
- تزايد المدة التي تستغرقها في اللعب لتحس بإحساس جيد.
- عدم قدرتك على التوقف عن اللعب أو حتى التقليل من مدة اللعب.
- عدم رغبتك في فعل الأشياء الأخرى التي كنت تحبها و اكتفائك باللعب فقط بدل ذلك.
تبدأ تحصل لك مشاكل في مختلف الأماكن و مع مختلف الأشخاص بسبب اللعب كتراجع علاماتك الدراسية أو تأخرك عن العمل بكثرة…
الاستمرار في اللعب و عدم اكتراثك لما يحدث في عالمك الخارجي من أمور يجب عليك فعلها أو مشاكل يجب عليك حلها فيصبح المدمن يؤجل كل شيء من أجل اللعب و اللعب هو أولويته.
الكذب على الأشخاص المقربين منك حول المدة التي تستغرقها في اللعب. اللجوء إلى اللعب لتحسين مزاجك و التهرب من المشاعر الغير جيدة.
طبعاً، ليس كل من يلعب لمدة طويلة فهو مدمن، يقول بعض الخبراء أن البعض هو فقط متحمس كثيرا للعب، شيء آخر اجتمع عليه الخبراء و هو أن نسبة الإدمان قليلة جدا، من 1% إلى 9% من اللاعبين يصيبهم الإدمان كما أن الذكور هم أكثر عرضة للإدمان من البنات.
ربما من الأفضل أن تبدأ بسؤال نفسك.. هل اللعب أصبح يقف بيني و بين أمور مهمة في حياتي؟ مثل علاقاتك مع الآخرين، عملك أو مستواك الدراسي و علاماتك الدراسية، هل تحس بأنك عبرت الحدود ما بين حبك للعب و إلزامية اللعب؟ أو هل أنت تلجأ للعب لتهرب من الواقع و المشاكل التي تواجهك و الأوقات الصعبة؟
انه من الصعب أن يلاحظ اللاعب بنفسه المشكلة، لأن في أغلب الأحيان أنت غير مدرك لكمية الوقت التي تقضيه في اللعب و تبدو لك مدة زمنية عادية جدا، لهذا يجب الاستماع إلى الناس المقربين منك… إذا وجهوا لك الملاحظة بأنك تفرط في اللعب فيجب عليك أن تبدأ بالتقليل من اللعب كثيرا.
إذا كنت أبا أو أما قلقاً على ولدك و الوقت الذي يقضيه في ألعاب الفيديو، ألق نظرة على أدائه في الدراسة و مستوى علاماته، اذا كانت علاماته الدراسية و علاقته مع والديه جيدة فهو على الغالب غير مدمن على ألعاب الفيديو.
الحصول على المساعدة
إذا لاحظت أعراض الإدمان عليك يجب عليك طلب المساعدة و اللجوء إلى طبيبك أو طبيب الأطفال في حالة كان أحد أبناءك هو المعني بالأمر، من الضروري القيام بهذا فور ملاحظة أعراض الإدمان لأنه من الأفضل علاج الأمر في البداية قبل أن يخرج عن السيطرة.
إذا كنت والد لطفل يحب الألعاب، يمكن لطبيب مختص أن يريك كيفية وضع الحدود لولدك في اللعب حيث يمكنك أنت أن تعوضه عن اللعب حيث أثبتت دراسات أن كون الوالد جزء من علاج إبنه يجعل العلاج فعال بشكل كبير و سريع.
تجنب الوقوع في الإدمان
لإبقاء أوقات اللعب تحت تحكمك، جرب هذه الحيل التي تساعد الكبار و الصغار أيضا:
- قم بوضع أوقات محددة للعب و حاول الالتزام بها تدريجياً.
- حاول تجنب اللعب ليلاً و ذلك بإخفاء الهاتف أو الآلة التي تستعملها للعب.
- قم بنشاطات أخرى كل يوم لتعويض وقت اللعب و لتنسى أمر ألعاب الفيديو، من الأفضل أن تكون النشاطات جسدية كالجري أو القيام بتمارين رياضية لأنه يجب عليك التحرك لتجنب الأضرار التي قد يسببها الجلوس لساعات طويلة أمام ألعاب الفيديو.
المخاطر والمخاوف الصحية
يمكن أن يكون لألعاب الفيديو تأثيرات سلبية على العقل أو الجسم النامي. قد يعاني اللاعبون الكبار أيضًا من آثار الساعات التي يقضونها في الجلوس على الأريكة أو على مكتب الكمبيوتر. فيما يلي بعض الاهتمامات الرئيسية للاعبين الصغار:
نمط الحياة المستقرة:
يمكن أن تؤدي الساعات التي يقضيها الجلوس على جهاز كمبيوتر أو أمام الجهاز إلى مشاكل جسدية للشاب. أدى عدم ممارسة الرياضة البدنية بسبب ألعاب الفيديو إلى مخاوف تتعلق بالصحة العامة بشأن زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2 لدى الأطفال والمراهقين.
عدم وجود مشاركة اجتماعية:
على الرغم من أن ألعاب الفيديو تتطلب الانخراط مع الآخرين في بيئات رقمية، إلا أنها لا تعد الأطفال بالضرورة لواقع التواصل الاجتماعي مع أقرانهم. تعلم كيفية التفاعل مع الآخرين في بيئة واقعية هو مهارة اجتماعية مهمة قد يهملها الأفراد الذين يقضون الكثير من الوقت في اللعب.
مشاكل التركيز والانتباه:
هناك بعض القلق من أن الحركات السريعة لألعاب الفيديو تعزز فقدان التركيز في اللاعبين. قد يصبح الأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت في لعب ألعاب الفيديو أقل اهتمامًا بقراءة الكتب، على سبيل المثال، الأمر الذي يتطلب اهتمامًا أكثر تركيزًا وإطالة.
تجنب المهام التنموية:
المراهقة هي وقت اكتشاف الذات وتنمية الشخصية. من أجل أن تصبح بالغاً ناضجاً قادراً على مواجهة تحديات الحياة، يجب على المراهقين تعلم كيفية مواجهة العواطف المؤلمة والتجارب الاجتماعية المحرجة. عند استخدامها بشكل مناسب، يمكن لألعاب الفيديو الخيالية التي تلعب أدواراً أن تساعد الأطفال على تعلم وتطبيق سمات شخصية ذات قيمة قد تساعدهم في تفاعلهم مع الآخرين. ولكن عند استخدام ألعاب الفيديو كآلية للهروب، فإنها تسمح للأطفال بتجنب التحديات التنموية عند النمو.
زيادة العدوان أو العنف:
الأطفال والمراهقون الذين يكرسون الكثير من الوقت للعب ألعاب الفيديو التي تركز على القتال أو العنف قد تظهر عليهم علامات عدوانية أكثر من أولئك الذين لا يلعبون هذه الألعاب. يجب أن يكون الوالدان على دراية بمحتوى ألعاب الفيديو، التي تخضع لنظام تصنيف مشابه للنظام المطبق على الأفلام.